رمضان أقبل !
منذ 2010-07-29
رَمَضـانُ أقْبِـلْ! لم تَزلْ تهفو إِلى * * * لُقْيـاكَ أَحْنـاءٌ تئِــنُّ و تُشْفِـقُ <br /> وتظـلُّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـيْ تـرى * * * في الأفْـقِ يَطْلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ
رَمَضـانُ أقْبِـلْ! لم تَزلْ تهفو إِلى * * * لُقْيـاكَ أَحْنـاءٌ تئِــنُّ و تُشْفِـقُ
وتظـلُّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـيْ تـرى * * * في الأفْـقِ يَطْلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ
ترنـو لمطْلَعِـكَ
العيون! حنينُهـا * * * أمـلٌ وَشوْقٌ بَيْنَ ذلـك يَخْفُـقُ
غلَـبَ الأسـى
فينا وهاجَـتْ أَضلعٌ * * * بالذكريات وغـابَ صُبـحٌ مُشْـرِقُ
رمضـانُ أَقْبِلْ!
فالقلـوبُ كَليمـة * * * و النَّفْـس بيـن أنينهِـا تتمـزقُ
انظرْ إلى الساحات
ِ! هلْ تلْقى سوى * * * جُثـثٍ ٍٍ مُكـوَّمَّـة و طَرْفٍ
يُطـرقُ
وَهـزائمٍ تلْو
الهـزائم ! و القـوا * * * رِعُ والأسى موجٌ يَثـور و يُحْـدِقُ
وزلازلٍ مـلءَ
الـدَّيَـار كـأنّهـا * * * نُـذُرٌ تَشُـدُّ على القلوبِ و
تُطْبِـقُ
والناس! ويحَ
الناس في غمـراتهم * * * لـهـوٌ يُخَـدَّرُهُم و ذُلٌّ يَطْـرقُ
و تُسَـدُّ أبوابُ
المسالِـكِ دونهـمْ * * * قَـدَراً بمـا كَسَبوا وقهْـراً
يَصْعَـقُ
رمضـان! أَحْيِِ
الذكْـرَياتِ لعلَّنـا * * * يومـاً نُفيـق بِهـا ويوماً
نَسْبـقُ
أقْبِـلْ ببَدرٍ!
و الزحـوفُ غـنيّـةٌ * * * للهِ تصْفـو في الجهـادِ وَ
تَصْـدُقُ
و أعِـد لنا
ذِكْرى المياديـن الّتي * * * خَفَقَـتْ وجالَ بها الكمـاةُ
السُّبَّـقُ
و أعِـدْ لنـا
ذِكْرى الملاحِم رفرَفَتْ * * * راياتُهـا نَصْـراً يَعِـزُّ و
يَخْفِـقُ
كـلُّ المواقـع لم
تزل ذِكْـرى لنـا * * * بِـدَمٍ يفوح المِسْـك منـه ويَعْبـقُ
رَمضان! ويحي!
كَيْف نَلْقَاهُ وقـد * * * غَلـبَ الهـوانُ بنـا وغَابَ
المَنطِقُ
رمضـان أقْبِلْ!
ذكرياتُ النّصْـرِ لا * * * تُمْحـى! يُعيـدُكِ مغربٌ أو
مَشْـرقُ
قـد كنتَ يا
رمضـانُ شَهْـرَ إباءةٍ * * * عِـزَّاً أجـلَّ ورايـةً لـك
تسمـقُ
قـد كنـتَ شهـرَ
ملاحِمٍ ممتَـدَّةٍ * * * حقّـاً يَجُـولُ و آيَـةً لا تَخْـلـق
قَـدْ كنتَ
تشْهَـدُ أُمّـةً موصولـةً * * * صفّـاً تُجَمَّعُـهُ العُــرا و
الموْثِـقُ
واليـوم قَـدْ
غلـبَ الصّراعُ فَمُزَّقُوا * * * إرَبـاً على أهوائهـمْ و
تفـرّقُـوا
أُغْضـي حَيـاءً
إِنْ بَـدَتْ إطلالـةٌ * * * مِـنـه ونَحْـنُ بنا الهـوانٌ
المُرْهِقُ
الـدَّار! يا
لِلدار! كانَـتْ سـاحـةً * * * يُجْـلى بهـا مَغْنىً ورَوْضٌ
مُوْنِـقُ
أنّـى التفـتَّ
زُهـورُها فوّاحـةٌ * * * عَبَقـاً ومِسْـكٌ في الدّيـار
يُـفَتَّـقُ
وتُمَـدُّ
أغْصـانٌ يفيض عطاؤهـا * * * نُعمـى تطيبُ و كـلُّ غصنٍ مورقُ
واليـوم قد
ذَبُـلَـتْ أَزاهرنا وَجَفّـ * * * ـت في الدَّيار وغاض نبـعٌ
ريّـقُ
قـد كنتَ يا
رَمضان تُشْرق في ربى * * * الأقصى هُـدىً أَغْنى وحقّـاً
يَنْطـقُ
واليـوم يمـرَحُ
في مرابعـه اليهو * * * دُ وحولَـه صَمْـتٌ هنالـك مُطَبْـقُ
رِجْسٌ يسود على
الديـار و فتنـة ٌ * * * تعلـو وسُلْطـانٌ يُـذِلُّ و يـخْنُـقُ
المسجـدُ الأقصـى!
وطـالَ إِسارُهُ * * * وأنينُـه و حَـنـينُـه و تـشـوُّقُ
ويكاد يَصْرَخُ
ثُمّ تُطْـوَى صيحَـة * * * بين الضجيج وكـلُّ دَرْبٍ
مُغْـلَـقُ
رَمَضانُ
أقْبِـلْ! كَيْ تُعيد لنا جَـلا * * * لَ شَهـادةِ التَّـوحيـد
نُوْراًَ يُشْـرقُ
لِتَضُـمَّ
آفَـاقَ الـدَّيـار إِذا نـأتْ * * * ودَنَـتْ وطَـابَ جَمـالُها
المُتألَّـقُ
واليـومَ تُقْبـلُ
والـدَّيـارُ كَـأنّهـا * * * قِـطَعٌ تَنَـاثَـرُ في الفضَـاءِ
وتُطْلَقُ
ويـكاد
يَصْـرَعُني الأسى خجلاً لما * * * نلقى! أََميـلُ ! أردُّ طرفي!
أُطْرِقُ
انظُـرْ إِلـى
أُمَـمٍ هُنَـاكَ تهيَّـأت * * * لَكَ! قَـدْ أَعَـدَّتْ كلَّ مـا
يتحقّـق
جَمَعُوا أطاييب
الطَّعام و أسْـرفـوا * * * ومَضَـوْا إلى لهـوٍ يضجّ و يُحْـدق
يُحْيُـون
لَيْلَهُـمُ بأَفْنـانِ الهـوى * * * وإِلى دواعي " الفـنّ " حشدٌ
أسْبَـقٌ
ومَعَ النّهار
هُـمُ الغفـاةُ النائمــو * * * نَ وحَـوْلَهمْ زَحْـفُ العُـداةِ
المُطبِقُ
أيـن الذين
مَضَـوْا إذا ما جِئْتَهـمْ * * * هبّـوا لملحمـةٍ تـدورُ
وصـدَّقـوا
يحيـون
لَيْلَهُـمُ بـآيـات الهُـدى * * * ومـع النَّهـار هـم الأُبـاة
السُّبَّـقُ
قد كُنتَ تُشرقُ
في ربى الإسلام يَجْـ * * * مَعُهـا الهـدى ساحاً تَجـودُ
وتُغْدقُ
واليـومَ
مُزَّقَتِ الدّيـارُ و قُطّعَـتْ * * * تلك الحِبالُ وغـاب عنهـا
الرونَـقُ
أنّى التفـتَّ
اليـومَ تَلْقـى أَدْمُعـاً * * * حَـرّى تُصَـبُّ على دمٍ
يتـدَفّـقُ
تَلْقَى
الثَّكـالى واليتَـامى و الأَسـى * * * فَـوْقَ الوُجـوهِ تَغيبُ فيه
و تُرْهَـقُ
وتـرى المجازرَ
والعِـدا يتواثبـو * * * ن على الدّيـارِ وكلُّ وثْـبٍ موِبـقُ
وترى بني الإسلام
يَقْتُـل بعضُهـم * * * بعضـاً ويُمْعِـنُ في العِـداءِ
ويُغْرِقُ
وتَرَى عَـدوَّ
المُسْلمـين مَهَيْمِنـاً * * * يُلْقـي بأحْمـالِ الـهَـلاك
ويُطِلـقُ
مُتَـربَّصـاً!
متسلَّلاً! فُتِحَـتْ لـه * * * جُـلُّ الثُّغـور فجـال فيها
الفيلـقُ
وتَراهُ صفّـاً
واحِـداً مُتَمـاسكـاً * * * والمسْلمـون مَعَ الهَوان
تفـرَّقـوا
رَمَضان أَقْبِلْ!
وامسحَنَّ من الأسى * * * وأعِدْ لنـا الأمَـلَ الـذي يتـألَّـق
واغسلْ قلوب
المسلمين وضعْ بهـا * * * أملاً به تحيـا القلـوبُ و تخفـقُ
المصدر: عدنان علي رضا النحوي - موقع رمضانيات
- التصنيف: