كلمات تركت أثراً فى قلبي

منذ 2015-11-10

سمعت هذه الكلمات من امرأة حكيمة، كان لى الشرف أن أتعرف عليها منذ فترة قصيرة وجمع بيننا حب كتاب الله تلاوةً وتدارساً.
قالت لى وهى تقرأ القرآن بصعوبة: "هل تعرفين يا بنيتى أني أحيانا أجد صعوبة في قراءة بعض كلمات القرآن، ومع ذلك أحبه، أحب القرآن ولا أستطيع أن أنام قبل أن أقرأ بعض صفحاته".

نزلت كلماتها علىّ كالصاعقة وأيقظت قلبى من غفلته، كنت أريد أن أبكى، أزيل الران الذي على قلبي ولكني منعت دموعى أمام هذه المرأة العظيمة.
رجعت أسأل نفسي هل  فعلاً أحب القرآن مثلها؟ هل أجاهد نفسي وأستمر على طريق تجويد القرآن مهما طالت المدة حتى أستطيع تلاوته كما أوحى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام من رب العزة سبحانه؟!

في بعض الأحيان أقول لنفسي إنى أحب القرآن وبفضل الله أستطيع تلاوته بسهولة ويسر ولا أجد صعوبة مثلها، ولكن هل وفّيت حق القرآن علىّ؟!
تذكرت هذه الآيات الكريمة من سورة الصف، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ؛ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:1-2].

لا شك أن الله سيجزي  هذه المرأة الجليلة ضعف الثواب؛ كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» (رواه مسلم).

دعونى أسالكم وأريد منكم جواباً صادقاً  ينبعث من أعماق  قلوبكم؛ هل نستطيع أن نقول أننا "نحب القرآن" من أعماق قلوبنا بكل ما تعنيه هذه الكلمات؟ هل تريدين القرآن أن يكون رفيقا لك فى الجنة؟ قبل أن تقولي "نعم"، اسألي نفسك هل  اتخذتي القرآن رفيقاً لك في الدنيا؟ هل تريدين أن يشفع لك القرآن ويدخلك الجنة؟ قبل أن تقولي "نعم" هل تدبرتي هذه الآية ووعيت معانيها؟؛ قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [ آل عمران:142].

الله سيختبر إخلاصك ليرى إن كنت صادقة، الله يشهد إنى شعرت بإخلاص هذه المرأة فما بالك بالله الذى يعلم "السر و أخفى". بَعضُنَا أحياناً يثقل عليه طريق تعلم القرآن وحفظه، فتراه يترك الطريق وينتكس؛ ترى أناساً متعلمين، يتحدثون اللغة العربية ويستطيعون بكل سهولة أن يذهبوا إلى الأماكن التى تدّرس فيها علوم القرآن ولكن يقولوا لك "لا أستطيع".

حبيبتى ما زال فى العمر بقية، فسارعى إلى التوبة وأن تجتهدى بكل ما أوتيتى من قوة إلى تعلم كتاب الله واجعلى شعارك هذا الاية الكريمة: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} [العنكبوت:69].

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقذف فى قلوبنا حب القرآن وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. اللهم آمين.

______________

فوزية محمد

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 10
  • 0
  • 8,088

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً