كيف تؤثر في الناس - (3) وجه النبي صلى الله عليه وسلم
قبل أن نحتاج إلى نصيحة الناس لا بد أن نعودهم على أمور منا لتكون نصيحتنا مؤثرة حين نحتاج نصحهم، هذا إن أردنا أن تكون نصيحتنا بناءة تترك أثرًا، لا حملاً نلقيه عن أكتافنا
السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الكرام، قبل أن نحتاج إلى نصيحة الناس لا بد أن نعودهم على أمور منا لتكون نصيحتنا مؤثرة حين نحتاج نصحهم، هذا إن أردنا أن تكون نصيحتنا بناءة تترك أثرًا، لا حملاً نلقيه عن أكتافنا.
الأمر الأول: تعويد الناس على البِشر والابتسامة، بحيث إن رأيت من أحدهم منكرًا اكتفيتَ برفع الابتسامة عن الوجه فتصله الرسالة.
أسلوب نبيل هادئ يؤثر في النفوس الكريمة.
كان الصحابة يرصدون ملامح وجه النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تعني لهم الكثير:
ففي وصفٍ: "وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه"، وفي وصفٍ: "تبرق أسارير وجهه"، وفي وصف: "حتى رأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ يتهلَّلُ كأنه مذهبةٌ"، وقال جرير عن النبي: "ولا رآني إلا تبسمَ في وجهي".
لذا فعندما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستاء من أمر، كانت الرسالة تصل من تغير الملامح:
"فتغير وجه رسول الله"، "فتمعر وجه رسول الله"، "فتلون وجه رسول الله".
في حادثة الإفك قالت عائشة رضي الله عنها: "وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله اللطف الذي أرى منه حين أشتكي". عودها على لطف خاص عندما تمرض، فعرفت أنه مستاء من عدم إظهار مثل هذا اللطف.
بينما الذي لا يعوِّد الناس على طلاقة الوجه، إذا احتاج أن يبدي استياءه من تصرف أو موقف فإنه يحتاج أن يتكلم بغضب أو يصيح.
قد تمر بزميل لك في الدراسة أو العمل تعود منك الترحيب والتبسم حين تراه، لكنه الآن مع فتاة من غير محارمه على هيئة لا ترضي الله. فإذا مررت بهدوء دون التبسم المنتظر فإنه سيعلم أنك تستنكر ما هو عليه، فيستحي ويتلافى مثل هذا الموقف.
والسلام عليكم ورحمة الله.
- التصنيف:
- المصدر: