أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان

منذ 2010-09-26

وسيكتب التاريخ أن نهاية هذه الدولة المارقة، أكبر دولة إرهابية عرفها التاريخ كانت علي أيدي المسلمين المقاومين في العراق وفي أفغانستان. فهذه القوي العسكرية الغاشمة التي استخدمت أكثر الأسلحة فتكا في تاريخ البشرية تاهت في أفغانستان أفقر دولة اسلامية

لا أدري لماذا تاهت العقول ولم تعد تري حقيقة انهيار أمريكا التي تشبه ضوء النهار، ولا أعرف سببا لحالة العمي التي تسود واقعنا الإعلامي والسياسي تجاه الغرب وأمريكا، والعيش في انكسارات الماضي رغم أن الحاضر يقرع الآذان بحدوث انقلابات لكل الأوضاع الاستراتيجية لصالحنا ويبشر بنهوض الأمة.

أمريكا كقوة امبراطورية علي فراش المرض، أو بمعني أدق في غرفة الإنعاش، وهي في النزع الأخير، تنتظر لحظة إعلان الوفاة، فالمسألة مسألة وقت ليس إلا. وهي مشغولة الآن بسحب ماتبقي من أذرعها الطويلة التي تقطعت والتقوقع خلف حدودها وراء الأطلنطي.

وسيكتب التاريخ أن نهاية هذه الدولة المارقة، أكبر دولة إرهابية عرفها التاريخ كانت علي أيدي المسلمين المقاومين في العراق وفي أفغانستان. فهذه القوي العسكرية الغاشمة التي استخدمت أكثر الأسلحة فتكا في تاريخ البشرية تاهت في أفغانستان أفقر دولة اسلامية، وتدمر جيشها في العراق الخارج من أطول حصار لدولة اسلامية دام أكثر من عقد من الزمان.

الهروب الأمريكي الكبير من العراق، والاستعداد الجاري لهروب مماثل من أفغانستان خروج من حفرتي النار لانقاذ ما تبقي من جيوش الغرب التي تم تحطيمها وتدميرها في ساحات القتال علي أيدي مجاهدين بأسلحة بسيطة لا تتناسب مع حجم آلة الدمار الصليبية.

من يتابع المعسكر المعادي يجد الأمريكيين وهم يتحدثون عن نكساتهم المتلاحقة، والغربيون ينتقدون أمريكا التي ورطتهم في هذه الحروب الخاسرة.

العسكريون والسياسيون الأمريكيون يهاجم بعضهم بعضا بسبب العجز أمام المجاهدين المسلمين، والتقارير والدراسات التي تعدها أجهزتهم تشير إلي أن الجيش الأمريكي أنهك بما يجعله غير قادر عن الدفاع عن أمريكا إن تعرضت لهجوم، وهذا الضعف هو الذي يجعل أمريكا عاجزة أمام المشروع النووي الايراني ولم يعد أمام دعاة الحرب الأمريكيين سوي اسرائيل لتقوم بالمهمة، مع أن اسرائيل هي الأخرى تحت الحصار وليست أحسن حالا بعد هزيمتها في لبنان والرعب الذي تحياه تحت القصف الصاروخي من غزة.

الحرب استنزفت أمريكا ، لقد انهار اقتصادها ومعظم دول الغرب التي شاركت معها ولن يتوقف هذا الانهيار علي المدي القريب، ولن تفلح خطط التقشف وضغط الميزانيات التي تحولت الي موجة غربية.

من يسمع أو يقرأ خطب الرئيس الأمريكي يتأكد أن أمريكا لن تقم لها قائمة أخري. أوباما يؤكد في كل مناسبة أن أمريكا تعاني علي كل المستويات، بما فيها التعليم والصحة وليس فقط عسكريا واقتصاديا، وتبدو وكأنها من دول العالم الثالث.

إن نجاح أوباما نفسه كرئيس أسود دليل علي أن الحرب تسببت في الضربة القاضية للمجمع العسكري الصناعي الذي يقود أمريكا الذي يريد أن يستعيد عافيته من خلال مليارات الدولارات في صفقات السلاح مع بعض دول الخليج.

ورغم كل ذلك فإن اعلامنا المجرم لازال يحدثنا عن القوة العظمي والسوبر باور والعصر الأمريكي!!

العالم كله يقرأ حقيقة الأفول الأمريكي. روسيا قرأت وتعمل لاستعادة قوتها. والصين تتمدد وتريد شغل الفراغ. وفرنسا تراودها الأوهام في أن تستعيد نفوذها وتحل بدلا من أمريكا فأنشأت قاعدة عسكرية لها في الخليج وتنشط عسكريا في شمال أفريقيا.
ايران تقرأ هذه الحقيقة وتلاعب أمريكا علي مسرح بات مكشوفا.
القاعدة تصارع أمريكا بالكر والفر وتتمدد هي الأخري رغم تراجع شعبيتها في كثير من الدول لدخولها في صدامات مع بعض الحكومات المحلية وارتكاب أخطاء استراتيجية.

كوريا الشمالية تتحدي وتتوعد.
فنزويلا وكوبا ودول أمريكا اللاتينية تناطح أمريكا.

العالم يتغير إلا العرب الذين يعيشون في الذل والهوان، بسبب حكامهم، الذين أخلدوا إلى الأرض بين عميل وخائن وجبان ومستضعف، وبعضهم يدمر نفسه ويخوض الحروب الحرام ضد فئات من الشعب من أجل أمريكا والغرب تحت شعار "مكافحة الارهاب" المفضوح.

وحدهم حكام العرب الذين يركعون للصنم المنهار، ويعبدون الوهم.

الاعلاميون العرب يتصنعون الغباء والعمي وهم أشبه بشهود الزور الذين يرون الحق ويقولون الباطل ويدافعون عن الحرام.

النخب الفاسدة في الدول العربية ترفع شعارات الاصلاح في الصباح، وتجلس مع الأمريكيين في المساء تطلب ودهم ودعمهم، وبعضهم يسافر الي واشنطن يعرض عمالته.

السياسيون الضالون الذين يملأون الدنيا ضجيجا، الذين يعشقون الكاميرات ويشغلون الأمة بقضايا بعيدة عن قضية الأمة الأصلية وهي التحرر من الاحتلال الأمريكي والغربي.

الأمة اليوم تحتاج الي من يقودها لتحقيق التحرر الذي لم يتم.
الاحتلال لازال قائما ويعمل من خلال أعوانه علي الاستمرار ومقاومة كل جهد وطني مخلص.
يسأل البعض سؤالا استنكاريا: من اين نبدأ؟
هل تستطيع الكويت وقطر والامارات وليبيا مواجهة أمريكا؟
هل يستطيع الأردن ولبنان؟
هل يستطيع السودان؟
هل وهل وهل؟

علي الجميع أن يواجه معا، ولم يعد هناك سببا للتردد، فالمشروع العسكري الغربي انكسر والثور الهائج مذبوح علي الأرض، وجاءت الفرصة التي طالما حلم بها المسلمون للتخلص من الارهاب الغربي.

علي مر التاريخ كانت القوة العربية تتمثل في 3 دول كبري: العراق والشام ومصر.
الأولي دمروها ومزقوها، والثانية قسموها، والثالثة هي التي لازالت هي الأمل رغم ما حل بها ورغم أنهم يطوقونها.

مصر هي الأمل وهي القادرة علي قيادة الأمة في معركة التحرير، فهي دعوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وبها خير أجناد الأرض، لكن مصرتحتاج الي قيادة واعية بدلا من القيادة الحالية التي سلمت مصر للأعداء.
مصر تحتاج الي مقاتل مسلم يعرف قدر مصر ويخلصها من الخزي الذي تعيشه وينهي عصر الإجرام الذي حارب الاسلام وعبد الشيطان.

ما ضاعت الأمة وعلا الأعداء إلا لأن مصر غائبة.
مصر هي محور أي اصلاح في الأمة وهي كالقلب إن تعافت صلحت الأمة وان فسدت فسدت الأمة.
ولن تنصلح مصر إلا بالكفر بأمريكا وقطع علاقة التبعية والتمرد علي الهيمنة الغربية.
مصر تحتاج الي تجديد ايمانها، فكلمة "لا اله الا الله" اليوم تعني البراءة من عبادة أمريكا قبل الايمان بالله، فلا يمكن الايمان بأمريكا وبالله الواحد في نفس الوقت.

ولكن إلى أن تستيقظ مصر، علي كل فرد في الأمة أن يعمل علي انهاء الاحتلال الغربي، كل قدر استطاعته، و ليكن الشعار الذي يحكم حركتنا هو "التصدي للحلف الأمريكي الصهيوني".
علينا دعم روح الصمود والمقاومة في الأمة وإحياء فريضة الجهاد ضد الغزو العسكري لبلاد الاسلام.
علينا دعم الصمود الفسطيني بكل الوسائل إلي أن يظهر صلاح الدين جديد يحرر بيت المقدس.
علينا كشف عملاء وأعوان وأبواق الاحتلال الغربي في العالم الاسلامي وفضحهم وإبطال المكر السييء، فهؤلاء هم طلائع الغزاة الأمامية التي تهدف الي تحطيم إرادتنا وإضعاف مناعتنا.

علينا دعم صمود أطراف العالم الاسلامي واستعادة تركيا الي الأمة ليقوى القلب ويستعيد عافيته ليضخ الدماء في جسد المارد الاسلامي النائم منذ قرنين أو ثلاثة فقط، ليعيد التوازن الي العالم الذي خربه الغرب أثناء هذه الغفوة الطويلة.
الأمم والشعوب في انتظار شيء واحد للخلاص وإنهاء الظلم، هو دحر الاستعمار الغربي وانهاء سيطرته علي العالم.


[email protected]

المصدر: العرب نيوز

عامر عبد المنعم

كاتب صحفي

  • 35
  • 2
  • 16,962
  • أبو شامل

      منذ
    و ما النصر إلا من عند الله
  • اسماعيل ربابعة

      منذ
    والله هذا الكلام يحيي النفوس والقلوب ويستحق أن يكتب بماء الذهب وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. كم نحتاج الى أمثالك لبث روح العزيمة ورفع اطنان الخور والضعف ،والوثوق بنصر الله جل جلاله "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا..." كان خالد بن الوليد مع جيشه في مواجهة الروم فقال رجل من الطابور الخامس مثقل بالخور والفتور ما أكثر الروم وأقل المسلمين كلمة تهزم جيش فقال خالد "اسكت بل ما أقل الروم وأكثر المسلمين وددت أن هذه الشقراء"فرسه "عوفيت في رجلها وضوعف في العدد. ولقد حذر عليه الصلاة والسلام من التشاؤم وسوء الظن فقال كما عند مسلم:" من قال أن الناس هلكوا فهو أهلكهم " بفتح الام وبضمها. ولا تنسوا الأية من سورة النجم "وانه أهلك عادا الأولى " اذا هنالك عدا ثانية وثالثة ولو عقدت مقارنة بين أمريكيا وعاد الاولى لوجدت وجوه تشابه بينهماوأنت في مدادك هذا لم تتكلم الا في واقع محسوس .تفاءلوا بالخير تجدوه هذا ما جادت به القريحة والسلام .واذا عندك مثل هذا الكلام فتكرم وابعثه لنا .
  • أبو عزام

      منذ
    جزاك الله خير أخي أنا معك ،ولكن أملنالا أن يشغل الفراغ فقط مكان أمريكا ولاكن ليقود البشرية نحو الرحمة التي تتمثل في إتباع المنهج الرباني ولن يحدث ذلك إلا بالرجوع لكتاب الله وسنة نبيه المصطفى
  • ابو حفص المصرى

      منذ
    ذكر صاحب المقال ان سبب انهيار امريكا هو المقاومه و الصحيح هو الجهاد لان كل الفصائل التى رفعت شعار المقاومه استسلمت فى النهاية لامريكا و تم شراؤهم مثال العراق الجيش الاسلامى و كتائب ثورة العشرين و فى افغانستان تم شراء حلف الشمال بقيادة الهالك احمد شاه مسعود و ربانى و سياف . بينما الفصائل الجهاديه هى التى ثبتت فقط فى المعركه ففى العراق و بعد مرور 8 سنوات ثبت فقط كلا من دولة العراق الاسلاميه و انصار الاسلام و فى افغانستان ثبتت طالبان و القاعده و كلا منهم امتزج بالاخر و يراجع تصريحات الملا برادر و الملا داد الله و الملا عبد القاسم ريمى . اذن القول ان القاعدة تراجعت شعبيتها قول خاطىء 100% فالذين يجاهدوا اليوم فى العراق و افغانستان هم ابناء القاعده او على الاقل مناصرين للقاعده و محبين لقادته. و ذكر صاحب المقال ان بعض حكام العرب منهم الخونه و العملاء اذن ما ضير القاعده ان تحارب الخونه و العملاء قال تعالى "اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة فى الزبر " ومن قرا التاريخ علم ان صلاح الدين حارب العبيدين قبل الصليبين فهم الشوكه و كذلك اليوم فالذين يصدون الشباب عن تحربر فلسطين هم هؤلاء العملاء الطواغيت الذين نصبوا انفسهم الهة لشعوبهم يحكمون فيهم بقوانينهم الوضعيه و يسعوت فى الارض فسادا. لابد ان تعترف بالحقيقه ان اليوم الذى يرفع راية الجهاد هم تنظيم القاعده و الذبن انتهجوا منهج الجهاد فالجهاد هو منهج التغيير. اللهم اتصر المجاهدين و اهلك الطواغيت
  • nada

      منذ
    مقال قيه الكثير من الحقائق لكنه يضخم الانهيار الامريكي
  • nada

      منذ
    صدقت والله.لولا كثرة العملاء و الخونة بداخل الصف العربى لقلنا أن الأمل موجود فى هذه الحقبة الزمنية لتنتصر العرب...لكن للأسف لا توجد أى بادرة أمل فى ظل هذه القيادات المزعومة المضلة و المضللة الخائنة لشعوبهاو الخائنة لميثاق الأخوة و الدين
  • nada

      منذ
    المقال جميل ورائع وفيه من المنطق الكثير لكن افتقر الى الدقه والموضوعيه في اخره عندما قرر ان خلاص الامه بيد مصر وهذا ظلم للامه الاسلاميه لان الخلاص لن ياتي على يد مصر مع احترامي لمصر الخلاص لا ياتي الا بالوحده والعزيمه والاصرار ومصر هي للاسف من ضمن بعض الدول التي تروج للذل والهوان ومصادقة اميركا والكيان الصهيوني المغتصب فكيف يكون الخلاص على يديها يجب ان تنزع مصرالاحتلال الداخلي عنها
  • أبوعبدالله

      منذ
    السب في الحكام والطعن فيهم علنا إنما يهيج العامة عليهم ولا يأتي بخير على الأمة. هذا لم يكن منهج المرسلين ولا أئمة الإسلام لا الإمام أحمد ولا شيخ الإسلام ابن تيمية ولا غيرهم. الإلتفاف حولهم ومناصحتهم سرا خير لهم ولنا. إن سقوط الحاكم وضعف هيبته قد يؤدي إلى مصائب أعظم من تفلت الأمن وإباحة الدماء والأموال وإنتهاك الحرمات كما هو حاصل في بعض بلاد الإسلام لسيما الصومال وباكستان. إن الحل الجذري لمصائبنا، وهو حل طويل لكنه هو ما سنه المرسلون، هو بالعودة إلى الدين والإهتمام بالعلم إهتمام جديا وتزكية الأنفس والصبر الجميل حتى يأذن الله للأمة أن تنتصر وذلك عندما تكون أهلا لذلك. وإن النصر والتمكين ليس هدفا للمرسلين إنما الهدف من الدين وإرسال الرسل أن يعبد الله في الأرض على بصيرة ونور. وأما التمكين والظهور يأتي تبعا لذلك إن شاء رب العالمين فإنه هو الحكيم العليم والله أعلم وأجل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً