الاختلاط بجامعة الملك هل هو الإصلاح المنشود؟؟

منذ 2009-08-18

تكررت الأخبار السيئة في الصحف السعودية المتضمنة حوادث الابتزاز للعاملات في البيئات المختلطة ..


كم كان أسفنا وحزننا عميقا, حين نشرت الصحف خبرا مؤسفا هو أن الدراسة بجامعة الملك عبدالله ستكون مختلطة بين الذكور والإناث، وعجبنا كل العجب من عقول قررت ذلك وهي تقرأ وتسمع الآثار المرة الناتجة عن الاختلاط في الدول الأخرى، فضلا عن ما في إقراره من مخالفة للشريعة الإسلامية التي هي دستور هذا الوطن، وتقليد الآخرين دون وعي ليس من شيم العقلاء.

والذي له حق بيان الحكم الشرعي وتقريره هم كبار العلماء. والعلماء في هذه الدولة لا يقرون الاختلاط في التعليم وأماكن العمل لما يعرفونه من حقائق الشرع وأضرار الاختلاط.

وقد تكررت الأخبار السيئة في الصحف السعودية المتضمنة حوادث الابتزاز للعاملات في البيئات المختلطة كالمستشفيات!!

ومن مساوئ هذا الاختلاط إن تقرر فعلا سيحرم الكثير من المواطنات من حقهن في مواصلة التعليم في هذه الجامعة؛ لأنهن لا يمكنهن مخالفة الشرع ورأي علماء البلاد الفضلاء ولا يمكنهن أن يقبلن بالدراسة مع الشباب في مكان واحد يسبب لهن الحرج والفتنة...

والمأمول من مجلس الأمناء العدول عن هذه القرار الفاسد وإبلاغ خادم الحرمين أن أكثر النساء والرجال في السعودية يأسفون أن تكون جامعة باسمه تكون أول خلل في مسيرة التعليم المتميز في السعودية بالتزام الشريعة.

ومما يؤكد الأثر السلبي للاختلاط:

ما كشفته دراسة علمية جامعية عن أن 68 % من النساء العاملات في الحكومة والقطاع العام بالعاصمة المصرية يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل رؤسائهن وزملائهن، سواء بالقول أو بالفعل.

والدراسة -قام بها أستاذ علم النفس ظريف شوقي، وأستاذ علم النفس المساعد عادل محمد هريدي، وقدمت إلى جامعة القاهرة للحصول على ترقية علمية، ونشرت في مجلة كلية الآداب المتخصصة في الأبحاث التي يجريها أساتذة الجامعة.

وكونت عينة الدراسة من 100 موظفة في الأجهزة الحكومية والقطاع العام من المقيمات بمدينة القاهرة الكبرى،
وتشكل نسبة المتزوجات منهن 64% ؛ مقابل 33% آنسات.

وتمثلت أكثر السلوكيات التي اتفقت النساء على اعتبارها تحرشاً في لمس اليد بطريقة متعمدة (78%)، ولمس أجزاء من الجسم (76%)، والنظر إلى أماكن حساسة من الجسم (76%)، ومحاولة التقبيل (73%)، وامتداح القوام (72%)، والتهديد والإغراء لتتجاوب معه جنسيًّا (72% قررن ذلك) أما الملفت، كما ذكرت الدراسة، فإن 24% من النساء رأين أن لمس جزء من الجسم لا يعد تحرشاً، فيما قرر 22% أن لمس اليد ليس سلوكا تحرشيا كذلك، بل إن 27% من المشاركات اعتبرن أن محاولة التقبيل لا تعد تحرشاً. وهو ما يعنى حسب الدراسة، ارتفاع سقف ما يعتبر تحرشاً في أذهانهن، ليقتصر فقط على الممارسة الجنسية الكاملة، وهو ما قد يجعلهن أكثر تسامحاً وتحملاً لما عدا ذلك من سلوكيات قد تعتبر تحرشية من وجهة نظر أخريات.

ولعل أول سؤال يقدح في العقل: لماذا الاختلاط؟

من هذا السؤال تكمن هذه القضية.. وللإجابة عليه سنثير إشكالات ستكون بمثابة الخطوط الرئيسية للموضوع:

1- إشكالية التعليم..

2- إشكالية العمل..

3- الإشكالية الاقتصادية..

4- الإشكالية الاجتماعية..

فالأطروحة هنا هي مدى فاعلية الاختلاط في رقي وتطور التعليم والعمل والاقتصاد والمجتمع..

وهنا يستلزم منا المقام الرجوع للمنهج التجريبي للوصول لنتيجة مقنعة وقد تحقق هذا المنهج في النموذج الغربي.

فقد خلصت إحدى الدراسات الحديثة من جامعة هارفرد بأن المدارس النسائية وبمقارنتها بالمختلطة تحقق الآتي:

ـ أهداف تربوية أعلى.

ـ يحقق الطلبة فيها درجة أعلى من القيم الذاتية ودرجة أفضل لنوعية الحياة.

ـ درجة أفضل في العلوم والقراءة.

ـ التخلص من النظرة النمطية التقليدية تجاه العلاقة بين الجنسين.

ـ درجة أقل من التغيب الدراسي ومشاكل عدم لانضباط السلوكي.

ـ مراجعة منزلية أفضل ودرجة أقل من ضياع الوقت في مشاهدة التلفزيون.

ولقد شجعت هذه النتائج على قيام العديد من المدارس الحكومية والخاصة على أساس عدم الاختلاط في الأعوام السابقة في العديد من مناطق الولايات المتحدة الأميركية مثل نيويورك، فيلادلفيا، بالتيمور، ديترويت وكاليفورنيا وصدق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على مشروع قرار يقضي بمنع الاختلاط في المدارس العامة.

وبالمقابل يقر الاختلاط بجامعة الملك عبدالله كأول حالة نشاز بالسعودية؟!، أليس هذا من الغرائب والعجائب أن يتنبه غير المسلمين لمضار الاختلاط وسلبياته، ويبدأ رحلة التراجع عنه، بينما يتخلى المسلمون عن قيمهم الدينية والاجتماعية التي ثبتت فاعليتها ونجاحها في الواقع؟!
---

* أكاديمي سعودي

د. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي

المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 4,769

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً