بالروح والدم لا تتراجع يا عباس
إن مثل هؤلاء الحكام لم يتبعوا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي»، قال الألباني عنه إسناده حسن...
أعتقد ومعي الكثيرون، أن الإعلان لعبةٌ ومناورةٌ قديمة لجأ إليها سابقاً الرئيس المصري عبد الناصر، عقب الهزيمة المذلة في 1967 والتي سميت نكسة التضليل...
وزيادة في التضليل كانت تمثيلية التنحي عقب الهزيمة، وأخرج الإتحاد الاشتراكي الجماهير الكادحة بمئات الآلاف ترفض التنحي، وتبكي على الزعيم الذي أراد أن يتحمل الهزيمة وحده ولا يحملها لأعوانه الذين ضيعوا البلاد والعباد باستهتارهم وضعفهم، ويفعلها اليوم عباس بعد أن ضيع حقوق الفلسطنيين!
إن مثل هؤلاء الحكام لم يتبعوا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي»، قال الألباني عنه إسناده حسن...
فتركوا كتاب الله تعالى، واتبعوا كتاب ماركس وبوش وأوباما وأمثالهم فضلوا وأضلوا الناس...
ومحمود عباس وعبد الناصر كلاهما مضيع لشرع الله تعالى، وعبد الناصر في حكمه لمصر استبد وطغى وعصف بالحريات وفتح المعتقلات للدعاة والإسلاميين، لكن عبد الناصر رغم كل المآخذ كانت له مواقف بالكلام تجاه الاستعمار والمحتل الصهيوني...
أما محمود عباس مستبد ولكنه لم يقدم أي شيء ضد المحتل لا بالكلام ولا بالأفعال!!
وقد تأخرت القضية الفلسطينية في عهد محمود عباس بصورة غير مسبوقة، وقد أعلن قراره بعدم خوض الانتخابات كي تخرج الجماهير المسكينة المُضللة تبكي وتستغيث: "بالروح بالدم نفديك يا عباس"...
ولكن المشهد في الضفة الغربية كان غير
ذلك فلم يخرج إلا مجموعة من الصبية المدفوعون من قوى الأمن والمصلحة،
ولم نشاهد الجماهير تقدم أراوحها فداءاً لعباس، وكأن لسأن الحال
لجماهير الشعب الفلسطيني يقول لعباس: "بالروح بالدم لا تتراجع يا عباس
عن قرارك الرشيد الذي غاب عنّا فترة طويلة".
وكيف لا تقولها وقد قالتها من قبل عندما رفضته رئيساً للوزراء في
حياة ياسر عرفات، فلم يستقر في منصبه شهوراً وقد عاد بعد اغتيال عرفات
بتأييد أمريكي غربي صليبي.
فوضعه الأمريكان وحلفاؤهم على رأس السلطة، فماذا كانت النتيجة؟
سيل من المواقف التي ضيعت حقوق الفلسطنيين منها على سبيل المثال لا
الحصر: إعلان رفضه للمقاومة والجهاد ضد المحتل الصهيوني، ومحاربته
للمقاومين المجاهدين خاصة حركتي حماس والجهاد بل وسخريته من المقاومة،
و تنفيذه لتوصيات دايتون، وسعيه للاستيلاء بالقوة على غزة الصامدة
وكانت النتيجة الانقسام بين الضفة وغزة، وانفراد حماس بتحرير غزة بعد
احباطها انقلاب دحلاني أمريكاني!!
وقد أوعز عباس للمندوب الفلسطيني أن يتقدم مع المــندوب اليهودي
الإسرائــيلي في مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار مشترك يعتبر فيه قطاع
غزة منطقة "خارجة على القانون"!
أي رسالة للمجتمع الدولي تقول: حاربوا معي غزة وحماس وحاصروهم بالجوع
كي يستسلموا لي ولكم!
ثم كان المشهد الأخير..القاضى ريتشارد جولد ستون (اليهودي)يقدم
تقريراً لمجلس حقوق الإنسان يدين فيه العدو الصهيوني ويتهمه بارتكاب
جرائم حرب في غزة، وعند التصويت على القرار وقفت 35 دولة تؤيده،
وبينما كان قرار الإدانة للعدو قاب قوسين أن يسطر لفضح جرائم الصهاينة
أمام العالم، إذا بالمندوب الفلسطيني بقرار من عباس يطلب تأجيل
القرار! فكأنت الصدمة والتساؤل الذي فرض نفسه من هول الصدمة لماذا
ولمصلحة من؟!
الموقف فضيحة سياسية، 35 دولة منهم فيتنام البعيدة في مجاهل آسيا
الغير مسلمة تؤيد القرار ومندوب عباس الفلسطيني يؤجل القرار!
لماذا؟ لأن (نتنياهو) رئيس وزراء العدو أعلن أنه لو تم تأييد القرار
فسيفضح عباس بنشر تسجيل له فيه كلام واضح بتأييد عباس لليهود الصهاينة
في حربهم وعدواهم لغزة وقتلهم الأطفال والأبرياء وهدمهم المنازل على
رؤوس الأبرياء...
ثم يظهر اليوم عباس ليعلن للعالم عدم خوضه الانتخابات، رغم أنه من
الناحية الدستورية انتهت مدة حكمه وهو يحكم ببدعة جديدة في ما يعرف
بالقانون الدستوري للحكم، وهي تأييد المجتمع الدولي له وتوافقه عليه
رغم أن الدساتير تعطي ذلك للشعوب، ولكن المجتمع الدولي يصر على محاولة
محو الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني البطل المجاهد، فقد عين عباس من
قبل ويصر على وجوده لأنه أكبر منفعة له ولا يختلف عن كرازي
أفغانستان...
ويظن محمود عباس أنه بذلك الإعلان وخروج مظاهرات الصبية وأصحاب
المصلحة أنها رسالة للمجتمع الدولي بأنه لا بديل له!!
ومن الطريف جداً أن أحد أنصار عباس خرج ليقول للعالم: "أن موقف عباس
هز الإدارة الأمريكية" (كما جاء على موقع الجزيرة)، وهو تصريح يدعو
إلى السخرية الشديدة...
والحقيقة أن عباس لا يستطيع هز حارة في فلسطين، وأن عباس لا يتحرك
قيد أنملة إلا بموافقة الأمريكان والصهاينة، والموقف خطة لبديل جديد
أو محاولة الظهور بشعبية رخيصة.
وأخيراً...
إني على يقين أن ذلك الموقف مناورة رخيصة، وهو الموقف الشريف الوحيد
الذي يحق أن تخرج من أجله الجماهير وتهتف: "بالروح بالدم لا تتراجع
ياعباس"، وعندها {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [سورة
الشعراء:227].
وتتمنى الجماهير العربية من بعض الحكام الذين ضيعوا دين الأمة وقضايا
الأمة أن يفعلوها، وتهتف لهم من قلبها بالروح بالدم لا تتراجعوا عسى
أن يأتي الله بقوم صالحين يحكموا بشرع الله تعالى بين الناس، ويوقظوا
الأمة من غفلتها، ويستردوا مقدساتها وأراضيها المحتلة ويقيموا العدل
بين الناس.
- التصنيف:
مقدسي
منذالشافعى احمد
منذ