في لقاء لها في المغرب العربي أم محمد الرنتيسي تتحدث عن نساء فلسطين

منذ 2010-03-16

أم محمد "رشا صالح العدلوني" زوجة الشهيد بإذن الله تعالى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، من مواليد غزة عام 1955، ترجع جذورها إلى مدينة يافا المغتصبة، شاركت زوجها القائد مسيرة جهاده..


أم محمد "رشا صالح العدلوني" زوجة الشهيد بإذن الله تعالى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، من مواليد غزة عام 1955، ترجع جذورها إلى مدينة يافا المغتصبة، شاركت زوجها الشهيد بإذن الله تعالى القائد مسيرة جهاده، وصبرت على الفراق سنين طويلة، تحملت عبء أسرتها أثناء غيابه، وحين نال الشهادة واصلت السير على طريقه فأكملت دراستها في الجامعة الإسلامية بغزة كلية أصول الدين وتتأهل الآن لنيل درجة الماجستير في التفسير، تشرف على دائرة العمل النسائيّ بالمجمّع الإسلامي بغزة وهي مؤسسة إسلامية ثقافية اجتماعية خيرية و هي من القيادات النسوية البارزة في حركة المقاومة الإسلامية حماس وأثناء زيارتها للمغرب كان لنا معها هذا الحوار :

1- بداية في أي سياق تأتي زيارتكم للمغرب؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، قبل أن أبدأ حديثي، أوجه التحية كل التحية للأمة التي كان لها دور في وقف العدوان على غزة وفي ثبات الشعب الفلسطيني، والتي هبت ووقفت لنصرة الشعب الفلسطيني أثناء الحرب، والتحية كل التحية لأهل المغرب رجالا ونساء وللمرأة المغربية بصفة خاصة والتي كان لها دور فاعل في الهبة لنصرة غزة ونصرة القضية الفلسطينية، ثم إذا تحدثنا عن سبب الزيارة فأنا وأخواتي جئن نمثل وفدا فلسطينيا تلبية لدعوة أخواتنا في منظمة تجديد الوعي النسائي، وكان الهدف من زيارتنا اللقاء بأخواتنا وبالمرأة المغربية بصفة عامة، والتي كان لها دور في هذه الهبة فأحببنا أن نلتقي معها وجها لوجه لنقدم لها التقدير.

2- حدثينا عن المرأة الفلسطينية رمز التضحية ودورها في صناعة انتصار غزة رمز العزة؟

إذا تحدثنا عن المرأة الفلسطينية سنتحدث عن امرأة اقتدت بصحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصلت إلى ما وصلت إليه، طبعا كانت سمية والتي استشهدت في سبيل الثبات على مبدأ وكلمة لا إله إلا الله، وكانت أسماء التي أدت مهمة أمنية في هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت نسيبة بنت كعب أم عمارة التي جاهدت بسيفها في أحد، وكانت نسيبة الأسلمية التي عملت على تطبيب الجرحى، ونجد أيضا الخنساء والتي قدمت أبناءها شهداء في سبيل الله، وكانت أم سلمة صاحبة الرأي السديد في صلح الحديبية، وغيرهن اقتدت بهن المرأة الفلسطينية، كن نماذج لهن واستطعن أن يثبتن أنهن قادرات على الثبات والتغيير بمختلف الميادين، فعلى الصعيد السياسي، استطاعت المرأة الفلسطينية أن تنظم عدة مسيرات، وعلى رأسها مسيرة الحرائر التي طالبت فيها المرأة بفتح معبر رفح واعتلين بوابة المعبر ليعبرن عن رسالة للعالم أجمع مفادها أن المرأة الفلسطينية ترفض للحصار، ثم دخلت المرأة المجلس التشريعي لتشارك في صناعة القرار، وعلى مدى الانتفاضتين الأولى والثانية كان للمرأة الدور الأكبر في إيواء الشباب الذين يطاردهم الاحتلال، وفي تخليص الشباب من أيدي الاحتلال الغاشم، وعملت المرأة كذلك على مقارعة جنود الاحتلال حينما يداهمون بيوت المعتقلين لترويع أبنائهم، فكان لثبات المرأة دور أساسي وفاعل، ثم إذا تحدثنا على الصعيد العسكري، نتحدث عن امرأة شاركت زوجها وابنها وأخاها في تصنيع السلاح ونقلها من مكان لآخر، كما شاركت في الرصد الأمني للشباب لتؤمن لهم الطريق، ولبست الحزام الناسف فكانت الاستشهادية، وعلى رأسهن ريم الرياشي ثم الحاجة فاطمة النجار، ثم إذا تحدثنا على الصعيد الاجتماعي فلقد كان للمرأة دور في توطيد العلاقات بين الأسر وبصورة خاصة بين أسر الشهداء، واستطاعت من خلال مختلف المؤسسات أن تقدم الدعم النفسي والمعنوي والمادي لأسر الشعب الفلسطيني، ثم إذا تحدثنا على الصعيد الاقتصادي نتحدث عن ثبات منقطع النظير في مواجهة الحصار، وكيف استطاعت أن تتحمل صعوبة العيش وتستغني عن الكثير من الوسائل الحديثة الكهربائية وغيرها، ولسان حالها يقول لكل المتآمرين لفرض الحصار على الشعب الفلسطيني أن المرأة الفلسطينية عصية على الانكسار، ومستعدة لتحمل خشونة العيش، ولكنها غير مستعدة للتنازل عن كرامتها، أما على الصعيد العقائدي فحدث ولا حرج، كيف أثبتت المرأة الفلسطينية أنها قادرة على التضحية بكل قوة وثبات بابنها وزوجها وشقيقها وهي صابرة ومحتسبة، بل هي التي كانت تدفعهم ولازالت للجهاد، هكذا وعت المرأة الفلسطينية دورها في تحرير فلسطين، فربت النشء على أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فربتهم على الرجولة والقوة على الثبات، ثم هي المدرسة الجامعية والطبيبة والممرضة والمحامية التي تقف بكل قوة لتدافع عن الحق، فهذه هي صورة المرأة المؤمنة المشرقة التي أبلت البلاء الحسن في معركة الفرقان وصنعت الانتصار لشعبها ووطنها، نتمنى أن يكون مثالا يقتدى به في أمتنا الإسلامية.

3- ما أسباب ومقومات انتصار غزة الذي رأيناه في عيون الأطفال والنساء قبل الرجال و المقاومين ؟

إن أردنا أن نتحدث عن أسباب الانتصار، فقد تحدثنا من قبل عن دور المرأة في صناعة الانتصار، لكن يجب أن ننوه إلى أن المرأة استطاعت أن تؤدي كل هذه الأدوار تكاملا مع أخيها الرجل، ووقفت معه جنبا إلى جنب، أما على المستوى الحركي فنتحدث عن أسباب الانتصار ذات شقين، الأول: ما قبل التشريعي وكيف حرص الشيخ الشهيد بإذن الله تعالى أحمد ياسين على خدمة أبناء الشعب الفلسطيني قاطبة من خلال أبناء حماس رجالا ونساء، فشاركوهم في أفراحهم وأتراحهم، فأسس المؤسسات التي تخدم الشعب الفلسطيني على المستوى التعليمي والصحي والاجتماعي الخيري، فهذا الذي قام به الشيخ أحمد ياسين استطاع من خلاله أن يصل إلى قلوب الشعب وأن يثبت أنه وأبناء حماس حريصون على مصالح الشعب الفلسطيني، فكانت هذه البداية، ثم إذا تحدثنا عن ما بعد التشريعي سنتحدث عن حكومة خدمت الشعب الفلسطيني، فقد دخلت حماس ببرنامج واضح شعاره "يد تبني ويد تقاوم"، فأما على أساس المقاومة، أثبتت للشعب الفلسطيني على أن الكراسي والمناصب لن تحول دون القيادة والمقاومة، بل شاركوا فيها فكان الدليل استشهاد العديد من القادة ومن أبنائهم، ثم على صعيد البناء استطاعت حماس أن تثبت للشعب أنها قادرة على البناء رغم الحصار، فبنت حضارة وحققت أمناً للشعب الفلسطيني افتقده منذ سنوات، واستطاعت أن تدبر الحرب بطريقة رائعة، ثم بعد الحرب ورغم كل هذا الدمار استمرت حماس في مسيرة التعليم والعلم وتحفيظ القرآن، إذا هذا هو أساس أسباب الإنتصار الذي تحقق في معركة الفرقان وقبل ذلك في مواجهة الحصار.

4- هل تعتقدين أن الحديث عن ما بعد غزة هو بداية الحديث عن تحرير فلسطين؟

نعم حينما نتحدث عن الإنتصار، فإننا نتحدث عن انتصار جزئي انتصرت فيه الإرادة على الانهزامية، وانتصرت العقيدة على المادية وانتصر صاحب الحق على المغتصب، لكننا حينما نتحدث عن انتصار جزئي فهو سابق لانتصار كلي بإذن الله، لكنني أنوه إلى أن الإنتصار وتحرير بيت المقدس ليس هو رسالة الشعب الفلسطيني وحده، بل رسالة الأمة الإسلامية جمعاء، ولو عدنا للتاريخ لوجدنا أن بيت المقدس قد تحرر مرتين في تاريخنا الإسلامي المشرق، تحرر والأمة عزيزة، ولن يتحرر إلا إذا عزَّت الأمة، ولذلك على الأمة أن تقف أمام مسؤولياتها للضغط من أجل فتح معبر رفح، وفك الحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني، ثم الوقوف بقوة من أجل تحرير بيت المقدس ووقف هذه المهزلة التي يتفرج عليها الجميع، فالقدس تهود والأقصى يهدم، فنقول آن الأوان لكي يأخذ الجميع مواقعهم ويقفوا أمام مسؤولياتهم لتحرير فلسطين بإذن الله.

5 - وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة فهل الأخت أم محمد وراء ثبات الشهيد بإذن الله تعالى الرنتيسي ؟‏

حقيقة إذا تحدثنا عن المرأة العظيمة التي كانت وراء الدكتور الشهيد بإذن الله تعالى عبد العزيز الرنتيسي، نتحدث من خلال ما علمنا الإسلام أن لا ننسى لأهل الفضل فضله، فالمرأة العظيمة كانت هي أمه، تلك الوالدة التي ترملت وهي شابة وعندها سبعة أبناء، ربتهم على العزة والإباء، رفضت أن تربيهم على الصدقات بل حرصت على أن تعمل، وبالقليل القليل استطاعت أن تربي الشباب، فخرَّجت الأطباء والمهندسين، هي المرأة التي تستحق أن تكون المرأة العظيمة ويعتز بها.


6 - الدكتور الشهيد بإذن الله تعالى عبد العزيز تاريخ حافل بالعطاء والتضحية، برأيكم ما هي أبرز المحطات والتحولات في حياته التي انعكست عليه وعليكم كأسرة وعلى حركة حماس؟

حقيقة حينما أتحدث عن شخصية الدكتور عبد العزيز، أتحدث عن شخصية إسلامية متكاملة، فهم القرآن الكريم وطبقه في كل أمور حياته، كان إنسانا داخل البيت البار لأمه الواصل لرحمه المكرم لبناته وأولاده، الحريص على التعامل مع زوجته من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، كان الطبيب المتميز أكاديميا، المتواضع في خدمة أبناء شعبه، والقائد السياسي الذي يقول كلمة الحق لا يخاف فيها لومة لائم، وكان المجاهد الذي يحمل السلاح إثر الإجتياحات، وهو القائم الليل يبكي تقربا إلى الله عز وجل، هذه الشخصية والتي تعتبر وصية ليست لنا فقط، وليس لأبناء الشعب الفلسطيني فقط، بل لأبناء الأمة جمعاء، وإذا تحدثنا عنه كمثل اقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم، تمثل صورة حية في عصرنا هذا يحتذى به، وعندما أتحدث عنه أتحدث عن إخوانه الذين تربوا في مؤسسة الشيخ أحمد ياسين، ولعلنا لا ننسى ولا ننكر هذه الفئة التي ما بدلت تبديلا وبقيت على العهد، هؤلاء الوزراء ورؤساء البلديات وكل من حرص على خدمة الإسلام وعلى خدمة أبناء شعبه وفيا للعهد وما بدل تبديلا.

7- كيف تستشعرين المسؤولية الملقاة على عاتقك كزوجة لأبرز قائد وشهيد فلسطين؟

المسؤولية التي أتحدث عنها هي المسؤولية التي أوكلت لكل امرأة من خلال إسلامها "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، فالمرأة راعية وهي مسئولة عن رعيتها، فمسئولية المرأة داخل البيت هي مسئولية والزوج موجود، تتحملها المرأة مشاركة لزوجها في كل الأمور، داعمة له، وإذا تحدثنا عن امرأة المجاهد أو القائد فالعبء يزداد، نعم يزداد ولكن حينما أتحدث عن حياة الدكتور الشهيد بإذن الله تعالى عبد العزيز الرنتيسي، أقول أننا لم نفقد شهيداً فقط، بل غاب عنا منشغلا في دعوته، غاب عنا معتقلا ومبعدا ومطاردا، ثم غاب عنا شهيدا، وكان أملنا في كل مرة أن يأتينا ويكون اللقاء، ولكن هذه المرة نحن الذين سنذهب للقائه بإذن الله.

8 - بعد استشهاد القائد حدثت تحولات كبيرة من اندحار الاحتلال إلى الفوز في الانتخابات إلى الحسم العسكري، هل كانت هذه التحولات حاضرة في ذهن الشهيد بإذن الله تعالى لاسيما أنه كان يردد باستمرار سننتصر يا بوش؟

لعلني وأنا أتخيل كلماته حينما قال "سننتصر لماذا ؟ لأننا أصحاب حق وإرادة، لأننا قدمنا الشهداء الآلاف، سننتصر لأن قادة حماس من النساء"، وكأنه يقول أن من أسباب النصر حينما تضحي المرأة وهي ثابتة كأم نضال وغيرها، ثم عندما نشعر أننا نملك إرادة، وحقا نحن ننتظر الوعد من الله عز وجل، فعلا كان إخوانه في الحركة حينما تحررت غزة قالوا "ها نحن قد انتصرنا يا أبا محمد" وحينما فازوا في الانتخابات وانهزمت العلمانية، قالوا ها نحن انتصرنا يا أبا محمد، وبعد ذلك في مواجهة الحصار وفي معركة الفرقان، وأسأل الله عز وجل أن يقولوها في المسجد الأقصى وقد رفعوا راية لا إله إلا لله.

9 - كلمة توجهينها للمرأة في الحركة الإسلامية المغربية والمرأة المسلمة عموما؟
أوجه لها كل التحية والتقدير، أيتها المرأة الحركية التي وضعت نصب عينيك حمل هذه الرسالة والانطلاق بها رغم كل المعوقات، هكذا هي طريق الدعوة التي ليست مفروشة بالورود، فأقول لك أختي الحبيبة يا من تمتلكين همة عالية في مواجهة الصعاب، عليك أن تكوني ذات همة تفوق ذرى الجبال حتى تتجاوزي كل المعيقات، وتركبي الأهوال وتتحملي الصعاب في تربية أبنائك وأداء رسالتك خارج البيت، كمدرسة وطبيبة وممرضة، فقدما أختي الحبيبة وإلى اللقاء في الأقصى المبارك أولا وقد عزت الأمة، ثم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وإذا تحدثت إلى المرأة المغربية أو المسلمة بصفة عامة وأخص الشابات منهن فأقول لها: ابنتي الحبيبة إياك أن تغريك المغريات وإياك أن تتأثري بتلك الشعارات البراقة الهدامة، عليك أن تستخدمي عقلك الذي حباك الله به، عليك أن تتوقفي مع نفسك وقفة صادقة جادة، أين أنت من الرسالة التي أرادها الله لك؟ كيف لا وسن الشباب هو المنوط به حمل الرسالة؟ وهو الذي تقوم عليه كل الحضارات، فابنتي الحبيبة وأختي الحبيبة، عليك أن تكوني دعامة من حضارة العلم والإيمان، فهذه الرسالة أقولها لابنتي الشابة ولابني الشاب كذلك، عليه أن يترك مغريات الحياة الدنيا، ولا نقول أن يتركها أي أن يتقشف وأن يترك زينة الحياة الدنيا، ولكن على الشباب أن لا تغريه المغريات وعليه أن يعود إلى الله عز وجل وإلى طاعة الله، وعليه أن يؤدي رسالته ليكون من جند الأقصى بإذن الله.

 

المصدر: ياسر المختوم - المغرب
  • 1
  • 0
  • 5,546
  • nada

      منذ
    هي احدى المنارات العا ليه والقدوات المتميزه في التاريخ المعاصرلك كل الاحترام والتقدير يام محمد
  • nada

      منذ
    هي انمودج مشرق و يجب ان تكون بصمة المراة المسلمه اين ماكانت مميزة و يشار لها بالبنان ويحتدى بهالك كل الاحترام والتقدير يام محمد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً