شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (5) في الطريق إلى الميناء
فشعرنا بالدوار والغثيان، وأردنا الترجل من السيارة لبضع ثوان فأبى علينا السائق، ومن معنا من المحارم لم يوافق. فأردنا النزول لصلاة الظهر، فصرخ السائق: والله لن يكون ذلك الأمر!
تقول صاحبتنا:
بعد شديد جدال صلينا الفجر في مسجد كان بالجوار، وأخيرًا وبعد عناء، انطلقنا قاصدين الميناء، وصاحبنا ثلاثة من الأقارب عنوة، قالوا: القوم يحتاجون إلى عون وقوة!
وصدقوا إذ أن جمعنا العُجاب: كان نساء، وفتاة وشيوخًا، وثلاثة فقط من الشباب. وصلنا إلى المدينة في بضع ساعات، فألفنا الطريق إلى الميناء ملآ بالسيارات، زحام شديد شديد، فالجميع لعمرة رمضان مريد، زحفت كالسلحفاة السيارة، بينما اشتدت الحرارة، وقد قربت الظهيرة. كنا كراكبي الناقة، إلى الأمام ثم إلى الخلف ثم توقف بغير رشاقة. ظللنا هكذا لساعات، لا نكاد نقطع مسافات!
فشعرنا بالدواروالغثيان، وأردنا الترجل من السيارة لبضع ثوان! فأبى علينا السائق، ومن معنا من المحارم لم يوافق. فأردنا النزول لصلاة الظهر، فصرخ السائق: والله لن يكون ذلك الأمر!
- وسانده أحد المحارم: لم الصلاة على الفور!! يمكنكن جمعها إلى صلاة العصر!!
"لا بأس، لا بأس" كذا ألفني الجميع قائلة، بينما كرر بعضهن المحاولة، ثم تحايلن باحتياجهن إلى الخلاء؛ فلم يستطع أحد عليهن الإيباء! وبقيت في السيارة مع القليل، بينما ترجل البقية إلى وقت طويل، فأخذ السائق يهيج، وكان صراخه في الزحام غير بهيج!
وأخيرًا وصلنا أمام البوابة في لهفة وحماسة، وهناك أمرت الحراسة، برجوع رفقائنا الثلاثة، فأصر الضابطان على مصاحبتنا، حتى السفينة التي ستقلنا، بينما عمل الثالث على وداعنا، ونجح في محاولتهما الضابطان، فشعرنا بشيء من الراحة والأمان، وترجل الجميع في حالة من الإعياء والإرهاق، ووقفنا في صفوف لمراجعة الأوراق.
ويتبع بإذن الله.
- التصنيف:
- المصدر: