أي مستقبل للجزيرة العربية في زمن الاحتكارات

منذ 2010-04-02

منذ فترة كانت منطقة الخليج (شريط النفط من الكويت إلى السلطنة) بكل أسف تستقبل "ليز تشيني" ابنة "ديك تشيني" وكأنها فاتح للمستقبل؟ وباب إليه؟ وتظهر في المؤتمرات الصحفية لتقول: "أنا غير متزوجة، ولن أتزوج، فأنا سحاقية.. وسأظل إلى الموت سحاقية"!


منذ فترة كانت منطقة الخليج (شريط النفط من الكويت إلى السلطنة) بكل أسف تستقبل "ليز تشيني" ابنة "ديك تشيني" وكأنها فاتح للمستقبل؟ وباب إليه؟ وتظهر في المؤتمرات الصحفية لتقول: "أنا غير متزوجة، ولن أتزوج، فأنا سحاقية.. وسأظل إلى الموت سحاقية"!

 
يستقبلها أناس عندهم لحى.. وزراء ومسئولون في دول الخليج، لتقول لهم: "يجب أن تعيدوا النظر في مناهجكم التعليمية، يجب أن لا تعلموا أولادكم هذا، ويجب أن تعلموا أولادكم هذا"، وطافت "ليز" على وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، والتقت بلجان المناهج، وقالت: هذا الكتاب يلغى وهذا يقرر! وأين أنتم من ثقافة المستقبل والحب والود بين الشعوب؟! وهذه الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود آيات تبث الكراهية بين الشعوب، وبالتالي لا بد من إلغائها تماماً من الذاكرة العربية والإسلامية؟!
 
 
إن تعامل الولايات المتحدة معنا بهذه الغطرسة دليل كبير على أنه كما تكونوا يول عليكم، نحن نستحق هذا، لأننا تخلينا عن حقوقنا وتخلينا عن أمور كثيرة تمس بشكل عضوي هويتنا وصيرورتنا وعقيدتنا ومستقبلنا! فأصبحت هذه السحاقية تعلمنا ما ينبغي علينا أن نحفظ ومالا نحفظ، فإلى أي درجة من الهوان التاريخي بلغنا نحن؟! هذا دليل على أننا بلغنا درجة من الهوان الذي ينبغي التنبه إليه!
 
والآن في قطر هناك مؤسسة (راند كوربريشن) مظلة كبيرة للسي آي إيه، ومظلة كبيرة للعبث التعليمي والثقافي في شريط النفط، ولا أدل على ذلك من الدراسة التي نشرتها (راند كوربريشن) عن الإسلام الديمقراطي!
 
 
وتشرح لنا الباحثة والتي هي زوجة "زلماي خليل زاد" -السفير الأمريكي في بغداد حالياً، وهي نمساوية تقيم في الدوحة- كيف يجب أن نتعامل مع الإسلام، وأن هناك حركات إسلامية يجب أن تستبعد، وحركات إسلامية يجب أن تقرب، وحركات إسلامية يجب أن تستأصل. وأصبحت ورقة (راند) لدى أجهزة الأمن في الخليج مرجعاً لكيفية العمل! وباشرت كثير من أجهزة الأمن في الخليج في أخذ توصيات الباحثة "شاريل بنار" بعين الاعتبار وللتنفيذ. هذا هو واقع النظام الدولي الذي نعيش فيه: سيطرة على التقنية العسكرية، سيطرة على الخامات، سيطرة على الشرعية الدولية، عولمة ثقافية.
 
 
وقد أصدرت الولايات المتحدة في الكونجرس عدة قوانين لتأصيل هذه السيطرة، أصدرت قانون حماية الأقليات الدينية في العالم، فعلى الولايات المتحدة أن تتحرك لحماية الأقليات الدينية في العالم.. كل العالم، فرعت واشنطن مؤتمراً للأقباط المسيحيين ودعت إليه غلاة الأقباط.. مثل مايكل منير وغيره، وليس الذين لديهم اعتدال فكري، وأعطتهم المظلة ليفعلوا ما شاءوا، ليرهبوا ويرعبوا ويهددوا مصر في هذا المؤتمر! بينما الكل يعلم أن الأقباط يتمتعون في مصر بما لا يتمتع به الأقباط في دول الغرب.
 
يوجد لدي ورقة كتبها ماروني مسيحي في لبنان اسمه "فيكتور سحاب"، لديه كراسة صغيرة لطيفة جداً تحمل عنوان (من يحمي المسيحيين العرب)، وهو الذي أهداني هذا الكتاب. يقول فيكتور سحاب بأن الذي حمى المسيحيين العرب عبر التاريخ هو الإسلام والدولة الإسلامية، وليس الغرب ولا حتى الصليبيين الذين جاءوا إلينا من الغرب. بل على العكس، كان الصليبيون الذين جاءوا من الغرب هم من أثخن في المسيحيين العرب!. فهذه حقيقة تاريخية يجب ألا يرهبونا بها.
 
في الكويت لا يوجد كويتي مسيحي، لكن هناك مسيحيون حصلوا على الجنسية الكويتية، عددهم 192 شخصا فقط، ووفق أرشيف رسمي، فإن معظمهم من فلسطين والعراق والشام، جاءوا إلى الكويت منذ الثلاثينيات والأربعينيات، للعمل كأطباء وممرضين ومترجمين، واستوطنوا الكويت وطابت لهم الإقامة فيها، والكويتيون سلسون في العلاقات الثقافية، فأُعطوا الجنسية الكويتية. وقد شيدت 35 كنيسة، بمعدل كنيسة لكل خمسة!
 
ألا يدعو هذا الأمر إلى التساؤل: لماذا هذه الكنائس المنتشرة مثل الزعتر البري في الكويت؟! كل هذه وسائل للتدخل، فهذه ليست أماكن للعبادة كما يراها الأمريكان، ونحن لسنا ضد المسيحيين أبداً، لكن أن تنشأ 35 كنيسة، فهذا يعني وجود غرض سياسي وليس دينيا. لقد انتقل الأمريكان في الخليج من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة الاستيطان، من عملية الـ(occupation) إلى عملية الـ(settlement) .
 
 
كنا في السابق نستقبل الأمريكان في مطاراتنا، رجل ضخم.. يحمل حقيبة، أحمر اللون، أزرق العينين، يأتي إلينا ليعمل وِفق عقد وظيفي! الآن ينزلون في مطاراتنا أمريكان معهم زوجاتهم وأولادهم، في صورة استيطان!
وقد فعلوا الأفاعيل لتطويع الترسانة القانونية في شريط النفط من الكويت إلى سلطنة عمان ليكون لهم حق التملك وحق الإقامة الدائمة و..و.. إلخ.. وهذا يثير تساؤلاً لدينا: إلى ما تهدف هذه الموجات البشرية القادمة إلينا من أمريكا وأوروبا الغربية للاستيطان في الخليج؟ وهنا دعوني أذكِّركم بحالتين: سنغافورة وتيمور الشرقية.
سنغافورة الآن دولة، وُلدت سنة 1965م، فكيف تشكلت هذه الدولة؟
 
 
كانت هذه الدولة جزءاً من الفيدرالية الإسلامية الماليزية، وفي ماليزيا -كما تعلمون- يوجد عنصران قوميان (المايليه) والصينيون، فعندما أدرك الإنجليز بأنهم حتماً سيغادرون سنغافورة شجعوا العنصر الصيني للهجرة إلى سنغافورة، فهاجروا بكثافة، وكانت سنغافورة تحت الحكم البريطاني الذي فتح كل الأبواب للهجرة الصينية، وعندما تكثفت الهجرة الصينية بدأت آلية أخرى، "أنتم الآن أغلبية ومن حقكم وفق ميثاق الأمم المتحدة حق تقرير المصير"، فاتصل الإنجليز بالأمم المتحدة، وأوعزوا لها، وأتوا بها إلى ساحة ماليزيا.. لاستفتاء الأغلبية الصينية! وبالفعل قرر الصينيون الانفصال عن الفيدرالية الإسلامية، وأصبحت هناك دولة جديدة سنة 1965م اسمها سنغافورة ورئيس الوزراء (ليكوان يو) صيني الأصل، وأنا التقيت به شخصياً؛ لأنه من خريجي كلية تشرشل في كامبريدج، وأنا خريج نفس الكلية، وتداولت معه الحديث، وكانت العملية واضحة من كلامه أن الإنجليز هم الذين صنعوا هذه الدولة.
 
أما تيمور الشرقية، فهي تقع وسط الأرخبيل الإسلامي الإندونيسي، وإندونيسيا أكبر دولة في العالم الإسلامي عموما من حيث عدد السكان، فعمل الغرب على هندسة الأمور، وحركوا الكنائس ومجلس الكنائس العالمي ومجلس الأمن، وافتعلوا أحاديث وأحداث داخل تيمور الشرقية، إلى أن صارت دولة مستقلة عن أندونيسيا وفي قلب الأرخبيل الإسلامي. وهي الآن كيان له حماية دولية.
 
 
هناك الآن حالة في الخليج وفي الجزيرة العربية نحذر منها، أن الأمريكان والأوروبيين انتقلوا من حالة الاحتلال -الخليج حالياً كله محتل، إذ إن القرار الإستراتيجي بيد الأمريكان وليس بيد الخليجيين- إلى حالة الاستيطان. الآن توجد موجات استيطانية، فما الذي يمنع أن يحدث في دبي كما حدث في سنغافورة؟ خاصة وأنك إذا مشيت في شوارع دبي-وقد درّست في الإمارات لمدة ثلاث سنوات منذ عام 1981م إلى العام 1984م- ستشعر بأنك تمشي في لندن، أو بلد غير عربي، نظرا لكثرة الأجانب فيها!
 
نعم ما الذي يمنع أن يحدث في دبي كالذي حدث في سنغافورا؟، لقد ذهبت مرة لشراء سيارة ومنذ الخطوة الأولى إلى استلام السيارة، لم ألتق بعربي واحد في عملية الشراء في مؤسسة كبيرة، فكل شيء في دبي أصبح بيد غير أهل المنطقة!
 
ويقال بأن نسبة المواطنين في إمارة دبي لا تتعدى نسبة الخمسة أو السبعة بالمائة، وهذه مشكلة أمنية، فلو خرج الأجانب وأمسكوا أهل الإمارة باليد وليس بالسلاح لاستطاعوا القضاء عليهم، فنحن الآن إزاء سيناريو خطير!
 
واليمن والمملكة العربية السعودية لا زالتا قلاعاً، لأن ثمة موانع ومعيقات ثقافية، تاريخية، ليس ضد التغلغل، لأن التغلغل قد حصل، ولكن ضد الصياغة الثقافية للمجتمع وصياغة العلاقات، فهذان المجتمعان لا زال فيهما تمنُّع كبير. وقد أدرك الأمريكان أنه لا بد من ابتكار وسيلة ما للاختراق الثقافي والنفسي لشعوب الجزيرة العربية، فشعوب الجزيرة العربية متدينة بالسليقة، فحتى الفاسق في الجزيرة العربية يصلي، فالدين محور حياة الفرد ومركز التحكم بأفعاله وأقواله.
 
 
وأدركت الولايات المتحدة عبر (راند كوربريشن) بأن خلخلة وتفكيك التدين في الجزيرة العربية يأتي من خلال ملف المرأة، وتحريض المرأة على الدور الكبير في المجتمع ألا وهو الدور السياسي، ولذلك فجأة وبدون مقدمات نجد بعض المسئولين في الخليج -الذين يعيش بعضهم في العصر العباسي، وحولهم الجواري- يتكلم عن حقوق المرأة، ويقول في مؤتمر صحفي: "حقوق المرأة"، وهو لا يعترف بشرعية الشعب كله، فضلا عن الرجال، ومع ذلك يتكلم عن حقوق المرأة.
 
 
عندنا في الكويت بمجلس الأمة -وكنت عضواً ومستشاراً سياسياً في المجلس- بدأت عملية مشبوهة، ناقشنا الأمر بتفصيل.. فدخلت الحكومة فيه بمالها ودينارها لكي تمرر مشروعاً مشبوهاً، ونحن غير موافقين عليه، ونقلت الصحافة الكويتية كثيراً من تفاصيل الرشاوى، ونحن في تاريخ البداوة والقبائل في الجزيرة، الحكم سيف ومال، فالذي من الصعب أن تطوعه بالسيف تطوعه بالمال، وهذا مطبق عندنا في دول الخليج. لقد أصبح الناس ميالين إلى الحل السلمي في هذه المرحلة، ويفضلون المال على السيف، والمال فيه مكاسب فردية، لكن على مدى بعيد فيه خسائر إستراتيجية.
 
ونحن نحذر من هذا النمو المتسارع للأمريكان والغربيين في الجزيرة العربية/ ونتمنى أن تبرز قوى دولية أخرى، تزاحم الأمريكان وتصارعهم، فقد خسرنا بسقوط الاتحاد السوفيتي خسارة إستراتيجية في العالم العربي، والآن يطرح في روسيا كما نقرأ ونتابع فكرة صاحبها -فيما أعلم- وزير الخارجية السابق للاتحاد السوفيتي بريماكوف، هذا الرجل لديه خبرة سياسية كبيرة، ومسئول سابق عن الـ(كي بي جي)، واتصالات واسعة بالعالم العربي، وصداقات تجمعه بزعماء كان لهم شأن في العالم العربي، وعلى إطلاع واسع بشئون المنطقة، ولعل فكرته تنقذنا من هذا الكابوس الأمريكي الذي نعيشه في الجزيرة العربية، فهو يطرح: أنه لا بد من نشوء مثلث إستراتيجي في آسيا، يجمع الصين والهند وروسيا، وإذا تمكن هذا المثلث -بما يرمز إليه من طاقة اقتصادية وعسكرية وبشرية- فسوف يكون مثلثاً صادا للهجمة الأمريكية على آسيا على أقل تقدير.
 
وبما أن روسيا والصين والهند تحاذي أفغانستان، فاحتلال الولايات المتحدة لأفغانستان في بعض أوجهه ليس من باب مكافحة ما تسميه "الإرهاب"، لكنه من باب مواجهة هذه الفكرة، لأن أفغانستان في قلب هذا المثلث.
 
 
إننا في مفترق طرق وأمام محك تاريخي في الجزيرة العربية. ومنظمة التجارة العالمية تنص -فيما تنص- على فتح كل الأراضي في الجزيرة العربية والعالم لتداول السلع والبيع والشراء، فمشروع الأمريكان مشروع سوق، توحيد السوق في العالم وفق مفاعيل المصلحة الذاتية الأمريكية، وكلنا في العالم لابد أن نخضع لهذا المشروع، وفق إرادة واشنطن!
 
في بوليفيا تحرك الفقراء، فلماذا لا نتحرك نحن؟ بوليفيا بلد الفقر والعوز والإقصاء الجغرافي والتاريخي، يصعد للحكم فيها "موراليس"، رجل رفض حتى لبس البذلة الغربية، في خضم التردي والضعف العالمي أمام الأمريكان، وفي فنزويلا هناك "شافيز"، و"كاسترو" صامد منذ 1958م حتى الآن أمام الولايات المتحدة الأمريكية قبالة سواحل فلوريدا.
 
ولدينا في الجزيرة العربية مقومات الصمود في وجهه أكثر بكثير، مما لدى "موراليس" أو "شافيز" أو "كاسترو" وهم من أعلام أمريكا اللاتينية. ونحن نعيش على آبار النفط ذات القيمة الإستراتيجية للعالم كله، وموقعنا من أهم المواقع العالمية إستراتيجية، فما بالنا ندع أمثال "زلماي خليل زاده" يخططون لمستقبلنا ويتحكمون في مصائرنا؟

 
المصدر: الدكتور عبد الله النفيسي
  • 2
  • 0
  • 5,846
  • الشافعى احمد

      منذ
    اخواننا الذين يعيشون فى المملكه العربيه السعوديه الذين قرأوا رسالتى عن الخليج ودول الخليج وما وصلوا اليه لا تغضبوا ولا تحزنوا من كلامى فانا ما اهنت احد ولا جرحت احد فى مشاعره ولكنى قلت اننى رايت فيها وعلمت ما يحدث فيها الا ما رحم الله فانا لم اعمم على الجميع وعلى كل من يعيش فى الخليج ولو كذبت او افتريت كذبا فذالك احمل وزره انا وحدى قال سبحانه اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فانا قلت ما رايته وما علمته وشاهدته بنفسى ولم يخبرنى فمن يغضب بعد ذالك فليراجع هو نفسه ان الثراء الفاحش والغنى وكثره المال من ابتلاءات الدنيا وفتنها وقليل بل اقل من القليل الذى يصبر عليه ويتحمل فتنته فيؤدى حق الله فيه ويشكر عليه والكثير ممن ابتلاهم الله بالثراء وكثره المال يطغى وينسى ويستغنى عن الله وعن عبادته وطاعته ويصبح لهم له الا الاستمتاع بهذه الثروه وكيفيه انفاقها والتلذذ بها من متاع الدنيا وزينتها وزخرفها فتنسيه هذه النعم ذكر الله وطاعته ولقائه واليوم الاخر ولهذا كانت الابتلاءات والمحن والمرض والفقر خير للمسلم لدينه ولدنياه ولاخرته ولهذا كما جاء فى الحديث ان الله اذا احب قوم اصاب منهم اى ابتلاهم وشدد عليهم ليس لبغضه لهم او سخطه عليهم ولكن بالعكس تماما لمحبته لهم ورضاه عنهم فيبتليهم بالامراض والاسقام والفقر والمصائب فينتج عن ذالك وثمره ذالك تضرعهم له ودعائهم المستمر له ولزوم طاعته وعبادته لرفع هذا البلاء عنهم فبذالك قد حماهم وحرسهم وحوط عليهم سبحانه بهذه الابتلاءات من الدنيا وزينتها وزخارفها التى ان انفتحوا عليها وتمتعوا بها ووجدوا لذتها انستهم ذكر الله وطاعته فبهذا قد خسروا دنياهم واخرتهم معا لان دناهيم هذه التى يسعدون ويفرحون بها بالمال والثروه والصحه والعافيه كل هذا انها هو فى حقيقته الاصليه بها التى لايرونها ولا يعرفونها انما هى زينه وكل هذا النعيم والترف هو زينه وقشره خارجيه لاوزن لها ولا قيمه وسرعان ما تنقضى وتزول بمرض او بموت ومصيرهم الى غضب الله وسخطه فيكون عندذالك الابتلاء والمحن هى النعمه والفضل والمحبه من الله للعباد وتكون الدنيا وفتنتها وزخارفها وزينتها هى الغضب والسخط للعباد عند الله ان اراد ان يسخط عليهم ويغضب عليهم فتحها لهم وفتح عليهم ابواب النعم والترف والملذات والشهوات فهم يحسبونه خير لهم وهو فى اصله وفى ذاته وحقيقته الشر كله لهم ولكن لقله علمهم وفهمهم وقصور عقلوهم راوه خير ونعمه وفضل اما اصحاب الطاعه والعباده المؤمنون الصادقون يكون البلاء والمحن لهم خير وفيها الخير حتى وان كان ظاهرها الشر الذى يخالف هوى النفس وما تتمناه وتريده وتهواه النفس قال سبحانه لاتحسبوه شرا لكم بل هو خيرا لكم فحياه المسلم ومعيشته فى هذه الحياه الدنيا الاصل فيها البساطه والزهد والحمل الخفيف من متاع الدنيا لانها ليس هى داره ولا مستقره ولا اليها يطمح ويتمنى ويعمل ويجد ويجتهد بل هى معبر وعباره يركبها ايام قليله ثم يتركها ويعبر من عليها الى داره الحق التى فيها ينعم ولا يباس ويصح ولا يمرض ويشب ولايهرم ويحيا ولا يموت فى جوار وكنف رب العالمين وفى صحبه الانبياء والمرسلين والصحابه والصيقين والشهداء والصالحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقود فى بيته نارا لمده شهران كان يعيش فيها وياكل التمر والماء وكان ينمام على الحصير حتى تعلم فى جنبه الشريف وكان يصلى بالليل حتى تتورم قدماه من كثره الوقوف وعندما مات صلى الله عليه وسلم كان لايوجد فى بيته الا سبع دراهم فقط اى ما يعادل ثلاث جنيهات ونصف كما فضيله الشيخ عبد الحميد كشك وكان عمر بن الخطاب يلبس القميص المرقع كلما قطع رقعه هو وخيطه وعندما مات رضى الله عنه كان مديون ب86 الف درهم مات مديونا رضى الله عنه ولم يترك شىء وكثير وكثير من الصحابه والسلف الصالح كانت هذه حياتهم ومعيشتهم حملها خفيف ووزنها خفيف اكلوا بعض الطعام ولبسوا قليل من الثياب وما كان همم جمع المال والثروه من اليمن ومن اليسار الا بعض الصحابه ولكن الاصل فى كل الصحابه هو الزهد فى الدنيا وفى متاعها وزينتها وزخرفها لانها فتنه لا يصبر امامها وامام عظيم فتنتها وابتلائها الا القليل ممن رحم الله قال عليه الصلاه والسلام انى اخشى عليكم الدنياان تنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم يقول ذالك ويوجه الخطاب هذا للصحابه رضى الله عنهم الذين رضى الله عنهم وانزل القران على رسوله فى مجالسهم وامام اعينهم وليس لجيلنا هذا ورجال الاعمال والاثرياء الذين بين ايدينا الان الذى يشترى الواحد فيهم لاعب كره ب60 مليون ريال ويشترى الاخر نمره محمول من اربعه ارقام ب10 ملايين ريال ويقمون حفل غنائى راقص لمطربه امريكيه تقفز امامهم فى الهواء وتدور حول نفسها لمده ساعتين ثم يعطونها فى يدها 150 مليون جنيه وفى غزه لا يجدون شراب الحليب للاطفال فضيله الامام عبد الرحمن السديس وانت يا فضيله الامام صالح ال طالب رايت فى المنام بالامس اننى امشى واسير فى الحى الذى اسكن فيه بالليل وكان الليل شديد الظلام حث لا ارى احد امامى فاذا بشىء يضىء من فوقوى كانه قمر مستدير لا اعرف ما هو يخرج منه نور ابيض شديد فاضاء كل من حولى واذا بهذا الشىء الابيض المنير يرمى بحجاره صغيره مشتعله كنها قطع صغيره من جمر النار ملئت الارض من حولى فقلت لرجلين يمشيان فى الشارع ادخلوا مساكنكم سريعا حتى لا تصيبكم هذه الحجاره

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً