ماجدة فضة.. نموذج مميز لمجاهدة مميزة‎

منذ 2010-04-25

ماجدة شعلة مضيئة وشعلة متقدة انتصاراً للحق الفلسطيني، فظلام الاحتلال الدامس وليله الأسود الكالح الطويل لابد له من شموع تشع ضوءها ويسطع نورها لتبديد الظلمة ولإنارة الدنيا بأثرها حتى يزول الاحتلال وظلامه.



لقد أثبتت الأيام بأحداثها أن الحركة الإسلامية العالمية هي سند شعوبها وهي الأجدر والأحرص والأوثق والأكثر أمانة وإخلاصاً لحمل هموم شعوبها والتعبير عن آمالهم وطموحاتهم الأمر الذي جعل كل قوى الاستكبار والتآمر الدولي في حالة من الاستنفار العام، توظف كل طاقاتها وإمكاناتها للتصدي للحركة الإسلامية من خلال دعم قوى الاستبداد والديكتاتورية تأخذ على عاقتها التصدي والمواجهة ومحاربة الحركة الإسلامية من خلال حرب شعواء تأخذ أشكالاً وصوراً كثيرة ومتعددة وجميعها تتنافى مع حقوق الإنسان وتسلبه حريته وكرامته وحيث تغض الطرف كل الدول والمؤسسات التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان عندما تكون الضحية الحركة الإسلامية بمجاهديها ومؤسساتها ومجالات عملها.

والحركة الإسلامية في فلسطين لم تكن في يوم من الأيام مستثنية من دائرة الاستهداف والمحاربة بل على العكس فإن كل قوى التآمر الدولي تحيك المكائد والمؤامرات بالتعاون مع القوى والدول الإقليمية وحتى بتواطؤ وتعاون تام من قوى محلية فلسطينية المنشأ مع كل الأسف، ورغم كل ذلك لم يمنع الحركة الإسلامية في فلسطين من قبول التحدي بل والإصرار على الاضطلاع بمهامها ومسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة فأصبحت الحركة الإسلامية وبامتياز سند الشعب الفلسطيني الحقيقي والأمين التي تشد من عضده وتعينه على نوائب الحياة، فهي شريكة الشعب وهي ضمير الشعب، أثبتت مصداقيتها واستعدادها لتقديم الضريبة المطلوبة للدفاع عن هذا الشعب وحقوقه، وعليه فهي تقاسمه بؤسه وفرحه وأحزانه، وهي التي تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، وهي التي تقدم النموذج الأمثل للتقرب إلى الله عز وجل، ولم تتوان الحركة الإسلامية عن تقديم شبابها ومجاهديها إلى الشعب الفلسطيني نماذج قدوات للتضحية والعطاء والالتزام، هؤلاء الشباب المجاهدون هم ثمار التربية المخلصة، الناضجة والنقية من كل عيب، وما شموع الشعب الفلسطيني من المجاهدين والمجاهدات إلاَّ حصاد غراس الحركة كما شاء الله لها إخلاصاً وتضحية وعطاءً، وهم في نقائهم وجمالهم التربوي واستعدادهم لتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل الله واسترداد الحقوق ما يعبر عن أن الزرّاع في الحركة قد استجادوا البذور وأبدعوا في اختيارها وأخذوا على عاتقهم استكمال وسائل العناية والتعهد بالتعريف والتكوين من خلال الدفع بهم في محاضن التربية الإسلامية، فكانت الصور التربوية الرائعة من خلال التربية القرآنية الرائعة التي صقلت المجاهدين والمجاهدات، لتكون الخطوة التالية بالدفع بهؤلاء الشباب والشموع إلى ميادين العمل والعطاء، فكان لعطائهم وممارساتهم والنور الذي ينشرون لتبديد الظلمة التي تلف الشعب الفلسطيني تجدير لثقة الناس بهم، إننا ونحن نعيش الواقع الفلسطيني بكل مكوناته نجد الفرق الشاسع حيث أن المجاهدين والمجاهدات هم حقاً أصحاب الطباع المكتملة والمنهج الوسطي، هم القدوات المنظور إليهم والمشار إليهم بالبنان فيقبل الناس عليهم يسمعون منهم ويأخذون عنهم، المجاهدون والمجاهدات وخاصة أولئك الذين اقتطع السجن زهرات أعمارهم قد سطروا حكايات وقصصاً في البطولة والفداء، كما أن رواد التغيير والإصلاح من نواب ووزراء وأمثالهم الذين غيبهم الاحتلال قسراً خلف القضبان وصل أكثر من خمسة وخمسين نائباً ووزيراً بعضهم اختطف أكثر من مرة وهو على رأس عمله وخدمته شعبه وأمثالهم من أصحاب القلوب الكبيرة هم موازين القضية، ومنارات الشعب الفلسطيني الهادية، هؤلاء هم الأسرى الشموع التي لا تنطفئ، فما أروع الحركة الإسلامية وهي توجه جهودها وتأخذ بأسباب القوة والمنعة لتقويم وتصويب الأوضاع التي اعوجت على مدار سنوات مفاوضات وهم السلام، فحركة عظيمة غنية بقيمها وعطائها كالحركة الإسلامية في فلسطين لا يمكن لها أن تتراجع أو تتقاعس عن القيام بواجباتها تجاه الشعب وقضيته العادلة وخاصة أن هذا الشعب العظيم قد فوض هذه الحركة في التشريعي والحكومة والعديد من المؤسسات والتي منها البلديات والمجالس المحلية، وما بلدية نابلس إلاَّ موقع من المواقع المنظور إليها في العطاء والخدمة حيث أن الشمعة التي بصدد تسليط الضوء على بعض جوانب ومحطات عطائها هي عضو في مجلس بلدية نابلس المنتخب الذي حظيَ بثقة أهالي المدينة لدرجة كاسحة أذهلت كل المراقبين والكتل والشخصيات التي شاركت في الانتخابات ولا شك أن لذلك دلالات وخاصة أنها نابلس، المدينة التي وعلى الدوام تقوم بدورها الوطني في مقاومة الاحتلال وتؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لذلك فالجميع ينظر لها على أنها باروميتر الوطنية وتعكس توجهات الشعب الفلسطيني السياسية.



إن الحديث عن الحركة الإسلامية في فلسطين هو الحديث عن الأصالة حيث الوضوح في الموقف والتمسك بالثوابت والمبادئ بكل ما فيه من الوضوح الأمر الذي دفع الشعب الفلسطيني بهذه الحركة لبلوغ القمة, وإنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تكون معركة الفرقان وبالرغم من حجم التضحيات الكبير إلاَّ أن صمود الشعب الفلسطيني بقيادة الحركة الإسلامية وما سطره المجاهدون والمرابطون من مواقف وقدموه من عطاءات وتضحيات وجسدوه بصمود أسطوري قد حطَّم أهداف الاحتلال الإسرائيلي وأفشل مخططاته فكانت منازل النصرة والعزة، وكان استشهاد القادة والوزراء فالدكتور نزار ريان والوزير سعيد صيام يذكرنا بالقادة العظام الذين التحموا مع مجاهديهم في ميدان المعركة للدفاع عن شعوبهم، لقد كانت الفرقان بالرغم من الحمم والدمار، فالحديث عن الفرقان ورجالات الفرقان من المجاهدين والمرابطين ليس حديثاً عن معجزة طارئة أو سنة خارقة أو حادثة عابرة إنما هو حديث عن ملحمة جهادية كانت فيها التضحيات كبيرة وجسيمة خلدها رجال حملوا القرآن، وجعلوا من أنفسهم شموعاً تحترق من أجل أمن وسلامة شعبهم والدفاع عن هذا الشعب وكرامته، وما كان ذلك ليكون لولا تلك التربية الني جسدتها القيادة، وقيادة حماس نموذج من القيادة الحقة، ولا شك أن القيادة الحقة تكتسب عظمة همها وسموِّ أهدافها ونبل مقاصدها وأساليب عملها وعظيم الهم لا يحمله إلا ذو همة عظيمة ولله در الشاعر الذي قال:


على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم
فتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين الصغير العظائم
 


اليوم أقدم في هذه الحلقة من حلقات شموع لا تنطفئ مجاهدة مميزة، مجاهدة من أهل العزم، وهي كريمة من كرام الدعوة الإسلامية، صاحبة همة عظيمة، شمعة لا زالت خلف القضبان في الاعتقال الإداري تحترق لتبدد ظلمة الاحتلال وتفضح ممارساته اللاأخلاقية واللاإنسانية التي تتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية، والتعاليم السماوية فكانت جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني سادية منقطعة النظير، ولكن الشعب الفلسطيني لا يمكن له أن يقبل بالدنية ويستسلم للاحتلال، فانتفض في وجه الاحتلال لاسترداد حقوقه المسلوبة وللحركة الإسلامية ومجاهديها دور مميز وصادق في قيادة هذا الشعب ومقاومته الاحتلال وبشتى الأشكال والصور.



أقدم اليوم الدكتورة ماجدة أكرم نمر فضة، الاسم الأروع الذي يحمل دلالات تعكس شخصية المسمى، هذه المجاهدة ابنة عاصمة جبل النار الكريمة بنت الكرام التي تجذر في حناياها حب الوطن وعشق فلسطين والأقصى، إن حب الوطن وبلا شك مسألة فطرية لا يتجاوزها إلاَّ الحمقى، وللناس فيما يعشقون مذاهب وأصول، وما أروع ذلك الموقف المفعم بعاطفة حب الوطن ومراتع الصبا، "والله أني أعلم أنكِ أحب البلاد إلى الله، وأنكِ أحب البلاد إليَّ، ولولا أن أهلكِ أخرجوني منكِ ما خرجت"، قالها الحبيب المصطفى وهو يغادر مكة قسراً لا طوعاً، فمذهبه صلى الله عليه وسلم فيما يعشق، حبٌ تبع لحب الله، أن حب فلسطين الذي يتغلغل في نفس وحنايا ماجدة، وحب شعبها قد دفعها لبذل كل ما في الوسع من الطاقات والجهد والمال والنفس في سبيل الوطن وخدمة الشعب، لقد جاءت ماجدة ثمرة خطة التربية وإعداد الرواد وصناعتهم وفق المنهج الإسلامي عبر منظومة قيمية تعبدية منهجية لا مكان فيها للخطأ لأن معين التربية فيها هو القرآن الكريم، فالدعوة الإسلامية التي قدمت نماذج وطاقات بشرية فذة لاحتمال تكاليف المهمات الصعبة وطريق ذات الشوكة.
 


لقد جاءت الدكتورة ماجدة فضة نتيجة لمنهج التربية الذي تعتمده الحركة الإسلامية، حيث التنشئة وصقل النفسيات يأتي في إطار قانون إلهي دقيق المعالم واضح السمات، تولى مهمة التربية والتنشئة رجال أشرفوا وتابعوا وهذبوا وصقلوا وفق معايير ثابتة لا تخرج عن إطار القرآن الكريم فكانت الثمار وكانت النتائج حصاد الزرع لتلك البذور التي تحدثت عنها آنفاً، ولاشك أن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يكون للمربين أصحاب الجهد المبارك حيث بذلوه بإخلاص وجد، هؤلاء الذين سهروا حيث رقد الناس، وتعبوا حيث ارتاح الناس، وتنبهوا حيث غفل الناس، وعملوا ليلاً ونهاراً، يحدوهم الأمل فاستصلحوا وأصلحوا وتمَّ لهم ما أرادوا إذا أراد الله، وإذا بهم في ظلال غراسهم يهجعون وهم مطمئنون حيث السواعد المتوضئة والقوة المؤمنة التي يركن لها هؤلاء المربون وأبناء الشعب الفلسطيني، ولله در الحركة الإسلامية وهي تشكل الحاضنة والمظلة، فسنوات الجهد والانتظار والصبر والاحتساب قد أثمرت جيلاً رائعاً يسر الناظرين، وما الأخت الفاضلة والمجاهدة الكبيرة الدكتورة ماجدة فضة إلاَّ مجاهدة من منظومة هذا الجيل الرائع والتي وبلا شك قد أثلجت صدور إخوانها وهي تقوم بدورها وخدماتها من خلال المؤسسات التي عملت فيها واضطلعت بمهام ومسؤوليات تلك المؤسسات وهي التي أيضاً لم تتوان عن القيام بدورها وهي خلف القضبان تربض مع المجاهدات والأسيرات وكل الماجدات من أبناء الشعب الفلسطيني وسأتحدث عن بعض ما تقوم به الدكتورة ماجدة من أدوار في خدمة الأسيرات والمجاهدات والحركة الأسيرة لاحقاً بإذن الله.

ففي العام 1960 رأت الدكتور ماجدة النور وعاشت طفولتها في الجبل الشمالي أحد الجبال التي تقع عليها مدينة نابلس ولعل شموخ الجبل الشمالي قد أسهم وغرس في اللاوعي للطفلة ماجدة أن لا تقبل إلا العيش في القمم السامقة وها هي مسيرة حياتها تؤكد على ذلك،
ومن لا يحب صعود الجبال ***يعش أبد الدهر بين الحفر

ماجدة ابنة الأستاذ والمربي الفاضل أكرم نمر فضة ومدير التربية والتعليم في مدينة نابلس حيث اضطلع بهذه الأمانة في سنوات السبعينات، هذا المربي قد أعطى هامشاً كبيراً لابنته البكر بأن تفكر وتشاور ومن ثمَّ تقرر، فكان لهذه التربية أثرها في أن تختار ماجدة نمطاً من الحياة يعكس انتماءها للدين والوطن معاً.

ماجدة الابنة البكر من بين ست بنات عاهدت الأم الزوج أن تتولى مهمة التربية والرعاية لهؤلاء البنات تربية إسلامية وقد كان ذلك، هذه الأم التي نثرت من بطنها إناثاً ستة وبنفس راضية ومرضية تقبلت عطاء الله سبحانه وتعالى، ولم ترزق بأي مولود ذكر، وعاشت البنات تحت أعين الوالدة وتوجيه من الوالد.
 


كانت ماجدة كثيرة المرح وكانت الوالدة تدلعها وتدللها بالاسم " مجود"، لقد رباها والداها لتكون شخصيتها قوية ومستقلة، وماجدة لها من اسمها نصيب حيث كرم الفعال وكثرة العطاء، وحيث النبل والشرف، ووفرة الخير، وماجدة هي الشريفة الخيِّرة، كما ولاسم الوالد نصيب, أكرَمَ الرجلَ: إذا كانت ذريته كراماً وهي كذلك بإذن الله، وهو الذي يعكس العظمة والنزاهة، وأيضاً من يتنزه عن الشائنات فهو أكرم، أما اسم الجد فهو نمر حيث الشجاعة والإقدام وسرعة الحركة، أما اسم العائلة فضة، فالناس معادن والمعادن النفيسة من ذهب وفضة وغيرها من المعادن الأخرى، نعم لقد عكست اسم العائلة قيمة ماجدة حيث النفاسة والقيمة العالية وهكذا حظيت ماجدة باسم رباعي يعكس الفضائل والقيم.



لقد درست ماجدة في مدرسة جميلة بوحيرد الإعدادية، هذا الاسم المرتبط بالمقاومة الجزائرية وبثورة الشعب الجزائري، هذه الثورة الوطنية المجيدة التي قادت الجزائر إلى الاستقلال، الجزائر أكبر بلدان المغرب العربي مساحة والثانية في أفريقيا بعد السودان، التي خضعت للاحتلال الفرنسي عام 1827 حيث سقطت الجزائر في 5-7-1830 وفي 3-7-1962 انسحب الجيش الفرنسي من الجزائر بعد احتلال دام لأكثر من 130 عاماً، فاسم جميلة بوحيرد قد أشعل في نفس الطالبة الابتدائية ماجدة أسئلة كثيرة حول الاحتلال وأهدافه وواجبات بل وفرض مقاومته، وهذه الجزائر بلد المليون شهيد قد نالت استقلالها بعد 130 عاماً من المقاومة التي أخذت أشكالاً وصوراً عدة انتقلت ماجدة إلى مدرسة الكرمل لاستكمال الإعدادية وفي ذاكرتها مقاومة الجزائر، وحول الكرمل كان لماجدة قصة أخرى، فالكرمل ذلك الجبل السامق الذي يشرف على مدينة حيفا وخليج حيفا والساحل الفلسطيني والقرى الفلسطينية وغالبيتها قد هُجِّرَ أهلها وسكانها تحت حراب المحتل ومجازره الفظيعة، فأضاف ذلك إلى ثقافة ووعي ماجدة أبعاداً أخرى لكراهية الاحتلال الذي كلف الجزائر مليون شهيد، وفي المدرسة العائشية الثانوية أنهت ماجدة المرحلة الثانوية وحصلت على التوجيهي عام 1979، وقد كانت تنوي دراسة الصيدلة، ومن خلال ترتيبات مدير التربية والتعليم السابق الأستاذ الوالد أكرم فضة استطاعت ماجدة الحصول على منحة وبعثة دراسية إلى روسيا، حيث الغربة والبعد عن الوطن وعلى مدار حوالي سبعة أعوام من الغربة والجد والمثابرة حصلت ماجدة على درجتي البكالوريوس والماجستير في الصيدلة من كلية الصيدلة في موسكو، وعادت إلى أرض الوطن وقد توجت المرحلة التعليمية من حياتها بشهادة الماجستير، عادت صيدلانية وطبيبة ومجاهدة وهي التي كانت مثالاً رائعاً في الاجتهاد والالتزام حيث كانت قدوة بالالتزام الأخلاقي والديني، عادت إلى فلسطين وهي التي تحمل للوطن حباً وعشقاً ولا زالت قصص البطولة والمقاومة والفداء في ذهنها تعيش قصصاً وحكايات من الجزائر وحتى فلسطين، عادت لتخدم شعبها ولتنخرط في نشاطها الاجتماعي الذي كانت بداياته مع انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987وهي التي عملت ما بين عامي 1985-1987 في إحدى صيدليات نابلس، لقد كانت تشعر بالفقراء والأسر المحتاجة والمعوزة، فلم يكن غريباً عليها أن تحتفظ بالأدوية المجانية تقدمها للمحتاجين والفقراء، وهي التي أيضاً تصرف وتنفق جزءاً من دخلها على الفقراء، فكانت ومنذ البدايات تعيش مع الناس مآسيهم ومعاناتهم، هذه الفتاة صاحبة الابتسامة العذبة والقلب النقي والروح الصافية والشفافة والنفس الجميلة الرائعة حيث التواضع، لم تكن تعلم أن الاحتلال سوف يعاقبها يوماً ما على أعمالها وأفعالها الخيرية التي تصاعدت وتعاظمت مع دخول انتفاضة الأقصى مرحلة حاسمة عندما أعاد جيش الاحتلال سيطرته الكاملة على المدن التي انسحب منها، وقد برز عطاء وتضحيات ماجدة يومها خلال الاجتياحات وهي التي عاشت تفاصيل اجتياح وخنق المدينة القديمة في نابلس حيث كانت تشرف على العمل الطبي التطوعي من خلال الجمعية العلمية وقد أبدعت يومها ماجدة وتميزت الدكتورة المجاهدة وهي التي حملت الهم وعاشت الألم.

ماجدة هي البسمة بحد ذاتها، دائماً في البيت دائمة الحيوية والنشاط، ست أخوات في كنف والديها، طموحة لأبعد الحدود، أحبت الوطن ووالديها فوهبت حياتها لهما، لقد اتخذت قراراً بعدم الزواج وبعيداً عن هذا القرار وخلفياته ومبرراته فهو وبلا شك قرار عاطفي له علاقة بحبها لوالديها حيث آثرت ماجدة أن تكون بجانب والديها تخدمهما وتؤنسهما، وهكذا تزوجت أخوات ماجدة الخمس وبقيت هذه المجاهدة المضحية لتؤنس وحشة ووحدة والديها وقد اتبعت عاطفتها وبالرغم من كل الضغوط عليها من الوالدين والأخوات والمحيط ومحبي ماجدة وإخوانها إلاَّ أن قرارها كان حازماً مانعاً وعلى ما يبدو لا رجعة عنه، وها هي تبلغ من العمر ثمان وأربعين سنة تعيش مع والديها تضفي على البيت كما هو حالها البهجة والسرور، وما يعكر ذلك إلاَّ محاولات الاحتلال التنغيص عليها وعلى والديها فيحرمها من الحرية ويزج بها خلف القضبان فتترك الوالدة خلفها رغماً عنها حيث تبكي الوالدة بكاءً مراً في غياب ماجدة وهي تعيش حياة القهر والأسر والظلم في السجن، هذه الأم الصابرة والمحتسبة، أما ماجدة هذه الإنسانة التي هي فرحة البيت وشمعته التي لا تنطفئ نموذج مميز لإنسانة مجاهدة، ماجدة التي تعتبر حكاية أخرى من سلسلة حكايات التمرد على الاحتلال التي صاغتها المجاهدات والأسيرات الماجدات من أبناء الشعب الفلسطيني ونسجت حكاياتها شخصيات فلسطينية من المجاهدين والمجاهدات وشرفاء فلسطين، ماجدة وقد غيَّبها الاحتلال خلف القضبان في المرة الأولى عام 2004 كانت تبلغ من العمر 42عاماً، كانت حديثة التجربة بالاعتقال وفي إحدى الليالي وبينما كانت وحيدة في الزنزانة تحت التحقيق تذكرت الوالدة وتذكرت تلك المشاهد والصور البشعة ومرَّ شريط ذكرياتها في البلدة القديمة وهي تساعد الأهالي وتسعف وتنقل الجرحى وتخليهم، لقد رأت جثث وأشلاء الشهداء وسمعت أصوات الأطفال المفجوعين وشاهدتهم مذعورين، يصرخون تحت دوي القنابل وأزيز الرصاص حيث المحتل لا يرحم بل ويمنع ماجدة وطواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى، وجثث الشهداء ويمنع وصول المساعدات إلى المحاصرين تحت منع التجوال، ويحول دون وصول الإغاثة، في تلك الليلة استذكرت ماجدة كل تلك الصور، فبكت الوالدة في عزلتها وبكت لكثرة ما رأت من مآسٍ ولماذا لا تبك ، وهل البكاء عيب أو مؤشر ضعف؟! طبعاً لا و ألف لا، بكاء ماجدة كان تعبيراً عن مشاعر حب لهذا الشعب وعن عواطف جياشة لهذا الشعب العظيم، الشعب المكلوم والوطن المجروح.



لم تكن الدكتورة ماجدة كأي فلسطينية، فقد اختارت بمحض إرادتها طريقها في الحياة، وبمحض إرادتها اختارت لونها السياسي، ومشربها الفكري، وانتماءها التنظيمي فعاشت مع المجاهدات من بنات حماس خلف القضبان وكانت بجانبها القسامية أحلام التميمي" أم العز"، هذه الأسيرة التي سجلت حكايتها من سلسلة التمرد على الاحتلال وظلمه، ماجدة بروعتها ونفسيتها وتواضعها وتربيتها أحبت الناس وغمرتهم بعطفها وخدمت الجميع دون تمييز بين صغير وكبير، ذكر أو أنثى، ابن المدينة أو ابن المخيم، أو ابن القرية، ابن الحماس أو ابن الفتح أو ابن أي تنظيم آخر، تخدم الجميع حيثما كانت، فقلبها الشفوق وأعمالها الجليلة وآثارها الطيبة دليل محبتها للجميع وهي التي تترك الفرح وترسم البسمة على وجوه الجميع، ماجدة صاحبة قلب محب للحياة، ومعين لا ينضب بالعطاء، هذه المجاهدة قد تسلحت بأقوى وأعظم ثلاثة أسلحة، فقد تسلحت بالإيمان، وتسلحت بالثقافة وتسلحت بالأخلاق، وهي محبة للعلم، حيث لها خلوات وساعات في الثلث الأخير من الليل وتشهد لها صلاة الليل، ويشهد لها قرآن الفجر، فتاة لها موعد شبه يومي مع الله عز وجل مع ساعات الفجر الأولى حيث ترتبط روحها بالسماء، وتفتح خطاً مباشراً مع رب العزة عز وجل بركعات ودعوات وتلاوة للقرآن، والشيء بالشيء يذكر فإن ماجدة تعكف هذه الأيام على حفظ كتاب الله عز وجل عن ظهر قلب، ولم يتوفر لي الدقيق من البيانات حول حجم حفظها ولكن يظن أنها قد حفظت أكثر من نصف القرآن حيث ركزت على الحفظ خلال سجنتها الأخيرة، لقد دفعها حبها لخدمة شعبها لأن تكون عضواً في العديد من المؤسسات الفلسطينية، فهي منسقة وعضو مؤسس في الرابطة الإسلامية الفلسطينية حيث لها بصمات واضحة في تطوير العمل النسائي ورفع قدرات المرأة الفلسطينية وهي التي ترأست مؤتمر المرأة الفلسطينية وتحديات الأسرة المعاصرة الذي عقد في مدينة نابلس في العام 2000 حيث قدم المؤتمر أوراق عمل وخططاً لتطوير المرأة وتعزيز دورها ورفع كفاءتها ووضع الحلول لبعض التحديات التي تواجه الأسرة الفلسطينية، وهي التي اضطلعت بمهام منسقة الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية التي تهتم بشؤون المرأة وتفعيل دورها في المجتمع الفلسطيني وإسنادها والدفع بها لتأخذ مكانتها في المجتمع وهنا وإيماناً مني من أن المرأة لها دورها المميز الذي لا يمكن الاستغناء عنه فإنني من مؤيدي الأستاذ ماجد دودين الذي كتب عن المرأة واعتبرها بمثابة الأكسجين وبالنسبة له فالمرأة أهم من الأكسجين، وهنا وأنا بصدد الحديث عن دور الدكتورة ماجدة فضة في متابعة شؤون المرأة والوقوف إلى جانبها تؤازرها وتساندها وتأخذ بيدها لأؤكد على دور هذا النصف من المجتمع الذي تعتبر المرأة فيه مدرسة وصدق الشاعر حيث يقول:


الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
 


هذه المدرسة التي يتربى فيها وعلى يدي الأمهات الأطفال، وكلما كانت أخلاقهم قوية كان المجتمع قوياً ومتماسكاً فأخلاق الأم هي التي يعكسها سلوك الأطفال والأجيال وممارساتهم بشكل عام وعليه:


وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
 


إنها المرأة، هي الأم والأخت والزوجة والبنت حيث لا يمكن تخيل الحياة دون أم وأخت وزوجة وبنت لأنها ستكون صحراء قاحلة بلا هواء ولا ماء ولا ربيع ولا خضرة ولا نضرة، والمرأة كما ذكر الكاتب الأستاذ ماجد دودين تمثل قاموس الكلمات الجميلة، فهي تمثل الاسم والرمز واللحن والوطن والحب والنغم والشجن والمودة والرحمة والسكن والحق والخير والجمال والصورة والنقاء والنظرة والقلب والعقل والضمير والسمو والعلياء والسناء، وكل معاني البراءة والنقاء والحياء والوفاء والصفاء.

ونظراً لدور المرأة فقد اهتمت الحركة الإسلامية في فلسطين اهتماماً خاصاً بها حيث يتطلب الأمر أن تكون لدى المرأة تحصين حيث أنها مستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فالتربية والوقائية مهمة جداً التربية الأمنية وتصبير المرأة الفلسطينية والتركيز على المجاهدات بأنهنَّ هدف الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية وعليه فإن التربية الأمنية للتصدي لمخططات هذا العدو الغاشم، المرأة الفلسطينية التي تشارك الرجل بجهاده ونضاله وعطائه وتضحياته هي محط اهتمام الحركة الإسلامية حيث تحرص على إيجاد وتربية المرأة التقية، النقية، الحييَّة، المرأة المتدينة الطاهرة الطيبة، المرأة التي تنظر إليها الحركة الإسلامية مخلوقاً مقدّساً مكرّماً له دور خاص لا يمكن أن تكون ملكية عامة كما يراد لها، المرأة هي أحد طرفي معادلة الحياة، وها هي الدكتورة ماجدة فضة تقدم العديد من أوراق العمل في المؤتمرات والندوات وورشات العمل التي تعني بشؤون المرأة وهمومها بالإضافة إلى أوراق عمل ومشاركات مختلفة في عدد من المؤتمرات في جامعات الوطن ومراكز الأبحاث الفلسطينية.



الدكتورة ماجدة عضو هيئة عامة في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وهي تشارك أيضاً بكافة النقاشات وتقدم الاقتراحات والخطط التي تدفع بالمرأة الفلسطينية لتأخذ مكانها ومكانتها وهي أيضاً عضو هيئة إدارية في جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس منذ عام 1992، هذه الجمعية التي تشرف على مستشفى الاتحاد النسائي العربي الذي يقدم خدماته الطبية لمنطقة شمال الضفة الغربية، وبحكم تخصصها ومؤهلها العلمي فهي عضو فاعل في الجمعية أخذت على عاتقها تطوير المستشفى وتوسيع مجالات خدماته بالتنسيق مع الكوادر الفنية والمهنية وذلك في أحد مراحل عملها.

وعلى صعيد العمل النقابي لم تتوان الدكتورة ماجدة أن يكون لها دور مميز وأثر طيب في تطوير المهنة (مهنة الصيدلة) والارتقاء بها، وعقد ورشات العمل والندوات والمحاضرات وتوزيع النشرات التي تقف على كل ما هو جديد في عالم الأدوية والعقاقير الطبية، بحيث يكون الصيدلاني على علم بآخر الابتكارات والصناعات الدوائية، وقد انتخبت عبر صناديق الاقتراع كأحد أعضاء اللجنة الفرعية لنقابة الصيادلة الفلسطينية، ولم يقتصر دورها النقابي على الأمور ذات البعد المهني وإنما غطى جوانب تقديم الخدمات لأعضاء النقابة والمساعدة في تسهيل حياة أعضاء نقابة الصيادلة لذلك لقد سعت جاهدة وثلة من الصيادلة الذين يحبون ويرغبون في خدمة زملائهم بتأسيس جمعية إسكان الصيادلة للمشاركة في إيجاد مساكن مريحة لأعضاء النقابة بأسعار مقبولة في خطوة للتوفير على الصيادلة ولتسهيل عمليات الدفع، حيث يكون الدفع بالتقسيط، وتكون الأقساط الشهرية مقدوراً على دفعها، وتراعي جمعية إسكان الصيادلة التي أنشئت عام 1992 والتي تعتبر الدكتورة ماجدة عضواً مؤسساً فيها لتحسين ظروف ومداخيل أعضاء النقابة، لأن العمل النقابي لا يقتصر على مجالات المهنة وإنما المساعدة في تسهيل ظروف الحياة والمعيشة، وقد بقيت الدكتورة ماجدة في موقع خدمتها كأمينة سر وعضو مؤسس في جمعية إسكان الصيادلة من العام 1992 -2000 م وتعتبر أيضاً عضواً مؤسساً لملتقى الصيدلانيات العلمي وقد كان الطفل الفلسطيني محط اهتمام الدكتورة ماجدة أيضاً وكذلك الأمر الأم الفلسطينية، فأعطت أيضاً من جهدها ووقتها وإمكاناتها ما يخدم الطفل والأم، فكانت عضو هيئة عامة في جمعية رعاية الطفل وتوجيه الأم هذه الجمعية التي أولت الأطفال اهتماماً خاصاً في ظل حرمان الطفل الفلسطيني من حقوقه وسلبه طفولته وبراءته، حيث وصل عدد الأطفال في سجون الاحتلال في إحدى السنوات حوالي خمسمائة طفل تحت سن الثامنة عشر، حرمهم الاحتلال من حقوقهم في العيش الكريم، وقد حكم الاحتلال على بعضهم بالأحكام المؤبدة -مدى الحياة، ولا يزال حوالي مائتان وخمسون طفلاً موزعين على سجني هشارون ومجدو، حيث عنيت الجمعية أيضاً بتثقيف الأم وتوجيهها في كيفية العناية بالأطفال وخاصة أن سوء معاملة الأطفال وإلحاق الأذى بهم وبضربهم ضرباً مبرحاً وتصفيتهم، وعمل الأطفال بأجور زهيدة واستغلالهم، وترك مقاعد الدراسة كلها قضايا كانت في صلب اهتمام الجمعية التي أولتها الدكتورة ماجدة اهتماماً أيضاً.

وعلى الصعيد الثقافي تعتبر الدكتورة ماجدة قارئة وتقتني الكتاب المفيد وقد غطت مطالعتها وقراءتها الكثير من الجوانب العلمية والثقافية واهتمت أيضاً بشكل خاص بأمور تخصصها ومهنتها بالإضافة إلى الكتب الدينية والتربوية والسيرة، وقد شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية في المدينة وهي عضو هيئة عامة في منتدى الخريجين الثقافي، هذا المنتدى المتخصص بالأمر والوضع الثقافي من خلال الندوات والمحاضرات والدورات كما أنها عضو هيئة عامة في مركز جذور للثقافة والفنون، وهي المجاهدة المثقفة والفنانة أيضاً حيث لها إبداعات فنية وترسم على الزجاج، وقد وظفت خبراتها الثقافية التراكمية والجمعية والفنية في الدراسة التي عقدتها وأعطتها داخل السجن وسيتم الحديث حول هذا النشاط لاحقاً وخاصة الدورات في القراءة التصويرية والقراءة السريعة.



لقد عملت الدكتورة ماجدة في كلية نابلس المتوسطة في العامين 1991 و1992 كما وعملت مديرة مكتب الجمعية العلمية الطبية منذ عام 2000 - 2008 وهي صاحبة ومديرة شركة دوائر للخدمات الفنية والإعلامية منذ العام 2004، ولم تتخلَّ عن مجالها المهني التي واكبت آخر التطورات في عالم الأدوية وتركيباتها وعملت في مجال الصيدلة منذ تخرجها عام 1985 وحتى عام 2001.

وخلال عملها مديرة مكتب الجمعية العلمية الطبية هذه الجمعية التي وفرت الخدمات الطبية للمحتاجين والفقراء والعائلات المعوزة، هذه الجمعية التي كان دورها مميزاً وفاعلاً خلال الاجتياحات على مدينة نابلس وتحديداً البلدة القديمة، وكانت متطوعة أيضاً مع الطواقم وكلما سنحت لها الفرصة دخلت البلدة القديمة لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات وإخلاء الجثث والأشلاء لذلك فقد عاشت المعاناة والألم والقتل والدمار بكل تفاصيله، رأت الخوف في عيون أطفال فلسطين كانت شاهداً حياً على جرائم الاحتلال من قتل وتدمير ومنع وصول الأغذية إلى المحاصرين في البلدة القديمة، لقد دخلت البلدة القديمة والأماكن الساخنة في المدينة التي شهدت مواجهات عنيفة مع الاحتلال اسخدمت فيها أحياناً الأسلحة النارية الحقيقية والقذائف والعبوات المحلية الصنع، وما كان بمقدورها أن تدخل لولا تخصصها في الصيدلة وعملها في الجمعية الطبية العلمية كإحدى مؤسسات المجتمع المدني التي لها بصمات واضحة وخدمات جليلة في نابلس، لقد اطلعت على أحوال الناس الصعبة مما جعلها تعيش قضية المعاناة بحذافيرها بصور ومشاهد حية، رأت الجرائم يقترفها الاحتلال بأم عينها، ولقد كانت أيام الاجتياحات تعود إلى البيت مرهقة تحمل في ذهنها مشاهد وصوراً مؤلمة كانت خلال عملها تضغط على نفسها فلا تبكي أمام المصابين والجرحى والمحاصرين من أجل رفع معنوياتهم وكأنها كانت تحتفظ بدموعها إلى وقت آخر، وبالفعل ما أن تصل المنزل وتسلم وتؤنس والديها حتى تدفع بنفسها إلى غرفتها فتلقي نفسها على الفراش بعد أن تغلق الباب وتأخذ بالبكاء وتبكي على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات قتل وتدمير وعلى التخاذل العربي وسكوت العالم المتحضر أو من يدعي الحضارة وحقوق الإنسان على جرائم الاحتلال ومآسي سكان البلدة القديمة ومناطق الاجتياحات الأخرى.

وحول رحلة الدكتورة ماجدة مع الاعتقال والقيد فقد جاءت المرة الأولى في شهر آذار / مارس من العام 2004 وتحديداً في 3-3- من ذلك العام، حيث قررت السفر إلى الإمارات العربية المتحدة حيث يوجد ثلاث من أخواتها المتزوجات والمقيمات في الخليج مكثت هناك ثلاثة شهور وأثناء عودتها وعلى جسر الملك حسين كانت مخابرات الاحتلال تنتظرها وتنتظر عودتها وما أن وصلت حتى حجزت وثائقها وأغراضها، وبعد تأخير لساعات تم نقلها إلى مركز التحقيق حيث قضت أياماً عصيبة في التحقيق لكنها ورغم حداثة تجربتها إلا أنها أذهلت المحققين الصهاينة، فكانت بثباتها كالجبال الشامخات، وهي ابنة نابلس وتسكن في الجبل الشمالي، لقد كان تحديها لكل أساليب التحقيق، وكان تحديها لكل استفزازاتهم وقد رفضت الخنوع والاستسلام بالرغم من الآلام والعذابات الجسدية والنفسية، وقد يسبب لها إدانة ومثول أمام المحاكم، وقد هددها المحققون بالاعتقال الإداري إذا لم تتجاوب مع المحققين وتدلي لهم باعترافات حول نشاطات وخدمات في إطار الحركة الإسلامي ، الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلاً، لقد حاولوا أن يسببوا لها انهياراً، لقد وضعوها 27 يوماً في العزل الانفرادي، ولكن بقوة إيمانها ورباطة جأشها وقوة إرادتها وإن كل التهم التي يحاولون ربطها بحماس هي أصلاً مهمات إنسانية، ولكن الاحتلال يريد أن ينتقم من الدكتورة ماجدة على ما قدمته من خدمات وخاصة خلال الاجتياحات، أراد الصهاينة أن يقولوا بأنه محظور عليها أن تخدم أبناء شعبها، أيام عصيبة وأليمة قضتها الدكتورة ماجدة في التحقيق والعزل ولكنها فعلاً أذهلت المحققين الصهاينة بثباتها كالجبال وتحديدها الواضح لكل أساليبهم اللاإنسانية، ولكافة استفزازاتهم ورفضها الخنوع والاستسلام وعندما فشل المحققون في استنطاقها بما يدينها ثم تحويلها للاعتقال الإداري لمدة ستة شهور وكان وقع ذلك على نفس الأم كبيراً ومؤلماً، حيث فقدت الأم ابنتها التي كانت تؤنس وحدة أبويها، وهي التي عاشت الوحدة أيضاً خلال عزلها في زنزانة انفرادية لم تشعر بالخوف ولم تنهار الدكتورة ماجدة، بل لجأت إلى الله الحي القيوم الذي أنزل سبحانه وتعالى عليها سكينته وذلك بعد أن استخدموا معها كل الأساليب فحتى الكرسي الهزاز الذي يسبب الدوار ويشعر الأسير أن رأسه مفصول عن جسده، وحتى جهاز كشف الكذب قد تمَّ استخدامه لإدانة الدكتورة ماجدة التي لم تنطلِ عليها مثل هذه الأساليب والتخويفات، هذه المجاهدة تعرف عمل جهاز كشف الكذب (البيلوغراف)، ومثل هذه السخافات التي يستخدمها الاحتلال كانت مكشوفة للدكتورة ماجدة وهي التي تعطي الروشيتة الشافية للأمراض، وهي التي تضمد جراح المكلومين من أبناء الشعب الفلسطيني.



لقد دخلت الدكتورة ماجدة السجن في تلموند بعد فترة التحقيق التي استمرت حوالي 45 يوماً لتستقبلها أم العز أحلام التميمي وهي التي كانت تتابع أخبارها عبر وسائل الإعلام والمحامين، ولتبدأ مرحلة أخرى من الاعتقال وهي مرحلة السجن وتعيش ماجدة هذه التجربة بعد تجربة التحقيق، لتمضي ستة شهور في الاعتقال الإداري دون ذنب أو تهمة، لقد استفادت ماجدة كثيراً من أوقاتها في السجن وأفادت من حولها واكتسبت خبرة اعتقالية أثرت تجربتها الحياتية، فالسجن عالم مستقل بكل ما فيه من معاناة وتفاصيل الألم وتحدي السجان، هذه المجاهدة لم تعرف للقيد وجوداً، وهي الطموحة لأبعد الحدود، أحبت وطنها وشعبها ووالديها فوهبت حياتها لهم، وهي من تحمل سلاح الإيمان والمعرفة والأخلاق، فكسبت حب الجميع وكسبت قلوب أبناء شعبها وهي التي احتضنت الأسيرات، لقد قاومت حزنها بتوجيه صرخات كثيرة من قلبها إلى كل شعوب الأرض ليخلصوا الفلسطينيين من المأساة المستمرة في حياتهم، وقد حرم الوالدان من رؤيتها طيلة فترة سجنتها وهي الوحيدة التي تسكن مع والدتها في البيت ووالدها الطاعن في السن وقد زادت وطأة ألمها أيضاً بعد اعتقالها، لقد كشفت محطات الاعتقال والتحقيق عن أنها ذات شخصية قوية، ثابتة، متزنة، صابرة، مثابرة، لا تكل ولا تمل، تعمل بشكل دوري وتواصل أعمالها الكثيرة والمختلفة كشفت على أنها إنسانة طيبة تحب الخير، تعرف قيم التضحية والفداء وهي التي تحاول أن ترسخ مقولتها "ما في أغلى من الوطن ويجب علينا أن نضحي من أجله".

من يعرف الدكتورة ماجدة وبفعل تعاملها تؤكد أنها وكافة المجاهدين الأوفى للشعب الفلسطيني وما التماسك والانسجام والتناغم والتكامل داخل الدعوة والحركة إلا شواهد تثبت مصداقية هؤلاء المجاهدين للشعب وللشارع الفلسطيني على عكس الوجه الآخر للآخر الفلسطيني حيث البشاعة والممارسات تعكس صور أناس وعناصر تبحث عن الوظيفة وامتيازات المرحلة قبل أن يفوتهم القطار وبلا رجعة وتذهب فرصة العمر، وهم الذين يوظفون سنوات نضالهم إن وجدت لتحقيق مكاسبهم وقد أثبتت الأيام أن هؤلاء قد أسسوا مؤسسات قائمة على قواعد الرشوة والمحسوبية.

خرجت الدكتورة ماجدة من السجن وهي أكثر عزماً وأكثر إصراراً على متابعة مسيرة عطائها وخدمتها للشعب والوطن والقضية، خرجت بشموخ الأبطال أصحاب الهمم العالية والنفوس العليّة، خرجت وهي التي خاضت جولات صعبة وقاهرة مع المحققين الذين فشلوا أيضاً الإيقاع بماجدة من خلال عصفورة (عميلة تدعي الوطنية تحاول بأساليبها الماكرة والخبيثة الحصول على معلومات من السجينات).

لأن ماجدة على درجة من الوعي وحسها الأمني عالٍ جداً وأن الثقة عندها لا تلغي الحذر حيث لا مجال للحديث داخل الزنازين وأقبية التحقيق، هذه المجاهدة وعندما كان المحققون يلوحون لها بالاعتقال الإداري كانت ترد عليهم "أنا بصبري وإرادتي أقوى من الإداري الذي تلوحون لي به" ولا شك أن سوء معاملة السجان يضاعف من المعاناة، ويكفي أن أقول وبعد تجربة ماجدة الأولى في السجن أنها قوية في قول الحق، إنها سنديانة في صلابتها وعنادها وهي تواجه وتتحدى السجان والسياط في الزنازين وفي السجن، وإن روعتها أيضاً تأتي من نظرتها إلى الحياة بكل ألوانها ومشاهدها، حيث تعشق الحياة الكريمة والحياة العزيزة وهي صاحبة النفس المؤمنة والمجاهدة.



وفي الخامس من كانون أول / ديسمبر من العام 2005 كانت محافظات الوطن على موعد المرحلة الرابعة من انتخابات البلديات والمجالس المحلية والقروية، وقد قامت السلطة بتحديد عدد من هذه الهيئات لإجراء الانتخابات فيها ومن ضمن هذه الهيئات المهندس عدلي يعيش وكانت القائمة تضم عدداً من الكفاءات العلمية والمهنية واللاإدارية عكست وعي تيار يريد أن يغير الواقع ويصلح وما أفسده الغير، وكانت الدكتورة ماجدة أحد المرشحين على القائمة والتي ضمت أيضاً زميلتين من العنصر النسائي هما خلود المصري و رولا كنعان وقد فازت التغيير والإصلاح بثلاثة عشر مقعداً من أصل خمسة عشر مقعداً، الأمر الذي أحدث تسونامي انتخابي في مدينة نابلس، وقد شكل الأعضاء المنتخبين فريق عمل متناسق ومتناغم بإدارة رجل معروف بنزاهته وكفاءته العلمية والإدارية وهو أحد مبعدي مرج الزهور وأحد رجالات نابلس الاقتصادية المرموقة هو الحاج عدلي يعيش وكان من ضمن البرنامج الانتخابي الاهتمام بالمرأة النابلسية والارتقاء بها، ومع الجلسات الأولى لاجتماعات المجلس البلدي المنتخب ثمَّ تشكيل مجلس شؤون المرأة التابع للبلدية حيث اضطلعت الأخت المجاهدة خلود المصري بمهام ومسؤوليات لجنة شؤون المرأة كمقررة لهذه اللجنة، حيث أن هذا المجلس أو اللجنة تحددت له أهداف التي حملتها والتي تسعى من خلالها الوصول لجميع نساء محافظة نابلس وتلمس احتياجاتهن، وقد تحددت آفاق وتوجهات اللجنة من خلال استحداث وحدة خاصة تندرج تحت هيكلية البلدية وبالتنسيق والتعاون مع مركز الأنشطة النسائية التابع لبلدية نابلس في مركز بلدية نابلس التجاري.

وقد أسهمت اللجنة التي قدمت الدكتورة ماجدة الكثير من الأفكار والأوراق من أجل دعم المرأة النفسي والاجتماعي والمؤسساتي، وقد نجحت البلدية في أن تجعل من نفسها مظلة لأربعين مؤسسة شريكة تعمل في مجال الأطر النسائية حيث يجمعهم هدف واحد للارتقاء بوضع النساء في نابلس والمحافظة، وهذا يؤكد على اهتمام مجلس البلدية بالمرأة صاحبة الدور المهم والبارز في المجتمع، وهكذا تلعب المرأة الفلسطينية وخاصة المجاهدات منهن دوراً مهماً في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني وفي إشعال الروح الوطنية والجهادية وهي تثبت كل يوم وعيها واستعدادها للتضحية من أجل الوطن، الدكتورة ماجدة التي مرت بفصول الاعتقال والتحقيق والسجن حفرت في ذهنها صوراً تعكس تلك الفصول المختلفة من مسيرة الأسرى وعذاباتهم وصمودهم، ماجدة وما تمثله من رمزية في المجتمع النابلسي وما تعرضت له على يد المحتل الغاصب يؤرخ لمحطة هامة من عطاءات المرأة الفلسطينية ومسيرتها، وللمجاهدة الدكتورة ماجدة محطات وهي ابنة الدعوة العتيدة وما تميزت به من عطاءات وتضحيات يشكل إضاءات ومواقف ستبقى حية وصامدة، لقد كان لماجدة إسهامات في نجاح بلدية نابلس بالتواصل مع المرأة ودفعها إلى مركز الصدارة والاهتمام، وقد أضافت تجربتها الاعتقالية بكل ما فيها من صور عن حياة الأسير بعذاباته وآلامه وبصموده وتحدياته، مواقفه ومواجهته للسجان حيث فضحت ممارسات وسياسات الاحتلال العنصرية تجربة ماجدة وقد عاشت المعاناة التي يفرضها المحتل الغاصب على آلاف الأسرى الذين تغتصب حريتهم وتصادر حقوقهم لأنهم أصحاب رسالة عادلة، فماجدة التي عاشت قصة مليئة بالآلام هذه الشمعة التي سطرت معاني الصمود والتحدي والتضحية.

بتاريخ 6-8-2008 اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الدكتورة ماجدة فضة في منطقة الجبل الشمالي وقامت بالعبث بمحتويات المنزل ومصادرة جهاز الحاسوب الخاص بالدكتورة وأغراض كثيرة أخرى، وبعد أن أحدثت خراباً ودماراً في المنزل اقتادت الدكتورة حيث تم توقيفها على ذمة التحقيق فترة قصيرة ولمعرفة المخابرات المسبقة بصلابة الدكتورة وعنادها حيث ترفض الإجابة على أسئلة المحققين فقد تمَّ تحويلها مباشرة إلى الاعتقال الإداري لمدة خمسة شهور، وهكذا تمَّ تغييبها للمرة الثانية وفي الاعتقال الإداري دون أي تهمة ولتترك والديها الطاعنين بالسن واللذان بأشد وأمس الحاجة لها، وكان اعتقال الدكتورة ضمن حملة شاملة استهدفت عدداً من القيادات والكوادر في الحركة الإسلامية، وقبل أن ينتهي الإداري بأيام قليلة صدر قرار آخر لتمديد الاعتقال الإداري لمدة ثلاثة شهور أخرى لتبدأ من تاريخ 6-1-2009 وهكذا بدأ مسلسل التمديدات في الاعتقال الإداري هذا السيف المسلط على رقاب الأسرى حيث تمَّ تمديدها للمرة الثالثة لمدة ثلاثة شهور، وللمرة الرابعة لمدة ثلاثة شهور أيضاً ثم تقصير المدة من خلال المحكمة وتثبيتها حتى نهاية 30-9-2009 وقد جاء تمديد آخر وتمديد بتاريخ 22-11-2009 وآخر تمديد سينتهي بتاريخ 30-1-2009 بعد أن حصلت على قرار بعدم التمديد ومن المنتظر أن تتنسم الدكتورة ماجدة هواء الحرية بعد اعتقال لمدة سنة ونصف تقريباً جسدت خلالها بعداً آخر للانتماء لهذا الوطن وعلى الصبر على الظلم، وهكذا ومهما طال ليل الظلام فلا بد لشمس الحرية أن تبزغ، فمسيرة حياة الدكتورة ماجدة حكايات صبر وصمود وإصرار على التحدي، وهكذا تقدم الدكتورة ماجدة نموذجاً من المجاهدات حيث القبض على الجمر والاستمرار في النضال والتضحيات، وهي التي تضحي بحريتها من أجل حرية شعبها، رغم وعورة الطريق وفداحة العبء.

لقد تم اقتحام منزل الدكتورة ماجدة في الجبل الشمالي ثلاث مرات وتفتيشه بدقة والعبث بمحتوياته قبل أن يتم اعتقال الدكتورة ماجدة في المرة الثالثة من الاقتحام والتفتيش، لقد حصلت على شهادتي الطب والجها ، وها هي اليوم تعطي وتقدم للوطن أعز ما تملك، تقدم عمرها وشهور شبابها وتقف مع أحلام التميمي في بطن الحوت شامخة شموخ نخيل بيسان أمام سياط الجلادين، لقد حاولت أن أقف على تفاصيل حياتها في سجنها، استشعرت كم هي مرهفة المشاعر والأحاسيس تجاه قضيتها، تجاه الأسيرات، هذه المجاهدة بحر زاخر من العطاء والتضحيات، ومن يقف على محطات حياتها وعلاقاتها وتفاعلها مع المجتمع وتواصلها حيث غطت كل فئات المجتمع النابلسي ويوجد لها بصمات وآثار طيبة، يدرك كم فيها من عناصر الخير والرفعة والتسامح والعزة والكرامة والشهامة، الدكتورة ماجدة رحلة طويلة من العطاء وتحدي السجان ببذلها وعطائها وتحديها للصعاب، وحملها الأمانة بجدارة، حياتها ملؤها الفخر بالعمل لخير الوطن، قلبها يحب الحياة والعطاء، شمسها لا تغيب وجمال روحها الحقيقي بمبادئها التي تحمل والثوابت التي تعض عليها بالنواجذ، وإرادتها على الدوام أقوى من السجان وأقوى من السجون، فها هي معاناتها صبراً لسعادة نساء فلسطين، لقد قال عنها زوج إحدى شقيقاتها" ماجدة أخلت من حولها" بعطائها وهمتها إنها شمعة مضيئة في مسيرة الحركة الإسلامية ومسيرة الحرية ولن تطفأ هذه الشمعة بإذن الله، فهي مضيئة حتى حرية الشعب وإقامة الدولة المستقلة وحرية آخر أسير.



ماجدة شعلة مضيئة وشعلة متقدة انتصاراً للحق الفلسطيني، فظلام الاحتلال الدامس وليله الأسود الكالح الطويل لابد له من شموع تشع ضوءها ويسطع نورها لتبديد الظلمة ولإنارة الدنيا بأثرها حتى يزول الاحتلال وظلامه.

إن شموع الحركة الإسلامية هي التي تبدد الظلام الدامس إلى نهار جميل يرى فيه الجميع الحقيقة كاملة وساطعة كالشمس في عز الظهيرة، والسماء صافية بدون سُحب أو غيوم، هذه الشموع، شموع الحق التي لا تنطفئ أنتَ وأنتِ وأنا وهو وهي وأنتم ونحن واليوم ونحن نعيش مع الشمعة ماجدة نستشعر حياتها داخل السجن وبين الأسيرات والمجاهدات بكل تفاصيل الألم ولذة المعاناة.

الدكتورة ماجدة فضة عاشت المحن بأشكالها وصورها المختلفة مرات ومرات، واليوم وللمرة الثانية تعيش محنة السجن وحياة الأسر حيث تقبع الآن مع ثلة من مجاهدات حماس في موقع يشكل أحد الخنادق المتقدمة من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، في موقع من مواقع الرباط، هناك في سجن تلموند للأسيرات حيث تربض أحلام التميمي وغفران زامل ونيللي الصفدي وغيرهن من مجاهدات الحركة الإسلامية، ويعتبر سجن تلموند سجناً مستقلاً مع مجموعة أخرى من السجون في مجمع هشارون، حيث أيضاً سجن هداريم تلك العلبة الإسمنتية الكبيرة والمغلقة وكما يطلق عليها الاحتلال وبلغته العبرية "شمور" بمعنى سجن المتحفظ عليهم حيث أن حقوقهم منقوصة وتواصلهم مع السجون الأخرى نادر والإجراءات الأمنية دائماً فوق العادي حيث يُدفع إلى داخل هذه العلبة والقيادات العسكرية الكبيرة وبعض القيادات السياسية وكل من تريد مصلحة السجون معاقبته بعزله عن الأسرى في السجون والمعتقلات الأخرى للحيلولة دون تأثيره على الأسرى وإسهامه في رفع وتطوير كفاءاتهم وتأهيلهم.

فما أقسى أن تكون أسيراً، وما أقسى أن تكون في قبضة وحوش بشرية، أناس لا قلوب لهم، ذئاب مفترسة حتى لو ظهرت بجلد لين الملمس، والأقسى أن تكون الدكتورة ماجدة أسيرة بعد أن تركت خلفها والديها وحيدين وهما بأمس الحاجة إلى رعايتها ففي عمق المعاناة وجحيم القهر والحقد تربض ماجدة خلف القضبان حيث تلفها عتمة وظلمة السجن وفي بطن الحوت تدعو دعاء ذي النون أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، نعم تذكر الله فتنسى أحزانها، تذكر الله فتسلو كلَّ همومها، تذكر الله فيشرق نور الأمل الذي يحيل ليل السجن وظلمته إلى فجرٍ يضيء درب الحرية، فما أعظم نفسها التي تمتلك وما أقوى إرادتها وهي تستسلم لإرادة الله وقدره بنفس راضية ومطمئنة فتتجاوز الأحزان إلى السعادة الدائمة الكاملة وهي في خلوتها مع الله فنجد ذاتها ونفسها وهي التي بعزمها وإصرارها وثقتها بالله لا تدع اليأس يستولى عليها لذلك تراها تتحرك بين المجاهدات والأسيرات تزرع فيهنَّ الأمل وترسم على وجوههنًّ البسمة وتؤلف بين القلوب بالحب والأخوة وترسخ بالقرآن الإيمان في النفوس، لأنها تدرك أن الأسيرة بلا أمل كنباتٍ بلا ماء، والأسيرة دون ابتسامة كالوردة بلا رائحة، وإن مجتمع الأسيرات دون أخوة وحب سيكون كفاية كبيرة احترق شجرها فأصبحت هشيماً، وأن الأسيرة بلا إيمان وتواصل دائم مع القرآن سيصيبها اليأس والإحباط، فلله درك أيتها الصيدلانية الرائعة وأنت تصرفين الروشتة اليومية وتقدمين جرعات الدواء اللازمة والمناسبة من خلال جلسات العلم والتربية وتعليم ترتيل وتجويد القرآن ومتابعة حفظه، حتى تلك النصائح الطبية والتي تحافظ على الصحة، والمواعظ الدينية تقدمها ماجدة وجبات على مائدة مستديرة وكل ذلك بأسلوب يعكس صفاء روحها وسموَّ مشاعرها وهي صاحبة الابتسامة الساحرة التي تجذب نفوس الأسيرات من حولها فتتعلق بها أختاً وأمَاً، معلمة ومربية، طبيبة ومسلِّية، وهي التي تؤكد لكل الأسيرات أن لكل دمعة نهاية، ونهاية الدمعة بسمة لتؤكد ومن جديد أنها بصبرها وثباتها أقوى من السجان، لله درك أيتها المجاهدة الرائعة بروعة الفكر الذي تحملين وروعة الدعوة التي تنتمين لها وروعة الوطن الذي من أجله تضحين وروعة الأقصى الذي بروحك تفدين، لله درك يا ماجدة حيث لا يمكن أن تجد نفسك معزولة عن مجالك الدعوي، نراك اليوم تضعين يدكِ بيد أحلام التميمي ومن خلف قضبان الأسر في حركة متناسقة ومتكاملة للتخفيف عن الأسيرات، الشعور بالوحدة وتبديد عذابات الشعور بالحرمان والبعد عن الأهل، ماجدة وهي التي توظف وقتها فتحول ومن معها المحن على منح، والمصائب إلى مفارح والضيق إلى سعة، وهل يقدر على ذلك غير ماجدة وأمثالها من مجاهدات الشعب الفلسطيني أبناء الحركة الإسلامية العتيدة، الذين صدق فيهم العزم وقوي فيهم اليقين، لله درك يا ابنة العقيدة الراسخة والعزيمة الجبارة، يا من عرفتك نابلس وحاراتها وجبالها تلتصقين بالعمل الدعوي تقدمين المال والوقت والجهد، وها أنتِ اليوم تقدمين إضافة إلى كل ذلك زهرة شبابكِ وشهور عمرك ضريبة الانتماء لفلسطين وإسلامها العظيم، ماجدة اليوم تحتضن الأسيرات بالرعاية والمتابعة فحولت حياة الأسر إلى ابتسامات على الوجوه، وليس دموعاً تسيل على الخدود، إنها حقاً الأخت الرائعة والحنونة.



الأخت الأكبر للجميع، تواجه السجان وحياة السجن الرتيبة من خلال عدد كبير من الدورات والنشاطات الثقافية والترويحية حتى أنها توظف خبراتها وملكاتها في خدمة الأسيرات اللواتي ينتظرن بين فترة وأخرى إبداعاتها واتقاناتها في صنع الأكلات والحلويات الروسية الشهية التي تعلمتها واكتسبتها أيام الدراسة الجامعية في موسكو عاصمة روسيا، تقدم ما تقوم بصنعه أطباقاً مختلفة وفق الإمكانات المتوفرة في كانتين ومطبخ السجن، ولكن شهية طعامها ولذة حلوياتها يجعل الأسيرات ينتظرن أسابيع لتجميع وتوفير المواد اللازمة والتي تدخل في صناعة هذه الأطباق المميزة من أيادٍ مميزة لمجاهدة مميزة.

ماجدة وبملكاتها الفنية أيضاً وخيالها الواسع ترسم وتنقش على الزجاج ولديها أعمال رائعة ومتقنة اشتغلتها قبل وخلال سجنها، كما وتعلمت وتتقن الكثير من الأشغال والأعمال اليدوية التي تحتاج إلى صبر وأناة وإتقان وتركيز لتخرج بعد أيام قطعاً غاية في الإبداع والإتقان ترسلها هدايا إلى الأهل والأخوات في الإمارات والقدس ونابلس وإلى الصديقات والمؤسسات والأخوات، لقد تحدثت بعض المجاهدات المحررات اللواتي أفرج عنهن عن قيام الدكتورة ماجدة بعقد دورات في القراءة التصويرية حيث قراءة أي صفحة بسرعة مع تفهّم فحواها ومضمونها وأيضاً دورات في فنون القراءة السريعة مع الاستيعاب لما يتم قراءته، هذه هي الدكتورة ماجدة لها لمسات وآثار على مختلف مناحي حياة الأسيرات، وهي التي لا تتوانى عن مواجهة الصلف الصهيوني عند التعامل مع الأسيرات وهي التي لا تقبل الدنية، بل يرتفع صوتها وتندفع لانتزاع حقوق الأسيرات من بين أنيابه وقد عاقبها الاحتلال بالمنع من الزيارة لمدة عام جراء مواقفها الجريئة وهي المجاهدة الصلبة التي تعرف معنى التضحية والفداء، وهي التي ذاقت حلاوة الأذى في سبيل الله، فلله درك يا طبيبة الأسيرا ، لله درك وأنت تسرعين مهرولة عندما يأتيك خبر أسيرة ألمت بها وعكة صحية فتعطيها الدواء المناسب أو تطلبين من الإدارة العلاج أو تصرين على إخراجها إلى العيادة الطبية إذا لزم الأمر، لله درك وأنت أيضاً تمسحين على رأس من تعاني وجعاً ما ولا تكتفين بتقديم العلاج بل ترمقين الأسيرة بيدك الحانية وصوتك الخاشع "بسم الله أرقيكِ، ومن كل شيء يؤذيك، ومن شرِّ كل تعب، أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك".



اللهم رب الناس أذهب البأس وأشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً لله درك أيتها الطبيبة وأنتِ تأخذين بكل أسباب العلاج والشفاء من أدوية ورقية وقدوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل جعلتم مع الرقية شيئاً من القطران..

ما أصبرك يا ماجدة وأنت تقفين طويلاً أمام أسيرة تشكو إليكِ أعراض مرض ما أو تغير فسيولوجي طرأ عليها، ولمزيد من الوقوف على أعراض المرض وحتى يكون التشخيص دقيقاً تستفسرين وتسألين قبل أن تعطي الإجابة وتقدمي العلاج، ما هذا الحلم، ما هذه الأناة، ما هذا الصب ، وما هذا الحب، لمن حولك من ماجدات الشعب الفلسطيني وأنتِ الماجدة بامتياز اسماً وفعلاً.

ماجدة وهي تعيش آلام السجن في رحلة عذاب طويلة ومستمرة، تستشعر اللذة عندما يتحقق لها النصر وهي ترى إرادة الضحية وعزمها تهزم الجلاد في معركة طاحنة من صراع الإرادات حيث يحاول السجان التضييق على الأسير وإيجاد أجواء من عدم الاستقرار وعوامل ضغط نفسي ليشتغل الأسير بنفسه الأمر الذي قد يدفع إلى العيش في حالة من اليأس والإحباط التي ستعمل على كسر الإرادة وتحطيم المعنويات فيضعف الأسير ويستسلم لإرادة السجان، وهذا طبعاً هدف السجان ليبقى على حالة الضعف والألم واليأس التي يعيشها الأسير، من أجل تفريغه من محتواه الوطني حتى لا يفكر مرة ثانية لمعاودة انخراطه بالعمل الوطني ومقاومة الاحتلال وحتى إذا ما قضى مدة محكوميته وتنسم هواء الحرية ركن إلى الدنيا ولم يفكر إلا بحياته وراحته وسعادته، وبذلك ينجح الاحتلال في تحييد المواطن الفلسطيني حيث لا يفكر هذا المواطن بالعودة إلى السجن لأنه يعيش حالة وهواجس الإذلال وامتهان الكرامة والسادية التي يمارسها الاحتلال والسجان التي تشكل له فزَّاعة، ولكن إرادة الفلسطيني وإيمانه بحقه وعدالة قضيته وبعزمه وإرادته استطاع أن يفشل مخططات الاحتلال على صخرة صموده لذلك نرى الفلسطيني قد دخل السجن أكثر من مرة وهذا دليل على انتصار الكف الفلسطيني على المخرز الإسرائيلي، وانتصار الدم الفلسطيني على سيف الإجرام والنازية الإسرائيلية، إنها الضحية الفلسطينية التي تهزم الجزار والجلاد الإسرائيلي.

والإنسان موقف فإذا تخاذل في موقف سقط، والأسير وعلى الدوام صاحب المواقف التي تعبر عن أصالة انتمائه لشعب عظيم يرفض الاحتلال ويقدم الغالي والنفيس من أجل استرداد حقه وطرد المحتل الغاصب، وعليه فإن إرادة الأسير هي إرادة تحدٍ والأسير يستعلي على حالة الظلم ويقف أمام المحتل بشموخ، لذلك وفي مرحلة من مراحل الحركة الأسيرة كان قادة الحركة الأسيرة يذكرون إخوانهم الأسرى بأن تبقى الرؤوس عالية والهامات مرفوعة أمام إدارة السجون وخلال التنقلات بين السجون وأمام المحاكم العسكرية، والتأكيد وتعبئة الأسرى بضرورة عدم الضعف والانكسار مهما كانت المواقف مشبعة بالعاطفة.

من هنا تجسد الدكتورة ماجدة هذه السياسة وهذه التربية ثقافة وممارسة حيث أن القيود قلادة الأحرار، وأن السجون عرين الثوار، وأن الزنازين خلوة المؤمنين وعلى قدر ظلمة الباطل نهفو إلى أنوار الحق، وعلى قدر التضييق والحصار نتوق إلى الحرية والانطلاق، وعلى قدر المحنة تكون لذة المنحة.



لقد تألقت الدكتورة ماجدة فضة هذه الشمعة التي جعلت من ظلمة الزنازين نوراً يتلألأ، وهي التي تجعل من آهات وآلام المعذبات من الأسيرات شموخاً لا يلين، لقد أبدعت ماجدة الصيدلانية والطبيبة والمجاهدة والداعية وبعزمها وإيمانها عندما بعثت الأمل والحياة والثقة في مجتمع الأسيرات وحالت دون أن يغزو اليأس والإحباط نفوسهنَّ، فحولت وجعلت من قسوة القيد والغربة وثنايا الجراح نصراً يلوح بالأفق وأملاً بالحرية قريب، وماجدة تنظر إلى السجن كما هو رمضان فرصة ومناسبة بل وموسم للطاعات بلا شك لا تتمناه ولكن إذا فرضت حياة السجن لابد من انتهاز الفرصة واغتنامها لجعل حياة السجن وساعاته الطويلة متجراً للمجاهدين الصالحين والصالحات، وجعله محطة من محطات التزود بالوقود ومحطة من محطات تجديد الإيمان حيث فرصة صيام النهار وقيام الليل، والانتفاع بالدروس، لذلك ليس غريباً أن يرتفع المؤشر والمنسوب الإيماني في السجن حيث أنها فرصة لتوثيق وتعزيز العلاقة مع الله أكثر، صيام يومين في الأسبوع (الاثنين والخميس)، قيام ودعاء في جوف الليل، مواعظ ودروس، محاضرات وندوات، مساقات علمية ودورات مختلفة، حيث تتجدد القلوب بالإيمان، وتتغذى العقول بالعلم والمعرفة والوقت يتسع لأوراد الذكر اليومية، وعقب كل صلاة.

إن الحديث عن معاناة الأسرى وتضحياتهم وبطولاتهم وتحويلهم المحنة إلى منحة ليس أمراً سهلاً ولا بسيطاً، وهو حديث لا ينتهي، فالمواقف الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وكل أسير بذاكرته من المواقف التي حفرت حيث لا يمكن أن تُنسى، وهكذا هو الحديث عن ماجدة، الحديث دار ويدور عن أصالة التربية وأصالة الانتماء وأصالة البذل والعطاء، هذه الأصالة بعمقها وشموليتها شكل صفحات ومحطات مضيئة في مسيرة حياة هذه المجاهدة المتميزة حيث تميزت بكل شيء، وتألقت وهي تقدم أيام عمرها رخيصة في سبيل الله والوطن والشعب، لقد كان الحديث عن الدكتورة ماجدة حديث المنجزات والعطاءات، الحديث عن تجربة غزيرة، وثرية وهي التي كانت تبادر إلى التأسيس للعمل والتكوين لمؤسسات لها دور بارز ومهم وأساسي، ماجدة فضة هي الرائعة بروعة تضحياتها وجلال أعمالها، هذه المجاهدة بكل ما تملك بمالها ووقتها وجهدها وسني عمرها، فالحديث عنها هو الحديث عن تلك المناقب وتلك الهمة العالية التي تناطح عنان السماء.
 

كن كالنسور فوق الذرى *** تصغي لوشوشة القمر



الدكتورة بشخصها وعطائها وتضحياتها تشكل رافداً مهما من روافد العمل الوطني والتنموي في مدينة نابلس، هذه المدينة التي تعتبر عاصمة فلسطين الاقتصادية والتي بلغ تعداد سكانها حوالي 285 ألف نسمة وتضم بين جنباتها أكبر جامعة فلسطينية وهي جامعة النجاح الوطنية، نابلس التي تأتي في إطار المحافظة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة موزعين على المدينة ومخيماتها وحوالي ستة وخمسين قرية وتجمع سكاني، نابلس الرائعة بروعة مجاهديها ومناضليها تعرف بأسماء مثل جبل النار، دمشق الصغرى، عش العلماء.

إن ما تشكله الدكتورة ماجدة بوجودها ومشاركاتها ودورها الفاعل والمؤثر يؤكد أنها تسير على نهج المجاهدين، نهج الإسلام العظيم حيث الإخلاص في العمل والتفاني في خدمة الفكر الفلسطيني، ونابلس جبل النار بمؤسساتها ونسائها وطيفها السياسي يعرف جيداً من هي ماجدة، وهي المعدن الثمين والنقي.

ماجدة وما تكرسه من قيم ومعانٍ دينية ووطنية وأخلاقية ومهنية في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، فلله درك يا ماجدة وأنت تسهمين في تطوير المرأة الفلسطينية، لله درك وأنتِ تتألقين في ميادين العمل والعطاء، وحقاً لم يشهد تاريخ القضية رجالاً عقدوا عزمهم كما هو حال المجاهدين والمجاهدات من أبناء الحركة الإسلامية، فعدالة القضية وسمو الأهداف ونبلها دفع بهؤلاء الرجال والنساء لينذروا حياتهم على شق متناهي في الشجاعة والبذل والعطاء والتضحية.



لقد جاءت حماس في أوانها المرتقب وجاءت انطلاقتها في اليوم الموعود، جاءت لتبعث الحياة في القضية وتجدد لها بعدها العربي والإسلامي وتجدد شبابها، جاءت لتجعل من العمل للقضية ميدان منافسة، جاء أبناء الحركة الإسلامية رواداً لينجزوا ويقدموا خلال فترة قصيرة ما عجزت عنه كافة الفصائل في بضع سنين قليلة عندما تحدثت عن الشموع التي لا تنطفئ واقتربت من ماجدة هذه الشمعة وجدتها إنسانة فلسطينية مجاهدة بنزعة عظمة وأمانة وسمو.

حيث عظمة العظماء وأمانة الانتماء، وسمو الروح، وجدت ماجدة بإيمانها وعزمها ومضائها، ماجدة بصدقها وطهرها ونقائها، وجدت ماجدة بتواضعها وحبها ووفائها، أقول ماجدة مهما كتبت عنكِ فلي عندك رجاء، اعذريني، فلن أوفيك حقك، فمهما استنهضت قلمي واستنطقت قريحتي سأبقى عاجزاً للكتابة عنكِ، فألحان وأناشيد عظمتك وعطاؤك لا يعرفها إلا أصحاب الأقلام المبدعة والمميزة لأن ما تسيل به من مداد سيسطر محطاتك أيتها المجاهدة، وجدت ماجدة تأبى إلا الصدارة في كل شيء، صدارة تعكس التفوق والعظمة.

ماجدة أيتها الماجدة، وجدتك تبحثين عن ثراء الروح، وجدتك تحبين حياتك لتعطي لا لتأخذ، وجدتك تجسيداً لجمال الانتماء وورع المجاهدين وتفاني وإخلاص أبناء الحركة الإسلامية، هنيئاً لك روحك المتألقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، حيث جعلت منك إنساناً آخر يملأ الأعين جلالاً والأنفس روعة، ماجدة إنك عقل راجح وخلق كريم، ماجدة نموذج الوعي السياسي الإسلامي النسائي في فلسطين، هنيئاً عظمة الانتماء وصفاء الجوهر ونقاء السريرة والإنسانية، هنيئاً لك الرفعة والسمو وأنت تربضين خلف القضبان، وحقاً أنكِ شخصية فلسطينية تحاكي المجد والتاريخ، إنك من شموع الحركة التي لا تنطفئ، شموع الأمل بوركتِ وبورك الانتماء لهذه الدعوة العظيمة وهذه الحركة العتيدة التي تنتصر للقضية وتصنع التاريخ للأجيال القادمة.

ماجدة حقاً أنك حكاية عطاء وتضحيات، وحكاية صمود على منوال الصبر والإصرار.
 

المصدر: الوزير الأسير وصفي قبها
  • 11
  • 0
  • 41,736
  • nada

      منذ
    أدعو الله أن يحشرك مع أمهات المؤمنين و الصحابيات و أن يرزقنى حسن العمل مثلك بوركتى....................

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً