البي بي سي إذ تكذب ..

منذ 2010-06-27

قدمت قناة البي بي سي العربية عدداً من الفاعليات دعماً للتنصير في مصر والوطن العربي، وبدأت تسير على خطى متطرفي التنصير... <br /> كانت البداية بفيلم (وثائقي) عن التنصير في مصر بعنوان (متنصرون)، ثم تلته بفيلمٍ آخر (أقباط في الشارع) ثم بحلقات (نقاش)...


قدمت قناة البي بي سي العربية عدداً من الفاعليات دعماً للتنصير في مصر والوطن العربي، وبدأت تسير على خطى متطرفي التنصير...

كانت البداية بفيلم (وثائقي) عن التنصير في مصر بعنوان (متنصرون)، ثم تلته بفيلمٍ آخر (أقباط في الشارع) ثم بحلقات (نقاش)...

وهذه مداخلة مع الفيلم الأول (متنصرون)، وأعاود الكرة إن شاء الله تعالى وبحوله وقوته، للتعاطي مع هذه الأطروحات في مقالاتٍ أخرى.

- الأفعال أصدق من الأقوال:
الأفعال أصدق من الأقوال، وقراءة الأفعال يعطي تشخيصاً دقيقاً للحالة التي نواجهها.
وهذه طريقة القرآن الكريم، فمن قبل ادعى قوم الإيمان بلسانهم وهم منافقون في بواطنهم فكذبهم الرحمن { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة:8]، وادعى قوم الصلاح بلسانهم وهم مفسدون بأفعالهم فكذبهم ربنا تعالى { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } [سورة البقرة:11 ـ 12].
فالصواب حين يتحدث هؤلاء أن ننظر في الأفعال، في الواقع...
ثم نقارن بين ما نسمع وما نرى، نعلم حقيقة من يتكلم، ونعلم حقيقة ما يحدث.


- المتنصرون ليسوا ظاهرة:
في هذا الفيلم يحاولون إبراز الردة عن الإسلام وكأنها ظاهرة.
وليست ظاهرة، وإنما حالات فردية، ولك أن تسأل عن الإمكانات المتوفرة للتنصير، الإمكانات المادية والبشرية والمساحة التي ينتشر عليها، والوسائل التي يستعملها، ثم ما النتيجة؟!

أفراد يتنصرون ومشبوهون، وأخبارهم معروفة: محمد حجازي، محمد رحومه، نجلاء الإمام، مجدي علام...
أفراد وحالة كل فرد قصة تحكي بأنها حالة خاصة نفسية (تطلب شهرة أو أمان بعد أن ارتكبت موبقا يقضي بالحكم عليها أعوام طويلة)، أو مادية.

وكثير من الحالات التي تعرض علينا لا نعرفها، بل نجدها تتعاطى الكذب كما هو الحال في الذين يظهرون مع زكريا بطرس.
حين يتحدثون عن التنصير يكذبون، مثلاً زكريا بطرس، زعم أن في الخليج العربي 55 ألف متنصر، فقط أضاف التاء، والأصل أنها 55 ألف منصر وليس متنصر.
وأتى بأحد من يعملون معه (فريق عمله) ومثل أنه شيخ خليجي ومعه مصرية تنصرا وتزوجا، وتبين بعد ذلك أنها تمثيلية.



المحصلة أنها ليست ظاهرة، وإنما أفراد مع توفر كل الإمكانات المطلوبة، ومع خمول الجانب الإسلامي في الدفاع عن قضيته، وفردية وعشوائية وعدم تفرغ مَن يعملون.

هذا بخصوص الجانب المحلي (العربي) وهو المعني بالتقرير...
وبخصوص الجانب العالمي فالصورة لا تختلف، اجتمعوا قبل نصف قرن تقريباً، وأعلنوا حملة لتنصير العالم أجمع في مطلع الألفية الثالثة، وأفريقيا على وجه الخصوص...
ولم يصلوا لعشر معشار هدفهم ولله الحمد.

وإذا عدنا للتاريخ نجد أن الردة طواعيةً عن الدين لم تمثل ظاهرة أبداً بعد أن استقر الإسلام في البلدان، فقط بالقوة عادت النصرانية لبعض البلدان كما حصل في الأندلس.

المحصلة: ارتداد المسلمين ليس بظاهرة لا في التاريخ ولا في الواقع المعاصر.


- نوعية من يتنصر ومن يسلم:
يتنصر الفقراء في مجاهيل أفريقيا وشرق أسيا طلباً للطعام والمال، ويتنصر قوم لا خلاق لهم، أو مشبهون ولا يعرفون بحسن سير وسلوك (مجدي الإمام) الذي تنصر في الفاتيكان، وكان بينهم من عشرات السنين، و (نجلاء الإمام) (محمد حجازي) و (محمد رحومة) وقصتهم معروفة.
ويسلم خيارهم.والأمثلة كثيرة من الواقع ومن التاريخ.


- العامل المعرفي:
التقرير ـ وغير التقرير من أطروحاتهم ـ يحاول إظهار مَن يتنصر وكأنها حالة من التعرف على الدين النصراني!
وكأنه فقط قرأ فعلم الصواب ومن ثم سارع إليه، وكأننا نخفي من دييننا ما إنْ يطلع عليه قومنا حتى يتركوا الإسلام.

وهذا الكلام غير صحيح مطلقاً، فكل شيء عندنا معلوم، نعرف عن نبينا ما لا يعرفه أحدنا عن أبيه. وكل واحدٍ من المسلمين يستطيع أن يناقش قضايا الدين بعلم وعدل، لا يوجد عندنا كهنوت،ولا أسرار سبع.
وما يردده هؤلاء يأتي بعد أن يكفروا بالله تعالى، بمعنى أنها لا تكون حالة من إثارة الشبهات حول الإسلام تنتهي بالردة، وإنما حالات ردة تظهر مفاجئة، ثم بعد ذلك يقول حباً في كتابهم وبغضاً في دين الإسلام...
وحين تسأل عن تفاصيل لا تجد! كلام يقال من خلف المايكروفون وفقط.


- الإرهاب الفكري:
من المحاور الرئيسية في التقرير ادعاء أننا نقتل مَن يرتد، ونرهب من يريد التعرف على النصرانية...
وهذا الكلام غير صحيح، فحد الردة غير مطبق، وحتى لو طبق، فنحن لا نرهب الناس على الدين، وإنما هو (حد الردة) لأولئك المستهزئين الذين يوماً هنا ويوماً هناك، أو أولئك الذين يحتالون ليلبسوا على العوام على طريقة {آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة آل عمران:72].
وغير صحيح أننا نرهب من يحاول التعرف على دينهم، فنحن ندرس كتابهم ونعرضه على الناس.


- إن هؤلاء ليكذبون:
بل حين ندقق النظر، نجد أن الحواجز حول الطرف الإسلامي وليس النصراني...
كم عدد القنوات الفضائية المتخصصة لنشر التنصير؟!!
ولا يوجد قناة واحدة إسلامية متخصصة في الرد عليهم.

يعرض حالة تتحرك في المدينة وهي خائفة تترقب، تتوارى من القوم من سوء ما فعلت...
والمتنصرون في المغرب يتوارون، والقنوات الفضائية في أمريكا تتخفى ولا تريد المشاركة في التقرير، وتهديدات مكتوبة تصلهم في القنوات!!
وهذا الكلام كذب يكذبه الواقع، أو حين نقرأ الواقع نجد أن هذا كله تمثيل.
المتنصرون ـ بزعمهم ـ يظهرون على شاشات القنوات ويراهم الناس، ويرفعون قضايا في المحاكم، بل بعضهم يتبجح ويتحدث بالوقح والرديء من القول، ولا يصاب أحد بسوء.
إن هؤلاء ليكذبون...


- لماذا تحول التنصير لظاهرة؟
يسأل: لماذا تحول التنصر لشأن عام؟ ولماذا يتسم الحديث عنه بهذه العدوانية الظاهرة؟!
تحول لظاهرة للآلة الإعلامية الضخمة التي حملته لكل مكان: محطات فضائية، مواقع إلكترونية، وسائل سمعية ومرئية وكتابية.
ولانشغال المسلمين عنه لم يعطوه الأهمية التي يستحقها.

والحديث عنه يتسم بالعدوانية لطبيعة الخطاب النصراني الموجَّه للمسلمين، فطبيعة الخطاب النصراني أنه كذوب مستفز يتطاول على أقدس ما عندنا بأحط الألفاظ.
وعدواني لطبيعة النوعية التي تتفاعل معه، إذ هو يخاطب العامة، والعامة لا تحسن الأخذ والرد المنضبط بالعقل، وغالباً ما تتحرك لما تكره أو لما تحب، وتكون مواقفها عملية.
فالنصارى مستفزون، والنصارى يتطاولون على أعز ما عندنا، والنصارى يتحدثون للعامة.[1]
فطبعي بعد هذا أن يصبح ظاهرة، ويصبح عدوانياً.


- خداع الأقباط:
أنها تتوهم أنها مساوية تماماً للمسلمين في البلد، ونسوا أنهم أقلية.
يتعرض النصارى لخطاب خادع كاذب يخرجهم من الحقيقة، هذا الخطاب الذي يتحدث عن حق تاريخي لهم وما كان لهم حق تاريخي، فالمسلمون واجهوا الرومان، ويحدثهم بأن لهم مثل ما للمسلمين...
فنجد (نصر متياس) في التقرير يطالب بمثل ما للمسلمين في البلد من معاهد دينية وقنوات فضائية على النيل سات.


- مواجهة مع الداخل:
من قبل كان من يتنصر يرحل سراً للخارج،يتم تهريبه...
والآن يبقى في الداخل، ويوظف للتنصير في الداخل، كما رأينا قناة فضائية يشرف عليها مرتدون عن الإسلام. وهذه نقلة خطيرة جداً.

 

محمد جلال القصاص
[email protected]

------------------

[1] انظر خاتمة كتاب (الكذاب اللئيم زكريا بطرس) وهي بعنوان: جناية زكريا بطرس على النصرانية.
 
المصدر: موقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,837

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً