خطب مختارة - [28] الأدب مع الله تعالى

منذ 2016-01-20

ينظر المسلم إلى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلئ قلبُه مهابةً ووقارًا وتعظيمًا لربه العظيم، فيخجل من معصيته، ويستحي من مخالفته والخروج عن طاعته، فيكون هذا أدبًا منه مع الله تعالى، فليس من الأدب في شيء أن يجاهرَ العبدُ سيدَه بالمعاصي، أو يعمل القبائح والرذائل؛ وهو يؤمن بأنه مطلع عليه دائمًا.

عيد الحب 14 فبراير

الخطبة الأولى

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون} [الحشر:18].

أما بعد: فيأيها الإخوة المؤمنون، لا بد للمسلم أن ينظر إلى ما لله تعالى عليه من مِنَنٍ لا تُحصى ونِعَم لا تُعد، اكتنفته من ساعة عُلوقه نطفةً في رَحمِ أُمه، وتسايره إلى أن يلقى ربه عز وجل، فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله، ويشكره تعالى بجوارحه بتسخيرها في طاعته، فيكون هذا أدبًا منه مع الله سبحانه وتعالى، إذ ليس من الأدب في شيء كفرانُ النعم وجحودُ فضل النعم والتنكرُ للمنعم ونسيانُ أو تناسي إحسانَه وإنعامه، والله سبحانه يقول: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ} [النحل:53]، ويقول سبحانه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:34]، ويقول جل جلاله: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152].

إخوة الإسلام؛ ينظر المسلم إلى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلئ قلبُه مهابةً ووقارًا وتعظيمًا لربه العظيم، فيخجل من معصيته، ويستحي من مخالفته والخروج عن طاعته، فيكون هذا أدبًا منه مع الله تعالى، فليس من الأدب في شيء أن يجاهرَ العبدُ سيدَه بالمعاصي، أو يعمل القبائح والرذائل؛ وهو يؤمن بأنه مطلع عليه دائمًا، قال تعالى: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا  .  وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح:13، 14]، وقال: {يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النحل:19]، وقال: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء} [يونس:61].

عباد الله؛ ينظر المسلم إلى الله تعالى وقد قدَر عليه وأخذ بناصيته، وأنه لا مفر له ولا مهرب ولا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه، فيفر إليه تعالى، وينطرح بين يديه، ويفوض أمره إليه، ويتوكل عليه، فيكون هذا أدبًا منه مع ربه وخالقه، إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفرّ منه، ولا اعتماد ولا اتكال إلا عليه، إذ لا حول ولا قوة إلا به سبحانه، قال تعالى:{مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود:56]، وقال: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات:50]، وقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:23].

إخوة الإيمان؛ ينظر المسلم إلى ألطاف الله تعالى به في جميع أموره، وإلى رحمته له ولسائر خلقه، فيطمع في المزيد من ذلك، وليس من الأدب الطمع في المزيد دون حسن عمل، ولذا فالمسلم المتأدب مع الله يتضرع له بخالص الضراعة والدعاء، ويتوسل إليه بطيب القول وصالح العمل، فيكون هذا أدبًا منه مع الله، وليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد ممن رحمته وسعت كلَّ شيء، ولا القنوط ممن إحسانه قد عمّ البرايا، ومـمن ألطافه قد سرت في كل الخلائق، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف:156]، وقال: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِه} [الشورى:19]، وقال:{وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف:87]، وقال: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر:53].

عباد الله؛ ويؤمن المسلم بشدّة بطش ربه، وإلى قوة انتقامه، وإلى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته، ويتوقاه بعدم معصيته، فيكون هذا أدبًا منه مع الله، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز؛  للرب العزيز القادر والقوي القاهر، وهو يقول: {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد:11]، ويقول: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج:12]، ويقول: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران:4].

فمن سوء الأدب مع الله الأمنُ من مكره، قال تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف:99] أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:99]، قال الحسن البصري رحمه الله: "المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن"، فبعض الناس أن يخرج عن طاعة الله، وييتلبس بمعاصيه، ويظن أنه غير مطلعٍ عليه، ولا مؤاخذٍ له على ذنبه، وهو سبحانه يقول: {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ . وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ}  [فصلت:22، 23].

وبهذا نعلم أن المسلم عند معصية ربه والخروج عن طاعته ينظر إلى الله عز وجل وكأن وعيده قد تناوله، وعذابه قد نزل به، وعقابه قد حلّ بساحته، ولذلك يبادر إن حصل منه شيءٌ من ذلك إلى سرعة الرجوع إلى الله بالتوبة والإنابة والاستغفار.

عباد الله؛ وليس من الأدب مع الله أن يظنَّ أنه غير مجازيه بحسن عمله، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته، وهو عـز وجـل يقول: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِه فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ} [النور:52]، ويقول سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].

عباد الله ومع حسن الظن بقبول رب العالمين للعمل الصالح من العبد؛ إلا أن المؤمن مع حسن ظنه بربه؛ يخاف أن لا يقبل منه لتقصير حصل منه؛ عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون:60] قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق؛ ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم. فالمسلم ينظر عند طاعته لربه، وكأن وعده قد صدقه له، وأنه طالما كان مخلصًا لله متبعًا لرسوله فهو من المقبولين عنده سبحانه، ويخاف أن يكون قد حصل منه تقصير أو خطأ يمنع قبول هذا العمل الصالح. قال الحسن البصري رحمه الله: "ألا إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم؛ فأما المؤمن فأحسن الظن بربه؛ فأحسن العمل، وأما الكافر والمنافق فأساءا الظن بالله ؛ فأساء العمل".

وخلاصة القول عباد الله: أن الأدب مع الله يقتضي من العبد أن يشكرَ ربه على نعمه؛ وأن يستحيي منه تعالى عند الميل إلى معصيته؛ وأن يصدقَ في إنابته إليه والتوكلِ عليه؛ رجاءَ رحمته؛ وخوفَ عذابه؛ وأن يكون حسنَ الظن بالله في إنجاز وعده للمتقين؛ واليقين بإنفاذ وعيده فيمن يشاء من عباده، فهذا الأدب مع الله، وبقدر تمسك العبد به ومحافظته عليه تعلو درجته ويرتفع مقامه وتسمو مكانته وتعظم كرامته، فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته، ومحطِّ رحمته ونعمته، وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول حياته الدنيا وبعد موته وتحوله لحياته الأخرى.

اللهم رزقنا حسن الظن بك وحسن الأدب معك وحسن العمل والافتقار إليك، اللهم ارزقنا ولايتك، ولا تحرمنا رعايتك. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله شرع لنا دينًا قويمًا، وهدانا صراطًا مستقيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حذرنا من اتباع الكفار وموالاتهم، وأمرنا بمخالفتهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:57]، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله القائل «من تشبه بقوم فهو منهم» [صحيح الجامع:2831] صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها المسلمون، إن الله سبحانه قد حبانا بدين عظيم، وهدانا إلى صراط مستقيم، فيه الغُنيةُ والكفاية، وبه السعادة والهداية، منه الأمن والسلام، وإليه الحبُّ والوئام، من أقبل عليه أعزَّه الله بقدر ما تمسَّك وأخذ، ومن أعرض عنه أذلَّه الله بقدر ما ترك وجحد.

فبالله عليكم، كيف يرضى المسلم لنفسه أن يضيِّع هذه المكانةَ التي جعلها الله بين يديه، وأن يرضى بالهوان والكتابُ والسنة نُصبَ عينيه؟! أم كيف يرضى لنفسه الأبيّة أن يكون مَقُوْدًا بعدما كان قائدًا، وأن ينقلب مقلِّدًا بعدما كان مرشدًا؟ كيف يرضى لنفسه أن يصبح ضالًا بعدما كان دالًا، وأن يصير عبدًا منفِّذا بعدما كان سيّدًا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم محذرًا: «لتتبعُنّ سَنَنَ من كان قبلكم، شبرًا بشر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم، قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!» [صحيح البخاري:7320]

عباد الله، زاد الأمرَ سوءًا الانفتاحُ الإعلامي بين كافة الشعوب حتى غدت شعائرُ الكفار وعاداتُهم تُنقل مزخرفةً مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين، عبر الفضائيات والشبكة العالمية الحاسوبية الإنترنت، فاغتر بزخرفها كثير من المسلمين. وها هي هذه الوسائل تروّج لعيدٍ ما أمكَرَه من عيد، عيدٍ سموه بغير اسمه تدليسًا وتلبيسًا، سمّوه باسم شريف، ليكون رواجه أكثر، سـمَّوه عيدَ الحب، وهو عيد فالنتاين، من هو فالنتاين؟ إنه قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي، وعيد الحب ما هو إلا احتفال سنوي نصراني تخليدًا لذكرى إحدى الشخصيات النصرانية.

من أهم شعائرهم في هذا العيد: إظهار البهجة والسرور فيه والحفلات، وتبادل الهدايا والورود الحمراء إلى أزواجهم وأصدقائهم ومن يحبونهم. وذلك تعبيرًا عن الحب، وتوزيع بطاقات التهنئة به ويكون فيها تبادلُ كلمات الحب، وفي بعضها صورة طفل له جناحان يحمل قوسًا ونشابًا، وهو إله الحب عند الرومان بزعمهم. وأصل هذا العيد عقيدة وثنية عند الرومان، ثم انتقلت إلى النصارى، فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة فيها تعظيم للأوثان، وفيها مشابهة للنصارى وتخليد لقساوستهم.

وأكثر من يحتفل به من شباب المسلمين إنما يحتفلون به لأجل الشهوات، وليس اعتقادًا بخرافات الرومان والنصارى فيه. ولكنَّ ذلك لا ينفي عنهم صفة التشبه بالكفار في شيء من دينهم. بالإضافة مع ما يحصل من فساد بين الجنسين بل حتى بين الشاذين والشاذات.

عباد الله؛ إن عموم التشبه بالكفار - وثنيين كانوا أم كتابيين - محرم سواء كان التشبه بهم في عقائدهم وعباداتهم -وهو أشد خطرًا- أم فيما اختصوا به من عباداتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "المشابُـهة تورث المودةَ والمحبةَ والموالاةَ في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر"، ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله: "وأما التهنئة بشعائر الكفار المختصة بهم فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائلُه الكفرَ فهو من المحرمات، وهو بـمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل إن ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس .. وكثيرٌ - من لا قدر للدين عنده - يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، كمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" أ.هـ

وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة سؤالًا عن هذا العيد، فأجابت: "يحرم على المسلم الإعانةُ على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول  .... إلخ" .       

أسأل الله تعالى أن يحفظنا والمسلمين من مضلات الفتن، وأن يقينا شرور أنفسنا ومكر أعدائنا. اللهم ارزقنا الاعتزاز بديننا، والحذر من الاغترار بأعدائنا. وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.

  • 63
  • 14
  • 33,627
المقال السابق
[27] الأخوة الإسلامية 2-2
المقال التالي
[29] الأعداء الثلاثة 1-3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً