ما بين عَشرٍ أواخر وعَشرٍ أوائل: أين أنت؟
كن حاجًّا بقلبك.. طُف حول رضى ربك عز وجل، وارجم شهواتِك ودنياك، واسْعَ بين الطاعاتِ ساجدًا راكعًا ذاكرًا مُكبّرًا ملبّيًا تائبا وَجِلًا منكسرا.
كل عام، ما بين عشرٍ أواخر من رمضان حيث بدأ نزول القرآن، وعشرٍ أوائل من ذي الحجة حيث انتهى إكمال الدين، أعمارٌ من الغفلة و التقصير والتفريط.. فمتى تدع المماطلة أيُها المَدِين.....؟
مدينون أنا وأنتم.. وقد ثقُلَ علينا الدَّيْنُ فأخلَدَتْ قلوبُنا إلى الأرض واثّاقَلَتْ..
فهلمَّ نتنفسِ الإيمانَ ونجاهدِ النفوسَ على الحضور خُشَّعًا في أحبّ الأيام إلى من أسبغَ علينا النعمةَ وأتمَّها، ونُقرِضِ اللهَ -عز وجل- قرضًا حسنًا يضاعِفْه لنا ويغفرْ به لنا...
قد صبر علينا الحليمُ الكريمُ دهرًا طويلا، ما سخره لنا أصلًا إلا لنعبده....
وقَبِِل مَعذرتَنا ومُراوغَتَنا وتفلُّتَنا وتملُّصَنا وتسويفَنا مراتٍ ومراتٍ تَتْرَى.. أولم يأنِ لقلبٍ خلقَه الرحمنُ بيديه أن يستحي ويسجد ويقترب....؟
عبادَ وإماءَ الله...
جافُوا المضاجعَ.. وتوضؤوا.. وشدوا المآزر... وأيقظوا القلوب.. فإن أبَتْ، فانضَحُوا في وجهها الماءَ، وأحضروها لشهود خير أيام الدهر... واسعوا في العَشرِ، سَعْيَ أُمِّ إسماعيل وراء ماء الحياة في الصحراء..
فها هي السوق مقامة لمن يرجون تجارة لن تبور... وتأهبوا لذروة موسم التجارة: يوم عرفة... فإن كانت العشرُ خيرُ أيامِ الله، فعرفةُ مِن خِيارها... يومُ إكمال الدين وإتمام النعمة..
يومُ مباهاة الملِك العزيز الكريم بالحجيج وأقرانهم -وعسانا نكون منهم- فالحجُّ ليس للحجاج فقط..
فكن حاجًّا بقلبك.. طُف حول رضى ربك عز وجل، وارجُم شهواتِك ودنياك، واسْعَ بين الطاعاتِ ساجدًا راكعًا ذاكرًا مُكبّرًا ملبّيًا تائبا وَجِلًا منكسرا.. وليكن مبيتُ قلبِك كل ليلةٍ في فُرُش النقاء والتقوى والإخلاص، الخالية من كل حقد أو غل أو جاهلية أو حسد أو نفاق، فساءت مَبيتًا....عسى يعود قلبك بعد حَجِّه، كما ولدتك أمك: قلباَ سليماَ..
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر ولله الحمد
- التصنيف:
- المصدر: