إبادة أهل السنة في المقدادية
هذه الحرب المعلنة يتم إخفاؤها دوليًا بشكل أو آخر ويتم صرف النظر عنها والتركيز على جانب آخر يثار حوله الكثير من التساؤلات بشأن تضخيم قوته واختراق أجهزة مخابرات كبرى لهياكله.
حرق مساجد السنة بالمقدادية
ما يجري الآن في مدينة المقدادية التابعة لمحافظة ديالى شمال شرق العاصمة العراقية بغداد التي يقطنها غالبية سنية، هو حلقة جديدة من حلقات الحرب على أهل السنة في المنطقة من قبل المليشيات الطائفية الشيعية المدعومة مباشرة من إيران.
فبعد ما رأينا من أوضاع مأساوية في بلدة مضايا السورية المحاصرة من مليشيات الأسد وحزب الله حيث يقتل الأطفال جوعًا، ثم انتقلت المأساة لمعضمية الشام وها هي المقدادية بالعراق تكتب حلقة جديدة من حلقات الاضطهاد والتدمير والإبادة لأهل السنة وسط صمت مطبق من العالم الغربي الذي دخل في صفقة مع نظام إيران تقضي بتفويت جرائمه من أجل توزيع النفوذ.
لقد قالت مصادر محلية في العراق إن مليشيات شيعية أعدمت أكثر من تسعين شابًا من أهالي المقدادية في الساعات الماضية وأكدت المصادر أن سكان المقدادية باتوا مخيرين بين الموت والخروج من مدينتهم، وعثرت الشرطة العراقية الأربعاء الماضي على 11 جثة ملقاة في أحد البساتين بمنطقة البخاري التابعة لبلدة الطارمية شمالي بغداد، وتعود الجثث لشباب تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والثلاثين عامًا، وكلهم أعدموا بإطلاق نار على الرأس وفق الشرطة. وكانت المليشيات الشيعية فجرت في اليومين الماضيين تسعة مساجد تتبع ديوان الوقف السني في المقدادية وهي جميع مساجد السنة في المدينة.
وأشارت مصادر في المقدادية إلى أن عمليات التصفية تقوم بها المليشيات على الهوية، مضيفة أن المليشيات تقوم بحرق لمحال تجارية وأسواق وممتلكات عائلات سنية، وأوضحت المصادر أن الذعر يخيم في أجواء المدينة بسبب الانتشار الكثيف للمليشيات الشيعية في أحيائها وأفادت بأن العائلات السنية بين خيارين أحلاهما مر: إما الموت أو الخروج من المدينة. يأتي ذلك في وقت أثبتت المليشيات الشيعية أنها أقوى من الحكومة ومن الدولة حيث منعت رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري من دخول المقدادية لكي يطلع على تفاصيل ما يجري. الحكومة العراقية التي يترأسها الشيعي حيدر العبادي الذي أطلق العنان للمليشيات الشيعية بحجة مواجهة داعش، كان موقفه غاية في الضعف حيث اكتفى بإدانة خجولة دون أن يتخذ أي إجراء حاسم ضد هذه المليشيات الخارجة عن القانون.
جرائم المليشيات الشيعية ضد أهل السنة ليس بالأمر الجديد فمنذ سنوات طويلة وهي تشن هجمات للقيام بتغيير التركيبة السكانية في العديد من المناطق تحت حماية الحكومة العراقية خصوصًا في فترة نوري المالكي. إن حكومة بغداد الموالية لطهران دعت العالم كله للتدخل ضد (داعش) بحجة أنه يريد أن يجتاح العراق، في نفس الوقت استعانت بمليشيات شيعية تقوم بجرائم ضد أهل السنة ولها مخطط للتخلص منهم عبر التصفية والتهجير وعندما دخلت قوات غربية للمشاركة في محاربة داعش تعاونت مع هذه المليشيات فلمن يلجأ إذن أهل السنة؟! أوليست هذه السياسة تزيد من تعاطف شباب أهل السنة مع داعش؟!
إن بعض القوى التي تحارب داعش أو تدعي ذلك تفتح الباب على مصراعيه للتعاطف معه كما أنها تتجاهل وجود خطر أكبر بكثير من داعش ويتمتع بحماية من دول وحكومات في المنطقة وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول حقيقة الحرب على داعش في نفس الوقت الذي تشن فيه حرب إبادة على السنة في العراق وسوريا وكان يراد ذلك في اليمن أيضًا لولا تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، كما أن أهل السنة في لبنان يعانون من تهميش كبير وخوف من تسلط مليشيات حزب الله عليهم واختراقها للجيش والشرطة وممارسة أبشع أنواع التمييز ضدهم.
هذه الحرب المعلنة يتم إخفاؤها دوليًا بشكل أو آخر ويتم صرف النظر عنها والتركيز على جانب آخر يثار حوله الكثير من التساؤلات بشأن تضخيم قوته واختراق أجهزة مخابرات كبرى لهياكله. فماذا تريد هذه القوى أن تفعله بأهل السنة ولمصلحة من؟!
تقرير إخباري- خالد مصطفى | 4/4/1437 هـ
- التصنيف:
- المصدر: