السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 73- إذا أقبل أقبل جميعا !!

منذ 2016-08-03

كثيرا ما يتحدث أحدنا لغيره وهو ملتفت عنه دون قصد منه.

عن أبى هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ رُبَّمَا حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ:«حدثنيه أهدب الشفرين(1)، أبيض الكشحين(2)، إذا أقبل؛ أقبل جميعا، وإذا أدبر؛ أدبر جميعا، لم تر عين مثله، ولن تراه» ( صحيح الأدب المفرد / رقم: [192] )
 
كثيرا ما يتحدث أحدنا لغيره وهو ملتفت عنه دون قصد منه، وربما حدثك بعضهم على ذلك الحال؛ فيكون للوجد في نفسك مجال، ومُذْ عرفت هذا الحديث لفتني ما فيه من خلق رائق ونفيس: فما أجمل أن يُقبل المرء على محدثه جميعا، فيُبدي اهتماما رائقا ورفيعا، كأنه بفعله هذا يقول: بكليتي يا هذا أنا بك مشغول!

فأَجْمِلْ به من خلق كريم، دل عليه دين عظيم !

_____________________________________
(1)- ك-ش-ح
الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، وهو من لدن السرة إلى المتن، قال طرفة:

وآليت لا ينفك كشحي بطانة ** لعضب رقيق الشفرتين مهند

قال الأزهري: هما كشحان، وهو موقع السيف من المتقلد، وفي حديث سعد: إن أميركم هذا الأهضم الكشحين، أي دقيق الخصرين. قال ابن سيده: وقيل الكشحان جانبا البطن من ظاهر وباطن، وهما من الخيل كذلك. وقيل: الكشح ما بين الحجبة إلى الإبط. وقيل: هو الخصر. وقيل: هو الحشى. والكشح: أحد جانبي الوشاح. وقيل: إن الكشح من الجسم إنما سمي بذلك لوقوعه عليه. وفي الأساس: كما قيل للإزار الحقو. والمجاز: طوى كشحه على الأمر: أضمره وستره، هو نص عبارة الجوهري، وفي اللسان وغيره: طوى كشحه على أمر: استمر عليه، وكذلك الذاهب القاطع الرحم، قال:

طوى كشحا خليلك والجناحا   **    لبين منك ثم غدا صراحـا

(2)- الأهدب: الطويل الأشفار، الأَشْفارُ حروف الأَجفان التي ينبت عليها الشَّعر .

أم هانئ

  • 1
  • 0
  • 2,008
المقال السابق
72- سـؤال ؟!
المقال التالي
75- لا عزاء بل فرح و هناء !!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً