التنصير في مصر... حريق لا يجد من يطفئه!!
منذ 2009-08-14
من أمثلة "الطناش" الحكومي على النشاط التنصيري، سماح وزارة الإعلام لقناة "الحياة" التنصيرية التي دأبت على الإساءة للإسلام، بالبث عبر القمر الصناعي المصري "النايل سات"....
حالة الضعف والشيخوخة الكبيرة التي
وصل إليها النظام السياسي المصري، أثرت على مختلف الأوضاع السياسية
والاقتصادية والاجتماعية في أرض الكنانة؛ فلم يعد للبلاد يد قوية تمسك
بالأمور بشدة وتمنع التفكك والتدهور.
الضعف والشيخوخة والتخبط أصبح هو السمة الأساسية لكل المؤسسات في مصر، إذا جاز أن نسمي الأجهزة الفاسدة إداريًّا والسيئة فنيًّا بالمؤسسات، وأصبح كل تكوين يعمل في واد منفصل عن التكوين الآخر، وفي المستوى الأعلى فإن الوزارات أصبحت كل واحدة منها جزيرة مستقلةعن الأخريات؛ فلا تنسيق ولا تبادل معلومات ولا تشاور؛ وإنما فساد ونهب ومصالح خاصة؛ ولأن النظام السياسي المصري شائخ وعاجز وخائف من شعبه ومرتبك.
وهو مع ذلك راغب في الامتداد والاستمرار في الحكم عن طريق التوريث؛ ولأنه تربى على العلمانية التي لا تعرف معنى الانتماء المصري للإسلام، فإن خياره كان التعاون الكامل مع أعداء الأمة من صهاينة والأمريكان وتنفيذ تعليماتهم بدقة وإخلاص، باعتبار أن ذلك هو طريق الامتداد والاستمرار، فهذا النظام أصبح يستمد شرعيته من التعاون مع أعداء الأمة، بعد أن أدار ظهره للمصريين، الذين احتقرهم ولم يعرهم اهتمامًا، ورأى أن طريق السيطرة عليهم وإسكاتهم بات مضمونًا عبر آليات حفظها، وأجاد تطبيقها، وهي: تزوير الانتخابات، وإقامة حياة سياسية فاسدة وغير حقيقية، والاعتماد على الوجود الأمني المكثف لإرهاب الناس، والاحتماء بالغرب للاستمرار في الحكم.
ولأن حماية الإسلام وصيانة الشريعة وظيفة لا يجيدها إلا المخلصون الأتقياء، الذين يحترمون الدين ويحترمون إرادة الأمة وخياراتها، فكان طبيعيًّا ألا يحرص النظام المصري الحالي على حماية الإسلام وصيانة الشريعة، وإنما أنيطت هذه الوظيفة بالعلماء والمحبين للدين والناصرين للشريعة.
في هذه الأجواء من الضعف والتفكك الذي أصاب النظام، والذي أصبح لا يعرف كثيرًا مما يجري في البلاد، ومن الاحتواء الكامل له من قبل الأمريكان وبني صهيون، للدرجة التي أصبحت أجندته مجموعة من التعليمات والأوامر المحددة منهم، نشطت المؤسسات التنصيرية العالمية ومعهم قادة الكنيسة المصرية المتطرفون، الذين يدركون تمامًا مأزق النظام وضعفه، وأدرك هؤلاء أن الفرصة مواتية للضغط إلى أبعد الحدود على مفاصل النظام الضعيف.
فأصبح للكنيسة دور متصاعد، ولا يمكن إغفاله وأصبحت رقمًا لا يمكن تجاوزه، كيف لا وهي مدعومة أمريكيًّا وغربيًّا بشكل كامل، وكيف لا والنظام مرعوب منها.
كانت حادثة تسليم "وفاء قسطنطين" إلى الكنيسة بعد أن أعلنت إسلامها، بدعوى درء الفتنة الطائفية، كارثة مروعة وهزيمة منكرة وخطأ استراتيجي لا يغتفر من أهل الحكم، هذا الخطأ بل الجرم أثبت أن القوم لا يفقهون دورهم الشرعي في حفظ دين الناس، وأثبت أنهم خائفون مرتجفون أمام الكنيسة، وهذا كله جعل الكنيسة أقوى وأجرأ وأكثر ثقة بالنفس، وبدأنا نسمع عن حالات تنصير كثيرة وبوتيرة أكثر تسارعًا، الفاصل بين الحالة والأخرى أسابيع قليلة، وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر منذ دخولها الإسلام.
بعد حادثة تسليم "وفاء قسطنطين" قررت الكنيسة ومعها منظمات تنصيرية عديدة الدخول بثقلهم الكامل في ملف التنصير في كل أنحاء مصر، مستغلين الفرصة التاريخية التي لن تعوض لإحراز نصر لم يقدروا عليه لمئات السنين، تطور التنصير في مصر ولم تعد منظماته تعمل بنفس الأساليب القديمة، فالإرساليات الأجنبية التي كانت تنشئ كنيسة وتجمع حولها بعض لأفراد وتنصرهم بعد تقديم مبالغ مالية أو خدمة صحية أو بعض الأدوية، لم تعد هي كل أساليب التنصير الآن.
فالتنصير الحديث يسير جنبا إلى جنب مع المؤسسات الماليةالدولية، مثل: البنك الدولي، وصندوق النقد، ووكالات الإغاثة المختلفة، وجهود الحكومات الغربية، وسفاراتها؛ فضلًا عن جهود الكنائس المصرية نفسها وما أنشأته من منظمات تملأ ربوع مصر، ريفًا وحضرًا، للعمل في أنشطة اجتماعية وتعليمية وصحية ونسائية... الخ.
والجميع الآن لكي يخترق البلاد الإسلامية، وخصوصًا بلدان القلب في العالم الإسلامي يستخدمون أسلوب المشاريع الاقتصادية المصغرة، ويتخفون خلف ستار ما يسمى بالتمكين والاهتمام بالأقليات وبالجماعات الهامشية والمرأة وما أشبه؛ الأمر الآن لم يعد مجرد تقديم المعوناتالخيرية؛ وإنما أصبح يقوم على إكساب الجمعيات التنصيرية المستترة وضعًا في النظام الاقتصادي للبلاد، وتسليم فئة معينة من المواطنين لهم؛ لكي يعملوا في مشاريعهم، وبالتالي يصبح ولاؤهم للنصرانية وللغرب عمومًا.
ولم يكن جديدًا وغريبًا أن تعلن نجلاء الإمام، المحامية والناشطة الحقوقية اعتناقها المسيحية، وتعميدها، هي وابنها وابنتها، بإحدى الكنائس التابعة لكنسية الأقباط الأرثوذكس.
ولم تجد هذه المحامية حرجًا في أن تعلن على الملأ أنها تم تعميدها الطريقة الأرثوذكسية بتناول الخبز ورشفة من النبيذ، وأنها شعرت بعد ذلك بتوحدها مع السيد المسيح وأبناء المعمودية التي انتميت إليها؛ لم يكن ذلك غريبًا ولا جديدًا، لأنه أصبح أمرًا مألوفًا ومكررًا، وهذه كارثة وجرس إنذار خطير، يؤكد أن أجهزة التنصير تعمل بجد ليل نهار بإمكانات مادية ومساندة سياسية وإعلامية غربية غير محدودة.
لكن وفي نفس الوقت في ظل لا مبالاة وبلادة غريبة من كل أجهزة الدولة الهشة في مصر؛ فأجهزة الأمن المتعددة، والتي تستأسد على كل ما يمت للإسلام بصلة، تتصرف وكأن أمر التنصير لا يعنيها، فالمنظمات التنصيرية تتحرك بحرية كاملة تحت أعين أجهزة الأمن التي لا تحرك ساكنًا، وهو ما يعني أن هناك تعليمات عليا لهذه الأجهزة بغض الطرف وكأن الأمر لا يعنيها.
من أمثلة "الطناش" الحكومي على النشاط التنصيري، سماح وزارة الإعلام لقناة "الحياة" التنصيرية التي دأبت على الإساءة للإسلام، بالبث عبر القمر الصناعي المصري "النايل سات"، بعد أن كانت هذه القناة التنصيرية المشبوهة تبث على القمر الأوروبي "هوت بيرد" من قبرص منذ عام 2003م.
وإذا كانت وزارة الإعلام ومعها الأجهزة الأمنية التي سمحت بهذه المهزلة لا تعرف أن هذه القناة تنصيرية متطرفة تستضيف القساوسة المطرودين من الكنيسة، وينصب جل اهتمامها، ليس في مخاطبة النصارى وتدعيم عقائدهم والإجابة عن تساؤلاتهم والتفاعل مع قضاياهم، وإنما الهجوم على الإسلام من كافة جوانبه والتشكيك فيه والعمل على تنصير المسلمين.
إذا كانت الوزارة لا تعلم فتلك مصيبة، وإن كانت تعلم ومع ذلك وافقت فالمصيبة أكبر وأخطر؛ وإذا كانت أجهزة الدولة لا تعلم، ونشك في ذلك فهي تعلم ولكنها تغمض عيونها، فإننا ننقل لها ما أكده تقرير أمريكي حديث من أن مصر بها 2000 منظمة تعمل في مجال التنصير منها حوالي 300 خلية مقيمة في مصر بشكل رسمي دائم؛ وأن شبكات التنصير العاملة في مصر يعمل بها ما لا يقل عن 5000 مصري، و1500 أجنبي.
كما نهديهم ما كشفته منظمة "سماريتان بيرس"، وهي منظمة تنصير أمريكية بارزة، عن وجود نشاط تنصيري لها في جنوب مصر من خلال العمل الطبي في مستشفى "الإرسالية الإنجيلية" في أسوان، كما تقوم المنظمة بالتنصير في الأحياء الفقيرة والعشوائيات في القاهرة عن طريق وسطاء لها، وأن العملية تستهدف الأرثوذكس المصريين المسيحيين علاوة على المصريين المسلمين.
إننا لا نتحدث عن جمعية أو منظمة تضم شخصين أو اثنين أو عشرة، وإنما نحن أمام شبكة مترابطة وممتدة في كل أنحاء مصر تضم عشرات الآلاف من المنصرين تسندهم ميزانيات ضخمة بمئات الملايين من الدولارات؛ المنظمات والجمعيات التنصيرية في مصر كثيرة ومتعددة، ومنها على سبيل المثال: شبكة قمح مصر، جمعية أرض الكتاب المقدس، الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية، الجمعية الصحية المسيحية، مؤسسة دير مريم، مؤسسة حماية البيئة، جمعية "الكورسات" ... إلخ؛ فالقائمة طويلة وممتدة والذي يبدأ رحلة تعقبها سيكتشف العجائب وستصدمه أعدادها وميزانياتها وأساليبها.
لن تكون نجلاء الإمام الأخيرة، فقد سبقتها زينب المحجبة التي نشرت صحيفة (الأسبوع) قصتها، في أكثر من عدد، والذي تأكد منها وجود روابط بين جهات خارجية وداخلية نشيطة في مجال التنصير.
وسبقها محمد السيد، الذي تنصر على يد فريق من المنصرين الإنجيليين ثم عاد إلى الإسلام بعد سبع سنوات ليروي ما جرى له واستغلال مروره بضائقة مالية.
وسبقها محمد حسن، الذي تنصر ثم سافر إلى الخارج فتعلم وتلقى دعمًا وتزوج من منصرة مصرية، ثم عاد ففتحت له الكنيسة دار للنشر، وهو يتلقى تمويلًا من مؤسسة تنصيرية، ويتظاهر بالإسلام وينشر مؤلفات باسمه حمل رؤية المنصرين وشبهاتهم.
وسبقتها ناهد متولي، المعلمة السابقة التي تنصرت وسمت نفسها "أدويت عبد المسيح" وسافرت إلى هولندا ثم بريطانيا ثم استقر بها المقام في أمريكا وأصبحت منصرة كبيرة.
وسبقها أحمد أباظة، الذي تنصر وسافر إلى أمريكا، ومن هناك أنشأ موقعًا على الإنترنت اسمه "المتنصرون"، وأنشأ غرفة على برنامج البالتوك، ونجح في تكوين فريق تابع له في مصر، وهو السبب في تنصير عدد من الفتيات المسلمات، بعد إقامة علاقات معهن عبر الهاتف ووعدهم لهن بالزواج والإقامة معهم في أمريكا.
وسبقها محمد النجار، الذي تنصر هو وزوجته وسمى نفسه "صموئيل عبد المسيح"، وسافر إلى هولندا وسجل عدة حلقات يتحدث فيها عن رحلته إلى المسيحية، كان له أثر بالغ في النشاط التنصيري وله الآن موقع على الإنترنت يبث فيه شبهاته.
وسبقتها فرحة أو ريهام الطالبة بجامعة حلوان، التي تنصرت وتزوجت من منصر، وهي تقود فريق المتنصرين عبر غرف الشات بالبالتوك، وكان لها دور هام في تنصير عدد من الفتيات المسلمات.
وسبقتها أسماء الخولي، التي تنصرت وسافرت إلى اليونان، وهناك تزوجت من منصر شهير، وسجلت حلقات تتحدث فيها عن تنصرها، ونشطت عبر البالتوك مطالبة بحرية التنصر في مصر.
وسبقها محمد حجازي وزوجته، اللذين تم تنصيرهما بواسطة تنظيم تبشيري يعمل في مصر ويدار من الخارج وهدفه التنصير مقابل تقديم أموال وحوافز لمن يتنصر.
كل واحد أو واحدة من هؤلاء وراءه جهات خططت لإغوائه، وبذلت الجهد المتواصل، وبذلت المال الكثير لإغرائه، واستغلت الظروف المادية الصعبة...؛ لكن قصص كل هؤلاء أصبحت معروفة واطلعت عليها أجهزة الدولة، إذا كانت موجودة وتؤدي عملها وتقاوم كارثة التنصير؛ لكن يبدو أن النظام السياسي الكهل والهش قد نفض يديه من القضية، فهو من ناحية لا يهمه الإسلام والشريعة والهوية من قريب أو بعيد، وإذا وجد بعض ذلك فهو بصفة فردية لأفراد معدودين.
أما النظام العام فلا يهمه إذا تنصر المصريون جميعًا، ويخشى أن تضغط عليه القوى التي تدعم وجوده غير الشرعي إذا فتح هذا الملف، فاتخذ قراره الاستراتيجي وهو: لن نتدخل في ملف التنصير، فالأديان عندنا واحدة ومتساوية، فعرشنا هو ما يعنينا، أما الإسلام فله رب يحميه.
السيد أبو داود
6 - 8 - 2009
الضعف والشيخوخة والتخبط أصبح هو السمة الأساسية لكل المؤسسات في مصر، إذا جاز أن نسمي الأجهزة الفاسدة إداريًّا والسيئة فنيًّا بالمؤسسات، وأصبح كل تكوين يعمل في واد منفصل عن التكوين الآخر، وفي المستوى الأعلى فإن الوزارات أصبحت كل واحدة منها جزيرة مستقلةعن الأخريات؛ فلا تنسيق ولا تبادل معلومات ولا تشاور؛ وإنما فساد ونهب ومصالح خاصة؛ ولأن النظام السياسي المصري شائخ وعاجز وخائف من شعبه ومرتبك.
وهو مع ذلك راغب في الامتداد والاستمرار في الحكم عن طريق التوريث؛ ولأنه تربى على العلمانية التي لا تعرف معنى الانتماء المصري للإسلام، فإن خياره كان التعاون الكامل مع أعداء الأمة من صهاينة والأمريكان وتنفيذ تعليماتهم بدقة وإخلاص، باعتبار أن ذلك هو طريق الامتداد والاستمرار، فهذا النظام أصبح يستمد شرعيته من التعاون مع أعداء الأمة، بعد أن أدار ظهره للمصريين، الذين احتقرهم ولم يعرهم اهتمامًا، ورأى أن طريق السيطرة عليهم وإسكاتهم بات مضمونًا عبر آليات حفظها، وأجاد تطبيقها، وهي: تزوير الانتخابات، وإقامة حياة سياسية فاسدة وغير حقيقية، والاعتماد على الوجود الأمني المكثف لإرهاب الناس، والاحتماء بالغرب للاستمرار في الحكم.
ولأن حماية الإسلام وصيانة الشريعة وظيفة لا يجيدها إلا المخلصون الأتقياء، الذين يحترمون الدين ويحترمون إرادة الأمة وخياراتها، فكان طبيعيًّا ألا يحرص النظام المصري الحالي على حماية الإسلام وصيانة الشريعة، وإنما أنيطت هذه الوظيفة بالعلماء والمحبين للدين والناصرين للشريعة.
في هذه الأجواء من الضعف والتفكك الذي أصاب النظام، والذي أصبح لا يعرف كثيرًا مما يجري في البلاد، ومن الاحتواء الكامل له من قبل الأمريكان وبني صهيون، للدرجة التي أصبحت أجندته مجموعة من التعليمات والأوامر المحددة منهم، نشطت المؤسسات التنصيرية العالمية ومعهم قادة الكنيسة المصرية المتطرفون، الذين يدركون تمامًا مأزق النظام وضعفه، وأدرك هؤلاء أن الفرصة مواتية للضغط إلى أبعد الحدود على مفاصل النظام الضعيف.
فأصبح للكنيسة دور متصاعد، ولا يمكن إغفاله وأصبحت رقمًا لا يمكن تجاوزه، كيف لا وهي مدعومة أمريكيًّا وغربيًّا بشكل كامل، وكيف لا والنظام مرعوب منها.
كانت حادثة تسليم "وفاء قسطنطين" إلى الكنيسة بعد أن أعلنت إسلامها، بدعوى درء الفتنة الطائفية، كارثة مروعة وهزيمة منكرة وخطأ استراتيجي لا يغتفر من أهل الحكم، هذا الخطأ بل الجرم أثبت أن القوم لا يفقهون دورهم الشرعي في حفظ دين الناس، وأثبت أنهم خائفون مرتجفون أمام الكنيسة، وهذا كله جعل الكنيسة أقوى وأجرأ وأكثر ثقة بالنفس، وبدأنا نسمع عن حالات تنصير كثيرة وبوتيرة أكثر تسارعًا، الفاصل بين الحالة والأخرى أسابيع قليلة، وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر منذ دخولها الإسلام.
بعد حادثة تسليم "وفاء قسطنطين" قررت الكنيسة ومعها منظمات تنصيرية عديدة الدخول بثقلهم الكامل في ملف التنصير في كل أنحاء مصر، مستغلين الفرصة التاريخية التي لن تعوض لإحراز نصر لم يقدروا عليه لمئات السنين، تطور التنصير في مصر ولم تعد منظماته تعمل بنفس الأساليب القديمة، فالإرساليات الأجنبية التي كانت تنشئ كنيسة وتجمع حولها بعض لأفراد وتنصرهم بعد تقديم مبالغ مالية أو خدمة صحية أو بعض الأدوية، لم تعد هي كل أساليب التنصير الآن.
فالتنصير الحديث يسير جنبا إلى جنب مع المؤسسات الماليةالدولية، مثل: البنك الدولي، وصندوق النقد، ووكالات الإغاثة المختلفة، وجهود الحكومات الغربية، وسفاراتها؛ فضلًا عن جهود الكنائس المصرية نفسها وما أنشأته من منظمات تملأ ربوع مصر، ريفًا وحضرًا، للعمل في أنشطة اجتماعية وتعليمية وصحية ونسائية... الخ.
والجميع الآن لكي يخترق البلاد الإسلامية، وخصوصًا بلدان القلب في العالم الإسلامي يستخدمون أسلوب المشاريع الاقتصادية المصغرة، ويتخفون خلف ستار ما يسمى بالتمكين والاهتمام بالأقليات وبالجماعات الهامشية والمرأة وما أشبه؛ الأمر الآن لم يعد مجرد تقديم المعوناتالخيرية؛ وإنما أصبح يقوم على إكساب الجمعيات التنصيرية المستترة وضعًا في النظام الاقتصادي للبلاد، وتسليم فئة معينة من المواطنين لهم؛ لكي يعملوا في مشاريعهم، وبالتالي يصبح ولاؤهم للنصرانية وللغرب عمومًا.
ولم يكن جديدًا وغريبًا أن تعلن نجلاء الإمام، المحامية والناشطة الحقوقية اعتناقها المسيحية، وتعميدها، هي وابنها وابنتها، بإحدى الكنائس التابعة لكنسية الأقباط الأرثوذكس.
ولم تجد هذه المحامية حرجًا في أن تعلن على الملأ أنها تم تعميدها الطريقة الأرثوذكسية بتناول الخبز ورشفة من النبيذ، وأنها شعرت بعد ذلك بتوحدها مع السيد المسيح وأبناء المعمودية التي انتميت إليها؛ لم يكن ذلك غريبًا ولا جديدًا، لأنه أصبح أمرًا مألوفًا ومكررًا، وهذه كارثة وجرس إنذار خطير، يؤكد أن أجهزة التنصير تعمل بجد ليل نهار بإمكانات مادية ومساندة سياسية وإعلامية غربية غير محدودة.
لكن وفي نفس الوقت في ظل لا مبالاة وبلادة غريبة من كل أجهزة الدولة الهشة في مصر؛ فأجهزة الأمن المتعددة، والتي تستأسد على كل ما يمت للإسلام بصلة، تتصرف وكأن أمر التنصير لا يعنيها، فالمنظمات التنصيرية تتحرك بحرية كاملة تحت أعين أجهزة الأمن التي لا تحرك ساكنًا، وهو ما يعني أن هناك تعليمات عليا لهذه الأجهزة بغض الطرف وكأن الأمر لا يعنيها.
من أمثلة "الطناش" الحكومي على النشاط التنصيري، سماح وزارة الإعلام لقناة "الحياة" التنصيرية التي دأبت على الإساءة للإسلام، بالبث عبر القمر الصناعي المصري "النايل سات"، بعد أن كانت هذه القناة التنصيرية المشبوهة تبث على القمر الأوروبي "هوت بيرد" من قبرص منذ عام 2003م.
وإذا كانت وزارة الإعلام ومعها الأجهزة الأمنية التي سمحت بهذه المهزلة لا تعرف أن هذه القناة تنصيرية متطرفة تستضيف القساوسة المطرودين من الكنيسة، وينصب جل اهتمامها، ليس في مخاطبة النصارى وتدعيم عقائدهم والإجابة عن تساؤلاتهم والتفاعل مع قضاياهم، وإنما الهجوم على الإسلام من كافة جوانبه والتشكيك فيه والعمل على تنصير المسلمين.
إذا كانت الوزارة لا تعلم فتلك مصيبة، وإن كانت تعلم ومع ذلك وافقت فالمصيبة أكبر وأخطر؛ وإذا كانت أجهزة الدولة لا تعلم، ونشك في ذلك فهي تعلم ولكنها تغمض عيونها، فإننا ننقل لها ما أكده تقرير أمريكي حديث من أن مصر بها 2000 منظمة تعمل في مجال التنصير منها حوالي 300 خلية مقيمة في مصر بشكل رسمي دائم؛ وأن شبكات التنصير العاملة في مصر يعمل بها ما لا يقل عن 5000 مصري، و1500 أجنبي.
كما نهديهم ما كشفته منظمة "سماريتان بيرس"، وهي منظمة تنصير أمريكية بارزة، عن وجود نشاط تنصيري لها في جنوب مصر من خلال العمل الطبي في مستشفى "الإرسالية الإنجيلية" في أسوان، كما تقوم المنظمة بالتنصير في الأحياء الفقيرة والعشوائيات في القاهرة عن طريق وسطاء لها، وأن العملية تستهدف الأرثوذكس المصريين المسيحيين علاوة على المصريين المسلمين.
إننا لا نتحدث عن جمعية أو منظمة تضم شخصين أو اثنين أو عشرة، وإنما نحن أمام شبكة مترابطة وممتدة في كل أنحاء مصر تضم عشرات الآلاف من المنصرين تسندهم ميزانيات ضخمة بمئات الملايين من الدولارات؛ المنظمات والجمعيات التنصيرية في مصر كثيرة ومتعددة، ومنها على سبيل المثال: شبكة قمح مصر، جمعية أرض الكتاب المقدس، الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية، الجمعية الصحية المسيحية، مؤسسة دير مريم، مؤسسة حماية البيئة، جمعية "الكورسات" ... إلخ؛ فالقائمة طويلة وممتدة والذي يبدأ رحلة تعقبها سيكتشف العجائب وستصدمه أعدادها وميزانياتها وأساليبها.
لن تكون نجلاء الإمام الأخيرة، فقد سبقتها زينب المحجبة التي نشرت صحيفة (الأسبوع) قصتها، في أكثر من عدد، والذي تأكد منها وجود روابط بين جهات خارجية وداخلية نشيطة في مجال التنصير.
وسبقها محمد السيد، الذي تنصر على يد فريق من المنصرين الإنجيليين ثم عاد إلى الإسلام بعد سبع سنوات ليروي ما جرى له واستغلال مروره بضائقة مالية.
وسبقها محمد حسن، الذي تنصر ثم سافر إلى الخارج فتعلم وتلقى دعمًا وتزوج من منصرة مصرية، ثم عاد ففتحت له الكنيسة دار للنشر، وهو يتلقى تمويلًا من مؤسسة تنصيرية، ويتظاهر بالإسلام وينشر مؤلفات باسمه حمل رؤية المنصرين وشبهاتهم.
وسبقتها ناهد متولي، المعلمة السابقة التي تنصرت وسمت نفسها "أدويت عبد المسيح" وسافرت إلى هولندا ثم بريطانيا ثم استقر بها المقام في أمريكا وأصبحت منصرة كبيرة.
وسبقها أحمد أباظة، الذي تنصر وسافر إلى أمريكا، ومن هناك أنشأ موقعًا على الإنترنت اسمه "المتنصرون"، وأنشأ غرفة على برنامج البالتوك، ونجح في تكوين فريق تابع له في مصر، وهو السبب في تنصير عدد من الفتيات المسلمات، بعد إقامة علاقات معهن عبر الهاتف ووعدهم لهن بالزواج والإقامة معهم في أمريكا.
وسبقها محمد النجار، الذي تنصر هو وزوجته وسمى نفسه "صموئيل عبد المسيح"، وسافر إلى هولندا وسجل عدة حلقات يتحدث فيها عن رحلته إلى المسيحية، كان له أثر بالغ في النشاط التنصيري وله الآن موقع على الإنترنت يبث فيه شبهاته.
وسبقتها فرحة أو ريهام الطالبة بجامعة حلوان، التي تنصرت وتزوجت من منصر، وهي تقود فريق المتنصرين عبر غرف الشات بالبالتوك، وكان لها دور هام في تنصير عدد من الفتيات المسلمات.
وسبقتها أسماء الخولي، التي تنصرت وسافرت إلى اليونان، وهناك تزوجت من منصر شهير، وسجلت حلقات تتحدث فيها عن تنصرها، ونشطت عبر البالتوك مطالبة بحرية التنصر في مصر.
وسبقها محمد حجازي وزوجته، اللذين تم تنصيرهما بواسطة تنظيم تبشيري يعمل في مصر ويدار من الخارج وهدفه التنصير مقابل تقديم أموال وحوافز لمن يتنصر.
كل واحد أو واحدة من هؤلاء وراءه جهات خططت لإغوائه، وبذلت الجهد المتواصل، وبذلت المال الكثير لإغرائه، واستغلت الظروف المادية الصعبة...؛ لكن قصص كل هؤلاء أصبحت معروفة واطلعت عليها أجهزة الدولة، إذا كانت موجودة وتؤدي عملها وتقاوم كارثة التنصير؛ لكن يبدو أن النظام السياسي الكهل والهش قد نفض يديه من القضية، فهو من ناحية لا يهمه الإسلام والشريعة والهوية من قريب أو بعيد، وإذا وجد بعض ذلك فهو بصفة فردية لأفراد معدودين.
أما النظام العام فلا يهمه إذا تنصر المصريون جميعًا، ويخشى أن تضغط عليه القوى التي تدعم وجوده غير الشرعي إذا فتح هذا الملف، فاتخذ قراره الاستراتيجي وهو: لن نتدخل في ملف التنصير، فالأديان عندنا واحدة ومتساوية، فعرشنا هو ما يعنينا، أما الإسلام فله رب يحميه.
السيد أبو داود
6 - 8 - 2009
المصدر: موقع لواء الشريعة
- التصنيف:
a7mad
منذأبو حمزة المصرى
منذايمن بشر
منذمحمد يحيى
منذمحمود الحناوى
منذعمرو فياض ابو محمدوحمزة
منذمحمد اللواء
منذسما
منذ