تحية لأكاديمية القيد
اختار أسرى فلسطينيون محتجزون لدى سلطات الاحتلال الصهيوني، أن يطلقوا العنان لإبداعاتهم، متجاوزين حدود القضبان والسجون، قافزين على جملة تحديات، ليس أقلها أنهم صاروا في عالم النسيان، حتى من بعض أبناء جلدتهم، الذين انشغلوا في متابعة 'نجوم أكاديميات' ..
اختار أسرى فلسطينيون محتجزون لدى سلطات الاحتلال الصهيوني، أن يطلقوا العنان لإبداعاتهم، متجاوزين حدود القضبان والسجون، قافزين على جملة تحديات، ليس أقلها أنهم صاروا في عالم النسيان، حتى من بعض أبناء جلدتهم، الذين انشغلوا في متابعة 'نجوم أكاديميات' قدموا لهم كل مظاهر الترف والترفيه.
واختار الأسرى في سجن عسقلان المركزي، اسم 'أكاديمية القيد' لموقع
إلكتروني أطلقوه من وراء القضبان.
ويقول القائمون على الموقع وفقًا لما نقلته [القدس برس]: إنه أسس
ليكون جسرًا نعبر من خلاله إلى العالم ما وراء أسوار المعتقلات..
وتعبرون أنتم من خلاله إلى عالمنا الذي لا يتسع إلا للحظة إنسانية
واحدة.
وكان برنامج بثته إحدى الفضائيات العربية، خلال الفترة الماضية،
قامت فكرته على وضع مجموعة من الفتيان والفتيات من عدد من الدول
العربية في أحد البيوت، لفترة استمرت عدة أسابيع، تحت اسم 'ستار
أكاديمي' وأخضعوا خلالها لبرنامج لكي يتم تدريبهم على خوض منافسات في
الغناء والرقص الاستعراضي، الأمر الذي أثار حفيظة معتقلين فلسطينيين،
حيث تم إطلاق رسالة بعنوان 'عسقلان أكاديمي' نشرت على نطاق واسع في
بعض الصحف والمواقع الإعلامية العربية على الإنترنت.
ويشرف على إعداد الموقع الإلكتروني 'أكاديمية القيد' الأسيران
الفلسطينيان محمود الصفدي ونمر شعبان الصفدي.
وكما في تليفزيون الواقع، الذي قدم 'ستار أكاديمي' ويوميات مسابقات
الجمال اللبناني، يقدم الأسرى الفلسطينيون لزوار موقعهم 'أكاديمية
القيد' يومياتهم.
وكما تابع المشاهدون قصص حب ضمن برامج الواقع، يروي المعتقلون قصصهم العاطفية، وهذه المرة لم تنشأ قصص الحب عند أبواب دورات المياه، وفي ممرات 'الأكاديميات' ومطابخها.. إنها قصص نشأت ضمن الامتداد الطبيعي لقصص التضحية والفداء لهؤلاء المعتقلين وزوجاتهم، فهذا معتقل تنتظره خطيبته أو زوجته عن طيب نفس منذ 15 عامًا، ومن المرجح أن يمتد هذا الانتظار إلى مدة طويلة قادمة.
ويحتوي الموقع على عدد من الروابط، يعرّف بعضها بعدد من المعتقلات
الصهيونية، التي يقبع بها الأسرى مثل سجن 'عسقلان' و'شطة'
و'نفحة'.
ومن أكثر الروابط إثارة في 'أكاديمية القيد'، هو رابط تحت عنوان
'هل تعلم'، يقدم مجموعة من المعلومات ذات العلاقة المباشرة بالأسرى
وآسريهم وأماكن أسرهم.
وتشير إحدى هذه المعلومات إلى أن عدد السنوات، التي أمضاها مجموع
الأسرى القابعين حاليًا في السجون والمعتقلات الصهيونية والبالغ عددهم
7 آلاف أسير تقريبًا، يصل مجموعها ما يقارب 22824 سنة، وهو يوازي عمر
البشرية، وفق تقديرات تاريخية.
وتضيف المعلومة، أنه لو تم حساب السنوات التي أمضاها جميع الأسرى
الفلسطينيين منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948، والذي
يقدر عددهم بأكثر من نصف مليون أسير، فإن رقمًا فلكيًا ضخمًا سيظهر،
ويضع الإنسانية جمعاء أمام مسؤولية أخلاقية لم يتحملوها من قبل.
وتشير إحدى معلومات رابط 'هل تعلم'، إلى أن الأسير سعيد العتبة، هو
أقدم الأسرى والمعتقلين، إذ أمضى حتى الآن 27 عامًا في الاعتقال، أي
إنه أمضى ما يقارب 9855 يومًا، وتقريبًا 236.520 ساعة، وفي المقابل لو
تم حساب مجموع الساعات التي زاره بها ذووه على مدار 27 عامًا، فلن
يتجاوز مجموع هذه الزيارات 156 ساعة تقريبًا، أي حوالي 13 يومًا
فقط.
ومن أخطر ما التفت إليه القائمون على 'أكاديمية القيد' وهم يقدمون
المعلومات حول الأسرى الفلسطينيين، هو أن السبعة آلاف أسير فلسطيني،
القابعين حاليًا في المعتقلات الصهيونية، محرومون من الإنجاب 'أي أن
أجيالاً من الأطفال لن تولد..
يذكر أن موقع 'أكاديمية القيد' يتم تحديثه بطريقة لم يحددها
القائمون عليه في سجن عسقلان، إلا أنها تتم بالتعاون مع جهات خارج
السجن، بالاستعانة بجهاز اتصال خلوي.
- التصنيف:
الشافعى احمد
منذ