حبيبة الصلاة (قصة قصيرة حقيقية)

منذ 2016-01-18

قامت حبيبة لإعداد الطعام رَيْثَما يأتي زوجُها، وما إن بدأت بحَشْوِ ورق العنب حتى سمعت الأذان

"الله أكبر، الله أكبر"
طرق صوتُ الأذان أُذنَيْ حبيبةَ، وما إن وصل المؤذن إلى: "حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح"،  تركت حبيبة ما كانت تقوم به من عمل، وذهبتْ تؤدي الصلاة، فهي كاسمها حبيبة تحبُّ الصلاةَ، وتشتاقُ إلى مناجاة الحبيب؛ وكيف لا، والصلاةُ صِلةٌ بين العبد وربِّه؟!

وكذا كانت عادتها لا تُؤخِّرُ الصلاةَ عن وقتها وشعارها: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه:84].

ذاتَ يومٍ اتَّصل عليها زوجُها بعدَ عملٍ شاقٍّ:
محمد: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجتي الحبيبة".
حبيبة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته زوجي العزيز، كيف حالك؟"

محمد: "بخير والحمد لله، لي طلب حبيبتي، إني جائعٌ جدًّا، وأريد ورق عنب المحشي اللذيذ من يديكِ".
حبيبة: "سوف أقوم بطبخه حالًا بإذن الله".

قامت حبيبة لإعداد الطعام رَيْثَما يأتي زوجُها، وما إن بدأت بحَشْوِ ورق العنب حتى سمعت الأذان، تركَتِ الطبخَ كعادتها وتذكَّرتْ شعارَها، وحديثَ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم : أيُّ العمل أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال: «الصلاةُ على وقتها» فذهبت تؤدِّي الفريضة.

جاء محمدٌ يُشَمْشِمُ ويتفقَّد رائحةَ ورق العنب المحشوِّ، ممسكًا بيدَيْه على بطنه من كثرة المُفرْقعات التي بداخلها، ذهب إلى المطبخ، ورأى الطعام ليس جاهزًا بعدُ، وتَساءل في نفسه: "ما بها حبيبة، لم تُعدَّ الطعام بعدُ؟! كِدْتُ أموتُ من الجوع!".

ذهب يتفقَّدها، وقال بصوتٍ عالٍ: "السلام عليكم حبيبة، لقد جئتُ".

لم يَردَّ عليه أحد.

ذهب إلى مكان محرابِها ثم رآها ساجدةً تصلي، جلس بجانبها حتى تؤديَ صلاتَها، انتظر قليلًا، وهي كما رآها في هيئة السجود، فلم تَجلِسْ أو تَقُمْ، قال في نفسه: "لعلَّها تدعو في السجود".

بعد دقائق من الانتظار تسرَّب القلق إلى قلب محمد؛ لأنها ما زالت في السجود، ذهب ليسمعَ تَمْتمة دعائها،  وكانت المفاجئة لم يسمع شيئًا حتى صوت النَّفَس لم يَجِدْه.

لمس رأسَها، وسرعانَ ما وقع جسمُها، وفاضَتْ روحُها وهي ساجدةٌ، وحبيبة لصلاتها.

  • 5
  • 0
  • 6,684
  • محمد حسن

      منذ
    اللهم إني أسألك حسن الخاتمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً