موّدةٌ ورحمة

منذ 2015-10-07

عن الجسد الذي "وهن" والقلب الذي مازال "ينبض"!

مازال يدهشني مشهد الزوج والزوجة بعد أن كبرا في السن! يسيران معا، يمسك بيدها وقد وهن العظم واشتعل الرأس بكل حب وود...

رأيتهم كثيرا علي هامش رحلات العمرة والحج ... ذهب الشباب والجمال والجسد الممشوق؛ وبقى الحب والمودة والرحمة، وهي أشياء لا تشترى! تستند عليه ويستند عليها وتنطق أعينهما بحب مازال مستمرا ومتوهجا رغم مرور السنوات!

تمضي رحلة الحياة ويمضي العمر بنا ومازلنا نتعلم... لكل شئ ثمنه؛ ولكل مرحلة روعتها؛ ويبقي الحب والود والرحمة أشياء رائعة يزرعها الله في قلوب عباده... طعمها رائع ونكهتها دائمة... يضعف الجسد ويذهب الشباب وينحني الظهر ويبقى القلب حيا شابا ينبض ويود ويرحم!

ثم تأتي النهاية فيبكي شريك عمره؛ ويظل يذكره ويتنسم ذكراه في كل الأماكن؛ استعدادا للحاق به عند "رب" كثيرا ما اجتمعا علي طاعته!

الحياة قصيرة فعلاً ولاتستحق الصراع "الكبير" من أجل الأشياء "الصغيرة"... المشاكل الكبيرة والهموم والآلام قادمة ولامحالة، فلماذا نضيع العمر "الغالي" في الهموم الصغيرة والمشاكل التافهة؟!

يجتمع الزوجان علي المودة والرحمة، فإذا غابت "المودة" والحب بقيت "الرحمة"، ولكن إذا غابت الرحمة أيضاً فماذا يتبقى؟!

فاللهم أجمعنا ومن نحب في مستقر رحمتك... وامنحنا برحمتك فهماً عنك ونورا نميز به بين من يحبنا فعلاً ويستحق مشاعرنا وبين من يدعي حبنا ويضيع أعمارنا... اللهم آمين... اللهم آمين.

عن الجسد الذي "وهن" والقلب الذي مازال "ينبض"!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

وسام الشاذلي

حاصل علي الماجيستير المهني والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال تخصص إدارة المشروعات

  • 2
  • 0
  • 1,911

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً