من حسن إسلام المرء
بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
قيم وأخلاقيات وذوقيات ومبادئ حث الإسلام عليها ترقى بك إلى مكانة عالية سامية رفيعة في الدنيا والآخرة
قال ﷺ « » [ حديث حسن رواه الترمذي]
وفيه ألا تتدخل فيما لا تتعلق بك عنايته ولا يخصك ولا يهمك أمره
ويشبهه أيضا قوله ﷺ « » وقديما قالوا من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه.
أولاً: درس اجتماعي أن الانشغال بعيوب الناس والخوض في أعراضهم وأمورهم الشخصية وكشف وتتبع عوراتهم يسبب قطع الوصائل والوشائج وحبائل الود والمعروف وتوتر العلاقات بين أهل المجتمع الواحد.
وربما يكن سببا للبعد عن رحمة الله وجنته فعن أنس قال توفى رجل من أصحابه فقال رجل أبشر بالجنة فقال ﷺ « » رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب
ثانياً: درس أخلاقي حيث اهتمام الإسلام بمكارم الأخلاق والتي تثقل موازين العباد يوم التناد وتنهى عن سيئ الأخلاق كالتدخل فيما لا يعنيك وفضول والكلام فيما لا يفيد ولا ينبني عليه عمل حتى لا يهدر حياء المرء وتقل مكانته وقيمته وكرامته في المجتمع فينظر له باستهانة وسخرية واستهزاء وبغض.
ثالثاً: درس نفسي فترك ما لا يعني يمكننا من الراحة النفسية والطمأنينة وانشراح الصدر والحيوية والنشاط والإقبال وراحة البال.
أما الخائض فيما لا يعنيه قلق دائم وحيرة قاتلة مشتت الذهن مضطرب وحيران.
رابعاً: درس اقتصادي حيث توفير الطاقات البشرية والوقت والجهد والذهن فيما يفيد وينفع عملا وإنتاجا يعود بالنفع على الفرد والبيت والأهل والمجتمع والأمة
دقات قلب المرء قائلة له ........ إن الحياة دقائق وثواني
خامساً: درس دعوي فمهمة المسلم هى العبادة والبيان والتبليغ وإرشاد العباد وهدايتهم ونصحهم ونصرتهم وقضاء حوائجهم ورفع الظلم عنهم ورفعة الوطن وأهله وتيسير أموره وحفظ حدوده وخيراته وثرواته وإقامة العدل فيه فهذه تعنيك وتخصك وأمانة ملقاة على عاتقك وكاهلك فلا تبغي عنها بديلا لا يعنيك ولا طائل من وراءه وليجدك ربك حيث أمرك وليفتقدك حيث نهاك.
يقول [الإمام النووي] رحمه الله (اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيء).
يقول [الإمام السيوطي] (اعلم بأن الذوق السليم نتيجة الذكاء المفرط والذكاء المفرط نتيجة العقل الزائد والعقل الزائد سر أسكنه الله في أحب الخلق إليه وأحب الخلق إليه الأنبياء وخلاصة الأنبياء نبينا محمد ﷺ).
- التصنيف: