"مضايا" تدفع ثمن شعار "إسقاط النظام"

منذ 2016-01-09

قدرها أنها كانت البلدة الأولى التى رفعت شعار "إسقاط النظام" لتحاصرها جيوش الرئيس السوري بشار الأسد وميليشيات حزب الله، تحت شبح الجوع الذى تغذى من زاد الطائفية وأدمن شرب دماء الأبرياء المحاصرين من أهالي قرية "مضايا" بمنطقة الزبدانى شمال ريف دمشق.

قدرها أنها كانت البلدة الأولى التى رفعت شعار "إسقاط النظام" لتحاصرها جيوش الرئيس السوري بشار الأسد وميليشيات حزب الله، تحت شبح الجوع الذى تغذى من زاد الطائفية وأدمن شرب دماء الأبرياء المحاصرين من أهالي قرية "مضايا" بمنطقة الزبدانى شمال ريف دمشق.

شاء الجوع في مضايا أن يكمل ثلاثية الحرب واللجوء، لتكتمل مناظر القتل والإعدامات التى يمارسها داعش والميليشيات الإرهابية، والقصف الذي تنتهجه تحالفات دولية وإقليمية لتظل صور الدماء عالقة بقلوب الملايين حول العالم.

وما كاد الضمير العالمي يستفيق من بشاعة هذه الحرب المستعرة في سوريا حتى انتفض ألمًا على "إيلان" ذلك الطفل الغريق على شواطئ المتوسط ليصبح رمزًا لمأساة المهاجرين مما حرك قلب "المرأة الحديدية" ميركل لتحث قادة أوروبا على تحمل مسئوليتهم التاريخية إزاء مأساة القرن كما وصفها المحللون، وما كاد العام الجديد يقبل إلا ومعه صور أطفال مضايا فريسة للجوع .

بدأت المأساة حين تحولت البلدة لساحة نزاع مسلح بين الجيش الحر مدعوما بقوات جبهة النصرة وهم حلفاء اختلفت بينهم الأيديولوجية وجمعتهم الغايات والمصالح ، وبين جيوش النظام وميليشيات حزب الله الذين تربطهم عقيدة مذهبية وتحالفات سياسية متينة لتنشب معركة الزبدانى.

تقدمت قوات الأسد لحصار المدينة بجيش قوامه 30 ألف مقاتل مدعوما بـ50 دبابة و9 قطع مدفعية ومزودًا بـ 300 قناص من مقاتلي حزب الله، وبالرغم من هذا لم تشفع هذه القوة أمام الجيش الحر الذي نجح في تدمير 21 دبابة و15 آلية عسكرية، وإزاء هذه الخسائر الفادحة جن جنون الجيش النظامى ليمطر سماء المدينة بالبراميل المتفجرة تحت قصف متواصل لراجمات الصواريخ ، والحصيلة قتلى بالآلاف وتدمير للبنية التحتية، والأدهى من ذلك هو الحصار، ووراء الحصار وحش الجوع الذي لا يقبل إلا الفتك بأجساد المدنيين الأبرياء التي تقدر أعدادهم بـ 40 ألف نسمة.

قوافل المساعدات الإنسانية التى تقدم الإمدادات الغذائية والطبية لأهالي البلدة لم تعد قادرة على إغاثة الأهالي المنكوبين، وكلما أعلن عن هدنة اخترقها قوات النظام والميليشيات لتعجز فرق الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن القيام بدورها، فالمرة الأخيرة التى وصلت فيها المساعدات كانت منذ ثلاثة أشهر، حينها قال موظفو اللجنة الدولية إنهم رأوا الجوع فى أعين السكان، ومنذ ذلك الحين وضحايا "مضايا" لا يأكلون سوى ورق الشجر ولحم القطط.

مجلس الأمن بدوره بدا عاجزًا أمام هول المأساة، إلا أنه أعلن عن عقده جلسة خاصة بشأن المدينة المنكوبة الإثنين المقبل.

بدوره، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، إن "الوضع رهيب"، لكنه أشار إلى صعوبة التحقق من أعداد الضحايا ومن حجم معاناة سكان مضايا.

كذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 13 شخصًا في انفجار ألغام وضعتها قوات النظام السوري أو برصاص قناصة أثناء محاولتهم مغادرة مضايا لجلب الطعام.

 

09 يناير 2016

المصدر: موقع الأمة
  • 1
  • 0
  • 2,135

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً