جدول رمضاني يومي للمرأة بتنظيم دقيق

منذ 2010-08-14

أخيّه.. قد أقبل عليك شهر عظيم شأنه، واسع فضله، يزخر بصيب الغنائم وخيرات عظائم، فليلة محراب العباد، ونهاره زاد للعباد، وأيامه جسر النجاة يوم المعاد، فحقيق عليك أن تستعدي لاستثماره، وتتهيئي لقطف ثماره في ليله ونهاره.


إن الحمد لله نحمده و نستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وبعد:

أخيّه.. قد أقبل عليك شهر عظيم شأنه، واسع فضله، يزخر بصيب الغنائم وخيرات عظائم، فليلة محراب العباد، ونهاره زاد للعباد، وأيامه جسر النجاة يوم المعاد، وشهر ذاك وصفه وذاك فضله حقيق عليك أن تستعدي لاستثماره، وتتهيئي لقطف ثماره في ليله ونهاره.
 

بشري العوالم أنت يا رمضان *** هتفت بك الأرجاء والأكوان
لك في السماء كواكب وضاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكان



أخواتي وحبيباتي..
هذا جدول مقترح لاستغلال ساعات هذا الشهر العظيم وأيامه بالذات في قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة، فإن كثير من الأخوات يخرجن من رمضان ولم تختم كتاب الله إلا مرة واحدة أو مرتين على الأكثر.
لذلك رأينا وضع هذا الجدول المقترح والمجرب لترتيب وقتك أخيتي في رمضان فسارعي ونافسي واحرصي أيتها المباركة.

يبدأ نظام هذا الجدول المقترح من وقت السحر وحتى اليوم الثاني في الوقت نفسه.
وبالطبع يختلف وقت السحر والثلث الأخير من الليل من بلد إلى آخر مع مراعاة فارق التوقيت.

ونقول: كيف تحسبين وقت الثلث الأخير من الليل؟
الجواب: يحسب وقت الثلث الأخير من الليل بتقسيم الوقت من صلاة المغرب إلى وقت صلاة الفجر 3 أجزاء.
فلو فرضنا أن المغرب يؤذن في بلد الساعة السادسة والفجر يؤذن الساعة الثالثة، فأصبح عدد الساعات من المغرب إلى الفجر 12 ساعة نقسمها على 3 فتصبح أربع ساعات.
من 6 المغرب إلى 10 ليلا (الثلث الأول).
من 10 ليلا إلى 2 ليلا (الثلث الثاني).
من 2ليلا إلى 6 فجرا (الثلث الثالث) وفيه يكون التنزل الإلهي، ومن هنا تكون نقطة بداية تلك المرأة الصالحة القانتة.
تنطلق من الثانية أو الثالثة من جوف الليل تقف بين يدي الله تناجيه وتتلو آياته وتصلي ما شاء الله لها من ركعات.


وقت السحر:
هو وقت قبل طلوع الفجر الصادق بنصف ساعة أو أقل تقريبا، فتكون المرأة معدة فيه لقيمات للسحور تعين على صيام اليوم تحتسب فيها الأجر وامتثال أمر سيد البشر صلى الله عليه وسلم « تسحروا فإن في السحور بركة» [صحيح البخاري:1923].
فإذا أذّن المؤذن لصلاة الفجر تردد معه وتدعو بالدعاء المأثور "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة.... الحديث"

ثم تصلي رغيبة الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها وتجلس تدعو الله في مصلاها بين الآذان والإقامة ولها أن تضطجع على شقها الأيمن تأسيا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، ثم تقوم لصلاة الفجر.

وبعد أن تردد أذكار ما بعد الصلاة وأذكار الصباح في مصلاها تشرع في قراءة جزأين من كتاب الله حتى يحين وقت صلاة الإشراق فتصلي ركعتين بأجر حجة وعمرة تامة تامة.
ثم - إن شاءت - أخذت قسطا من الراحة.


وقبيل الظهر تستعد لصلاة الظهر ثم تصلي الراتبة القبلية والبعدية لصلاة الظهر وتقرأ حزبا من كتاب الله ثم تنطلق لأعمالها المنزلية وتجهيز الإفطار لأسرتها محتسبة في ذلك وحتى قبل صلاة العصر وبنصف ساعة تقريبا تنطلق إلى محرابها لتستعد لصلاتها وتقرأ حزبا من كتاب الله حتى يؤذن العصر فتصلي ركعتين بين الأذان والإقامة ثم تصلي فريضة العصر.
وبهذا تكون أنهت قراءة ثلاثة أجزاء من كتاب الله.
ثم تستأنف أعمالها المنزلية ومع أبنائها وقبيل صلاة المغرب بثلث ساعة أقل شيء تتفرغ المرأة لتغتنم اللحظات المباركة والنفحات الرحمانية في ذلك الوقت الفضيل.
وقد أعدت إفطار أسرتها.


وبعد صلاة المغرب تقضي ما بقي عليها من واجبات تجاه زوجها وأبنائها تراجع لهم دروسهم وتنظر وترعى المحتاج لها منهم، ثم تتوجه لكتاب الله لتقرأ حزبا من كتاب الله.


وقبيل صلاة العشاء تقوم متطهرة لتستعد لصلاة العشاء والتراويح إما في بيتها أو في مسجد حيها مع الضوابط الشرعية.
وبعد انتهاءها من صلاة العشاء والتراويح تتوجه لتنظيم أحوال أبنائها وأمورها المعاشية وتكون هنا قد دخلت في الثلث الثاني من الليل، فتجلس في مصلاها تقرأ حزبا من القرآن يستغرق منها 15دقيقة تقريبا.

ثم تتوجه للنوم وحتى يحين الثلث الأخير من الليل تستيقظ لتستأنف باقي طاعاتها مبتدأة بقراءة جزء من كتاب الله.


وبهذا تكون قد أتمت قراءة خمسة أجزاء في يومها وليلتها وبهذا التنظيم تستطيع أن تختم كتاب الله في رمضان خمس مرات بفضل الله وتوفيقه وترتيبها لأوقاتها وبعدها عن الفوضوية في الوقت.

- جزأين بعد صلاة الفجر.
- حزبا بعد صلاة الظهر.
- حزبا قبل صلاة العصر.
- حزبا بعد صلاة المغرب.
- حزبا بعد صلاة التراويح.
- جزءا في الثلث الأخير من الليل.
أخيرا أخواتي أذكر نفسي وإياكن بإخلاص العمل لله وحده ومجاهدة النفس في ذلك والتقوي على طاعة الله بالدعاء بأن يوفقك الله إلى طاعته ويتقبلها منك.
ولا ننسى قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت:69].

اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلا.


 

المصدر: أم البـراء - موقع رمضانيات
  • 3
  • 0
  • 18,564

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً