لبنان.. تظاهرة تطالب بفك الحصار عن "مضايا" السورية
تظاهر مئات اللبنانيين، اليوم الجمعة، لنحو ساعتين، بالقرب من معبر المصنع الحدودي، في منطقة البقاع (شرقي لبنان)، قاطعين الطريق الدولي، ومطالبين بفك الحصار عن بلدة مضايا (شمال غرب دمشق)، والذي يستمر منذ 6 أشهر، من قبل النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، ويهدد 45 ألف شخص بالموت جوعاً.
تظاهر مئات اللبنانيين، اليوم الجمعة، لنحو ساعتين، بالقرب من معبر المصنع الحدودي، في منطقة البقاع (شرقي لبنان)، قاطعين الطريق الدولي، ومطالبين بفك الحصار عن بلدة مضايا (شمال غرب دمشق)، والذي يستمر منذ 6 أشهر، من قبل النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، ويهدد 45 ألف شخص بالموت جوعاً.
ولوّح المشاركون بـ"أرغفة الخبز" في إشارة إلى انقطاع الطعام بشكل شبه كامل عن البلدة، حيث نشر ناشطون صورًا وفيديوهات لأطفال وراشدين برزت هياكلهم العظمية، نتيجة الجوع.
ويتهم الناشطون ، النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني، بفرض حصار على مضايا، بهدف إجبار سكانها على ترك أراضيهم، الأمر الذي نفاه الحزب، في بيان أمس.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، اليوم، أن 23 شخصًا "قضوا جوعًا" في مضايا منذ الأول من كانون أول/ديسمبر الماضي.
وقال محمود، وهو من مضايا، شارك في التظاهرة، لأن "أقاربه و أصدقائه ما زالوا موجودين في البلدة"، وأضاف "أتواصل معهم عبر الإنترنت، الوضع مزري جدًا، الناس يموتون جوعًا، ويأكلون الأعشاب أو الماء مع الحامض، ومنذ يومين مات طفل بسبب الجوع".
ولفت إلى أسعار المواد الغذائية الجنوني، قائلاً "سعر كيلو الحليب بلغ 300 دولار أميركي، والسكر 125، الأرزّ 200 "، وأردف "إن تحضير وجبة لعائلة من 6 أشخاص يكلف نحو ألف دولار".
وأوضح محمود أن "الطعام يدخل إلى مضايا بطريقتين، إما أن يخاطر الأهالي بحياتهم بالخروج وسط حقول الألغام، أو عبر عناصر من حزب الله، فيسمحون بدخول الأغذية مقابل أسعار خيالية".
و قال "نطالب بفتح الطريق ليس فقط بإدخال مواد غذائية، ففي مضايا 45 ألف نسمة، بينهم 15 ألف نازح".
وحمل المشاركون في التظاهرة لافتات كتب عليها "أيعقل في زماننا أن تؤكل الكلاب والقطط؟"، في إشارة لاضطرار أهالي مضايا إلى أكل لحوم القطط والكلاب ليقاوموا الجوع.
ووصف الشاب حسين نموس (20 عاما)، المشارك في التظاهرة، للأناضول، الوضع الإنساني في بلدته، حيث ما زال يسكن والده ووالدته وإخوته، بأنه "سيء جداً وبشكل يفوق أي تصور، هناك ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والأدوية في حال وجدت".
وأشار نمّوس أن عددًا من المشايخ "أصدروا فتاوى بأكل لحوم القطط والكلاب لاسكات جوع الناس"، مؤكداً أن "الطعام مقطوع بشكل كامل، الناس يطبخون الحشائش".
وأضاف "نأمل أن تتمكن الأمم المتحدة من إدخال المساعدات بشكل دائم، البلدة محاصرة بـ 6000 لغم أرضي، وحين حاول البعض الخروج انفجرت وفقدوا حياتهم".
من جهته، قال المحامي نبيل الحلبي، المختص بالقانون الجنائي الدولي، ومدير مؤسسة "لايف" الحقوقية، للأناضول، خلال مشاركته في التظاهرة التي ساهم في تنظيمها، إن"الوقفة اليوم رمزية سلمية، احتجاجًا على سياسة التجويع الممنهج"، وأوضح "مضايا ليست وحدها من يعاني من التجويع والحصار، هناك المعضمية، والغوطة الغربية بشكل عام، وكذلك الغوطة الشرقية".
واتهم النظام بأنه "يمارس ضد كل هذه المناطق سياسة تجويع ممنهج، وسياسة تهجير قسري للسكان، على أساس طائفي"، وأضاف "هناك سياسة جديدة اتبعها النظام، وهي مقايضة الأرض مقابل الغذاء، وهذه السياسة وفق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هي جريمة حرب موصوفة".
وشدد "يجب على الأمم المتحدة أن تحيل كل هذه الجرائم إلى مجلس الأمن، تمهيدًا لإحالتها إلى القضاء الجنائي الدولي".
وسأل الحلبي "لماذا ننتظر موافقة النظام السوري على إدخال المساعدات؟، يجب أن يصدر قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع يرغم هذا النظام المجرم على إدخال هذه المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن جميع المناطق السورية، وأن تكون هذه الممرات دائمة"، موضحاً "لا يكفي إدخال أغذية لأسبوع وأسبوعين وإبقاء الحصار".
وفتح المتظاهرون الطريق بعد نحو ساعتين، متعهدين بالمزيد من التحركات، في حال لم يتم إدخال مساعدات غذائية إلى مضايا.
- التصنيف:
- المصدر: