فترة الحمل... الطريق إلى الولد الصالح
منذ 2009-03-05
ولتعلم الأم أن أجرها عظيم لما تحتمله من آلام الحمل والوضع، فلتحتسب ذلك عند الله، ولتنوِ أن يرزقها اللهُ ولداً صالحاً تُعبِّدُه لله -تعالى- ديناً والتزاماً ودعوة وجهاداً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد:
فإن الله -تعالى- يقول: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]، أي: وابتغوا الولد؛ قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد، وقيل غير ذلك (راجع تفسير الطبري: 2/938).
- وإذا أتى أهله فيُراعي ذكرَ الله -تعالى-، والدعاء، واستحضار النية الصالحة؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَان مَا رَزَقْتَنَا؛ ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذلِكَ، أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا» [رواه البخاري].
هذه الرواية فسرت الروايات الأخرى أن هذا القول يكون قبل الشروع.
قيل: «لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا» أي: لم يُسلـَّط عليه من أجل بركة التسمية، بل يكون من جملة العِباد الذي قيل فيهم: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر:42]، ويؤيده مرسل الحسن، وفيه: «فكان يُرجى إن حملت أن يكون ولداً صالحاً» رواه عبد الرزاق، وقيل غير ذلك (فتح الباري بتصرف 9/285).
وعلى كلٍّ فهذا الإطلاق منه -صلى الله عليه وسلم- حافز عظيم للاستمساك بالتسمية وبهذا الدعاء، وعلى الزوجين أن يتعاونا على تذكره، والموفـَّق من وفقه الله.
وهذا أيضاً يُشعر بقداسة هذا الالتقاء بين الزوجين وطهارته، وعناية الإسلام العظيمة بالجنين، وعلى الأخذ بأسباب سلامته وصلاحه، وأن يكون -إن قـُدِّرَت له الحياة- عبداً لله -تعالى- لا لغيره.
وأما العيوب الخُلـُقِية التي تصاحب هذه العلاقة فإنها تؤثر على الجنين ولا شك، وقد أثبتت البحوث الطبية المعاصرة أن هذه العلاقة لو تمت بين الزوجين، وكان أحدهما أو كلاهما مدمنان للخمر أو المخدرات فإن الولد يكون عرضة للتشوهات الخلقية.
- من لحظة الالتقاء هذه تبدأ مسئولية الأبوين تجاه الولد، وتزداد المسئولية إذا تبيّن الحمل، فينبغي على الأب أن يُراعي الحالة النفسية للأم، وأن يحوطها بالرعاية والحنان في هذه الفترة، فأحياناً تشعر بالسعادة، وأحياناً أخرى تشعر بالكآبة، وتزداد حالتها سوءاً كلما تقدمت بها شهور الحمل خاصة قبل الولادة بشهر، فينبغي وقتئذ أن يضاعف الأب من صبره وجهده، وأن يجنبها كل ما يسوقها إلى الانفعال والضيق؛ إذ الانفعالات الحادة، والتوترات العصبية والنفسية هذه يمكن أن تنتقل إلى الجنين، فقد ثبت علمياً أن الجنين يتأثر بحالة الأم مرضاً وصحة، بدنياً ونفسياً، ولا عجب من ذلك فهو جزء منها، وغذاؤه من دمها، ودمها يتغير على حسب حالتها.
- بل انفعالات الطفل من خوف أو شجاعة أو حب أو حقد أو غضب أو كسل أو غيره هي نتيجة للانفعالات النفسية للأم أثناء الحمل.
- وعلى المرأة أن تـُراعي طعامها، ونظافتها، وطهارتها، وصلاتها، وأورادها، وأذكارها، فكل ذلك من أسباب نمو الطفل وصلاحه -إن شاء الله-؛ كما أثبتت ذلك الدراسات.
- وأذكر أختاً أمريكية -ثبتها الله- هداها الله للإسلام وتزوجت من مسلم عربي، لما حملت ذهبت إلى طبيب نصراني للمتابعة، وأوصاها الطبيب بالاستنجاء بالماء، حتى لا تتسرب الميكروبات إلى الرحم فتضر الجنين، فبكت حمداً لله -تعالى- على أن هداها للإسلام الحق؛ لأن الاستنجاء بالماء ومراعاة هذه الطهارة من الفطرة التي فطر الله عليها الناس، وهي من الإسلام، وهي من الفطرة التي غيَّرها النصارى خلافاً لليهود، وقانون الغرب وأمريكا يحظر الشطافات المائية في أماكن قضاء الحاجة!!، وها هو الطبيب النصراني يأمرها بخلاف معتقده وقانون بلاده، وبما أمر به الإسلام؛ فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ولتعلم الأم أن أجرها عظيم لما تحتمله من آلام الحمل والوضع، فلتحتسب ذلك عند الله، ولتنوِ أن يرزقها اللهُ ولداً صالحاً تُعبِّدُه لله -تعالى- ديناً والتزاماً ودعوة وجهاداً.
فإذا جاء موعد الولادة تُقدَّم الطبيبةُ المسلمةُ الثقة؛ فإن تعذَّر فالطبيبةُ الكافرة الثقة، فإن تعذَّر فالطبيبُ المسلمُ الثقة مع وجود زوج أو جمع من النساء الثقات، فإن تعذّر فالطبيب الكافر الثقة بالشروط نفسها.
وهذا ترتيب ذكره أهل العلم فيمن يُطبِّب المرأةَ ويطـَّلِع على عورتها، ولا شك أنها شروط عادلة وحامية، تحمي المجتمع من الشرور والمفاسد التي نسمع عنها الآن... ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.
كتبه/ عصام حسنين
فإن الله -تعالى- يقول: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]، أي: وابتغوا الولد؛ قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وغير واحد، وقيل غير ذلك (راجع تفسير الطبري: 2/938).
- وإذا أتى أهله فيُراعي ذكرَ الله -تعالى-، والدعاء، واستحضار النية الصالحة؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَان مَا رَزَقْتَنَا؛ ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذلِكَ، أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا» [رواه البخاري].
هذه الرواية فسرت الروايات الأخرى أن هذا القول يكون قبل الشروع.
قيل: «لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا» أي: لم يُسلـَّط عليه من أجل بركة التسمية، بل يكون من جملة العِباد الذي قيل فيهم: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر:42]، ويؤيده مرسل الحسن، وفيه: «فكان يُرجى إن حملت أن يكون ولداً صالحاً» رواه عبد الرزاق، وقيل غير ذلك (فتح الباري بتصرف 9/285).
وعلى كلٍّ فهذا الإطلاق منه -صلى الله عليه وسلم- حافز عظيم للاستمساك بالتسمية وبهذا الدعاء، وعلى الزوجين أن يتعاونا على تذكره، والموفـَّق من وفقه الله.
وهذا أيضاً يُشعر بقداسة هذا الالتقاء بين الزوجين وطهارته، وعناية الإسلام العظيمة بالجنين، وعلى الأخذ بأسباب سلامته وصلاحه، وأن يكون -إن قـُدِّرَت له الحياة- عبداً لله -تعالى- لا لغيره.
وأما العيوب الخُلـُقِية التي تصاحب هذه العلاقة فإنها تؤثر على الجنين ولا شك، وقد أثبتت البحوث الطبية المعاصرة أن هذه العلاقة لو تمت بين الزوجين، وكان أحدهما أو كلاهما مدمنان للخمر أو المخدرات فإن الولد يكون عرضة للتشوهات الخلقية.
- من لحظة الالتقاء هذه تبدأ مسئولية الأبوين تجاه الولد، وتزداد المسئولية إذا تبيّن الحمل، فينبغي على الأب أن يُراعي الحالة النفسية للأم، وأن يحوطها بالرعاية والحنان في هذه الفترة، فأحياناً تشعر بالسعادة، وأحياناً أخرى تشعر بالكآبة، وتزداد حالتها سوءاً كلما تقدمت بها شهور الحمل خاصة قبل الولادة بشهر، فينبغي وقتئذ أن يضاعف الأب من صبره وجهده، وأن يجنبها كل ما يسوقها إلى الانفعال والضيق؛ إذ الانفعالات الحادة، والتوترات العصبية والنفسية هذه يمكن أن تنتقل إلى الجنين، فقد ثبت علمياً أن الجنين يتأثر بحالة الأم مرضاً وصحة، بدنياً ونفسياً، ولا عجب من ذلك فهو جزء منها، وغذاؤه من دمها، ودمها يتغير على حسب حالتها.
- بل انفعالات الطفل من خوف أو شجاعة أو حب أو حقد أو غضب أو كسل أو غيره هي نتيجة للانفعالات النفسية للأم أثناء الحمل.
- وعلى المرأة أن تـُراعي طعامها، ونظافتها، وطهارتها، وصلاتها، وأورادها، وأذكارها، فكل ذلك من أسباب نمو الطفل وصلاحه -إن شاء الله-؛ كما أثبتت ذلك الدراسات.
- وأذكر أختاً أمريكية -ثبتها الله- هداها الله للإسلام وتزوجت من مسلم عربي، لما حملت ذهبت إلى طبيب نصراني للمتابعة، وأوصاها الطبيب بالاستنجاء بالماء، حتى لا تتسرب الميكروبات إلى الرحم فتضر الجنين، فبكت حمداً لله -تعالى- على أن هداها للإسلام الحق؛ لأن الاستنجاء بالماء ومراعاة هذه الطهارة من الفطرة التي فطر الله عليها الناس، وهي من الإسلام، وهي من الفطرة التي غيَّرها النصارى خلافاً لليهود، وقانون الغرب وأمريكا يحظر الشطافات المائية في أماكن قضاء الحاجة!!، وها هو الطبيب النصراني يأمرها بخلاف معتقده وقانون بلاده، وبما أمر به الإسلام؛ فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ولتعلم الأم أن أجرها عظيم لما تحتمله من آلام الحمل والوضع، فلتحتسب ذلك عند الله، ولتنوِ أن يرزقها اللهُ ولداً صالحاً تُعبِّدُه لله -تعالى- ديناً والتزاماً ودعوة وجهاداً.
فإذا جاء موعد الولادة تُقدَّم الطبيبةُ المسلمةُ الثقة؛ فإن تعذَّر فالطبيبةُ الكافرة الثقة، فإن تعذَّر فالطبيبُ المسلمُ الثقة مع وجود زوج أو جمع من النساء الثقات، فإن تعذّر فالطبيب الكافر الثقة بالشروط نفسها.
وهذا ترتيب ذكره أهل العلم فيمن يُطبِّب المرأةَ ويطـَّلِع على عورتها، ولا شك أنها شروط عادلة وحامية، تحمي المجتمع من الشرور والمفاسد التي نسمع عنها الآن... ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.
كتبه/ عصام حسنين
المصدر: صوت السلف
- التصنيف: