شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (34) وحدث في الحرم المكي!

منذ 2016-05-12

وقفنا وسط زحام شديد، ننظرإلى تلكم الكعبة المشرفة الشامخة من بعيد!!

تقول صاحبتنا:

وبعد الإفطارتوجهنا إلى الحرم بلا أناة أوانتظار، وعند باب من أبواب الحرم المكي الشريف، وقفنا جميعاً نتفق بلا تكليف، احتاج بعضنا إلى دخول الخلاء، فشرع بعض الرجال يبحثون فيما جاورنا من الأنحاء.

وبعد السؤال: ذهبت من أرادت من النساء في الحال، بينما ذهب إلى غير مكانهن الرجال، وبينما كنا في الانتظار، إذا بأعداد المصلين تتزايد زيادة تفوق الخيال، فلما حاولنا التحرك للبحث، تبعثر القوم كل في جهة غاب بلا وعي ولا حس!!

وكنتُ بصحبة أبويّ، وزوجين -تقريبًا- في عمر والديّ، فلما يئسنا من لقاء غيرنا؛ إلى داخل الحرم يممنا وجهنا.
والحق أن غطاء الوجه كان يضايقني بشدة؛ كأني أنظرعبر نظارة سوداء في ليلة ظلماء فشقت عليّ الرؤية!
فكنت أرى بغير وضوح أحوج ما أكون إلى معرفة أين ينبغي أن أقصد أوأروح، استعنا بالله ربنا وحاولنا التمسك جيدًا في خضم الزحام الشديد ببعضنا، قلنا دعاء دخول المسجد، وعن الكعبة صرنا نسأل كي نقصد، فإذا بنا في وسط ناس سائرين، على آخر حدود مرمى البصر محرمين، فقلنا: لعلهم الطائفون، ولكن أين الكعبة التي حولها يدورون!! وبعد مرور دقيقتين، علمنا أننا في وسط المسعى بين الجبلين!

ثم أشار لنا بعضهم إلى اتجاه الكعبة، وقد تاقت إليها نفوسنا واشتاقتنا أعيننا إلى القرب منها والرؤية! فحاولنا وحاولنا الاقتراب في ذلك الزحام، حتى رأيناها شامخة بعيدًا في الأمام! وشد ما كدرني حينها، عدم تمكني من إبداء بعض الحنين لها؛ كنت مقيدة بمن معي من صحبة، فلم أستطع تمحيص ما في داخلي ألبتة، وكم كنت أحب أن أخلو بنفسي، وأتمتع بما يجول في قلبي وحسي، ولكن ... قدر الله وما شاء فعل، فذلك ما قد تم وحصل!

وقفنا وسط زحام شديد، ننظرإلى تلكم الكعبة المشرفة الشامخة من بعيد، ولم نكن للمغرب صلينا؛ فصلى بعضنا إلى سترة، وبقي الآخرون يبعدون عنهم المارة، وكذا صلى البقية، ثم جلسنا في انتظار صلاة العتمة، وسريعًا رُفع النداء، وأُقيم لصلاة العشاء، وبعد تمام الصلاة، امتلأ الصحن عند الكعبة بالطائفين، ثم تواصلت وتراصت صفوف المصلين، فقد كانت ليلة الخامس والعشرين!

وبدأت صلاة القيام، واستحال الوصول إلى صحن الطواف من شدة الزحام، فأصابني الدوار، وأُُلهمتُ التوجه إلى طابق أعلى من الأدوار، وبعد مشقة، استطعنا الوصول إلى ثاني طبقة، وبدأنا الطواف من أعلى، وكان لطوافنا هذا قصة أخرى!!

ويتبع بإذن الله.

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,333
المقال السابق
(33) يوم في السكن
المقال التالي
(35) وحدث في الطواف

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً