عرش بلقيس

منذ 2004-01-22
قال تعالى { قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }

قصة سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ وموضوع نقل العرش، لم يكن إلا ضرباً من ضروب السحر فكيف يتمكن مخلوق من إحضار عرش ملكة سبأ في ذلك العصر من على بعد آلاف الكيلو مترات في جزء من ثانية، أي قبل أن يرتد إلى سليمان عليه السلام طرفه؟ ولكن العلم الحديث يخبرنا بأن هذا لا يتحتم أن يكون سحراً! فحدوثه ممكن من الناحية العلمية أو على الأقل من الناحية النظرية بالنسبة لمقدرتنا في القرن العشرين.

أما كيف يحدث ذلك فهذا هو موضوعـنا.. الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشيءٍ واحد, فالمادة يمكن أن تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وذلك حسب المعادلة المشهورة وقد نجح الإنسان في تحويل المادة إلى طاقة وذلك في المفاعلات الذرية التي تولد لنا الكهرباء ولو أن تحكمه في هذا التحويل لا يزال يمر بأدوار تحسين وتطوير, وكذلك فقد نجح الإنسان -ولو بدرجة أقل بكثير- من تحويل الطاقة إلى مادة وذلك في معجلات الجسيمات (Particle accelerator) ولو أن ذلك مازال يتم حتى الآن على مستوى الجسيمات.

فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة أمر ممكن علمياً وعملياً فالمادة والطاقة قرينان, ولا يعطل حدوث هذا التحول على نطاق واسع إلا صعوبة حدوثه والتحكم فيه تحت الظروف والإمكانيات العلمية والعملية الحالية, ولا شك أن التوصل إلى الطرق العلمية والوسائل العملية المناسبة لتحويل الطاقة إلى مادة والمادة إلى طاقة في سهولة ويسر يستدعي تقدماً علمياً وفنياً هائلين. فمستوى مقدرتنا العلمية والعملية حالياً في هذا الصدد ليس إلا كمستوى طفل يتعلم القراءة،.
فإذا تمكن الإنسان في يوم من الأيام من التحويل السهل الميسور بين المادة والطاقة، فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي، وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريد, ثم نعود فنحولها إلى مادة! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلاً بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة.

والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق هذا الحلم هي في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماماً, كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية. وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الجو كل هذا كان عرضاً سريعاً لموقف العلم وإمكانياته الحالية في تحويل المادة إلى طاقة والعكس..

فلنعد الآن لموضوع نقل عرش الملكة بلقيس, فالتفسير المنطقي لما قام به الذي عنده علم من الكتاب -سواء أكان إنسي أو جني- حسب علمنا الحالي أنه قام أولاً بتحويل عرش ملكة سبأ إلى نوع من الطاقة ليس من الضروري أن يكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة, ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية أو الضوئية يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية. والخطوة الثانية هي أنه قام بإرسال هذه الطاقة من سبأ إلى ملك سليمان, ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضوء أي 300000 كم - ثانية فزمن وصولها عند سليمان ثلاثة آلاف كيلومتراً.. والخطوة الثالثة والأخيرة أنه حول هذه الطاقة عند وصولها إلى مادة مرة أخرى في نفس الصورة التي كانت عليها أي أن كل جزيء وكل ذرة رجعت إلى مكانها الأول!. إن إنسان القرن العشرين ليعجز عن القيام بما قام به هذا الذي عنده علم من الكتاب منذ أكثر من ألفي عام؛ فمقدرة الإنسان الحالي لا تتعدى محاولة تفسير فهم ماحدث.

فما نجح فيه إنسان القرن العشرين هو تحويل جزء من مادة العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم إلى طاقة بواسطة الانشطار في ذرات هذه العناصر. أما التفاعلات النووية الأخرى التي تتم بتلاحم ذرات العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهليوم والتي تولد طاقات الشمس والنجوم فلم يستطع الإنسان حتى الآن التحكم فيها. وحتى إذا نجح الإنسان في التحكم في طاقة التلاحم الذري, لا تزال الطاقة المتولدة في صورة بدائية يصعب إرسالها مسافات طويلة بدون تبديد الشطر الأكبر منها. فتحويل المادة إلى موجات ميكرونية يتم حالياً بالطريقة البشرية في صورة بدائية تستلزم تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية ثم إلى طاقة كهربائية وأخيراً إرسالها على موجات ميكرونية ولهذا السبب نجد أن الشطر الأكبر من المادة التي بدأنا بها تبددت خلال هذه التحويلات ولا يبقى إلا جزء صغير نستطيع إرساله عن طريق الموجات الميكرونية.

فكفاءة تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانية ثم إلى طاقة كهربائية لن يزيد عن عشرين في المائة20 % حتى إذا تجاوزنا عن الضعف التكنولوجي الحالي في تحويل اليورانيوم إلى طاقة فالذي يتحول إلى طاقة هو جزء صغير من كتلة اليورانيوم، أما الشطر الأكبر فيظل في الوقود النووي يشع طاقته على مدى آلاف وملايين السنيين متحولاً إلى عناصر أخرى تنتهي بالرصاص. وليس هذا بمنتهى القصد! ففي الطرف الأخر يجب التقاط وتجميع هذه الموجات ثم إعادة تحويلها إلى طاقة ثم إلى مادة كل جزيء وكل ذرة وكل جسيم إلى نفس المكان الأصلي, وكفاءة تجميع هذه الأشعة الآن وتحويلها إلى طاقة كهربائية في نفس الصورة التي أرسلت بها قد لا تزيد عن50% أي أنه ما تبقى من المادة الأصلية حتى الآن بعد تحويلها من مادة إلى طاقة وإرسالها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية المكرونية واستقبالها وتحويلها مرة أخرى إلى طاقة هو10% وذلك قبل أن نقوم بالخطوة النهائية وهي تحويل هذه الطاقة إلى مادة وهذه الخطوة الأخيرة -أي تحويل هذه الطاقة إلى مادة في صورتها الأولى- هو ما يعجز عنه حتى الآن إنسان القرن العشرين، ولذلك فنحن لا ندري كفاءة إتمام هذه الخطوة الأخيرة وإذا فرضنا أنه تحت أفضل الظروف تمكن الإنسان من تحويل50% من هذه الطاقة المتبقية إلى مادة فالذي سوف نحصل عليه هو أقل من 5% من المادة التي بدأنا بها ومعنى ذلك أننا إذا بدأنا بعرش الملكة بلقيس وحولناه بطريقة ما إلى طاقة وأرسلنا هذه الطاقة على موجات ميكرونية, ثم استقبلنا هذه الموجات وحولناها إلى طاقة مرة أخرى أو إلى مادة فلن نجد لدينا أكثر من 5% من عرش الملكة بلقيس وأما الباقي فقد تبدد خلال هذه التحويلات العديدة نظراً للكفاءات الرديئة لهذه العمليات, وهذه الــ 5% من المادة الأصلية لن تكفي لبناء جزء صغير من عرشها مثل رجل أو يد كرسي عرش الملكة. إن الآيات القرأنية لا تحدد شخصية هذا الذي كان { عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ } هل كان إنسياً أم جنياً! وقد ذكر في كثير من التفاسير أن الذي قام بنقل عرش بلقيس هو من الإنس ويدعى آصف بن برخياء, ونحن نرجّح أن الذي قام بهذا العمل هو عفريت آخر من الجن, فاحتمال وجود إنسان في هذا العصر على هذه الدرجة الرفيعة من العلم والمعرفة هو إحتمال جدُّ ضئيل. فقد نجح هذا الجني في تحويل عرش بلقيس إلى طاقة ثم إرساله مسافة آلاف الكيلو مترات ثم إعادة تحويله إلى صورته الأصلية من مادة تماماً كما كان في أقل من ثانية, أو حتى في عدة ثوان إذا اعتبرنا عرض الجني الأول الذي أبدى استعداده لإحضار العرش قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من كرسيه.
فمستوى معرفة وقدرة أي من الجنيين الأول والثاني منذ نيف وألفي عام لأرفع بكثير من مستوى المعرفة والقدرة الفنية والعلمية التي وصل إليها إنسان القرن العشرين.
المصدر: كتاب آيات قرآنية في مشكاة العلم
  • 11
  • 7
  • 32,206
  • عمران

      منذ
    [[أعجبني:]] لا يجوز اعمال العقل في كلام الله مادام لم يصلنا تفسير في آيات اخر أو سنة صحيحة فنقول صدق الله
  • امير الورد

      منذ
    [[أعجبني:]] الذي اعجبني علم القران الذي لاتنتهي عجائبه حتى قيام الساعه [[لم يعجبني:]] والذي لايعجبني الذي يأتي ويقول ان الكيفيات لانبحث عنها في الكتاب والسنه لآنها لم ترد وما ادراك انها لم ترد وذا اريد تفسيرا لقميص يوسف عليه لسلام الذي اكتشف مؤخرا ان مادة العرق الذي في قميص يوسف عليه السلام هي سبب شفاء ابوه يعقوب وكيف علموا العلماء وهي علما لم يرد اسم العرق في القران والسنه ولاكن بجهد عقل العالم والدكتور محمد السيد تفكر بالعلاقه التي بن القميص والشفاء للعينين واستخرج انه العرق الذي اقامه على 30 متطوعاالذي كتب لهم من الله الشفاء بسبب العرق
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة تقدم تفسيرا منطقيا علميا يكاد يكون هو التفسير الأوحد لكيفية جلب عرش بلقيس بهذه السرعة [[لم يعجبني:]] لم تعجبني بعض الردود فبعضها نعى على الكاتب محاولته إيجاد تفسير علمي لشيء يرى أنه لايخضع للعلم ولا للمنطق بل يتعلق بالمعجزات والحق أن صاحبة هذا الرأي جانبها الصواب فالقرآن يؤكد أن ما حدث تم بواسطة العلم ( قال الذي عنده علم من الكتاب) ومادام حدث بواسطة العلم فمن غير المحضور بل من المطلوب التفكر في معرفة ماهية هذه الكيفية العلمية بعض الردود ذكرت أن الأمر يتعلق بالرسل والحق أن الذي عنده علم من الكتاب كما ذكرت كتب التفاسير لم يكن نبيا وإنما هو وزير نبي الله سليمان وهو إنسي وإذن فالمسألة ترجع إلى العلم والعلم وحده بالمقدرة الجن ولمعجزة النبوءة ولهذا فما الضير في التفكر؟
  • امير الورد

      منذ
    [[أعجبني:]] التحولات الماديه الى الطاقه المعروفه [[لم يعجبني:]] هو حصر العلم بعلمنا الحالي هذا من منطق الفكر المحدود ولاكن هناك تفسيرات بعيدة عنا الان ولم يتوصل اليها علم هذا القرن فمثلا سرعة البراق الذي اسري عليه نبينا عليه الصلاة والسلام فهو ربما من سرعة الضوء الذي لم يتمكن علمنا الحالي من الوصل الى هذه السرعه وقال البرت اينشتاين ان اي جسم مادي يصل سرعته الى سرعت الضوء فأن وزنه يكون (صفر)واما كيف بنيت ان سرعت البراق ربما اتها سرعت الضوء لان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام اخبرنا انه يرى قدم البراق عند منتهى بصره اي بصر البراق 0التسائل هنا كيف يرى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا القدم اي قدم البراق وهو في الضلام علمابأن الرسول عليه الصلاة والسلام اسري به في اليل وربما هذا يفسر ان في قدم البراق شيء من النور ويفسر هذا ايضا انه ربما سرعة البراق هي سرعة الضوء وايضا الى عرش بلقيس وأني الان التمس شيء من العلم اني ربما اجد هذه الطاقه بأذن الله وأسال الله التوفيق وشكرا لصاحب الموضوع
  • أبومآب

      منذ
    لم يعجبني: هذا المجهود الواضح لا ينبغي أن يكون في أمور لو كانت ذات أهمية لوضحها الشارع... فهو قد فكر ولم يتفكر،والتفكير مذموم بعكس التفكر،لأن المفكر يحاول دائما الإتيان بأمور غير موجودة أصلاً كما حكى القرآن عن الوليد ابن المغيرة(أنه فكر وقدر،فقتل كيف قدر)،وإبليس طرد من رحمة الله لأنه فكر في أنه أفضل من آدم لآنه مخلوق نار وآدم مخلوق من طين وقاده هذا التفكير الخاطئ إلي رفض السجود لآدم عليه السلام.أما التفكر فهو محمود يكون في أمور موجودة،وهو مأمور به والأمثلة في القران كثيرة(إن في خلق السموات والأرض ..............لايات لأولي الألباب،الذين يتفكرون .....)وهذا يقود إلى زيادة الإيمان.ولكل ما سبق فان اطلاق لفظ المفكر الاسلامي علي العلماء يجانبه الصواب.نسال الله أن يجعلنا من المتفكرين ؤلا يجعلنا من المفكرين.
  • سارة بنت محمد

      منذ
    لم يعجبني: أود أن أقول ملحوظة صغيرة هي أن تأكيد نقل عرش بلقيس بتحويل المادة إلي طاقه ثم استعادتها فيه شئ ،ومعذره للفظ، من التنطع والتكلف لأن ذلك لم يرد به كتاب ولا سنة وحين يتعلق الامر بما هو خارق عن المألوف من معجزات الرسل أو كرامات للأولياء نتجت عن الدعاء أو فضل من الله تعالي لهم لإيمانهم واتباعهم لا يستلزم تفسيره علميا لأن قدره الله لا تستلزم الالتزام بالأسباب لان الاسباب مخلوقه لله تعالي إن شاء أنفذها وإن شاء منعها كما مثلا في قصه سيدنا إبراهيم لما قال الله للنار كوني بردا وسلاما علي ابراهيم ولا ننتظر من أحد ان يحاول تفسير ذلك علميا لان من امن بالله ربا واحدا لا شريك له وامن بقدره لا يحتاج لتكييفها لتتفق وعقولنا وملحوظه أخري من قال أن الجن بلغ من العلم شأنا أعلم من الإنس حتي يجزم صاحب المقالة الفاضل بتأكيد أن هذا الفعل من الجن؟ وجزاكم الله خيرا
  • أبو عبدالرحمن

      منذ
    [[أعجبني:]] جزى الله خيرا الدكتور على المعلومات العلمية الطبيعية التي أفادنا بها. [[لم يعجبني:]] موضوع نقل عرش بلقيس لا ينحصر في إما أنه سحر أو تأتّي تفسيره علميا. إذ حتى السحر يمكن تفسيره علميا إذا بدئنا بالتحدث في علاقة علم الطبيعة بعلم ما وراء الطبيعة. لكن على أقل تقدير يمكن القول أن الذي عنده علم من الكتاب (إنسيا أو جنيا) هو مؤمن صالح أكرمه الله بكرامة - و التي قد يكون لها تفسير علمي و ليست بالضرورة بالخارقة المستعصية على ما يستجد من العلوم. بيد أنها كرامة لرجل لو دعا دعوة لأنجزها الله له قبل أن يتم دعوته. و مسألة أن القوة لله جميعا لا تنفي في أن وجود السنن الإلاهية (الأسباب العلمية) داخلة في الموضوع و لا يمنع بحثنا فيها على أي حال، بل لعله من التبصر في آيات الله. و لا أرى حاجة لترجيح إن كان الذي عنده علم من الكتاب إنسيا أم جنيا بما أنه عز و جل لم يشر إلى ذلك؛ بل الأولي التركيز على قوله تعالى "عنده علم من الكتاب"، كم عنده؟ ما هذا العلم؟ ما الكتاب؟ أما من هو فلا حاجة لنا به لأنه لا يخدم العلم ففي نهاية المطاف إن قال أنه جني فليس لنا إليهم سبيل "إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم". و استغفر الله!
  • صلاح الدين

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيرا عن هذا الموضوع الرائع...فقط أريد أن أضيف بان الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه رجح بان شخصية هذا الذي كان { عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ } هوالنبي سليمان - عليه السلام - بنفسه ذلك أن سياق الآيات و تكريم الله للبشر يقتضي هذا التفسير و الله أعلم
  • عبدالعزيز الشيمي

      منذ
    [[أعجبني:]] حاول المقال أن يجد تفسيرا علميا وعقلانيا لموضوع عرش ملكة سبأ أجهد كاتب المقال نفسه كثيرا ، وإحتوي مقاله علي نظريات علمية جيدة وصحيحة فجزاه الله خير الجزاء [[لم يعجبني:]] لا أعتقد أننايجب أن نقحم أنفسنا في البحث عن تفسيرات وتأويلات ونجتهد لتعليل وتفسير ما ورد ذكره في القرآن الكريم ، فلقد أعطي الله سبحانه وتعالي بعض من خلقة قدرة بدرجة معينة تفوق قدرة المخلوق العادي من نفس فصيلته وجنسه ، فيتمكن من فعل مالا يستطيعه غيره ، وقد ورد في قصص القرآن الكريم الكثير من الأمور التي تثبت ذلك الأمر في موضوعنا لا يحتاج إلي تفسير ، سواء أن نقول سحرا ، أو أن نقول مادة تحولت إلي صورها المختلفة. الأمر يتعلق بنبي من أنبياء الله ، سخر الله له بقدرته جنود مجندة تطيعه وتعمل تحت إمرته ، وأعطي هذه الجنود قدرات مختلفة ، فليس الهدهد هدهدا عاديا ، وليس العفريت من الجن يشبه أمثالة ، وليس من له علم من الكتاب يشبه أقرانه....... الأمر يتعلق برسول ، والأمر ورد ذكره كما هو عليه في كتاب الله ، إذا نقبله هكذا ، بنفس نصه ، دون الحاجة للبحث عن تفسير في حدود الدائرة الضيقة التي نعرفها من العلم الذي سمح به الله سبحانه وتعالي لنا علمنا أقل من أن نفسر به أمور كثيرة تدخل جميعها في علم الله الذي لا حدود له ، ولا يحكمه منطق أو علم دنيوي محدود قال الله ، إذن فهذا صحيح ، وهذا كان ووقع ، بعلم يفوق علمنا ، ومنطق لا تستوعبه عقولنا، ونظلم أنفسنا كثيرا ، ولسوف نعجز لا محالة عن إيجاد تفسير وتعليل لكل شئ أشكركم علي سعة صدركم ، وأستغفر الله إذا كنت أخطأت فيما كتبت أو أن أكون قد تجاوزت ، ثم أعتذر لكم إذا ما كان في تعليقي شيئا لم يرق لكم ، وجزاك الله خيرا علي الإجتهاد
  • أبو مالك

      منذ
    لم يعجبني: لا يجب ان نفسر القرآن بمجرد الإعتماد على نظريات علمية غير يقينية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً