أعمال القلوب - [23] المحبة - أحوال يحبها الله

منذ 2016-01-25

من القرآن والسنة تستطيع أن تعرف الأحوال التي يحب الله عباده فيها.

أحوال يحب الله تعالى أهلها

1- قال الله عز وجل: {وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]، فالعبد يندفع للإحسان؛ لأنه إن صار من جملة المحسنين نال المحبة.

2- قال تعالى : {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]، الحرص على الطهارة الباطنة والظاهرة.

3- قال تعالى:  {وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146].

4- قال تعالى:  {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران:159].

5-قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54]، وما هي صفاتهم؟ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله  ولا يخافون في الحق لومة لائم..

6- وأخبر الله تعالى أنه يحب المتقين..

7- وأخبر أنه يحب المقسطين، أصحاب العدل الذين يعدلون في أهليهم والولايات التي يتولونها والمناصب التي يتبوءونها.

8- أخبر تعالى أنه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص.

9-ومما ورد في السنة:   «ثلاثة يحبهم الله عزوجل: رجل أتى قوماً فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه  فتخلفهم رجلٌ بأعقابهم فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله عز وجل والذي أعطاه،  فالمعطي بهذه الصفة من  الإخفاء يحبه الله - ، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي-  فبالرغم من تعبه ونصبه فقام يتملقني أي يسألني ويلحّ علي ويتلو كتابي- ،  ورجل كان في سرية فلقوا العدو فانهزموا فأقبل بصدره حتى يُقتَل أو يُفتح له» (رواه النسائي) وله شواهد حسن بعضها الشيخ الألباني رحمه الله.

10-ما جاء في حديث عامر بن سعدبن أبي وقاص قال : كان سعد بن أبي وقاص في إبله  فجاءه ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل الولد للقاء أبيه فقال الابن لأبيه: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟قال: اسكت، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ اللَّهَ يحبُّالعبدَ التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ» (شعب الإيمان [7/3354]). الغني عن الناس والخفي من لا يريد علوًا  في الأرض ولا مناصب ولا جاه. الخامل المنقطع إلى العبادة والانشغال بأمور نفسه.

11-ما جاء في حديث عمرو بن شعيب  قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم:  « إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» (سنن الترمذي [2819])، من غير إسراف وخيلاء ثم يتوسط ولا يبخل على نفسه.

12- عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى برّاق الثنايا وإذا الناس حوله إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فقيل من هذا قالوا: معاذ بن جبل، فجاءه بعد ذلك فوجده يصلي فانتظره حتى قضى صلاته فسلّم عليه وقال قلت له والله إني لأحبك لله عزوجل، فقال : آلله؟فقلت: آلله، فقال: آلله.فقلت: آلله. فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل :  « وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ والمتزاورين في ّ والمتباذلين فيّ» (الاستذكار  [7/457]) فالحب في الله والزيارة في الله والمجالسة  في الله والتعاون على البر والتقوى  والتواصي بالحق والصبر واجلس بنا نؤمن ساعة، ومجالس الذكر تنال بها محبة الله، وكذلك قصة الرجل الذي زار أخًا له في الله في قرية أخرى ليس بينهم علاقة مالية ولا شراكة ولا شغل فبعث الله ملكاً يقول له : «إن الله قد أحبك كما أحببته»  (صحيح ابن حبان [576])، وكلما زادت المحبة بين المؤمنين كان هذا أقرب إلى الله، فيقول صلى الله عليه وسلم:  «ما تحابّ رجلان في الله إلا كان أحبهم إلى الله عزوجل أشدهم حباً لصاحبه»  (رواه الطبراني وصححه الألباني).

13- أحد الصحابة كلما صلّى إمامًا قرأ بعد الفاتحة  بقل هو الله أحد  ثم يقرأ سورة أخرى دائماً أو يقرأها فقط ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم  فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها ، الأحد الصمدالذي يصمد لحوائج الخلائق ، الصمد الذي ليس بأجوف، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :   «أخبروه أن الله يحبه»  (صحيح مسلم  [813 ]).

14- ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عزوجل سرور  يدخله على مسلم أو يكشف عن كربة أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً» } (حديث حسن) .

15- سُئل النبي صلى الله عليه وسلم من أحب عباد الله إلى الله؟ قال:«أحسنهم خلقاً» (رواه الطبراني وصححه الألباني في السلسلة)، والله يحب سمح البيع وسمح الشراء وسمح القضاء و الاقتضاء.

وبالجملة فالله يحب الصالحات، ويبغض كل منكر ومعصية. نسأل  الله أن يرزقنا محبته.

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

  • 3
  • 0
  • 12,746
المقال السابق
[22] المحبة - الأسباب الجالبة لمحبة الله
المقال التالي
[24] التفكر 1-4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً