رحيل أبو العبد لن يزيد القسام إلا قوة وعنفواناً

منذ 2010-04-07

إنه رجلٌ من جيلٍ قد مضى، عز فيه النظير، وندر فيه المثيل، إنه يتبع رجالاً كانوا قد عاهدوا الله على النصر أو الشهادة، فانتقاهم الله من بيننا، واختاره سبحانه وتعالى عن قصدٍ من بين جمعنا، قد غاب عنا المبحوح، هو شهيد عند الله نحسبه .


إنه رجلٌ من جيلٍ قد مضى، عز فيه النظير، وندر فيه المثيل، إنه يتبع رجالاً كانوا قد عاهدوا الله على النصر أو الشهادة، فانتقاهم الله من بيننا، واختاره سبحانه وتعالى عن قصدٍ من بين جمعنا، قد غاب عنا المبحوح، هو شهيد عند الله نحسبه .

 
غاب عن الدنيا ولم يلوِ فيها على شيئ، غاب وهو مسكونٌ بالمقاومة، مهمومٌ بإخوانه في الرباط والميدان، يفكر كيف ينصرهم، ويعمل لتحصين مواقعهم، ويجهد نفسه كيف يجعلهم أقوى سلاحاً، وأمضى عزيمةً، وأشد شكيمةً، وأقوى على النزال بما يملكون من عتادٍ وسلاح ، فرحل عن الدنيا وترك بصماته في جهاده ومقارعته للعد الصهيوني .
 
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع القسام مع فايق المبحوح"ابو العز" شقيق الشهيد القسامي القائد محمود المبحوح "ابو العبد " ....
 
ـ بداية لو تحدثنا عن حياة الشهيد ابو العبد .
كان في صغره من الشباب الملتزمين من البداية، نشأ في بيت إسلامي حيث الوالد والإخوة، كان ملتزم وكان رياضي يمارس لعبة كمال الأجسام ورفع الحديد، فكان يتمتع ببنيان قوي مع بلوغ سن العشرين فتح ورشة ميكانيكا سيارات في غزة، وكان من المعدودين في قطاع غزة الذين يمارسوا الميكانيكا في السيارات، والورشة كانت محطة تعارف مع الحركة حيث كان يصلح عنده الشيخ صلاح شحادة وبعض الأخوة الآخرين الذين بعد ذلك أصبحوا مجموعات، تزوج من هنا في غزة وعنده عبد الرؤوف وثلاث بنات.
وعندما خرج من فلسطين كان متزوج، حيث كان مطارد، هناك بعض وكالات الأنباء تقول أنه مبعد، هو ليس مبعد هو خرج بعد مطاردة الاحتلال له وخرج عن طريق مصر.
عندما خرج كان معه بنت وولد، في عام 89 لم يذهبوا له إلاّ تقريباً في 97 عندما سافروا له كانت هذه أول مرة يرهم فيها.
 
ـ كيف كان انضمام أبو العبد إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام ؟
بحكم أنه ميكانيكي ومن الملتزمين انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين قبل انطلاق حركة حماس، فكانت جماعة الإخوان المسلمين والمجمع الإسلامي وبعض المساجد والجمعيات الإسلامية، فكان ملتزم في المجمع الإسلامي.
خلال عمله في ورشته تعرف على الشيخ صلاح شحادة ومن هنا بدأت العلاقة التنظيمية، كانت تجمعهم علاقة جيدة جداً جداً، وبدأت التدريبات العسكرية على السلاح وما إلى ذلك، هو ومحمد نصار ومحمد شراتحة، والذي نظمهم للجهاز العسكري لحماس هو الشيخ صلاح شحادة رحمه الله.
بدأت عمليات الإعداد تقريباً في 88 بعد إنطلاق الحركة بعامين، انضموا مباشرة وكونوا مجموعات عسكرية، حيث كانت أول العمليات العسكرية بشكل رسمي وكان يطلق عليها جهاز مجد العسكري، وبدأ يباشر العمل العسكري بشكل فعلي كعمليات في بداية 89 بأوامر من الشيخ صلاح شحادة كان معتقل في السجن على خلفية تنظيم حماس كان معتقل الشيخ صلاح في غزة ومن هناك خرجت الأوامر إلى هؤلاء الثلاثة بتنفيذ العمليات العسكرية وهي عمليات خطف للجنود فنفذوا عملية خطف الجندي الأول في شهر 2 عام 89 ولم يكشف عن جثته إلاّ بعد 80 يوم من اختطافه، وفي شهر 5 من نفس العام تم اختطاف الجندي الآخر وهو إيلان سعدون كان بين الأول والثاني تقريباً ثلاث شهور، الأول كان عملية خطف لهدف القتل أي بمعنى عملية تجربية ونجحت، والجندي الثاني كان عملية قتل بهدف الأسر والإبقاء عليه على قيد الحياة، لكن عندما قاموا باختطافه منذ اللحظة الأولى فأراد أن يدافع عن نفسه وحينها اضطروا إلى قتله، والذي كشفهم أن السيارة لم تحرق كالأولى، ولكن من ضيق المال وضيق الإمكانيات قالوا نبيعها ونشتري بثمنها سيارة أخرى لنقوم باختطاف جندي آخر، ومن هنا كشفت العملية والسيارة وتم التعرف عليهم في التحقيقات.
 
ـ كيف كانت نظرته للعدو الصهيوني المحتل؟
أبو العبد كان قبل الانتفاضة الأولى سجن في الـ 86 لمدة عام على حيازة سلاح، منذ اللحظة الأولى التي انضم فيها للحركة الإسلامية وبدأ بتلقي الدروس والتوعية فهو كان من طموحاته أن يقاوم العدو فكان ينظر إليهم بعين أنهم عدو ويجب إخراجهم من الأرض، وهذا تبين منذ اللحظة الأولى قبل انطلاقة الإنتفاضة الأولى، في الـ 86 حاول حيازة أسلحة وبالفعل تمكن من حيازة قطعة سلاح، وبعدها طلب من التاجر أن يحضر له قطع أخرى لتكوين نواة عسكرية قبل انشاء الحركة، يومها اعتقل لمدة عام، ومن هنا بدأت رحلة الحقد الأخرى من أبو العبد تجاه هذا الاحتلال الغاصب، وبدأت رحلة العمل والتفكير للعمل جدياً، وبالفعل بعد عام ونصف وعامين كانت عمليات خطف الجنود.
 
ـ متى كانت عملية المطاردة ؟ وكم عام استمرت؟
هو كان مطلوب للعدو في 13-5-1989 طلب رسمياً، فلم يكن في البيت ومن هنا أصبح مطارداً هو ومحمّد نصّار، عملية المطاردة في غزة كانت ملاحقة شبه روتينية وشبه يومية للحاق بهم، كان الصهاينة على مدار الساعة يبحثوا عنهم، خاصة وأن جثة الجندي لم يكونوا قد عثروا عليها، فكان من المهمات الأولى للاحتلال اعتقال هذه الخلية حتى يدلوا على مكان الجثة ومن ثم اعتقالهم أو تصفيتهم، وبدأت المطاردة في قطاع غزة حيث استمرت من 40 إلى 50 يوم ومن ثم استطاعوا الخروج إلى الخارج، استطاع أبو العبد الخروج إلى الخارج عن طريق الحدود مع مصر.
 
ـ هل كان لأبو العبد دور في دعم المقاومة في الخارج؟
هذا ما كشفت عنه الصحف وكشفت عنه قيادات الحركة بعد استشهاده، هذا الجزء المخفي في عمل أبو العبد أنه كان المسئول عن عمليات إمداد السلاح للمقاومة، ولا نستطيع القول أنه لم يكن دوماً يبحث عن دنيا ويبحث عن الراحة ولا عن تكوين نفسه في الخارج مثل الآخرين، ولكنه عمل بجد وبكد إلى أن استشهد كان في مهمة جهادية.
 
ـ كيف كان تواصلكم معه في الخارج، ومتى كانت آخر مرة تحدثتم معه؟
التواصل في الخارج في المدة الأخيرة كان عن طريق الإنترنت، ولكن بعض من إخوانه تمكنوا من رؤيته و البعض الآخر والكثير لم يتمكن، الوالد والوالدة تمكنوا من رؤيته في عام 2004 .
ونحن كذلك كان الجانب المصري يعيدنا على المعبر، آخر مرة تكلمت معه ليلة سفره إلى دبي، يوم الاثنين ليلاً اتصل بي وهو يجهز في الحقائب ويوم الثلاثاء سافر واستشهد هناك.
 
ـ كيف تلقيتم نبأ استشهاد أبو العبد رحمه الله؟
نبأ استشهاده كان صدمة لنا، والحمد لله رب العالمين صبرنا، ولكن كانت صدمتنا اكبر لأنه كان في الغربة وهذا ما زاد الأمور صعوبة أنه كان مغترب واستشهد في الخارج، لم نستطع توديعه في اللحظات الأخيرة، وهذا كان مشكلة تواجهنا والوالد والوالدة والأخوة جميعاً حيث لم نشارك في جنازته، ولكن من اللحظة الأولى كنا صابرين واحتسبنا أمرنا لله لأننا كنا على هذا الطريق فهو اختار هذا الطريق منذ اللحظة الأولى، ولم نكن متفاجئين أن يأتي خبر استشهاده أو خبر اغتياله، لأنه كان على مدار الساعة ملاحق من قبل العدو الصهيوني، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال في السابق.
 
ـ في تصريحات عن عائلة الشهيد أنه تم اغتياله عن طريقة خنقه وصعقه بالكهرباء ، هل هناك أدلة على ذلك؟
نحن تلقينا الخبر الرسمي من قبل الحركة ومن قبل العائلة في دمشق الساعة الثانية ليلاً ، بعد أن استلموا الجثمان من دبي، استلموه حوالي الساعة العاشرة والنصف بعد الاطلاع على التقارير الطبية والتحقيقات، وتم أبلاغنا الساعة الثانية ليلاً أن أبو العبد تم اغتياله عن طريق شخصان وعن طريق صعقة كهربائية في خلفية الرأس ومن ثم تم خنقه، لكن التحاليل أثبتت أنه تم خنقه عن طريق مادة سامة، والآن جاري التحقيق.
 
ـ ما هو سبب التأخر عن إعلان أن الموساد يقف وراء عملية الاغتيال ؟
نحن كان معنا خبر منذ اللحظة الأولى أن هناك علامات تدل أنه تم اغتياله، ولكن الحركة في الخارج وهنا ونحن في العائلة تريثنا إلى أن تمت التحقيقات حتى تكون الصورة واضحة للجميع، لأنه منذ اللحظة الأولى لم نتهم بدون أدلة، كان التأخير الهدف منه التستر والتكتم على التحقيقات الجارية حتى لا نشوش على ما يجري هناك في دبي.
 
ـ رسالة إلى مجاهدي القسام في الداخل والخارج، وكيف تتوقعون الرد؟
أ هدي خبر استشهاد أبو العبد لكل مجاهدي حماس ولكل أعضاء كتائب القسام، وأقول لهم أن حركتنا لن تقف على شخص واحد، نعم المصاب جلل الخسارة كبيرة، ولكن أبو العبد كان واحد من ضمن آلاف المجاهدين ونحن على ثقة بالله عز وجل وفي مجاهدينا في القسام أنهم لن يزيدهم ذلك إلا قوة وعنفواناً وطبيعة الرد على العدو نتركها للمتخصصين في هذا الشأن.
المصدر: فايق عبد الرؤوف المبحوح - موقع القسام
  • 0
  • 0
  • 5,072

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً