المنتخب الفرنسي والجيش الأمريكي!

منذ 2010-06-27

جاء في الموقع الإلكتروني لشبكة الأخبار العالمية الأمريكية يوم الثلاثاء الأول من أمس هذا العنوان «خروج مذلّ للمنتخب الفرنسي» ويقصدون بذلك خروج منتخب فرنسا من نهائيات كأس العالم 2010 المستمرة منافساتها في جنوب أفريقيا بعد هزيمته بصورة مذلّة ...


جاء في الموقع الإلكتروني لشبكة الأخبار العالمية الأمريكية يوم الثلاثاء الأول من أمس هذا العنوان «خروج مذلّ للمنتخب الفرنسي» ويقصدون بذلك خروج منتخب فرنسا من نهائيات كأس العالم 2010 المستمرة منافساتها في جنوب أفريقيا بعد هزيمته بصورة مذلّة من منتخب الدولة المضيفة، هناك عدّة أسبابٍ كما يقول خبراء كرة القدم في تدهور أوضاع المنتخب الفرنسي على الساحة الكروية، ولكنّها برزت بشدّة عندما قام لاعب المنتخب نيكولا أنيلكا بسبّ مدرّب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك والسخرية منه وما نتج عن ذلك من اضطراب في صفوف المنتخب، ولكنّ مدرّب المنتخب مسيو دومينيك قال في مؤتمرٍ صحفيٍّ أنّ الشتائم التي وجهها إليه أنيلكا مهاجم المنتخب لم تكن مواجهة بينهما ولكنّها أمورٌ طبيعيةٌ في حياة مجموعة تحت الضغط، و(إن الناس لا يشعرون بمدى الضغوط التي نواجهها).
 

الجنرال (فريق أول) ستانلي مكريستال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان قائد عسكري كبير يواجه وقواته في أفغانستان إحباطات شديدة يعتقد حسب وجهة نظره، وهو القائد العسكري الخبير في الشؤون العسكرية، أن سببها القيادة المدنيّة في أمريكا، ولقد عبّر عمّا يعتمل في صدره ومساعديه من كبار قادة القوات الأمريكية في أفغانستان عن هذه الإحباطات في لقاء مع مجلة رولينغ ستون تم نشره يوم الجمعة الماضية، هذا اللقاء يتحدث عن انقسام بين قادة الجيش الأمريكي في أفغانستان ومستشاري الرئيس باراك أوباما، ولقد انتقد هؤلاء القادة الكبار بشدة وسخروا من جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، وجيم جونز مستشار الأمن القومي، وكذلك من ريتشارد هولبروك مستشار أوباما الخاص لأفغانستان وباكستان الذي وصفوه بالحيوان الجريح الذي يعيش هاجس فصله من منصبه.
 

لا شكّ أن القوات الأمريكية في أفغانستان تعيش وضعاً حرجاً وورطة حقيقية أكثر من تلك التي يعيشها المنتخب الفرنسي في جنوب أفريقيا، نتيجة أن الحرب في أفغانستان أصبحت شبه محسومة للمجاهدين الأفغان بقيادة حركة طالبان التي تتلقى دعماً كبيراً من معظم الشعب الأفغاني، ولولا هذا الدعم لما صمدت الحركة طوال تسع سنوات في مواجهة قوّات التحالف، ولا أدلّ على ميل الكفّة بوضوح في صالح طالبان إلا ما قرّره بعض زعماء القبائل في اجتماعهم الأخير «جيرغا السلام» الذي تمّ برعاية أمريكيّة من إطلاق الأسرى من قادة طالبان والطلب من مجلس الأمن رفع أسماء بعض قادة طالبان من قوائم الإرهاب، وتتجلى ورطة القوّات الأمريكيّة المحبطة في دفعها للأموال لقادة المليشيات الأفغانية لتأمين مرور قوافل الإمدادات للقوات الأمريكية في أفغانستان، وهذا ما انتهى إليه تقريرٌ أمريكيٌّ صادرٌ عن محققي الكونغرس الأمريكي الذي جاء فيه أن ملايين الدولارات من دافعي الضرائب الأمريكان تذهب إلى قادة المليشيات الأفغانية وربما طالبان لتأمين مرور قوافل الإمدادات، فإذا كانوا لا يستطيعون تأمين مرور قوافل إمداداتهم فكيف سينتصرون في حربهم ضدّ المجاهدين الأفغان؟
 
 
عند كلامها عن خروج المنتخب الفرنسي وصفت الـ CNN هذا الخروج بالمذلّ وأنّه تمّ بصورة مذلّة، ولكن لا ندري كيف ستصف وكالة الأخبار الأمريكية الشهيرة خروج القوات الأمريكيّة المنتظر من أفغانستان؟

 
المصدر: جريدة الوطن الكويتية

أحمد بن يوسف الدعيج

داعية كويتي متخصص في التاريخ الإسلامي

  • 5
  • 5
  • 10,180

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً