الإقلاع والترفع عن الشهوات والرغبات طريق النجاح والمجد

منذ 2016-05-06

الشهوات والرغبات ليست فقط الرغبات الجنسية أو رغبة الطعام أو المال ونحوها مما ورد في آية سورة ال عمران: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران:14]، ولكنها تشمل أيضًا رغبات معنوية عدة مثل حب الشرف والسلطة والجاه والشهرة والعلو وكل ذلك ورد في آيات قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة عديدة ومشهورة.

كثير من الحكماء والعظماء عبر التاريخ أقلعوا عن الشهوات بشكل عام أو عن الإفراط فيها ولجؤوا إلى تنظيمها وترشيدها ليس تدينًا ولا خوفًا من الله ولكن لإدراكهم أنهم لو انغمسوا فيها لكان ذلك عائقاً لهم عن تحقيق انجازات دنيوية ضخمة تحقق لهم العظمة التي هدفوا لها، وكثير من القادة والرموز الذين لعبوا دورًا مهمًا في التسبب بانهيار قومهم أو حضارتهم أو مملكتهم إنما دفعهم لهذا انغماسهم البالغ في تلبية ما تمليه عليهم شهواتهم.

كثير من الناجحين في الحياة فهموا هذا الدرس وعلموا أن الاقلاع عن بعض من شهواتهم سيحقق لهم الإنجازات التي يرشدهم عقلهم لتحقيقها فأقلعوا عن تلبية نداء بعض الشهوات ورشدوا بعضها الآخر، لينجحوا في تحقيق أهدافهم حتى وإن كانت أهدافًا دنيوية، بعض دعاة الشهوات والغرائز والرغبات الآن يرتكزون على نقد المحرمات في الإسلام بأن هذا المحرم أو ذاك هو شيء لذيذ وممتع أو جميل فكيف يحرمه الإسلام؟ بينما غاب عنهم (أو تغابوا هم) عن أن تحريم بعض الأمور أو تقييدها إنما هدفه في الإسلام واحد او أكثر من الأهداف التالية:

- تحقيق مصلحة للفرد أو المجتمع بنحو ما تمنع الطعام عن مريض ليشفى.
- دفع مفسدة عن الفرد أو المجتمع بنحو ما تمنع السموم أو الفيروسات عن الشخص لئلا يتضرر.
- اختبار الفرد أو المجتمع عبر الابتلاء بتكليف التحريم ليظهر امتثاله لأمر الله حتى الموت على ذلك.
- تقوية شخصية الفرد أو المجتمع عبر تقليل تأثير سيطرة الرغبة (الشهوة) التي هي وجدانية أو عاطفية في المقام الأول لصالح سيطرة دوافع العقل والمنطق العاقل على الشخصية ومن ثم سلوك هذا الشخص او ذاك المجتمع.

ومن هنا فلا يكون التحريم للشيء غير الممتع أو غير الجميل فقط لأن مناط التحريم ليس مرتبطًا بالقبح والجمال ولا بالمتعة أو عدمها إنما مناطه شيء أو أكثر مما قلناه، فالعبرة في الموضوع هي أمر الله ونهيه في الشيء وليس في جماله وقبحه.

كما أن العقلاء بصوابية تفكيرهم يفهمون التأثير السلبي للانغماس في الشهوات بلا أي ترشيد أو تقييد حتى لو لم يكن هناك ثمّ دين يقوم بهذا الترشيد والتقييد.

هامش توضيحي:
الشهوات والرغبات ليست فقط الرغبات الجنسية أو رغبة الطعام أو المال ونحوها مما ورد في آية سورة ال عمران: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران:14]، ولكنها تشمل أيضًا رغبات معنوية عدة مثل حب الشرف والسلطة والجاه والشهرة والعلو وكل ذلك ورد في آيات قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة عديدة ومشهورة. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 7
  • 0
  • 7,402

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً