مقتطفات من لقاء جريدة شمس مع الدكتور محمد الهبدان
منذ 2010-02-04
السجالات التي كانت مع الإعلام كان سببها الرئيسي مخالفة أصحابها لشريعة الله تعالى، ونحن نطالبهم إن كانوا صادقين في حرصهم على الدين والتمسك به أن يجتنبوا المحرم المجمع عليه ..
*كانت لك يا دكتور محمد سجالات متعددة مع الإعلام ، هل لازلت عند رأيك في الصحافة وأنها لا تقدم الرأي والرأي الآخر كما تقول ؟
السجالات التي كانت مع الإعلام كان سببها الرئيسي مخالفة أصحابها من قنوات وإذاعات وصحف ومجلات لشريعة الله تعالى ثم لأنظمة البلد التي قامت على الكتاب والسنة ، ونحن نطالبهم إن كانوا صادقين في حرصهم على الدين والتمسك به ـ تنزلا معهم ـ أن يجتنبوا المحرم المجمع عليه كظهور شعر المرأة ووضع المكياج على وجهها ..فلماذا يخرجون في قنواتهم وصحفهم المرأة بكامل زينتها وفتنتها مع أنه لا أحد من أهل العلم يقول بجواز ذلك ؟!! مما يكشف لك حقيقة هؤلاء وأنهم يجعلون من الخلاف الفقهي معبرا للوصول إلى أهدافهم المشبوهة ، وأفكارهم الموبؤة .. نسأل الله تعالى أن يكفينا شرهم بما يشاء إنه سميع مجيب الدعاء .
*الثوابت التي ترى بوجوب المحافظة عليها وعدم المساس بها في الإعلام ؟
هناك ثوابت كثيرة منها ..
ـ المحافظة على عقيدة أهل السنة والجماعة .
ـ المصداقية والأمانة في الطرح .
ـ المحافظة على وحدة الأمة وتماسكها .
ـ المحافظة على القيم والأخلاق الإسلامية .
ـ المحافظة على مكانة العلماء الراسخين وعدم مصادرة حقهم في تنظير وتقرير القواعد الشرعية.
*كنت قدمت اقتراحات في عمل المرأة ماذا تم في هذا الشأن ؟
للأسف كشيء رسمي لم يتم شيء إلا في عمل المرأة عن بعد تم اعتماده في مجلس الوزراء لكن لم يتم تفعيله بالشكل المطلوب ، وقد حصلت لقاءات مع مدراء ومسؤولين في الموضوع لشرحه وتوضيحه ولكن لا أدري ما حصل بعد ذلك ، وهناك أشياء كثيرة قمنا بها ..:
المطالبة بإنشاء مستشفيات نسائية لتوفير وظائف تزيد عن 70 ألف وظيفة للمرأة ما بين طبيبة وممرضة وإدارية وعاملة نظافة ..ولم ينفذ هذا المطلب إلى الآن مع وجوده في دول غربية وأخرى وثنية !! وقد قام فريق عمل بإعداد دراسة في الموضوع وتم توزيعها على الكثير من المسوؤلين لكن للأسف إلى الآن لم يحصل شيء !!
وطالبنا بتخصيص أسواق نسائية في كل مجمع بحيث يكون في كل سوق مدخل خاص لا يدخله إلا النساء بطريقة رائعة تحفظ للمرأة خصوصيتها وعفتها ويفتح فرص للوظائف والعمل للراغبات ولم ينفذ !!
وطالبنا ببطاقة البصمة للمرأة لحفظ حقوقها ولم تنفذ !! وغيرها كثير ..لكن عزاؤنا أننا قد أعذرنا إلى الله تعالى وحاولنا أن نقدم شيئا لأهل هذا البلد المبارك .
*السينما وكونها أصبحت من مطالب بعض المتدينين أين تقف يا دكتور من هذه المطالب ؟
يجب أن يعلم الإخوة جميعاً أن السينما لا تزال ممنوعة نظاماً ومن المعلوم أن ما صدر بقرار من مجلس الوزراء لا ينقض إلا بقرار مثله ولم يصدر قرار بذلك ، فلماذا نستعجل ونطالب بما هو ممنوع نظاماً وشرعاً !!
وكما قلت في موقعنا ( شبكة نور الإسلام ) من الذي سيشرف على هذه السينما ؟! ومن الذي يضع الضوابط لها ؟!! ومن الذي يتابع تلك الضوابط ؟!! وهل تجربة القنوات الفضائية ومحلات الفيديو والصحف والمجلات ووضع الضوابط لها تجربة ناجحة أم لا ؟
ليعلم الإخوة أن التدخين في الأماكن العامة ممنوع نظاماً وعليه غرامة مالية ..ومع ذلك من يطبق هذا النظام ؟!!
إذن لماذا لا نتعظ ونعتبر من التجارب السابقة ونحن نعلم أن الضوابط ما هي إلا خدعة تمرر بها هذه المشاريع الإفسادية .
وإذا كان الدعاة إلى الله تعالى حاولوا أخذ إذن رسمي بإنشاء صحيفة أو إذاعية،دون جدوى ، فقناة المجد قدمت طلباً للسماح لها ببث محطة إذاعية خاصة بالأطفال "ردايو دال للأطفال" منذ سنوات، ولم يسمح لها حتى هذه اللحظة .. عندها تعرف .. السينما التي يراد لها ستكون على غرار تلك القنوات الفضائية الساقطة ..خاصة أن صناعة السينما الجاذبة تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، والمؤسسات الدعوية والإغاثية تعاني عجزاً وقصوراً في دعمها، لأسباب لا تخفى على المطلعين، بالإضافة إلى أن إنشاء سينما محافظة جاذبة مقارنة بقدرات الخصوم المادية والتقنية، يعد سباقاً خاسراً في هذا الوقت !!
*يصفك يا دكتور محمد البعض بأنك صاحب آراء متشددة أو مخالفة للتيار السائد ، والدليل رأيك في السينما ؟ردك
قبل الخوض في التفصيل ..ما هو ضابط المعتدل والمتساهل والمتشدد ؟ ومن هم الذين وصفوني بهذا الوصف ..هل هم العلماء الربانيون ؟ أم هم بعض أرباب الصحافة وكتاب الإنترنت ؟! وأنا وغيري من طلاب العلم المرجع لنا في اختيار الأقوال هو الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم .
وبالنسبة لرأيي في السينما لست أنا أول قائل به فقد أفتى به كبار علماء هذه البلاد كاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وغيرهم كثير كالعلامة البراك والراجحي والعباد وغيرهم من أهل العلم الكبار ..فهل هؤلاء متشددون ؟!! وهل ولاة الأمر متشددون ؟!!
ومن قال إن التيار السائد يؤيد السينما ؟!! فعلى حسب الاستفتاء الذي أجرته صحفية الرياض فـ 70 % يرفضها وإن كنت لست مؤيداً للاستفتاء في هذا الموضوع لأن هذه قضايا شرعية مرجعها لأهل العلم وليس لعامة الناس واختياراتهم .
*ما المعيار الذي يصنف فيه الدكتور محمد الهبدان وسائل الإعلام من حيث الجودة والرداءة ؟
المعيار هو التميز الشرعي والإبداع الفني.
*الكثير يرفض تحول الدعاة إلى مقدمي برامج أو مدراء قنوات ، وأنت يا دكتور محمد مدير قناة ؟رأيك
لا بأس ..من يرغب من هذا الكثير أن يتولى إدارة قناة الأسرة محتسباً الأجر والثواب من الله تعالى وعنده القدرة الإدارية والخبرة الإعلامية فمرحباً ألف !!
*السياسة الإعلامية كنت من أشد من يطالب بتطبيقها إبان الوزير السابق ،وهل لازالت هذه المطالب ؟
نعم لا نزال نطالب بها أنا وغيري من أهل هذه البلاد المباركة ومن تلك الأنظمة المهمة ما يلي :
السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية : قرار مجلس الوزراء رقم 169 تاريخ 20/10/1402هـ
المادة الأولى : يلتزم الإعلام السعودي بالإسلام في كل ما يصدر عنه ، ويحافظ على عقيدة سلف هذه الأمة ويستبعد من وسائله جميعها كل ما يناقض شريعة الله التي شرعها للناس .
المادة الثانية : يعمل الإعلام السعودي على مناهضة التيارات الهدامة والاتجاهات الإلحادية والفلسفات المعادية ومحاولات صرف المسلمين عن عقيدتهم ويكشف زيفها ويبرز خطرها على الأفراد والمجتمعات ، والتصدي للتحديات الإعلامية المعادية بما يتفق مع السياسة العامة للدولة .
المادة الثالثة : تدأب وسائل الإعلام على خدمة المجتمع وذلك عن طريق تأصيل قيمة الإسلام الثمينة وترسيخ تقاليده العربية الكريمة والحفاظ على عاداته الخيرة الموروثة ومقاومة كل ما من شأنه أن يفسد نقاءه وصفاءه .
المادة الخامسة والعشرون : يعتمد الإعلام السعودي على الموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات ويقدر بعمق شرف الكلمة ووجوب صيانتها من العبث ويرتفع عن كل ما من شأنه أن يثير الضغائن ويوقظ الفتن والأحقاد .
المادة السادسة والعشرون : حرية التعبير في وسائل الإعلام السعودي مكفولة ضمن الأهداف والقيم الإسلامية و الوطنية التي يتوخاها الإعلام السعودي .
المادة الثلاثون : تلتزم جميع المؤسسات الإعلامية في المملكة العربية السعودية بهذه السياسة وبما يصدر لتنفيذها من لوائح وأنظمة .
المصدر: جريدة شمس
- التصنيف: