شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (25) المصعد أم الدرج
وقبل أن نتمكن من ضغط الزرّ في سلام، هبط بنا المصعد طابقين بالتمام ..!! وانفتح أمامنا الباب، وإذا أمامه شاب: وبما أنه لا يتحدث العربية، لم نستطع فهم حديثه بالكلية، فدخل المصعد معنا يريد الهبوط، وأغلق علينا الباب في سكوت!
تقول صاحبتنا:
خرجت صباح يوم لطيف؛ أبغي ورفيقتي زيارة الحرم النبوي الشريف، ووقفنا أمام الباب في حرج: أنستقل المصعد أوننزل على الدرج؟
- فقالت رفيقتي: إنما هو طابق واحد؛ فعلام نستخدم المصعد!
- فخالفتُها: ولمَ به لا نهبط!
فوافقتني -أكرمها الإله- وعلى بركة الله ركبناه، وعندما أغلقنا علينا بابه، وقبل الضغط على زرّه: إذا به يصعد بنا عدة طوابق أعلى البنيان، وفجأة توقف وفُتح بابه أمام جمهرة من الأنام، بعض الأعاجم من الرجال، كذا بدا لنا الحال. فاعتذروا بلا جواب، وسارعوا فأغلقوا علينا الباب.
وقبل أن نتمكن من ضغط الزرّ في سلام، هبط بنا المصعد طابقين بالتمام! وانفتح أمامنا الباب، وإذا أمامه شاب: وبما أنه لا يتحدث العربية، لم نستطع فهم حديثه بالكلية، فدخل المصعد معنا يريد الهبوط، وأغلق علينا الباب في سكوت.
وقبل أن يتمكن من ضغط زرّ الهبوط على عجل، إذا به يعلو بنا جميعا لنتقابل أعلى البناية مع القوم الأُوَل. نظر القوم إلينا وإلى الشاب بمنتهى التعجب والاستغراب، ثم كأنهم أدركوا ما حدث، وتجلى للجميع الأمرالذي التبس؛ فأغرقوا في ضحك أزال عن وجوههم العبس. فما كان منهم إلا أن جذبوا إليهم الشاب، وتكرموا فأغلقوا علينا -وحدنا- الباب.
وقبل أن نضغط على زرّ المصعد، إذا به يأخذنا ويهبط، وأمام الطابق الذي ركبنا من عنده يثبت. وفتح الباب وإذا باثنتين من الأهل والأصحاب، تنظران إلينا في دهشة واستغراب، كانتا تريدان استقلال المصعد لأعلى البناية، فقد كان لهما على سطحها غاية. وهنا سارعتُ بالخروج ورفيقتي، فما حدث -حتى الآن- كان حقاً فوق طاقتي. وأقسمتُ حال خروجي أن أنزل ذلك الطابق على الدرج، وأنا أتعذّر من رفيقتي على ما سببته مشروتي من الإزعاج والحرج. واستقلت رفيقتانا المصعد بلا دراية؛ أملاً في الوصول إلى أعلى البناية. وباشرت ورفيقتي النزول على الدرك، ونحن لا نكاد نكف عن الابتسام والضحك. نتصور بعين الخيال: ترى ماذا سيكون الحال مع أختينا وهؤلاء الرجال؛ وبخاصة أننا جميعا متشابهات ملتحفات بالسواد. فلكم أن تطلقوا لخيالكم العنان، هذا ما حدث معنا وكان في رمضان.
ويتبع بإذن الله.
- التصنيف:
- المصدر: