خواطر غربية - الأبناء والعشر الآواخر من رمضان
صلاة التراويح أصبحت تقريبا المعلم الوحيد للاحساس برمضان في زمننا الحالي خاصة لهؤلاء المقيمين في الدول الغربية.
يعتبر رمضان من الذكريات الجميلة في طفولة كل منا؛ وحينما تكون الذكريات مرتبطة بصلاة التراويح خاصة بالعشر الآواخر، يكون للذكرى لذة أخرى تجعلك تشتاق لتكرار أحداثها عاما بعد عام.
فينبغي علينا أن نحرص على الاهتمام بصناعة الذكريات المرتبطة بالعبادات لينشأ الأطفال على طاعة الله فيكونوا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ولتصبح تلك العبادات عادات لا تنفك عنهم في الكبر فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "عودوا أبناؤكم الخير، فإن الخير عادة".
لذلك من المهم جدا أخذ الأبناء لصلاة التراويح بالمسجد خاصة هؤلاء المقيمين في الدول الغربية كون صلاة التراويح أصبحت تقريبا المعلم الوحيد للاحساس برمضان في زمننا الحالي وفيها يستشعرون معاني جمالية لا يجدوها بالبيت.
فحينما يذهب الأولاد إلى المساجد ويلتقون بالمسلمين من مختلف الأشكال والألوان والجنسيات ليؤدوا معا صلاة التراويح في خشوع وسكينة، فتكون بصمتها بقلب الطفل أعظم مما لو صلاها مع الأهل بالبيت.
ومع ذلك، حين نأتي للعشر الآواخر من رمضان، ينبغي صناعة ذكريات أخرى مميزة فيها ترابط أسري على طاعة الله، فنوقظهم لصلاة القيام مع والديهم وتعليمهم الحرص على الدعاء والتذلل بين يدي الله ليرزقهم الله جميعا بليلة القدر.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبيُّ ﷺ إذا دخل العشرُ؛ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ" (متفق عليه).
أسأله سبحانه أن يرزقنا من واسع فضله وأن ينبت أولادنا نباتا حسنا.
أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
20 رمضان 1437هـ
- التصنيف: