ليلة فى الحرم
منذ 2004-01-28
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد,
فإن من رحمة الله بعبادة إمهاله إياهم وعدم التعجيل لهم بما كسبوا. فيقول المولى عز وجل
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [النحل:61]
{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاٍ } [الكهف: 58]
فسبحانه يحلم على عباده مع كثرة معاصيهم، ويصبر على تقلب قلوبهم بين حال وحال, حال ترتفع فيه درجة المحبين المُخلَصين, وحال تهبط فيه إلى درجة المتكبرين, نعوذ بالله من خُلُقِ إبليس اللعين.
وهو مع إمهاله إياهم يتودد إليهم بنعمه, ويتقرب إليهم وهو الغني عنهم, فمن تقرب إليه بشبر تقرب الله إليه ذراعاً, ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب الله إليه باعاً, ومن أتاه يمشي أتاه الله هرولةً.
بل وفوق ذلك يريهم من العبر والآيات ما ينبه غافلهم ويزجر عاصيهم ويثبت صالحهم. فمن هذا أنه حدث -لمن أثق في صدقه- أنه كان معتكفاً في بيت الله الحرام في شهر رمضان. وذات ليلة بعدما صلى صلاة التروايح، وقبل أن ينام يقول أنه أحس في قلبه بشيء من الكبر والعجب, بعمله وعلمه وفهمه. أحس كأنه -بصلاته وصيامه- قد أدى إلى الله خدمه, أو أنه -بهدايته لأحد من الناس- قد زاد في ملك الله. أو أنه -بما منّ الله به عليه من الفهم- قد أحاط بكل علم. المهم, نام صاحبنا وقلبه على هذا الحال, هو لم يصل بعد إلى هذه الدرجة لكنه كان قد وقف على أول هذا الطريق...
يقول أنه قد أكثر من شرب ماء زمزم قبل أن ينام. وبعدما أستغرق في النوم إذا به يستيقظ من نومه على ماذا؟ على بولته( يقصد أنه يريد أن يتبوّل) يقول:"لكن بشدة, بل بفظاعة" يقول:"قمت مسرعاً إلى دورات المياه وأنا أكاد لا أقدر على المشي مما أصابني, فلا أستطيع أن أسير إلا وأنا أحني قامتي قليلاً إلى الأمام, هذا وإلا..!!" هذا الذي كان يتكبر عندما كان يحني قامته لله الواحد القهار, جعله الله يحني قامته لبولته.. ومن المعروف أن دورات المياه في الحرم تقع خارج المسجد الحرام. يقول"وكانت المسافة بين مكان نومي فى الحرم وبين دورات المياه تستغرق عشرة دقائق تقريباً, مرّوا عليّ كأنهم دهر، فأنا أسير بصعوبة ومع ذلك أريد أن أسرع, والعرق يتصبب من جبيني ومن كل جسدي بغزارة.. إلى أن وصلت -بحمد الله- من غير أن يقع المحظور.. لكني فوجئت أن دورات المياه كلها مشغولة, بل ويقف أمام كل واحدة منها إثنان على الأقل ينتظرون دورهم. في الحقيقة أنا لم أفاجأ, فهذا هو الحال دائماً طوال شهر رمضان لكني فى حالتي هذه كنت أرجو أن يكون الوضع أفضل من ذلك. فأحترت ماذا أفعل فقد بلغ بي الأمر أشده ولن أستطيع التماسك أكثر من ذلك!! "سبحان الله: ما أضعفك أيها الأنسان إن وكلك الله إلى نفسك.. يقول: "فوقفت أتفحص فى المنتظرين, فتلمست المروءة في إثنين ينتظرون دروهم أمام أحدى دورات المياه. فرجوتهم أن يتكرموا بالسماح لي بالدخول قبلهم -وأنا أعلم أن هذا من رابع المستحيلات فى دورات مياه الحرم-. وأستجديت عطفهم بمنظري هذا والعرق يتصبب مني وأنا أقف بالكاد, فوافقا جزاهم الله عني خيراً..!!" وبعد أن قضى صاحبنا حاجته يقول :" تفكرت في حالي قبل أن أنام وبعدما أستيقظت وقلت سبحان الله، أهذا الذي كان قد وصل به الكبر والغرور مبلغة لا يستطيع أن يمسك بولته دقائق, بل ويقف يتوسل إلى الناس ليسمحوا له أن يقضي حاجته...!!"
فسبحان الخالق القائل { قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ. مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ . مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } [عبس:17-19]
سبحان العليم الخبير, كم منا يصيب قلبه مثل ما أصاب قلب هذا, أقل أو أكثر. كم منا يتمادى في معاصيه الظاهرة والباطنة, العضوية والقلبية, وهو لا يرجو لله وقاراً، فماذا ننتظر حتى نفيق من غفلتنا ونتوب عن معاصينا... ليس إلا الموت..
يقول المولى عز وجل { وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31]
فإن من رحمة الله بعبادة إمهاله إياهم وعدم التعجيل لهم بما كسبوا. فيقول المولى عز وجل
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [النحل:61]
{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاٍ } [الكهف: 58]
فسبحانه يحلم على عباده مع كثرة معاصيهم، ويصبر على تقلب قلوبهم بين حال وحال, حال ترتفع فيه درجة المحبين المُخلَصين, وحال تهبط فيه إلى درجة المتكبرين, نعوذ بالله من خُلُقِ إبليس اللعين.
وهو مع إمهاله إياهم يتودد إليهم بنعمه, ويتقرب إليهم وهو الغني عنهم, فمن تقرب إليه بشبر تقرب الله إليه ذراعاً, ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب الله إليه باعاً, ومن أتاه يمشي أتاه الله هرولةً.
بل وفوق ذلك يريهم من العبر والآيات ما ينبه غافلهم ويزجر عاصيهم ويثبت صالحهم. فمن هذا أنه حدث -لمن أثق في صدقه- أنه كان معتكفاً في بيت الله الحرام في شهر رمضان. وذات ليلة بعدما صلى صلاة التروايح، وقبل أن ينام يقول أنه أحس في قلبه بشيء من الكبر والعجب, بعمله وعلمه وفهمه. أحس كأنه -بصلاته وصيامه- قد أدى إلى الله خدمه, أو أنه -بهدايته لأحد من الناس- قد زاد في ملك الله. أو أنه -بما منّ الله به عليه من الفهم- قد أحاط بكل علم. المهم, نام صاحبنا وقلبه على هذا الحال, هو لم يصل بعد إلى هذه الدرجة لكنه كان قد وقف على أول هذا الطريق...
يقول أنه قد أكثر من شرب ماء زمزم قبل أن ينام. وبعدما أستغرق في النوم إذا به يستيقظ من نومه على ماذا؟ على بولته( يقصد أنه يريد أن يتبوّل) يقول:"لكن بشدة, بل بفظاعة" يقول:"قمت مسرعاً إلى دورات المياه وأنا أكاد لا أقدر على المشي مما أصابني, فلا أستطيع أن أسير إلا وأنا أحني قامتي قليلاً إلى الأمام, هذا وإلا..!!" هذا الذي كان يتكبر عندما كان يحني قامته لله الواحد القهار, جعله الله يحني قامته لبولته.. ومن المعروف أن دورات المياه في الحرم تقع خارج المسجد الحرام. يقول"وكانت المسافة بين مكان نومي فى الحرم وبين دورات المياه تستغرق عشرة دقائق تقريباً, مرّوا عليّ كأنهم دهر، فأنا أسير بصعوبة ومع ذلك أريد أن أسرع, والعرق يتصبب من جبيني ومن كل جسدي بغزارة.. إلى أن وصلت -بحمد الله- من غير أن يقع المحظور.. لكني فوجئت أن دورات المياه كلها مشغولة, بل ويقف أمام كل واحدة منها إثنان على الأقل ينتظرون دورهم. في الحقيقة أنا لم أفاجأ, فهذا هو الحال دائماً طوال شهر رمضان لكني فى حالتي هذه كنت أرجو أن يكون الوضع أفضل من ذلك. فأحترت ماذا أفعل فقد بلغ بي الأمر أشده ولن أستطيع التماسك أكثر من ذلك!! "سبحان الله: ما أضعفك أيها الأنسان إن وكلك الله إلى نفسك.. يقول: "فوقفت أتفحص فى المنتظرين, فتلمست المروءة في إثنين ينتظرون دروهم أمام أحدى دورات المياه. فرجوتهم أن يتكرموا بالسماح لي بالدخول قبلهم -وأنا أعلم أن هذا من رابع المستحيلات فى دورات مياه الحرم-. وأستجديت عطفهم بمنظري هذا والعرق يتصبب مني وأنا أقف بالكاد, فوافقا جزاهم الله عني خيراً..!!" وبعد أن قضى صاحبنا حاجته يقول :" تفكرت في حالي قبل أن أنام وبعدما أستيقظت وقلت سبحان الله، أهذا الذي كان قد وصل به الكبر والغرور مبلغة لا يستطيع أن يمسك بولته دقائق, بل ويقف يتوسل إلى الناس ليسمحوا له أن يقضي حاجته...!!"
فسبحان الخالق القائل { قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ. مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ . مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } [عبس:17-19]
سبحان العليم الخبير, كم منا يصيب قلبه مثل ما أصاب قلب هذا, أقل أو أكثر. كم منا يتمادى في معاصيه الظاهرة والباطنة, العضوية والقلبية, وهو لا يرجو لله وقاراً، فماذا ننتظر حتى نفيق من غفلتنا ونتوب عن معاصينا... ليس إلا الموت..
يقول المولى عز وجل { وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31]
- التصنيف:
abokarim30
منذ