المنتقى من كلام الدكتور محمد أمين المصري - (2) تربية الطفل على معاني البطولة

منذ 2016-02-07

يجب أن يغرس حب هذه الرسالة في قلب الطفل منذ نعومة أظافره وذلك حين يستمع إلى أبويه يحدثانه بأخبار الأبطال وسير الرجال كيف جاهدوا وكيف آثروا الرسالة على كل متع الدنيا وكيف أحبوا الاستشهاد في سبيل الله وبذلوا الوسع لإدراكه، إن الطفل في الأسرة المسلمة يجب أن ينام على أحاديث الجهاد ويستيقظ عليها، ولو كان الأمر كذلك لكان للمسلمين شأن آخر في العالم كله.

إن الطفل يمتص المعاني التي يستمع إليها من والديه ويشاركهما في انفعالاتهما، وتترك آهات الأم وحسراتها أثراً كبيراً في نفس الطفل، وهكذا تتكون المعاني الأولى في قلب الطفل، ولا يستمع الطفل في البيئة الإسلامية من أبويه أي معنى من معاني البطولة والتضحية والجهاد وأعمال المسلمين في عصورهم الأولى ولكن الآهات والحسرات في سبيل الشهادات العليا التي تجر وراءها النعم الرغيدة.

إن التربية التي نتلقاها اليوم تهيب بالفرد أن يحرص على منفعته، فيلقن الطفل منذ حداثته بأنه سيدخل المدرسة وسيجّدٌ للحصول على الشهادة وسيكون طبيباً أو مهندساً، كل هذا لينعم بالعيش ولتفتح أمامه سبل الحياة، ويشهد الطفل ما تعانيه الأم لأن ولداً من أولادها لم يفلح ولم ينجح في الحصول على الشهادة الثانوية مثلاً، ولا يسمع الطفل في مجتمعنا هذا كلمة حزن على هذه الأمة، ولا يضرب للطفل أي مثل من أمثلة الجهاد ليقتدي به.

وهكذا ينشأ الطفل وقد ملأ سمعه وبصره وخالط كل ذرة من ذرات قلبه ونفسه الحصول على الشهادة في سبيل العيش، واتخذ العلم وسيلة لذلك.

كان يجب أن يغرس حب هذه الرسالة في قلب الطفل منذ نعومة أظافره وذلك حين يستمع إلى أبويه يحدثانه بأخبار الأبطال وسير الرجال كيف جاهدوا وكيف آثروا الرسالة على كل متع الدنيا وكيف أحبوا الاستشهاد في سبيل الله وبذلوا الوسع لإدراكه، إن الطفل في الأسرة المسلمة يجب أن ينام على أحاديث الجهاد ويستيقظ عليها، ولو كان الأمر كذلك لكان للمسلمين شأن آخر في العالم كله.

المصدر: كتاب: المسؤولية بتصرف محمد المصري

محمد أمين المصري

عالم، محدث، مرب. (1333 – 1397 هـ 1914 – 1977 م) كان للشيخ بحوث مهمة في التربية

  • 0
  • 0
  • 1,560
المقال السابق
(1) مقدمة
المقال التالي
(3) التربية عملية ميدانية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً