إيرينا الروسية تقبع في سجن يهود والسبب إبراهيم

منذ 2010-07-05

انسحبت إسرائيل جزئيا من محافظة بيت لحم بعد انتهاء أزمة كنيسة المهد، فخرج إبراهيم سراحنة هذه المرة مع زوجته الروسية إيرينا وابنتهما الرضيعة غزالة في نزهة داخل الخط الخضر..


في نهاية شهر آذار 2002 بعد اختتام القمة العربية الطارئة التي عقدت في بيروت وخرجت بما سمي بمبادرة الأمير عبد الله، رد مجرم الحرب شارون على تلك المبادرة باجتياح مدن الضفة الغربية في عملية عرفت إعلاميا باسم السور الواقي وتم خلالها ارتكاب العديد من المجازر في جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم.

في تلك الأجواء المشحونة ركبت طالبة فلسطينية بعد أن أدت الامتحان في مدرستها مع إبراهيم سراحنة الذي يحمل بطاقة هوية "إسرائيلية" لتمضي إلى أصعب وأهم امتحان في حياتها! تمكن إبراهيم الذي كان يمضي معظم أوقاته داخل الخط الأخضر والذي كان ماهرا وخبيرا في طرق القدس الغربية وشوارعها من تجاوز حواجز التفتيش الكثيرة والمعقدة لينزل الطالبة في حي كريات اوفيل الاستيطاني بالقدس الغربية المحتلة ثم عاد أدراجه. وما هي إلا لحظات إلا والعالم يهتز لسماع وقوع عملية جهادية بارزة نفذتها الطالبة آيات الأخرس. لقد بلغ من أثر تلك العملية أن توقعت صحيفة أوبزرفر البريطانية حدوث حالة في من الانهيار في العلاقات الأمريكية السعودية عقب نشر جريدة "الحياة" اللندنية قصيدة مؤثرة جادت بها قريحة الدكتور غازي القصيبي سفير المملكة العربية السعودية لدى بلاط سان جيمس حوت مقاطع رثى فيها آيات رحمها الله. ولقد حققت تلك العملية الجهادية الجريئة اختراقا لإجراءات شارون الأمنية التي اعتقدت حكومته وأجهزتها الأمنية أنه سيكون من الصعب بعد عملية السور الواقي تنفيذ عمليات جهادية .



انسحبت إسرائيل جزئيا من محافظة بيت لحم بعد انتهاء أزمة كنيسة المهد، فخرج إبراهيم سراحنة هذه المرة مع زوجته الروسية إيرينا وابنتهما الرضيعة غزالة في نزهة داخل الخط الخضر. ركب إبراهيم سيارته بعد أن وضع في صندوقها مستلزمات الرحلات مثل الفحم والكانون وانطلقت السيارة التي كان معه فيها أيضا شاب اسمه عيسى بدير وبرفقته طالبة جامعية اسمها عرين أحمد.
 


مع أن تخطي الحواجز الأمنية خاصة في مثل تلك الأجواء مهمة صعبة بكل المقاييس إلا إن إبراهيم وفق كما هو شأنه دائما من الوصول إلى هدفه. وعندما عاد إبراهيم سراحنة وزوجته ايرينا بصحبة ابنتهما الرضيعة لم يكن أحد يعرف أنهما لم يكونا في نزهة بل كانا في مهمة جهادية كان هدفها تنفيذ عملية استشهادية مزدوجة، سيتم فيها إحداث التفجير الأول في منطقة ريشون ليتسيون قرب تل أبيب والمقامة على قرية عيون قارة الفلسطينية المدمرة وبعد أن يتجمع رجال الشرطة والإسعاف يتم إنجاز التفجير الثاني. ومع أن الطالبة الجامعية (الأسيرة آلان عرين أحمد) قد تراجعت عن القيام بمهتمها إلا أن عيسى بدير الذي كان قد كتب على دفتره المدرسي أن أمنيته أن ينال الشهادة في سبيل الله أجاب إبراهيم على سؤاله التقليدي إن كان يريد التراجع بالنفي. وهكذا نفذ عيسى بدير عمليته الجهادية ليصبح أصغر استشهادي في الضفة الغربية.

لم يعلم أحد عن هذه الأدوار البطولية لإبراهيم سراحنة حتى تم القبض عليه وبعد عدة أيام قبض على زوجته الروسية ايرينا التي كانت قد أعلنت إسلامها وعاشت في مخيم الدهيشة كما يعيش سكانه. كان أمر اعتقال إبراهيم سراحنة حامل بطاقة الهوية "الإسرائيلية" مفاجأة لأفراد عائلته، لأنه لم يعرف عنه أي نشاط سياسي أو عسكري. وجاءت المفاجأة الأكبر عندما تبين أن إبراهيم سراحنة هو الذي قام بنقل عدد من المجاهدين الاستشهاديين من محافظة بيت لحم ممن كانوا نفذوا عمليات جهادية مدوية في القدس وتل أبيب!



تعرضت ايرينا المحتجزة الآن في سجن الرملة للنساء إلى أشد أنواع التعذيب، حيث تم التحقيق معها في معتقل المسكوبية بالقدس المحتلة، وكانت قد نقلت نتيجة للتعذيب الشديد إلى المستشفى أكثر من مرة. وقد تم انتزاع ابنتها غزالة التي لم تتجاوز عامين منها حيث تعيش في كنف عمتها في مخيم الدهيشة بعد اعتقال والدها ووالدتها وعمها قبل نحو عام.

كانت ايرينا التي أبلغتها سلطات الاحتلال أنها تنوي إبعادها إلى الخارج قد قدمت إلى المجتمع الصهيوني (كعائدة) من موطنها روسيا ولكنها اكتشفت عنصريته وفاشيته وظلمه فاختارت أن تنتقل إلى الجانب الآخر لتبقى إلى جانب زوجها وابنتها ومجتمعها الفلسطيني الذي اختارته مهما كان الثمن

 

المصدر: زكريا المدهون - غزة - موقع قاوم
  • 0
  • 0
  • 2,294

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً