نفاق الغـرب يُعلن على مآذن سويسـرا !

منذ 2009-12-05

قال تعالى : {وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ}..

 

( نديـن تفشى ظاهرة الخوف من الإسلام فى بريطانيا ، والغرب ، وانتشار الصورة النمطية فى الإعلام عن الإسلام ، والمسلمين ، وربطها دائما بالإرهاب ، والتخلُّف والبربرية ) رئيس لجنة ( الاسلاموفوبيا ) فى بريطانيا البروفيسور جوردن كونواى نائب رئيس جامعة ساسكسفي تقرير للجنته نشـر مؤخرا .

مجـرد مثال : (ارتفعت نسبة جرائم الكراهية في بريطانيا ستمائة بالمائة في بريطانيا بسبب حضّ وسائل الإعلام الغربية على كراهية المسلمين) !


مجرد مثال آخر : ( المشكلة ليست التطرف. الإسلام هو المشكلة )، و(نحن في حرب مع منظمة إرهابية تدعى الإسلام ) مذيع يدعى مايكل جراهام على محطة أمريكية مؤخرا


مجرد مثال ثالـث : ( إبني اكتسب كراهية الإسلام من التلفزيون ) والدة قاتل مروة الشربيني



ملأ الغرب الإمتداد الجغرافي للبلاد الإسلامية بالحروب ، وصدر إليه الدمار ، وزرع فيه دوامة المشكلات ، ورعى السلطات الفاسدة لتحرم الشعوب من اللَّحاق بركب العصر ، وتآمر عليه بكلِّ وسائل المكر

ثـم أطلـق علــى هذه الإمتـداد ( هلال الأزمات ) ، وهو الذي صنعها !


واحتـلَّ بلاد الإسلام من الجزائر إلى الفلبيـن ، واقترف فيها من الجرائم مالـم يقترفـه محـتلِّ في التاريـخ ، وزرع فيها كيانا مسخا هو الكيان الصهيوني ، إنتهك فيه كلِّ حقوق الإنسان ، وأتـى من الجرائـم ما تشمئز منه نفوس البشـر ، ليبقى العالم الإسلامي في صراع لاينتهي .

ثم أطلق على المسلمين بأنهم إرهابيون !


وسعى بكلِّ سبيل لمنع الحضارة الإسلامية من العودة إلى المنافسة العالمية ، ولوأدهـا في عقر دارها ، وإطفـاء نورها .

فلمـَّا جاءت النتيجة أنَّ الإسلام بدأ ينتشر حتـى في الغرب ، ويعلو صوته ، وترتفع مناراته ، صدم الغرب صدمة عنيفة ، أفقدته توازنه ، فغدا يتخبـَّط ، ويتناقض مع نفسه ،

فبينا هو ينادي بالحريات العامـة ويتباهى بأنـَّه تميـَّز بتحريـر الإنسان ، يضيِّق على الحرية الدينية التي هي أكثر الحريات متَّسعـا في العالم ، ـ فحتـَّى في الصين وروسيـا لاتمُنــع مآذن المسلمين ـ فحظر الحجاب في فرنسا ، وهاهـو يحارب المآذن في سويسرا ، وتعلو فيه أصوات تقييد الحريات على المسلمين في أوربا بصورة عامة !


لقـد كان الغرب يطمع أن يذيب أبناء المسلمين الذيـنَ هاجروا إليـه ، في ثقافته ، فيخرج جيـلا ذا سحنة عربية ، وأخلاق غربية ، يستعملهم لتحطيم حضارة الإسلام.

مقتفيا نهـج نابليون في رسالته التي أمر فيها ببعــث 500 أو 600 من مصر إلى فرنسا ـ بعدما رجـع من احتلاله وأناب نائبه ـ : ( فإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجـزون مدة سنة ، أو سنتين ، يشاهدون في أثنائها عظمة الأمـّة (الفرنسية) ، ويعتادون على تقاليدنا ، ولغتنـا، ولما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حـزبٌ يضم إلى غيرهم ) الأديب الكبير محمود شاكر ـ الطريق إلى ثقافتنـا

وذلك إنطلاقا من العقلية الغربية التي تؤمن بتفوقها العرقي العنصري ، منذ أن أطلـق المستشرق الفرنسي أرنيست رينان عام 1883م ، عبارته المشهورة :

( إنَّ من الضروري للروح "الآرية" العقلانية العلمية أن تقهر عقلية الإسلام "السامية" غير العقلانية ) !


لقد كان يطمع في تلك نتيجة ، فكان العكس تماما ، وأصبح الإسلام أسرع إنتشارا في أوربا من كلِّ العالـم ، ورأى الغرب بأمِّ عينه ، أنه إذا أعطي الناس حريـة الإختيار ، فلن يختاروا غير الإسلام ، وأنه ينتصـر في أيِّ بيئة يكـون ، وفي كلِّ الظروف التي تحيط به ، ومهما كانت التحديات التي تواجهـه .

إذ كان هو دين الله تعالى ، الذي يوافق الفطرة ، ويناغم العقـل ، ويطابـق أهـداف النفس السوية ، ويعايش الواقع بإنسجام تام .

تماما كما اعترف كاردينال بول بوبارد ، أحـد المقرّبيــن من البابا السابق : "إن الإسلام يشكل تحدياً مرعباً بالنسبة للغرب، ومشكلاً خطيراً بالنسبة للأمل المسيحي".


نعم لقـد عاد الغرب إلى عقلية القرون الوسطى ، وارتد القهقرى يسن قوانين تحارب الحريـَّات ، وتقف بين الإنسان وما يختاره لنفسه !

لكن تعالـوْا أيها العقـلاء ، كيف نسيـنا أن أصحاب إعلان حقوق الإنسان ، والمواطن الفرنسي ، هم الذين قبل أن يجـف حبر الأوراق التي دونوا فيها إعلانهم الشهير ، قد عبئـوا الجيوش المدججة بالسلاح ، بقيادة قائدهـم نابليون ليحتلُّوا مصر ، ويستعبـدوا أهلها .

وكيف نسينا أنَّ الذين يتباهون بإبتكارهم شرعة حقوق الإنسان ، هم أنفسهم الذين ـ وفي نفس تلك الأعـوام ـ قـد سطـت دولهم على عالمنا فنهبـت ما فيه ، وعلى إفريقيا فسلبت ما تحتويه ، ولازالوا يتحكمـون في مصائـر شعوب العالم ، ويسرقون ثرواتهم !

غير أننا أيضا يجب أن نقول من باب الإنصاف أنَّ في الغرب مؤسسات تحترم الإسلام ، ومفكرين يعرفون قيمته ، ويعارضون محاربته ، وهـم ليسوا قلة ، بل كثرة وافرة ، وهم لحضارتنا أصدقـاء نعرف حقهم ، ونحفظ معروفهـم .

لكن تبقى الغطرسة المثيرة للإشمئـزاز ، المغلفـِّة بالنفـاق المفضـوح هي السمة الظاهرة للغرب.


وقـد قلت في مقالة سابقة : ( إنَّ دهشة الغرب المتقوقع على ذاته ، المتغطرس بنفسه ، المزهّـو بأنه يملك وحـده حَّـق السيطرة على كلّ شيء ، إذ كان متقدما في التكنلوجيا ، مما جعله يرى نفسه مرجعية نهائية ، ومعيارا يحكم علــى جميع الحضارات ، والظواهـر ، ويحولها إلى (مستعملات) له ، من حقِّه أن يوظفها لأطماعه ، لأنـَّه الأقوى ، والأجدر بالبقـاء أقوى في نهاية للتاريخ تحافظ على بقاءه الأقــوى !


إنّ دهشـته من كسر الإسلام لهذه الغطرسـة ، هو الذي أحـدث في ضميره ، ردَّة الفعـل العنيـفه التي يظهرها في صورة العنصرية المقيـتة ضد المسلمين ، والعداء للحرية ، ولحقوق الإنسان اللذين طالمـا تبجّح بأنه المدافع عنهما.

غيـر أننا على يقيـن ، بأنّ الإسلام رغـم كلّ هذه المحن ، سيمضـي شاقّـا طريقـه إلى القمَّـة ، حتى يبلغ أن يصنـع هـو بجلالـة تعاليمه ، وسـموّ قيمه ، نهاية التاريخ بقيادتـه للعالـم ، بإذن الله تعالى .


قال الإمام ابن كثير رحمه الله :

( كما قال تعالى : {وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} وذلك أشد الغيظ والحنق قال الله تعالى : {قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور} أي مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين ، ويغيظكم ذلك منهم ، فاعلموا أن الله متمُّ نعمته على عباده المؤمنين ، ومكمِّلُّ دينه ، ومعلٍ كلمته ، ومظهرُّ دينه ، فموتوا أنتم بغيظكــم "إن الله عليم بذات الصدور" أي هو عليم بما تنطوي عليه ضمائركم ، وتكنّه سرائركم من البغضاء ، والحسد ، والغلّ للمؤمنين ، وهو مجازيكم عليه في الدنيا ، بأن يريكم خلاف ما تؤملون ) .

والله أكبـر، ولله الحمد..

وهـو حسبنا ونعم الوكيـل نعم المولى ونعم النصيـر

المصدر: موقع الشيخ حامد العلي

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 1
  • 3
  • 6,624
  • nada

      منذ
    أنا لا أستوعب مطالتكم لدولة غير إسلامية بإقامة مساجد أو مآذن ؟!! فهذه هي دولتهم و هم أحرار بما يفعلون بها . و من يريد الذهاب اليها فليذهب ؟ الإسلام لا يحتاج أي أحد أو أي دولة و من الواجب أن المسلمين أن لا يفرضوا معتقداتهم على غير المسلمين بل يتم ذلك بالتفاهم و دون الأعمال الطائشة و المقاطعة بل تتم بالحكمة و الموعظة الحسنة و ليس بالعداء لهم . " قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم و لا هم ينظرون "
  • nada

      منذ
    أنا لا أستوعب مطالتكم لدولة غير إسلامية بإقامة مساجد أو مآذن ؟!! فهذه هي دولتهم و هم أحرار بما يفعلون بها . و من يريد الذهاب اليها فليذهب ؟ الإسلام لا يحتاج أي أحد أو أي دولة و من الواجب أن المسلمين أن لا يفرضوا معتقداتهم على غير المسلمين بل يتم ذلك بالتفاهم و دون الأعمال الطائشة و المقاطعة بل تتم بالحكمة و الموعظة الحسنة و ليس بالعداء لهم .

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً