الإيمان بالنصر ضرورة مرحلية
الإيمان بالنصر ضرورة مرحلية رغم سوء الواقع، لكنه محرك واعد لإعادة قراءة حال الأمة الإيماني والعقدي، وتفهم أسباب البناء النوعي لا الكمي فحسب.
قناة وليد الهويريني:
وصول طلائع القوات الألمانية ومن قبلها الفرنسية والأمريكية إلى سوريا يمهد لقيام دولة الأكراد كضمان استراتيجي لعزل الأتراك ومنع تحالفهم العربي.
قيام الدولة الكردية ولو نظريًا، يعني عزل أنقرة عن محيطها الإسلامي من الجنوب، وبالتالي إجهاض مشروع التوافق السعودي التركي في مواجهة التمدد الإيراني.
الدولة الكردية مثار قلق لكل من أنقرة وطهران، يكمن الفارق في استهداف وحدة الأراضي التركية من جهة لمشاغلتها، وإخضاع المجوس أكثر لنزوات الغرب من جهة أخرى.
الداخل الإيراني لا ينطوي تحت أجندة الغرب في الوقت الراهن، بخلاف الداخل التركي، بعد تعاظم مشروع (الأسلمة)، وعودة الأتراك التدريجي لجذورهم.
الأمريكيون يراهنون على علمانية الكرد، بعد فشل النموذج العلماني في تركيا، الذي اتخذ منه حزب العدالة جسرًا لإعادة الإسلام إلى الواجهة.
مع تقدم الأحداث وسقوط أقنعة النظام الدولي، بدأ الغرب في الإعلان عن أهدافه بشكل مباشر، وأضحت قواتهم إلى جانب قوى غير نظامية في سباق مع الزمن.
ميليشيا الحشد الشعبي، أنتجها الغزو الصليبي للعراق، كما أعاد إنتاج ميليشيا الكرد في سوريا، فالأولى لحصار العرب، والثانية لمشاغلة حدود الترك.
الفوضى التي تعصف بالمنطقة، يرجى من خلالها هيمنة إسرائيل على أجواء المنطقة، وجعلها كالطوق الوحيد، لضمان أمن الحدود، وتحييد حروب الاستنزاف.
تركيا تتفهم الوضع العربي، وتدرك حجم القيد الغربي عليها، ولذلك تحافظ على علاقتها بإيران كدولة مؤسسات، وتزيد من نفوذها في أفريقيا وجنوب أمريكا، كما تضاعف انتاجها العسكري النوعي لردع قوى الابتزاز الدولي.
أظهر الغرب (المنافق)، انزعاجًا كبيرًا بعد القيود التي فرضتها الرياض على التمدد الإيراني رغم محدوديتها، ولهذا يمارسون سياسة الابتزاز الرخيص تارة باسم الحقوق وأخرى بالتورط في دعم الإرهاب زورًا.
اختلال ميزان القوى في العراق، سمح للمجوس عبر أجندتهم العسكرية، بإطلاق تهديداتهم للداخل الخليجي، كل ذلك مع غطاء أمريكي ورغبة دولية في التصعيد لاستثمار أجواء الاحتقان كما سلف بين إيران والعراق.
لا يمكن استعادة التوازن في العراق بالدخول في التحالفات الدولية، بل إقامة ألوية عسكرية ودعم المقاومة للمشروع المجوسي لارتباطه بنظيره الصليبي التوسعي وتأخير نضجوه.
مما يبعث على الفأل، أن جل سياسات النظام الدولي ومشروعها الفوضوي في المنطقة، تأتي لخدمة اليهود الذين جاء فيهم الوعد القرآني بالفناء والزوال.
الإيمان بالنصر ضرورة مرحلية رغم سوء الواقع، لكنه محرك واعد لإعادة قراءة حال الأمة الإيماني والعقدي، وتفهم أسباب البناء النوعي لا الكمي فحسب.
عادل محمد الحوالي
- التصنيف: