ما لم يفهموه في الانتفاضة ضد الزند
الدين هو عقيدة المصريين، ومن يقترب منه يشعل نارا لا قبل له بها.
ما حدث مع أحمد ا لزند يذكرنا بما حدث في مصر عام 2000 في معركة وليمة لأعشاب البحر، عندما بدأت الدولة في أواخر عهد مبارك بالحرب على الدين كما يجري هذه الأيام، فأصدرت وزارة الثقافة رواية حيدر حيدر التي تطاولت على المقدسات، وأساءت إلى الذات الالهية، فقامت ثورة وضربت الزلزلة مصر، وأدان الأزهر الرواية وانشقت الدولة، فالدين هو عقيدة المصريين، ومن يقترب منه يشعل نارا لا قبل له بها.
يومها قاد المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد عباس الحملة؛ وكتب مقاله الشهير "من يبايعني على الموت" فقام طلاب الأزهر بثورة مجيدة وأصيبت القاهرة بالشلل، وكاد النظام يسقط.
ثورة الوليمة من المحطات المهمة التي أوصلتنا إلى ثورة يناير؛ فخروج الشعب في يناير لم يكن حدثا منفصلا عن أحداث مهمة مهدت وهيأت البيئة التي انفجر فيها الغضب، فهناك أبطال هم الآباء الحقيقيون لثورة يناير، مثل محمد عباس وعادل حسين وطارق البشري وغيرهم من الذين كسروا هيبة مبارك وتحدوا قبضته البوليسية ومهدوا الأجواء للثورة الشعبية.
يومها أغلق مبارك جريدة الشعب وجمد حزب العمل الذي يصدرها، ثم أقالوا وزير الثقافة بعد ذلك، ولكن نتيجة هذه الثورة كان وقف الحملة الإلحادية إلى أن تجددت العام الماضي، حيث بدأ الأغبياء الذين لم يفهموا الدرس يفكرون في استهداف الدين مرة أخرى، فكان الإنفجار الذي حدث بعد تصريحات الزند المسيئة لمقام النبوة، فهذه الهبة الشعبية التي لم تستطع السلطة احتمالها واضطرت للخلاص من أحد أركان انقلاب 3 يوليو لإنقاذ نفسها إنما هو حصاد ممارسات يراها الشعب ولا يرضى عنها، تريد اقتلاع الإسلام من مصر، منها إلغاء تدريس الدين في المدارس وإلغاء خانة الديانة في البطاقة الشخصية وتجريم النقاب، ومنع العمل الخيري، ووصلت إلى إغلاق المساجد في جامعتي القاهرة والأزهر ومنع الصلاة، لأول مرة في تاريخ مصر.
ونظرا للظرف السياسي والأمني الراهن كانت الثورة ضد الزند أو بمعنى أصح ضد السلطة، على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعة التحرك بعزل الزند كانت لاخماد الانتفاضة الإلكترونية التي رجت مصر، لقطع الطريق على نزول الشعب للشارع.
لعل ما حدث درسا لمن يريد أن يفهم، وإن أصر أحفاد أبو جهل على مواصلة مكرهم فستكون المرة القادمة غير ما سبقها وقد تكون النهاية لهذا الفحيح الإلحادي إلى الأبد.
- التصنيف: