{ ملعونين أينما ثقفوا }

منذ 2010-05-06

لقد لعن يهود على كفرهم وقتلهم الأنبياء بغير حق وبغيهم وعدم تناهيهم عن المنكر أو أمرهم أنفسهم بالمعروف، شهد بذلك كتاب ربنا، وتحل اللعنة على من شابههم أو تركهم يفسدون في الأرض..


ما أفظع أن نرى أنفسنا نشاهد صور حرق مسجد فلا يتملكنا حزن، ولا نذرف من عيوننا دمع، فضلاً عن أن نقوم بواجب حمايته والدفاع عن حرمات الله، وما أشد بؤسا أن ترانا لا نلتفت إلى مصحف أمرنا بألا نمسه إلا طاهرين، مطهرين، وهو أمام ناظرينا من بقايا حريق جوار الأحذية بعد أن حرقه المغتصبون الصهاينة بالضفة الغربية.



مسجد ياسوف الذي أضرم فيه يهود النيران وأحالوه محتوياته كومة من الرماد يشهد على غياب الموقف والنخوة والكرامة، واستضعافنا إلى الحد الذي يتسلى فيه المجرمون بحرماتنا ومقدساتنا في عقر دار الإسلام بأرض الله المباركة، وهو حلقة من سلسلة الاستهانة والاستخفاف بشعائر ورموز ديننا، وإحدى بالونات الاختبار المعدة لقياس ردات فعلنا حيال المسجد الأقصى المهدد على نحو لم يسبق له مثيل.



قبيح أن تمر الحادثة، وبالتزامن مع هدم مسجد بأطراف غزة بجرافات الصهاينة، وإثر هدم مسجد آخر قبل أقل من شهر في الضفة الغربية دونما حسيب أو رقيب أو حتى صيحة احتجاج.



لقد شاهت وجوه ألفت المذلة واستوطنت المهانة، وحل بأرضها العار، وخرست ألسنة جعلت الأحرف تكاد تنطق بذاتها تدين انحدارنا المزري، حتى إن كتاب الله عز وجل لما حرقه الملعونون وأشباههم لم يبق من أوراقه إلا وريقة صغيرة مكتوب عليها قول الله سبحانه ـ كما في الصورة أعلاه ـ "ملعونين".."سنة الله".."تبديلاً"..



والآية نزلت في المنافقين، لكنها تذكرنا بقول الله سبحانه وتعالى في شأن يهود: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ  } ، وجاء في التفاسير: (لعن الأسلاف والأخلاف ممن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم على لسان داود وعيسى)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تلا تلك الآيات الكريمات: « كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق ولتقصرنه على الحق قصراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض وليلعنكم كما لعنهم » [أخرجه أبو داود والترمذي].



لقد لعن يهود على كفرهم وقتلهم الأنبياء بغير حق وبغيهم وعدم تناهيهم عن المنكر أو أمرهم أنفسهم بالمعروف، شهد بذلك كتاب ربنا، وتحل اللعنة على من شابههم أو تركهم يفسدون في الأرض.. هم ملعونون، ونسأل الله ألا نشبههم بسكوتنا عن جرائمهم وإفسادهم، ولا إفساد غيرهم، وأن نتظلل دائماً بتلك الشعيرة العظيمة التي تحفظ علينا ديننا ومجتمعنا.



21/5/1431 هـ
 

المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 1
  • 17,656

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً