الولايات المتحدة تتجه لإقامة دولة للأكراد .. فما رد الحركة الاسلامية؟

منذ 2016-02-24

الكرد والصهاينة والشيعة يلعبون سياسة واستراتيجية بشكل محترف منذ بداية العصر الحديث واختاروا طريقهم مع القوى العظمى لتحقيق أهدافهم فضلا عن توحدهم بالحد الأدني داخليا.

واضح أن أمريكا تتجه لتقسيم سوريا وستكون الحجة هي المنطقة الآمنة بعد فشل وقف إطلاق النار المزمع، واضح أن أمريكا تريد زراعة دولة كردية بالمنطقة ليكون لها حليف مخلص لها مثل إسرائيل وبدل ما في المنطقة عصا واحدة تقرع بها السنة وتؤدبهم يصير لها ثلاثة عصي هي إسرائيل والكرد العلمانيين وشيعة ولاية الفقيه.

الكرد والصهاينة والشيعة يلعبون سياسة واستراتيجية بشكل محترف منذ بداية العصر الحديث واختاروا طريقهم مع القوى العظمى لتحقيق أهدافهم فضلا عن توحدهم بالحد الأدني داخليا.

أما السنة المخلصون فتفرقوا على الرايات والزعامات الشخصية فضلا عن أنهم يمارسون السياسة والاستراتيجية بمستوى أضعف وأقل وأسوأ الهواة رغم التوفر المفرط للموارد البشرية والمالية لكنها ضائعة ومستنزفة في العبث الذي تقوده الرايات والشخصيات ذات التاريخ (تاريخ كله عبث وهزائم وما تحقق فيه من خير تحقق عرضا).

تسعون عاما مرت منذ نشأة أقدم الحركات السنية والتي صارت منتشرة بكل بقاع الأرض بجمعيات وأحزاب ومراكز إسلامية، والحصيلة لا شئ سوى مؤتمرات وتحركات وفاعليات كرنفالية زاهية جميلة المظهر ومترفة المظاهر تشيع الشعور بالثقة والإنجاز رغم أنها لا تنجز شيئا سوى إهدار الموارد وإشغال الأعضاء والمتعاطفين في لاشئ، فهي ما فكت عانيا ولا نصرت مستضعفا ولا أغنت فقيرا مسلما ليس عضوا ولا ساعدت باحثا أكاديميا في إنجاز بحث ولا نقلت ووطنت تكنولوجيا عالية وسرية (محجوبة عن المسلمين) في بلاد وعقول المسلمين ولا حررت أرضا محتلة ولاكفت أذى حاكم ظالم يقمع الدعاة ويضيق على الدعوة، فقط استعرضت ما تمتصه من موارد المسلمين البشرية والمالية واستهلكته في لا شئ بعدما تبرجت به للأعضاء والمتعاطفين والمنافسين بل ولجميع المشاهدين.

خمسون عاما مرت منذ نشأة حركات جهادية قالت: "السابقون لم يعملوا وجبنوا عن الجهاد ولا حل سوى السلاح" فجازفوا في مجازفات جاء أغلبها متهورا وغير محسوب وأهدروا موارد الأمة في تهور عبثي دون رؤية سياسية واستراتيجية متقنة فصارت محصلة أعمالهم (مثلهم كمثل سابقبهم) أضر على أمتهم من عدوهم بل فتحوا أبواب شر القمع العلماني والأمريكي بإعطائهم ذرائع لذلك دون أن يصنعوا درعا لأمتهم يقيها شر عدوها ودون أن يمتلكوا سيفا يردع أعداء الأمة عن التجرؤ على حرماتها، فهم لم يمتلكوا درعا أبدا، كما أن سيفهم كان دائما مجرد أداة لاستفزاز العدو للتنكيل بالأمّة الإسلامية بالقمع العلماني والبطش الأمريكي دون أن يوجع العدو بدرجة توقفه عن العدوان وتحجزه عن استباحة نفوس وأموال وحرية المسلمين.

وهكذا تعيش الأمة الإسلامية ولا زعيم لها إلا علماني عميل لأمريكا أو أذنابها يستنزف مواردها في الفساد لتظل رقيقا للغرب وأمريكا، أو إسلامي ينتمي لأقدم وأكبر حركة إسلامية فيستنزف ويستهلك مواردها في اللاشئ ويسترقها بتاريخ جماعته كي يحقق هدف اللاشئ وتظل تدور في تيه اللاشئ، وإن لم يعجب الأمّة لا هذا ولا ذاك فعليها اتباع الزعيم المسلح الذي يجعلها تقضي عمرها في مقارعة طائرات الجيل الخامس بعصى خشبية وكلما اشتد عليها القصف جرى من جرى فاختبأ في خرابات الوطن المهدم وأسر من أسر ليقضي بقية حياته في ظلمات سجون الأمريكان أو عملائهم وفد يكون هناك المرتاح إن شاء الله  ممن تقتله قنابل وصواريخ الأمريكان أو وكلائهم، بينما تبقي بقية الأمّة في رق الهيمنة الأمريكية/الأوروبية في شتى بقاع الأرض.

إذن فما السبيل؟
أكيد السبيل هو طريق رابع غير العلماني وغير أكبر وأقدم حركة إسلامية وغير المسلح المتهور الذي لايعي حقائق العصر السياسية والاستراتيجية.

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 15
  • 0
  • 2,403

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً