سر العطاء!
تؤلمك الحياة؟! همومك كثيرة وأحلامك لاتنتهي ورضاك "قليل"، منشغل بالمفقود ولاتدرك قيمة الموجود؟! خائف من المستقبل وتبحث عن السعادة؟ امنح نفسك الفرصة وشارك "صناع الفرحة" ولن تندم.
ولأنهم صغار ولأنهم يتألمون ولأن قلوبهم بريئة وأحلامهم "صغيرة" فإن صحبتهم رائعة لأن رحمة الله "قريبة" منهم!
بعد المعاناة الدائمة مع غسيل "الكلى" وما أدراك ماهي هذه المعاناة؟! أن يتألم طفلك أمامك وأنت لاتملك له أي شئ وتعلم أن المرض دائم والقادم مخيف، أن يمسك طفلك بيدك وهو يبكي ويسألك ببراءة عن مرضه ومتي سيشفي؟!
أن تكون أباً فقيراً يملك قوت يومه بالكاد ويود لو باع "قطع حية من جسده" لكي يشفي طفله البرئ! علي أي حال فإن اليوم يوم فرحة! سيخرجون للتنزه في الملاهي بصحبة "بشر" مازالوا محتفظين بإنسانيتهم في الزمن الصعب ... هاهم يبتسمون وأهليهم من بعد طول انتظار، منهم من هو قادر علي المشي ومنهم من فقد القدرة ومنهم من ينتظر!
كانت الفتاة الصغيرة سعيدة علي كرسيها المتحرك، لم تتمكن من العبور من مدخل الملاهي الضيق وتعطل المرور للحظات، كانت مبتسمة ومرتبكة وترغب أن "تعبر" هذ النفق الضيق فلربما تتحقق بعض الأحلام "المؤجلة"، قام بعض الرجال بحملها وحلت المشكلة!
الكل سعيد الآن، يلعبون ويضحكون من قلوبهم وينسون للحظات طعم الألم والمرض "ولايعرف الشوق إلا من يكابده!"، كانت هناك فتاة مازالت تسير علي أقدامها، وجهها جميل وبرئ وابتسامتها ساحرة، تراها ولا تراك!
فقد كانت لاتبصر، يطلب منها البعض أن تنضم لهم في التصوير فتتعجب من الطلب الذي لم تعرفه من قبل؟! تحاول أن تختبئ خلف ممرضتها بحياء وخجل، ثم توافق وتبتسم وهي تنظر "ببصيرة" ووجه لاينسي!
أشياء بسيطة تصنع فرحة كبيرة! علبة عصير يحتضنونها بفرحة ويشكرونك بشدة وكأنهم قد حازوا الدنيا ومافيها، المشهد مبهر ولن يفهمه إلا من أدرك "سر العطاء"! الأهل ينظرون للـ "بشر" بامتنان فهم من "صناع الفرحة" وقد رسموا الإبتسامة علي وجوه أطفالهم وللحظات نسي الجميع المرض والألم والتفكير في ما "هو آت"!
-----
تؤلمك الحياة؟! همومك كثيرة وأحلامك لاتنتهي ورضاك "قليل"، منشغل بالمفقود ولاتدرك قيمة الموجود؟! خائف من المستقبل وتبحث عن السعادة؟ امنح نفسك الفرصة وشارك "صناع الفرحة" ولن تندم، هؤلاء "البشر" العاديين أصحاب القلوب "الكبيرة" الذين يتحولون إلي أبطال "أسطوريين" من زمن أخر، هؤلاء الذين أدركوا سر العطاء وعلموا أن السعادة توجد في الأشياء البسيطة "الصادقة" وأن رحمة الله تتنزل عند أهل "البلاء" من خلقه، وأن صنائع المعروف تقي "ولاشك" من مصارع السوء ... انتهت الرحلة واستعد الجميع للعودة، كانت السماء صافية والكون هادئ والوجوه سعيدة وراضية، وتشعر أن الزمن قد توقف للحظات فقد كان أهل السماء يرقبون المشهد "بشغف" ويستغفرون لمن في "الأرض"، فهم معروفون بأسمائهم وسيماهم، هاقد عاد "صناع الفرحة" أخيراً، يزرعون الأمل وينشرون الخير ويستخفون "كعادتهم" رغم الألم ورغم كل الهموم ... نعم، رغم كل الهموم!
----
عن "المجهولين" في الأرض "المعروفين" في السماء!
- التصنيف:
- المصدر: