مشوهة و مظلومة

منذ 2016-01-09

الحب .. هذا الشعور السامي شوهته وسائل الاعلام و ألبسته ثوب الرذيلة و العلاقات المحرمة و الانحرافات البشعة، وحصرته في ميل رجل لامرأة لا تحل له و العكس، والمحاولات الخبيثة للوصول إليها و ممارسة الرذيلة معها.

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة من حرفين فقط، وأعتبرها أكثر كلمة عربية ظُلِمت وطالها التشويه والتخريب، إنها كلمة (حب)، ترمز إلى شعور لا حياة للقلب بدونه، بل لا إيمان لعبدٍ حتى يعمر قلبه بالحب، حب خالقه سبحانه وتعالى، ثم نبيه صلى الله عليه وسلم ودينه الذي جاء به، ثم يملأ قلبه بحب من يرضى الله ان يحبه.

هذا الشعور السامي شوهته وسائل الاعلام وألبسته ثوب الرذيلة والعلاقات المحرمة والانحرافات البشعة، وحصرته في ميل رجل لامرأة لا تحل له والعكس، والمحاولات الخبيثة للوصول إليها وممارسة الرذيلة معها.

أخرجت من إطار الحب ذلك الحب الطاهر داخل الأسرة المسلمة، بين الزوجة وزوجها، والاب وابنته، والأخت وأخيها، والصديقة بصديقتها، والجار بجاره؛ فأصبح مجتمعنا يهاب تلك الكلمة، ويفرّ من التصريح بذاك الشعور.

فالزوج يستحي أن يصرّح لزوجته بالحب، والأم لا تغرق أبناءها بالعاطفة، والاخ يجد حرجاً في إهداء كلمة حب لأخته، والجار لا يعلن لجاره عن حبه، وتبقى كلمات الحب في حياتنا نادرة ضعيفة خجلى.
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم صرّح بالحب وأعلنه، وكان يظهر الحب لزوجاته وأصحابه باللفظ المباشر والتعبير غير المباشر بالتعامل وحسن الاستقبال والبشاشة، بل وحث عليه الصلاة والسلام على إخبار المحبوب بالمحبة لترتاح النفوس وتتآلف القلوب؛ لنعترف بالحب، ولنعلنه داخل بيوتنا ولتطرق ألفاظه مسامع من نحب.

إقتداءً بالهادي المصطفى عليه الصلاة والسلام، و إشباعاً لعاطفة الحب الفطرية داخل كل نفس بشرية، تلك العاطفة التي متى أشبعت حفظت صاحبها بمشيئة الله من الإنحراف، والجري وراء علاقات السراب.

 

منال عبدالعزيز محمد السالم

  • 1
  • 0
  • 1,341

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً