حلم الماركسيين... مصر بلا إسلام
منذ 2009-07-31
والإسلام كان ومازال وسيظل في مصر لن يزحزح مهما فعلتم، فعودوا إلى جحوركم فمهما فعلتم وخططتم كي تصبح مصر بلا إسلام فكل ذلك بفضل الله سيصبح أوهام؛ لأن مؤامرتكم كلها أحلام....
بين حين وآخر يظهر على السطح الإعلامي في مصر مجموعة من الماركسيين يقودون حملة ضد الإسلام وثوابت الإسلام، في مرة يطالبون بإلغاء النص الدستوري على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، ومرة أخرى يهاجمون الحجاب ويناصرون وزير الثقافة عندما أهان الحجاب والمحجبات، وفى مرة أخرى يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حملوا رسالة الإسلام وبلغوها عن الرسول الكريم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وفى مرة أخرى يطالبون بإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية؛ حقدهم لا ينتهي وهدفهم مصر بلا إسلام.
وفي كل مرة يستعينون بالحاقدين أصحاب الأهواء في كل قضية كي يبرهنوا أنهم ليسوا وحدهم، فهم في مرة يستعينون بمتطرفي الأقباط، ومرة بالبهائيين، ومرة بمتطرفي العلمانيين واللبيراليين، ومرة بالشيعة مستغلين حالة العداء الأمريكي للإسلام بعد 11 سبتمبر ـ التي قادها بوش وعصابته من المحافظين الجدد ـ وعندما يواجه الماركسيين برد شعبي غاضب يولوا مدبرين، ويرجعوا إلى جحورهم يختفون ويستخفون من الناس، ثم يكررون حقدهم عندما تهدأ الأمور.
وقد نجحوا في استغلال حالة العنف بين الدولة والجماعات الإسلامية في التسعينات في خلق حالة عداء لبعض المظاهر الإسلامية في الإعلام والخطاب المصري، والقفز إلى أماكن كثيرة ثقافية وإعلامية، وعندما لاح أول ضوء لوقف العنف في بدايته عام 1993م ـ في المبادرة التي قادها الشيخيين الجليلين الشعرواي والغزالي رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته ـ سارعوا إلى دق طبول الحرب، وتخويف الدولة مما جعل الدولة تطوي صفحة المبادرة سريعًا كي يعود العنف على نيران الماركسيين الذين وقفوا يشاهدون مصر تشتعل وهم فرحين.
ومما تمكن منه أصحاب التاريخ الماركسي في مصر المجلس الأعلى للثقافة وفيه ومنه أخذوا يتبادلون اعطاء أنفسهم جوائز الدولة ومؤخرًا انكشفت فضيحة أيتام الماركسية في مصر، عندما تم منح جائزة الدولة التقديرية لشخصين من حلفائهم كتاباتهم كلها تطفح بالحقد والطعن في دين الله العظيم الإسلام:
فأحدهما: سيد القمني، كتبت عنه سابقًا ولا يحتاج إلى تعليق؛ فهو لا يستحق.
وأما الآخر: فهو الدكتور حسن حنفي، ومما جاء في كتبه التي نال عليها الجائزة يقول في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) ما نصه: "والكذب والإضلال والغواية وكل القبائح تجوز على الله، ما دام الله لا يجب عليه شيء" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (4/82)).
وأيضاً، ما نصه: "ويكشف أى دليل على إثبات وجود الله على وعي مزيف" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (2/46-47)).
وفى ص 7 من الكتاب نفسه ما نصه: "في المراحل الأولى كانت البراهين غير متميزة وغير منظرة، بل كانت تعتمد على الآيات القرآنية" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (7)).
وما نصه: "الله إذًا مشروع شخصي وحياة الفرد تحقيق لهذا المشروع" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (5/385)).
وفى الجزء 5 ما نصه: "كما أن الله والإنسان شيء واحد، فكذلك الله والطبيعة شيء واحد، لا فرق بين الخالق والمخلوق في أسطورة الخلق" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (5/431)).
وفى الصفحة نفسها يقول: "الله يخلق من ذاته إلهًا يكون هو نفسه مثل المسيح، والله جسم موجود وواقع مرئي" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (5/431))، ثم يقول: "وتعويضًا عن سلطان الدنيا وملك الأرض يكون الإنسان الإله ملكًا على رأسه تاج ... الإنسان الضائع يتحول إلى إله" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (5/431)).
وفى ص 67 ما نصه: "وقد أصبح الشيطان في وجداننا علة نفسر بها كل الشرور والآثام أقوى من الله" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (67)).
وفى ج 4 ص 256 ما نصه: "وإذ أن الله كذات وكصفات هو الإنسان الكامل كان أول مضمون للإيمان هو الإيمان بالإنسان الكامل" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (4/256)).
ج 5 ص 248 ما نصه: "وما المانع من أن يصير أهل الآخرة إلى جمود حتى لا يشاركوا الله في الخلود" (من العقيدة إلى الثورة، حسن حنفي، (4/82)).
الكلام لايحتاج إلى تعليق فالرجل مادي لا يعترف بقدسية الله تبارك وتعالى، فلا مجال للحديث عنده عن الإيمان بالله أو الإسلام ومع ذلك فاز بجائزة في مصر بلد الإسلام التي ينص دستورها على أن الإسلام دين الدولة الرسمي، مصر بلد الأزهر والعلماء، مصر الإسلامية التي ضحى ملايين من شعبها المسلم على مدار التاريخ لحفظ الإسلام وحماية المسلمين.
ويبدو أن منح الجائزة لهولاء أغرى أصدقائهم أن يطل بعض منهم على الشعب المصري ـ الذي 95% منه مسلمون ـ وذلك في ندوة بعنوان "التربية الدينية في التعليم ما لها وما عليها" عقدت في منتصف يوليو طالبوا فيها بإلغاء تعليم الدين الإسلامى في المدارس، منهم شخص يدعى كمال مغيث انتقد مسابقات القرآن الكريم في المدارس التي ترعاها الدولة التي دينها الإسلام؟!، وقال أنه لا ينبغى أن تنطلق كتب اللغة العربية من التراث الإسلامي ومن القرآن الكريم مباشرة، قائلًا: "التربية الدينية تقفل الدنيا، ومن المفترض أن يفتح العلم المدارك، وهذه المقررات في المناهج خطر على العلم"، ألا شاهت وجوه الملحدين الحاقدين المعاندين للحق والخير.
وشخص آخر اسمه عبد الحفيظ طايل قال: "إن وجود آيات قرآنية في المناهج العلمية وعلى جدران المدارس والشعارات الدينية في طابور الصباح والرحلات التي تبدأ بدعاء السفر، كلها تؤكد وجود غزوة بدوية وذهنية ناظمة لنشر هذه الثقافة"، طبعًا هو أعجبته ثقافة ماركس الذي جاء من المناطق الباردة التي لا يغير فيها الإنسان، فهو ديوث، لا حمية له على دين أو عرض، وماركس اعتبر الدين أفيون الشعوب ودعى إلى الإلحاد والكفر بالله.
أما الإسلام العظيم المنزل من فوق سبع سموات الذي فيه عبادة الله وتوحيد الله وحده، والنهي عن عبادة المال والشهوات والدنيا، وفيه الطهارة والعفاق والأخلاق، والنهى عن النجاسة الحسية والمعنوية، فهو لا يعجبه كما لم يعجب أبو جهل وأبو لهب تبت أيديهم جميعًا.
وعلى طريقتهم سار جورج إسحاق منسق حركة كفاية، وهنا لنا وقفة فبالرغم أن سيد القمني وحسن حنفي ينتسبون للإسلام وكتباتهم كلها طعن في الإسلام إلا أنه كان من الغريب اللافت أن يتداخل بالتأييد معهم متطرفي الأقباط، مثل: مجدى خليل وكمال غبريال وغيرهم، فماذا يريد هؤلاء؟
بالطبع هم يستغلون الموقف لإشاعة الطعن في الإسلام، وهم بالطبع واهمون؛ ولكن ألا يدرك هؤلاء أنهم يلعبون بالنار، وأنهم يلقون بنزينًا على النار كي تزداد اشتعالًا، لمصلحة من يتداخلون في موقف لا يخصهم؟... أطالبهم أن يبتعدوا أفضل لهم ولمن يمولهم؛ لأن مصر ستبقى وستظل إسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأخيرًا رغم الضعف والقيود التي تعصف بالمؤسسة الإسلامية في مصر إلا أن دار الإفتاء عندما سئلت عن هؤلاء الذين يسبون ويطعنون في الإسلام وبالطبع هي ليست من الجماعات الإسلامية ولا التكفيرية كما تقولون وتحاولون التشويه دائمًا بكل ما تستطيعون ـ ألا شاهت وجووهكم ـ بل هي من الدولة التي تعيشون فيها، ودينها الإسلام رغم أنفكم، قالت الفتوى بالنص: (اطلعنا على الإيميل الوارد بتاريخ 9/7/2009 المقيد برقم 1262 لسنة 2009م، والمتضمن:
ما حكم الشرع في منح جائزة مالية ووسام رفيع لشخص تهجم في كتبه المنشورة الشائعة على نبي الإسلام ووصفه بالمزور، ووصف دين الإسلام بأنه دين مزور، وأن الوحي والنبوة اختراع اخترعه عبد المطلب لكي يتمكن من انتزاع الهيمنة على قريش ومكة من الأمويين، وأن عبد المطلب استعان باليهود لتمرير حكاية النبوة ـ على حد تعبيره ـ، فهل يجوز أن تقوم لجنة بمنح مثل هذا الشخص وسام تقديريًّا تكريمًا له ورفعًا من شأنه وترويجًا لكلامه وأفكاره بين البشر، وجائزة من أموال المسلمين رغم علمها بما كتب في كتبه على النحو السابق ذكره، وهي مطبوعة ومنشورة ومتداولة، وإذا كان ذلك غير جائز فمن الذي يضمن قيمة هذه الجائزة المهدرة من المال العام؟
وجاء جواب دار الإفتاء المصرية ـ بعد تمهيد قرآني يبين عظم مقام النبي ـ كالتالي:
"قد أجمع المسلمون أن من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو طعن في دين الإسلام فهو خارج من ملة الإسلام والمسلمين، مستوجب للمؤاخذة في الدنيا والعذاب في الآخرة، كما نصت المادة "98" من قانون العقوبات: على تجريم كل من حقر أو ازدرى أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها، أو أضر بالوحدة الوطنية، أو السلام الاجتماعي، أما بخصوص ما ذكر في واقعة السؤال: فإن هذه النصوص التي نقلها مقدم الفتوى ـ أيا كان قائلها ـ هي نصوص كفرية تخرج قائلها من ملة الإسلام إذا كان مسلمًا، وتعد من الجرائم التي نصت عليها المادة سالفة الذكر من قانون العقوبات، وإذا ثبت صدور مثل هذا الكلام الدنئ والباطل الممجوج من شخص معين فهو جدير بالتجريم لا بالتكريم، ويجب أن تتخذ ضده كافة الإجراءات القانونية العقابية التي تكف شره عن المجتمع والناس وتجعله عبرة وأمثولة لغيره من السفهاء الذين سول لهم الشيطان أعمالهم وزين لهم باطلهم، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104]، واللجنة التي اختارت له الجائزة إن كانت تعلم بما قاله من المنشور في كتبه الشائعة فهي ضامنة لقيمة الجائزة التي أخذت من أموال المسلمين، والله سبحانه وتعالى أعلم" انتهى النص الحرفي للفتوى.
ومع هذه الفتوى الرسمية نقول لكم بصوت عال أيها الماركسيون صحيح أن طائفة من الناس ابتعدت عن تعاليم الإسلام وتغيرت فطرتها، وصحيح أنكم نجحتم في السيطرة على بعض المراكز لكن مازالت مصر بخير والدعوة الإسلامية بخير، والإسلام كان ومازال وسيظل في مصر لن يزحزح مهما فعلتم، فعودوا إلى جحوركم فمهما فعلتم وخططتم كي تصبح مصر بلا إسلام فكل ذلك بفضل الله سيصبح أوهام؛ لأن مؤامرتكم كلها أحلام.
والحق تبارك وتعالى يقول: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]، وهو القائل عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب [email protected]
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف: