معتقل وادى النطرون

منذ 2010-09-09

ويبقى التذكرة أنه لما تخوفت الدولة من سلطان الجماعة الاسلامية فى امبابة فى بداية التسعينات بناء على تقرير رويتر الذى ضخم مما يحدث وقال دولة امبابة قامت الدولة بكل أجهزتها وحاصرت امبابة واعتقلت الآلاف فى ليلة واحدة !



وادي النطرون منطقة تقع على طريق مصر-الإسكندرية الصحراوي يوجد بها معتقل شهير للإسلاميين يسمى معتقل وادي النطرون. الدولة بنظامها القانوني الظالم تصدر قرار اعتقال فتعتقل المسلمين به وتضعهم في هذا المعتقل وغيره، والمحامون من خلال عملهم القانوني يتقدمون بتظلم لرئيس محكمة الاستئناف فيحدد جلسة لنظر التظلم أمام محكمة الجنايات فتصدر قرارها سواء بالإفراج أو استمرار حبس المعتقل وفي كل الأحوال يدور كل هذا من خلال إطار قانوني ظالم صحيح ولا يمت للعدل بصلة بل كله ظلم في ظلم لكن الشاهد أن الدولة تمارس سلطانها وجبروتها بشكل قانوني.


لكن في تصريح لافت لوسائل الإعلام قال الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا يوم 7 سبتمبر أمام قيادات أمنية ومحافظ مطروح: "أن وفاء قسطنطين تعيش الآن في دير وادي النطرون وتقضي يومها بين القراءة وترجمة المقالات لأنها تمتلك عقلية مثقفة، أما كاميليا شحاتة فلا أعلم مكانها" وهو تأكيد من شخصية قيادية أن وفاء قسطنطين تقيم في وادي النطرون رغم أنني قدمت بلاغا للنائب العام منذ خمس سنوات ولم يتم التصرف فيه حتى الآن طالبت فيه بالتحقق من اختفاء وفاء قسطنطين وسؤالها عن سبب اختفائها وتفتيش الأديرة التي تعتبر خارج القانون وخروجها للرأي العام لتعلن بحريتها عقيدتها وقد أقام الشيخ يوسف البدري دعوى أمام القضاء الاداري طالب فيها بظهور وفاء ومثولها أمام المحكمة وأجلت المحكمة جلساتها مرات عديدة لحضور وفاء ولكنها لم تظهر.


ورغم أن الدكتور والعالم الفاضل زغلول النجار صرح أنها قتلت بناء على تصريح شخصية سياسية له وقامت الكنيسة وأعلنت أنها ستظهر ولم تظهر وفاء حتى الآن وصرحت مصادر مسيحية غير أرثوذكسية أنه ربما تم تهريبها لاستراليا.
الشاهد مما قدمت أن أي محامي أو مواطن يحرر محضر أو يقدم بلاغاً في قسم لابد من قيام القسم أو النيابة بعمل استيفاء للمحضر واستدعاء الشخص المتهم أو الذي يدور حوله البلاغ أو الشكوى لاستيفاء المحضر معه.

لكن مع وفاء قسطنطين لم تتحرك النيابة العامة في جريمة اختفاء قسري وإكراه على تغيير العقيدة وحبس بدون وجه حق والأكثر مصيبة أنه من جهة لا تملك مثقال ذرة حق للقيام بذلك، ورفضت الكنيسة ظهورها بل رفضوا ظهورها أمام القضاء، لماذا؟ سؤال هام إن كانت كما قال باخوم حية ومثقفة وتقرأ فلماذا وبأي سلطة في هذا البلد تمنع المرأة العاقلة المثقفة من الحرية ومن يملك منعها من القضاء؟!!


الحقيقة أن دير وادي النطرون كما هو واضح من الكلام مقر اعتقال إداري بسلطان الأنبا شنودة حاكم الدولة المسيحية في مصر وللأسف هذا ما يبدو لأنه ليس لأحد الحق في اعتقال شخص - ولو ظلماً - إلا وزير الداخلية هو من خوله قانون الطوارئ البغيض ذلك الحق في ظلم المعارضين بشكل قانوني ولا يوجد في أي كتاب قانون أو حتى كلمة تشير إلى أن هذا الحق القانوني أعطي بموجب قانون الطوارئ للأنبا شنودة.


لكن الواضح أنه قانون عرفي غير مكتوب بين الدولة الضعيفة والكنيسة المستقوية بالغرب وهو كالقانون الانجلو ساكسوني أعطته الدولة الضعيفة للكنيسة التي لا تملك بموجب نصوص دينها سلطة سياسية مطلقاً أو أي سلطة قانونية لكن ضعف الدولة والرضوخ للابتزاز الطائفي جعل الدولة تعطي من لا يستحق ما لا حق له مطلقاً، ليتبلور الموقف عن مأساة جديدة وهي مأساة المواطنة كاميليا التي أسلمت لله وقبل إسلامها أو بعده هي مواطنة مصرية الجهة الوحيدة التي تملك قرار إيقافها أو حجزها هي النيابة العامة ولكن النيابة العامة لم تصدر أي قرار بذلك لأن المواطنة المصرية كاميليا شحاتة لم ترتكب أدنى مخالفة قانونية وليست هاربة من أي حكم قضائي ولو بغرامة بعشرة قروش.


ولكن المصيبة أن كاميليا محتجزة بقرار كنسي في مكان لا يعلمه باخوم الذي هو مطران مطروح وشمال أفريقيا وما وراء البحار واستطاع أن يعرف مكان وفاء قسطنطين التي عجزت الدولة بكل أجهزتها أن تعرفه.
ويبدو أنها معتقلة في معتقل خاص أو أن باخوم لا يقول الحقيقة في كلا الأمرين سواء بالنسبة لوفاء أو كاميليا.


ويبقى التذكرة أنه لما تخوفت الدولة من سلطان الجماعة الإسلامية في إمبابة في بداية التسعينات بناء على تقرير رويتر الذي ضخم مما يحدث قامت الدولة بكل أجهزتها بمحاصرة إمبابة واعتقلت الآلاف في ليلة واحدة للاشتباه وأغلقت مساجد لتحقق عدم وجود أي سلطة خارج سلطة الدولة وحمد المثقفون وباركوا سقوط دولة إمبابة للإسلاميين لأنها كما زعموا خارجة على القانون، والشباب المسلم لم يفعل مثقال ذرة مما تفعله الكنيسة الآن، فلم يعتقلوا أو يحتجزوا إنسانا قام بتجاوزات قانونية غير مقبولة بحسب مفهومهم الشرعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنها تجاوزات لا ترتقي أبداً لذرة من تجاوزات الكنيسة في خروجها على القانون والأدهى أنها بتواطؤ من الدولة أو سكوت أدهى من التواطؤ.


واللافت أن المثقفين في مصر المسيطرين على وسائل الإعلام لم يتحرك واحد منهم يندد بذلك الخروج الكنسي على سلطة الدولة ولم يكتب أحد منهم عن دولة الكنيسة كما كتبوا عن دولة امبابة!!!

بل يزداد الأمر مرارة أن تجد كثير منهم يستحيون أن يدافعوا عن إسلامهم وعن امرأة ضعيفة مثل كاميليا شحاتة لا حول لها ولا قوة قالت: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".


والله قسم غير حانث لو أنها هتفت للبرادعي واعتقلت لأنبرى لها ألف كاتب وصحفي وبرنامج في الفضائيات، ومما يحزنني أن كاتب كبير ومحترم مثل الأستاذ فهمي هويدي يقول في الجزيرة أنه غير متأكد من إسلامها، والسؤال: ما الذي يمنعك من التحقق والتأكد وأنت الكاتب الذي يملك من مصادر المعلومات الكثير. وهل الدفاع عن مسلمة مما يستحيى منه؟! لا والله إنه لفخر في الدنيا والآخرة أن تنصر مظلوما ً


وأخيراً كما قامت الدولة بدخول المساجد في إمبابة للبحث عن المتطرفين كما زعمت ولتحقيق القانون فإن العدالة الآن تناديها أن تبسط قانونها على كل أراضي مصر بما فيها معتقل وادي النطرون بالطبع ليس شديدة الحراسة الذي يقبع فيه الإسلاميون ولكن دير وادي النطرون الذي تقبع فيه وفاء وغيرها من المظلومات لتحريرهم من سلطة خارج نطاق القانون ولتحريك البلاغ الذي قدمته من خمس سنوات، فقد شاهد شاهد من أهلها المطران باخوم بمكانها فهل يتحقق ذلك؟

وإن لم يحدث فلا تلم الدولة بعد ذلك أي خارج على القانون سواء أبو مشرط البلطجي أو الإرهابي الذي يمارس العنف .

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 4,856

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً