تقرير خطير ..الإعتداءات الجنسية على الراهبات في الكنائس

منذ 2010-05-13

تؤكد العديد من التقارير التي كتبها أعضاء كبار في الجمعيات النسوية الدينية وقسيس أمريكي أن الانتهاك الجنسي الذي تتعرض له الراهبات على يد القساوسة، بما في ذلك الاغتصاب، بات مشكلة حرجة خاصة في إفريقيا وأجزاء من دول العالم النامي..


تؤكد العديد من التقارير التي كتبها أعضاء كبار في الجمعيات النسوية الدينية وقسيس أمريكي أن الانتهاك الجنسي الذي تتعرض له الراهبات على يد القساوسة، بما في ذلك الاغتصاب، بات مشكلة حرجة خاصة في إفريقيا وأجزاء من دول العالم النامي.

يؤكد التقرير الذي ترجمه موقع المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير أن بعض رجال الدين الكاثوليك قد استغلوا سلطاتهم المالية والروحية للحصول على امتيازات جنسية من الراهبات اللاتي اعتادت الكثيرات منهن في الدول النامية على الخضوع للرجال. تقول التقارير التي حصل عليها المركز الصحافي الكاثوليكي الدولي(NCR) -وتتضمن أحداثا وقع بعضها منذ وقت قريب، وبعضها كان متداولا خلال السبع سنوات المنصرمة على أقل تقدير- إن القساوسة من وقت لآخر يطلبون الحصول على المتعة الجنسية في مقابل بعض الامتيازات مثل إصدار إذن أو شهادة للعمل في إبرشية معينة. تشير التقرير، وهي خمسة تقارير في المجمل، إلى أنه في إفريقيا على وجه الخصوص، تلك القارة التي صارت نهبا للأمراض الجنسية مثل الإيدز، ينظر إلى الراهبات الشابات باعتبارهن أهدافا آمنة للنشاط الجنسي. في حالات قليلة مفرطة، وفقا لما جاء في الوثائق، حبلت الراهبات من الآباء القساوسة ثم بعد ذلك أجبرنن على أن يجرين بعمليات إجهاض.


في بعض الحالات، وفقا لواحد من التقارير، قد ترضخ الراهبات عن طيب نفس، سواء أكان ذلك لسذاجتهن أو لتكيفهن اجتماعيا على طاعة الشخصيات صاحبة السلطة، للرغبات الجنسية.

ومع أن هذه المشكلة لم تنشر على الملأ، فقد نوقشت هذه التقارير في مجالس رجال الدين من النساء والرجال وفي الفاتيكان.

ففي نوفمبر 1998، قامت إرساليات سيدتنا عذراء إفريقيا، يمثلها السينيور ماري ماكدونالد(Marie McDonald) وهى نفسها واضع التقرير، بتقديم ورقة للنقاش من أربعة صفحات حملت عنوان«مشكلة الاعتداء الجنسي بين الإكليروس في إفريقيا وروما» إلى مجلس الستة عشر وهي مجموعة يلتقي أعضاؤها ثلاث مرات سنويا. يتألف هذا المجلس من مندوبين عن ثلاثة مجالس: اتحاد الرؤساء العموميين للأبرشيات، وهي منظمة تضم المجتمعات الدينية الذكورية ومقرها روما، الاتحادا الدولي لرئيسات الأبرشيات العموميات، وهي مجموعة مشابهة ولكنها تمثل النساء، ومجمع مؤسسات الحياة المقدسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو المكتب التابع للفايتكان يشرف على الحياة الدينية.

في شهر سبتمبر المنصرم، أثار القضية الراهب البنيديكتي السنيور «إستير فانجمان»، وهو مستشار نفسي ورئيس اتحاد القديس سكولاستيكا، التي هي منظمة تتألف من اثنين وعشرين ديرا داخل الولايات المتحدة واثنين في المكسيك، في خطاب ألقاه في مؤتمر عقد في روما حضره مائتين وخمسين رئيس دير بنيديكتي.

قبل ذلك بخمس سنوات، وتحديدا في 18 فبراير 1995، قامت الطبيبة «ماورا دونوهيو» مسئولة إرسالية العذراء الطبية بإطلاع الكاردينال «إدواردو مارتينيز» مدير المجمع الفاتيكاني لشئون الحيا الدينية، ومعه أفراد طاقمه، على المشكلة.

«ماورا دونوهيو» هي المسئولة عن التقرير الصادر في عام 1994 والذي يشكل واحدا من أكثر الروايات شمولا. في وقت كتابة التقرير، كانت قد قضت سنوات كمنسقة للهيئة الكاثوليكية للتنمية فيما وراء البحار المعنية بشئون مرض نقص المناع المكتسب(الإيدز).

على الرغم من أن الإحصائيات المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الراهبات غير متوفرة، فإن غالبية الزعماء الدينيين الذين التقتهم «إن سي آر» يقولون إن معدل تكرار إفادات التعرض للاعتداء الجنسي وكثافتها يشيران إلى مشكلة تحتاج معالجة.

قال الأب البنيديكتي «نوكتار فولف»، وهو رئيس دير برتبة كبير أساقفة تابع لأخوية الرهبان البنديكتيين، لـ«إن سي آر»:« لا أعتقد أن هذه هي مجرد حالات استثنائية.» ويضيف:«أعتقد أن الاعتداءات المذكورة ما تزال متواصلة. بأي معدل تحدث، وما هي الأرقام تحديدا، هذا ما لا سبيل أمامي لمعرفته. لكنها مشكلة خطيرة ويجب أن نتناولها بالنقاش.»


قام «فولف» بالعديد من الرحلات إلى إفريقيا لزيارة المؤسسات البنيديكتية وهو على اتصال بأفراد الأخوية هناك.

تربط الدكتورر "أودونوهيو» في تقاريرها بين الانتهاك الجنسي وانتشار الإيدز في إفريقيا والمخاوف المتعلقة بالتقاط العدوى.

ففي عام 1994 كتبت:«للأسف أفادت الأخوات كذلك أن القساوسة قد استغلوهن جنسيا لأنهم كان قد أصابهم الخوف كذلك من أن يتلوثوا بمرض الإيدز عبر الاتصال الجنسي بالعاهرات و«النسوة» الأخريات «المعرضات للخطر».

في بعض الثقافات، كتبت "أودونوهيو»، يتحول الرجال الساعين وراء المومسات إلى «بنات المدارس الثانوية اللاتي يعتبرن، نظرا لصغر سنهن، «آمنات» من الإصابة بالإيدز.»


وأضافت: «على نحو مشابه، تشكل الأخوات الراهبات « مجموعة أخرى جرى تصنيفها على اعتبار أنها أهدافا «آمنة» للنشاط الجنسي.»

«على سبيل المثال،» كتبت "أودونوهيو»، «رئيس دير يضم جماعة من الراهبات في إحدى الدول توجه إليه القساوسة بطلب أن يتيح الأخوات لهم للخدمات الجنسية. وعندما رفض رئيس الدير، أوضح القساوسة أنهم سيضطرون إن لم يحدث هذا إلى النزول إلى القرية ليجدوا نساء، وأنهم على هذا النحو قد يصابون بمرض الإيدز.»

كتبت "أودونوهيو» أن رد فعلها في بداية الأمر تمثل «في الشعور بالصدمة وعدم التصديق» من «عِظَمِ» المشكلة التي كانت تواجهها عبر اتصالاتها ب«عدد كبير من الأخوات أثناء زياراتي» في عدد من الدول.

«تفشي مرض الإيدز لفت الانتباه إلى المشكلات التي لم ينظر إليها في السابق على اعتبار أنها مشكلات خطيرة» «التحديات الجسام التي يفرضها مرض الإيدز على أفراد الأخويات الدينية ورجال الإكليروس تزداد اليوم وضوحا.»


في تقرير بخصوص لقائها بالكاردينال مارتينيز في الفاتيكان عام 1995، ذكرت «أودونوهيو»أن التبتل له معان مختلفة في الثقافات المختلفة. فقد كتبت على سبيل المثال تقول إن نائبا للأسقف العام في أبرشية إفريقية كان قد تحدث معها «بصراحة تامة» عن فكرة التبتل في إفريقيا قائلا إن «التبتل في السياق الإفريقي يعني أن القسيس لا يتزوج، لكنه لا يعني أنه لا ينجب أطفالا.»

من بين مليار إنسان هم عدد الكاثوليك في العالم، يعيش في إفريقيا مائة وستة عشر مليون(12 % تقريبا). وفقا لنسخة عام 2001 من الروزنامة الكاثوليكية، يوجد 561 أسقفا وكبير أساقفة، و26,026 قسيس و51,304 راهبة.

بالإضافة إلى مثل هذه الدراسة العامة، تلقى المكتب الذي يرأسه مارتينيز كذلك بيانات موثقة بشأن بعض الحالات. في واحدة من هذه الحوادث، وهي تعود إلى عام 1988 في مالاوي وأوردتها «أودونوهيو» في تقرير عام 1994، جرى فصل فريق قيادة المجمع النسوي التابع لإحدى الأبرشيات على يد الأسقف المحلي بعد أن اشتكوا أن 29 أختا قد حبلن على يد قساوسة الأبرشية. وقد ساعد المبشرون الغربيون فريق القيادة على جمع ملف سلم في نهاية المطاف إلى روما.

واحدة من هؤلاء المبشرين، وهي مبشرة متمرسة قضت ما يزيد على عقدين من الزمان في إفريقيا، قالت إن قضية مالاوي كانت بالغة التعقيد وإن مشكلة العلاقات الجنسية لم تكن العامل الوحيد الذي تنطوي عليه هذه القضية. وقد قدمت وصفا تفصيليا للقضية في مقابلة مع «إن سي آر» رفضت فيها الكشف عن هويتها.

قالت المبشرة إن فريق القيادة كان قد تبنى قواعد تمنع الأخوات من قضاء الليل في بيت قسيس، وحرم على القساوسة من البيات حتى صباح اليوم التالي في الأديرة ومحرما على الأخوات أن يخلين بالقساوسة. كان القصد من هذه القواعد أن تقلص إمكانية حدوث علاقة جنسية.

بينما قالت العديد من المصادر للـ«إن سي آر» إن المجتمعات الدينية وكذلك المسئولين الكنسيين قد اتخذوا خطوات لتدارك المشكلة، غير أنهم امتنعوا عن إيراد نماذج محددة.


يقول آخرون إن جو السرية الذي ما يزال يحيط بالقضية يشير إلى أن خطوات أكبر ينبغي إنجازها.

سبب هذه السرية من جهة يرجع إلى جهود الهيئات الدينية للعمل ضمن النظام في مواجهة المشكلات ومن جهة ثانية إلى السياق الثقافي التي تحدث فيها. في مناطق جنوب الصحراء على سبيل المثال، حيث تقول التقارير إن المشكلات هناك هي الأكثر حدة، نادرا ما ما تناقش مسائل الجنس والإيدز بصراحة. بين كثير من الشعوب في هذه المنطقة من وسط إفريقيا وجنوبها تعد قضايا الجنس عمليا من المحظورات وفقا لإفادات الكثيرين ممن عملوا هناك.

في محاولة للتعبير عن يئسها من الجهود غير الناجعة التي تبذل لقسر مسئولي الكنيسة على مواجهة هذه المشكلة، كتبت «أودونوهيو» عام 1994 «مجموعات من الأخوات ممن ينتمين إلى الأبرشيات المحلية قمن بتوجيه مناشدات حارة من أجل المساعدة لأعضاء الأبرشيات الدولية وأكدن أنهن عندما يحاولن أنفسهن أن يوجهن شكاوى للسلطات الكنسية عن تعرضهن للتحرش الجنسي على يد القساوسة، لا يجدن سوى «آذانا صماء».

لم تتلق «إن سي آر» ردا من الهيئة الإعلامية الفاتيكانية على مطالبها للتعليق على هذه الرواية.

كتبت «أودونوهيو» أنه على الرغم من أنها كانت لديها معلومات عن حوادث في حوالي 23 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، في خمس قارات، لكن الغالبية العظمى وقعت في إفريقيا.

الأمر المثير للسخرية، مع التسليم بحقيقة تحفظ كثير من الأفارقة على الحديث عن الجنس، هو أن الممارسة العرضية للجنس هي أمر شائع في أجزاء من إفريقيا، والتعفف عن ممارسة الجنس هو أمر نادر. إنها ثقافة يزدهر فيها الإيدز. يقول الخبراء إن هذه الرية مستقاة من ارتباط ثقافي متجذر حتى الأعماق بين الذكورية والإنجاب- رؤية تجعل إصرار الكنيسة على الامتناع عن الزواج أمرا عسيرا، ليس فقط في التطبيق، بل كذلك كمفهوم في أذهان بعض القساوسة الأفارقة.
 

الإيدز ما يزال شابا في إفريقيا

يعيش حوالي 25.3 مليونا من بين 36.1 مليون هم عدد الحاملين لفيروس الإيدز في العالم في إفريقيا جنوب الصحراء. منذ أن بدأ الوباء في الظهور في أواخر العقد الأول من السبعينات، مات 17 مليونا من الأفارقة جراء الإيدز، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. من بين 5.3 مليون حالة إيدز جديدة سجلت في عام 2000، وقعت 3.8 حالة منها في إفريقيا. وفقا لمقال مصور عن الإيدز في إفريقيا جنوب الصحراء من عدد مجلة التايم الصادر في 12 فبراير، «الجنس العرضي من كل نوع هو أمر شائع. في كل مكان هناك اتصال جنسي فيما قبل الزواج، وممارسة للجنس كتسلية. الجنس الإجباري ونظيره الجنس المؤذي جسديا، والجنس القسري. الجنس التجاري: الجنس كهدية، والجنس مقابل هدية. وهناك الجنس بين غير المتزوجين وداخل العائلات البديلة، والجنس متعدد الرفقاء.»

من ناحية أخرى، أكدت التايم أن النساء، اللاتي تعلمن منذ نعومة أظفارهن أن يطعن الرجال، يشعر بالعجز عن حماية أنفسهن من رغبات الرجال الجنسية.

حتى عندما ينسبون الأمر إلى ممارسة الجنس مع أكثر من شخص-وهو الأمر الذي يجادل بعض الخبراء أنه مشكلة ليست أقل خطورة في الأمم الغربية، يقول رجال الدين من النساء والرجال الذين يثيرون مشكلة استغلال الراهبات جنسيا إن الحالات التي يصدرون بشأنها التقارير هي بوضوح حالات لا تحتمل، وفي بعض الأحيان تصل إلى حالة يتعذر وصفها.

في إحدى الحالات، وفقا لما تورده «أودونوهيو»، أجبر قسيس راهبة على إجراء عملية إجهاض، وماتت أثناء العملية. والعجيب أنه ترأس بعد ذلك قداس الصلاة على جثمانها.
 

التحرش أمر شائع

في تقرير ماكدونالد، تقول إن« التحرش الجنسي بالأخوات وحتى اغتصابهن على يد القساوسة والأساقفة هو أمر شائع » وأنه «في أحيان كثيرة عندما تحْبَلُ أخت،، يصر القسيس على أن تجري عملية إجهاض.» تقول ماكدونالد إن تقريرها أشار بالدرجة الأولى إلى إفريقيا وإلى الأخوات الإفريقيات، والقساوسة والأساقفة الأفارقة- ليس لأن المشكلة هي مشكلة تخص إفريقيا تحديدا، بل لأن المجموعة التي أعدت التقرير اتخذت«تجربتها في إفريقيا في الأساس مصدرا وكذا المعرفة التي اكتسبوها من أفراد أبرشياتهم، أو من الأبرشيات الأخرى- خاصة المجامع الأبرشية في إفريقيا.»

كتبت ماكدونالد تقول:«نحن على علم بأن المشكلة حاضرة في أماكن أخرى كذلك. لكن حبنا للكنيسة ولإفريقيا تحديدا هو ما أصابنا بالكرب الشديد نحو هذه المشكلة».

تقرير ماكدونالد كان هو نفسه التقرير الذي قدم عام 1998 إلى مجلس الستة عشر. لكنها رفضت أن تجري حوارا مع «إن سي آر».

عندما تحبل إحدى الأخوات، تقول ماكدونالد، تخضع دائما لعقوبة الفصل من الأبرشية، بينما «ينقل القسيس غالبا إلى أبرشية أخرى- أو يرسل لأجل إكمال دراساته العلمية.»


في تقريرها كتبت ماكدونالد تقول إن القساوسة أحيانا يستغلون اعتماد الراهبات الشابات المالي على الكنيسة أو يستغلون الإشراف الروحي وسر الاعتراف للحصول على خدمات جنسية.

تورد ماكدونالد ثمانية عوامل تعتقد أنها تتسبب في حدوث المشكلة:

أ‌. حقيقة أن التبتل أو العفة أو كلاهما لا يمثلان شيئا ذا قيمة في بعض الدول.

ب‌. الوضع المتدني للمرأة داخل المجتمع والكنيسة: في بعض الظروف «تتعلم الأخت أن تنظر إلى نفسها باعتبارها مخلوقا أدنى منزلة، أو تكون خاضعة وأن تطيع.»

«من المفهوم إذن أن أختا تجد أنه من المستحيل أن ترفض كاهنا يطلب منها خدمات جنسية. هؤلاء الرجال ينظر إليهم باعتبارهم "شخصيات صاحبة نفوذ" تجب طاعتها.»

«من ناحية أخرى، عادة ما يكونون أكثر حظا من الناحية العلمية وحصلوا على تكوين لاهوتي أكثر تقدما مما حصلت عليه الأخوات. وقد يستعملون حججا لاهوتية مزيفة لتبرير طلباتهم وسلوكهم. والأخوات هن مما يسهل التأثير عليهن بمثل هذه الحجج. حجة من هذا النوع تساق كالتالي:

«"كلانا قد رسمنا عازبين. هذا يعني أننا تعهدنا بأن نظل غير متزوجين. لكننا نستطيع أن نمارس الجنس مع من غير أن نحنث بهذه العهود."»


ج‌. وباء الإيدز الذي يعني أن الراهبات من المرجح أن ينظر إليهن على اعتبار أنهن «آمنات.»

د‌. التبعية المالية التي خلقتها الأجور المتدنية المخصصة للأخوات العاملات في بلدانهم الأم أو الدعم غير المناسب المخصص للأخوات التي يبتعثن إلى الخارج لأجل الدراسة. تعتبر مشكلة الاعتداء الجنسي في إفريقيا أمرا شائعا، وفقا لكثير من المراقبين، بين أعضاء المجامع الدينية التابعة للأبرشيات الذين يحصلون على رواتب متدنية ولا تتاح لهم شبكات دعم دولية.

ذ‌. الفهم غير السديد للحياة الكهنوتية، سواء من ناحية الأخوات، أو من ناحية الأساقفة والقساوسة والعلمانيين.

ر‌. اختيار المجامع للمرشحين الذين تعوزهم المعرفة المناسبة بالثقافة.

ز‌. الأخوات المبتعثات إلى الخارج في روما والبلدان الأخرى للدراسة هم غالبا «صغيرات السن للغاية أو غير ناضجات فكريا أو كلا الأمرين معا» وتنقصهن المهارات اللغوية والاستعداد وأنواع الدعم الأخرى، و«كثيرا ما يلجأن إلى طلاب الدراسات الإكليريكية وكذا إلى القساوسة طلبا للعون» مما يخلق إمكانية الوقوع فريسة للاستغلال.

كتبت ماكدونالد تقول«لا أنوي أن ألمح إلى أن القساوسة والأساقفة وحدهم هم الملومون وأن الأخوات هم مجرد ضحايا لهم» وتكمل:« لا، يمكن للأخوات في كثير من الأحيان أن يكن فحسب راغبات في ذلك بشدة، ويمكنهن كذلك أن يكن ساذجات.»

س‌. الصمت:

تقول ماكدونالد: «لعل هناك عاملا آخر له دور هام في هذا الأمر ألا وهو «الاتفاق على الكتمان» الذي يحيط بهذه المشكلة». وتسترسل:«لو كنا نستطيع فحسب أن ننظر إليها بصراحة، فسوف نكون قادرين على إيجاد الحلول.»

القسيس الأمريكي الذي حكى رواية مشابهة عن الاستغلال الجنسي للنسوة الراهبات هو الأب روبرت ج فيتيللو، وهو الآن المدير التنفيذي للحملة الأمريكية للتنمية البشرية. في مارس عام 1994 ، أي بعد شهر من موعد كتابة «أودونوهيو» لتقريرها، تحدث فيتيللو عن المشكلة إلى مجموعة دارسة لاهوتية في كلية بوسطن. كان فيتيللو يتمتع بمعرفة واسعة بإفريقيا تعتمد على زياراته المنتظمة لأجل عمله. حديثه الذي ركز على العديد من المشكلات الروحية والأخلاقية المتعلقة بالإيدز، حمل عنوان:«التحديات اللاهوتية التي يفرضها وباء الإيدز العالمي.»


'ينبغي أن تذكر'

في كلية بوسطن أخبر للمجتمعين أن الراهبات كن هدفا للرجال، خاصة رجال الكهنوت، الذي كانوا من قبل قد ترددوا على عاهرات.

وقال«آخر مشكلة أخلاقية أجدها بسيطة للغاية لكن ينبغي أن تذكر تتعلق بالحاجة إلى شجب الاعتداء الجنسي الذي ظهر كنتيجة خاصة لمرضي ضعف المناعة وفقدان المناعة المكتسبين. في كثير من مناطق العالم، قلل الرجال اعتمادهم على العاملات في ميدان الجنس التجاري لخوفهم من اكتساب عدوى ضعف المناعة(HIV)....ونتيجة لهذا الخوف واسع النتشار، تحول كثير من الرجال(بل وبعض النساء) إلى الفتيات صغيرات السن(ولهذا تحديدا يفترض بهن أن يكن غير حاملات للعدوى) (وكذا الغلمان) طلبا للخدمات الجنسية. مثل هؤلاء الرجال، وأخص بالذكر رجال الكهنوت منهم الذين كانوا قد ترددوا من قبل على العاهرات، استهدفوا الراهبات بالقدر نفسه. بل إني قد سمعت بنفسي قصصا مأساوية عن الراهبات الذي أكرهوا على البغاء مع القسيس المحلي أو مع المستشار الروحي الذين أصروا على أن هذه الممارسة هي «أمر جيد» لكلا الطرفين.

« كثيرا ما قوبلت المحاولات المبذولة لرفع هذه المشكلات مع السلطات الكنسية المحلية والدولية بالتجاهل» يقول فيتيللو. «في أمريكا الشمالية وفي بعض أجزاء أوروبا، تترنح كنيستنا بالفعل تحت وقع فضائح الاعتداء الجنسي على الأطفال. فكم ستستغرقه هذه الكنيسة المؤسساتية نفسها لتصبح أكثر تجاوبا مع هذه المشكلات الجديدة المتعلقة بالاعتداء الجنسي التي تظهر نتيجة لوباء الإيدز؟»


التفاصيل

الظروف الخاصة التي جرى إجمالها في تقرير «أودونوهيو» هي كالتالي:

في بعض الحالات، كان لزاما على المرشحات للالتحاق بالحياة الرهبانية أن يقدموا خدمات جنسية للقساوسة لكي يحصلوا على الشهادات الضرورية أو التوصيات (أو كليهما) اللازمة للعمل في إحدى الأبرشيات.

في العديد من الدول، تشعر الأخوات بالانزعاج تجاه السياسات التي تلزمهن بمغادرة الأبرشية إن أصبحت إحداهن حبلى، بينما يكون بمقدور القسيس المتورط في نفس الأمر أن يواصل خدمته الكهنوتية. مسألة العدالة الاجتماعية هي مسألة تقع خارج نطاق الإنصاف، حيث تترك الأخت بلا مساعدة لتربية طفلها باعتبارها أم عزباء «وغالبا ما يكون ذلك مترافقا بمقدار كبير من الشعور بالعار وكثيرا ما يكون هذا في ظروف اجتماعية واقتصادية متدهورة للغاية.


لقد ذكرت نماذج في العديد من الدول التي أجبرت فيها هؤلاء النسوة على أن تصير إحداهن زوجة ثانية أو ثالثة في عائلة بسبب الاعتبار المهدر داخل الثقافة المحلية. البديل، باعتباره قضية حياة، هو أن يخرجن «إلى الشوارع» للعمل كـ«عاهرات» وبذلك «يعرضن أنفسهن لمخاطر الإصابة بالإيدز، إن كن لم يصبن به بالفعل.»

«رؤساء الأديرة الذين التقيتهم عبروا عن بالغ قلقهم بشأن الانتهاك الجنسي الذي تتعرض له الأخوات على يد القساوسة في بعض المناطق. رئيس مجمع تابع لإحدى الأبرشيات حيث حبلت العديد من الأخوات على يد القساوسة، كانوا يشعرون بالحيرة أمام محاولتهم إيجاد حل. مجمع آخر تابع لأبرشية أخرى اضطر لطرد 20 أختا بسبب حملهن والسبب في كثير من الحالات هو القساوسة أيضا.»

«بعض القساوسة كانوا يوصون بأن تتناول الأخوات مانع للحمل، مضللين إياهن بالزعم إن «الحبة» ستحفظهن من انتقال عدوى الإيدز. آخرون شجعوا بالفعل الأخوات اللاتي تورطوا معهن جنسيا على أن يجهضن أنفسهن. بعض المشتغلين بالطب من الكاثوليك الذين وظفوا للعمل في المستشفيات الكاثوليكية أفادوا بتعرضهم لضغوط من طرف القساوسة للقيام بعمليات إجهاض في هذه المستشفيات للأخوات الراهبات.»

«في عدد من الدول، يتحدى أعضاء مجالس الأبرشيات ومجالس المجتمعات المسيحية الصغيرة رعاة أبرشياتهم بسبب علاقاتهم بالنساء والفتيات صغيرات السن عموما. بعض هؤلاء النسوة هن زوجات أبناء الأبرشيات. في ظروف كهذه، يشعر الزوج بالغضب تجاه ما يحدث، لكنه يخجل من التصدي لقسيس أبرشيتهم. بعض القساوسة مشهورون بإقامة علاقات مع نساء عديدات، وكذلك بإنجاب أطفال نتاج أكثر من علاقة جنسية واحدة. حادثني بعض العلمانيين[1] عن مخاوفهم في هذا السياق من التصريح بأنهم ينتظرون على أحر من الجمر اليوم الذي ستلقى فيه على مسامعهم عظات مصاغة في شكل حوار بين القسيس ومستمعيه. هذا سيمنحهم الفرصة لمواجهة بعض القساوسة بشأن صدق وعظهم ومعاييرهم المزدوجة الجلية.


في بعض الدول التي زرتها، أخبرت بأن بيت الكاهن في أبرشية معينة هوجم على يد مسلحين بالبنادق من شعب الأبرشية لأنهم اشتاطوا غضبا من القساوسة بسبب إساءة استعمالهم للسلطة وخيانة الأمانة التي تعكسها أفعالهم وأساليب حياتهم.

«في دولة أخرى قبلت منتقلة جديدة من الإسلام إلى المسيحية(إحدى فتاتين تحولتا إلى المسيحية) كمرشحة للالتحاق بمجمع رهباني محلي. عندما توجهت إلى قسيس أبرشيتها لأجل الحصول على الشهادات المطلوبة، تعرضت للاغتصاب على يد القس قبل أن تمنح الشهادت. ولأن عائلتها كانت قد تبرأت منها لتحولها إلى المسيحية، لم تستطع أن تقدم على العودة إلى المنزل. انضمت إلى المجمع وسرعان ما اكتشفوا بعد ذلك أنها حبلى. بحسب ما هداها إليه تفكيرها كان الخيار الوحيد أمامها هو أن تغادر المجمع بدون إبداء أسباب. عشرة أيام هي مجموع ما قضته تتجول في الغابة، متعذبة بشأن ما ستفعله. ثم قررت أن تذهب لمحادثة الأسقف الذي استدعى القسيس. أقر القسيس بصحة الاتهام وقال له الأسقف أن يذهب إلى المعتزل لمدة أسبوعين.

«منذ العقد الأول من ثمانينات القرن العشرين صارت الأخوات في عدد من الدول يرفضن باستمرار السفر منفردات مع قسيس في سيارة بسبب الخوف من التعرض للتحرش الجنسي، بل وحتى للاغتصاب. أحيانا أقدم القساوسة على إهانة مناصبهم الدينية في كقساوسة ومرشدين دينيين واستغلوا سلطانهم الروحي في الحصول على خدمات جنسية من الأخوات. في إحدى الدول، أضطرت رئيسات الأديرة أن يطلبن من الأساقفة أو من رؤساء الأديرة أن يفصلوا القساوسة الملحقين بالدير والمرشدين الدينيين أو سحب المديرين لقيامهم بالاعتداء على الأخوات.»

الأكثر تضررا بطريقة مباشرة، كما جاء في تقرير «أودونوهيو»، هن النسوة المنتهكات. لكن الآثار مع ذلك تمتد إلى المجتمع الأوسع وتشتمل على التحرر من الوهم والشعور بعدم الثقة في استقامة المؤسسة الكنسية. تجد المعتدى عليهن والآخرون داخل المجتمع «أساس إيمانهم فجأة صار منهارا»

الكثيرون ممن انهار إيمانهم هم من عائلات تنظر إلى الميول الدينية نظرة سلبية وهم، بحسب ما ورد في تقرير أودونوهيو، ممن«يتساءلون عن أسباب التمسك الشديد بالتبتل من أناس هم أنفسهم فيما يبدو متورطون في استغلال الآخرين استغلالا جنسيا. ليس هذا إلا نفاق أو على الأقل تعزيز للمعايير المزدوجة.»

بعض المراقبين يقولون إنه في أعقاب تقارير مثل هذه تكون قد اتخذت خطوات لمواجهة المشكلة.
 

توجيهات جديدة

ذكر وولف، وهو رئيس رهبنة بنديكتية في روما، «لدى العديد من الأديرة بالفعل توجيهات في حال اتهم راهب بالإساءة الجنسية، بالاعتناء بالأفراد المعنيين، بما في ذلك الضحايا. لقد روجت لهذه القضية في مجمعنا. نحن بحاجة إلى حسن النية والعدالة»

قال مسئول فاتيكاني لـ«إن سي آر» إنه «ثمة مبادرات عند مستويات متعددة» لرفع الوعي بشأن إمكانية الانتهاك الجنسي داخل الحياة الرهبنية. وأورد المسئول جهودا ضمن مؤتمرات رؤساء الأديرة، وضمن مؤتمرات الأساقفة، وداخل بعض المجتمعات الخاصة والأبرشيات.

غالبية هذه الأمور، كما قال المسئول، هي خطوات كان الفاتيكان «على علم بها» و«داعما» لها أكثر منه منظما أو مبادرا.

هذا المسئول الفاتيكاني الذي رفض الكشف عن اسمه أشار إلى علامتين تؤكدان أن الثقافة داخل الكنيسة هي في طور التغيير. في حالات محددة، يقول المسئول، كانت الاستجابة من قادة الكنيسة أكثر حزما وأكثر سرعة؛ وفي العموم، ثمة مناخ داخل الحياة الدينية يوجب مناقشة هذه القضايا. «تناولها بالحديث»، يقول المسئول،« هو الخطوة الأولى نحو الحل.»

مع ذلك لم يكن مسئولو الكنيسة يوما منفتحين على مقايضات من هذا القبيل. كتبت ماكدونالد في تقريرها الصادر عام 1998 إنها كانت قد خاطبت في مارس من ذلك العام اللجنة الدائمة لشئون حوار الاتحادات الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر ، وجمعية اتحادات الأساقفة الأفارقة، بشأن مشكلة الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها الأخوات في إفريقيا.


تقول ماكدونالد «لأن غالبية ما أعطيتهم إياه كان مبنيا على تقارير مصدرها المجامع التابعة للأبرشيات والاتحادات الرئيسة لرؤساء الأديرة في إفريقيا، كنت مقتنعة اقتناعا تاما بصحة ما كنت أتحدث عنه.»

مع ذلك، « شعر الأساقفة المذكورون أنه قيام الأخوات بإرسال تقارير كهذه إلى جهات خارج الأبرشيات هو عمل ينم عن غياب الولاء» تقول ماكدونالد. بل« قالوا إن الأخوات المذكورات ينبغي أن يتوجهن إلى أسقف الأبرشية بهذه المشكلات.»

وكتبت تقول« كان هذا سيكون بطبيعة الحال هو الحل الأمثل, غير أن الأخوات يزعمن أنهن فعلن ذلك مرارا وتكرارا. وفي كثير من الأحيان لم يجر التجاوب معهم على النحو اللائق. بل وجهت إليهم في بعض الحالات أصابع اللوم على ما حدث. وحتى عندما أنصت إليهم البعض بعطف، لم يحدث فيما يبدو ما هو أكثر من ذلك.»


قضايا تستحق الحديث عنها

مهما تكن الخطوات الإيجابية التي جرى اتخاذها، تظل المشكلة هما نابضا بالحياة بالنسبة للراهبات. في لقاء مع الأم فانجمان، الراهبة التي أثارت القضية في سبتمبر المنصرم في اجتماع لرؤساء الأديرة البنديكتيين في روما، في منزلها في كنساس، قالت للـ«إن سي آر» إنها قد سمعت قصصا عن أخوات جرى الاعتداء عليهن جنسيا على يد الآباء القساوسة أثناء نقاشات غير رسمية في لقاءات رؤساء الأديرة ورئيسات الأديرة تجري على مستوى العالم.

تقول الأم:« الأخوات اللاتي أثرن هذا الأمر شعرن بجرح عميق جراءه، ووجدوا الأمر بالغ الإيلام، وأن الحديث عنه أكثر إيلاما». ولأن الألم الذي كانت هي والأخريات يصغين إليه، تواصل حديثها:«قررنا أن الأمر يستحق كذلك أن نبدأ في الحديث عنه بطريقة أكثر انفتاحا، وقد سنحت لنا الفرصة أثناء لقائنا الدوري مع مجلس رؤساء الأديرة.»

قالت فاتجمان إن تقريرها الذي رفعته إلى رؤساء الأديرة البنديكتيين كان مبنيا على حوارات أجرتها مع الأخوات وعلى المعلومات الواردة في تقرير «أودونهيو».

حديث فانجمان نشر في إصدار حديث من مجلة التحالف من أجل الرهبنة الدولية، وهي مجلة تبشيرية تابعة للأخوية.


بروح مشابهة جرى إعداد تقرير «أودونوهيو»: أملا في دعم التغيير. فلقد كتبت في تقريرها أنها كانت قد أعدته «بعد كثير من التفكير العميق وبشعور عميق من الحاجة الماسة حيث إن الموضوعات التي يتناولها التقرير تمس جوهر رسالة الكنيسة ذاته وجوهر الكهنوت.»

المعلومات المتعلقة باعتداء القساوسة على الراهبات «مصدرها»، كما تقول أودونهيو» «هم المبشرون( رجالا ونساءًا)؛ والقساوسة والأطباء وأفراد عائلتنا الكنسية المخلصين الآخرين.» وتضيف:«لقد تأكدت من وجود سجلات القضايا الخاصة بالعديد من الحوادث» التي جرى وصفها في التقرير -الذي ترجمه المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير-، «وأن لا تكون المعلومات مبنية فحسب على الإشاعات.»

الدول الثلاثة والعشرون التي تم التنويه بها في التقرير هي الدول التالية: بوتسوانا، بوروندي، البرازيل، كولومبيا، غانا، الهند، أيرلندا، إيطاليا، كينيا، ليسوتو، مالاوي، بابوا غينيا الجديدة، الفلبين،جنوب إفريقيا، سيراليون، تنزانيا، تونجا، أوغندا، الولايات المتحدة الأمريكية، زامبيا، زائير وزيمبابوي.

وهي تأمل ، كما تقول، أن يكون التقرير «بناء على ما سبق دافعا للتصرف المناسب خاصة من جهة الذين يتولون سدة الزعامة في الكنيسة والذين هم مسئولون عن إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.»


البرلمان الأوروبي يدين الفاتيكان على خلفية الاعتداء الجنسي على الراهبات

ستراسبورج، فرنسا- شن البرلمان الأوروبي هجوما غير مسبوق على الفاتيكان مصدقا على مذكرة توجه إليه أصابع الاتهام بشأن حوادث الاغتصاب التي تعرضت لها الأخوات في إفريقيا في العقد الأول من تسعينات القرن المنصرم. بعض المراقبين رأى في الإجراء غير الملزم محاولة لاعتراض سبيل زيارة يوحنا بولس الثاني لهذه المؤسسة.

المذكرة البرلمانية بشأن «مسئولية الفاتيكان فيما يتعلق بانتهاك القساوسة الكاثوليك لحقوق الإنسان» لا تتمتع بطبيعة تنفيذية بل المقصود منها أن تكون بمثابة «حكم أخلاقي.»

المذكرة «تدين جميع الانتهاكات الجنسية ضد النساء، وعلى الأخص الموجهة ضد الراهبات الكاثوليك. كما أنها قدمت، على نحو مشابه، طلبا بأن يتم القبض على مرتكبي هذه الجرائم وأن يسلموا إلى العدالة.»

تمت الموافقة على المذكرة بموافقة 65 عضوا ورفض 49 وامتناع 6 عن التصويت. هؤلاء الذيت صوتوا لصالح شجب موقف الفاتيكان هم الحزب الاجتماعي الأوروبي، والجماعة الخضراء، واليسار الأوروبي الوحدوي، والمجموعة الديموقراطية الليبرالية الأوروبية (ELDR). أما من صوتوا ضدها فجاؤوا بشكل أساسي من الحزب الشعبي الأوروبي والاتحاد من أجل أوروبا مجموعة الأمم.


اقتراح التصويت قدمه إلي بلويج-فان جورسيل، وسيسيليا مالمستروم ولوسيفيس فان در لان، ومناضلي المجموعة الديموقراطية الليبرالية.

نقلت شبكة زينيت(العالم من روما) عن ماريو ماورو النائب في الاتحاد الأوروبي قوله:« يبدو الأمر كما لو أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ موقفا معاديا حكومة الولايات المتحدة لأن الرئيس بيل كلينتون استغل منصبه في إقامة علاقات جنسية مع متدربة.» كتلة الحزب الشعبي الأوروبي الذي ينتمي إليه ماورو صوتت ضد المذكرة.

كما طالب البرلمان الأوروبي الفاتيكان «أن يحقق بجدية في كل إشارة إلى انتهاك جنسي اقترف قي قلب المنظمات التابعة له...[و] أن يعيد النساء، الذين أقيلوا عن مناصبهم بسببهم قيامهن بتنبيه رؤساء الأديرة التابعات لها إلى هذه الانتهاكات، إلى مناصبهم في الهيئة الكهنوتية.»

فيما قال بيان صحفي صادر عن الفاتيكان إن رؤساء المجامع الرهبانية وأساقفة المناطق التي شهدت وقوع الانتهاكات الجنسية قد اتخذوا بالفعل تدابير احترازية للتأكد من أن لا تقع مثل هذه المشكلات مرة أخرى.
 


كانت المذكرة قد قدمت إلى البرلمان كـ«مناقشة ملحة» على الرغم من أن القضايا التي أشير إليها في التقرير وقعت منذ ما يزيد عن خمس سنوات.

«الفاتيكان يواجه اتهامات بشأن أخطاء تلطخت ببعضها سمعة بعض المبشرين»، يقول ماريو ماورو مفسرا الأمر. ويضيف:«مع ذلك، يجب التمييز بين الفاتيكان والأفراد المختلفين المنتمين إلى الكنيسة الكاثوليكية.»

«الفاتيكان ليس دولة كل كاثوليكي فيها هو مواطن. بل الفاتيكان يخدم المجتمع الكاثوليكي عبر وزنه الذاتي، لكن لا يمكن أن يكون مسئولا عن أي وكل سلوكيات الكاثوليك في مختلف أنحاء العالم، سواء أكانوا رجال دين أو أفرادا من عامة الشعب.»

بحسب ماريو، هدفت المذكرة البرلمانية إلى تحقيق غرضين سياسيين: محاولة إضعاف الثقة بالفاتيكان في المحافل الدولية التي يلعب فيها الفاتيكان دورا حاسما، وإعاقة زيارة محتملة للبابا يوحنا بولس الثاني إلى البرلمان . هذا التقرير مترجم لموقع المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير ولا يجوز نقله دون ذكر المصدر

[1] العلماني في هذا السياق هو المسيحي العادي(layman) الذي لا ينتمي لطبقة رجال الدين وليس العلماني (secularist) الذي يناصر الاتجاهات الداعية لفصل الدين عن شئون الحكم.(هامش للمترجم).


 

المصدر: ترجمة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
  • 10
  • 0
  • 95,382

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً