أمتنا و الفيس بوك - مقدمة

منذ 2016-09-16

سأستعرض بإذن الله أبعاد الأزمة بشكلٍ أغلبي سريعٍ من واقع تجارب كثيرين، كي نقفَ على حجمِ المأساة، وثِقل المعضــلة، وننتبه من انســـياقنا هذا بلا تفكير أو مراجعة، ثم بعد ذلك بعون الله أُردِفُ بالمخرج كما أراه وأجتهد في إيجــاده، لكن لن نستفيد من الحلول ما لم ندرك خطورة المشكلة، ونعتقدُ أهميةَ وحتميةَ وجودِ حَلٍّ لها قبل أن تضيع أجــيالٌ وأجـــيالٌ في تلك المحرقة الزرقـــاء!

فاتح إيه؟ فيس؟ الفيس ده إدمان!
ألقى عبارته المستفزة في وجهي في القطار وكِلَانَا واقفٌ من شدة الزحام، لمَّا رَآنِي منهمكاً في هاتفي أقَلِّبُ صفحات الفيس بوك، نظرتُ إليه شزِرًا فرأيتُ شابّاً عادياً لا تُوحي ملامحه بتميز فكري أو ديني ؛ فقذفتُهُ بشرَرٍ من النظرات والعبارات التي تسفِّهه، ورُحتُ أدافع وأنافحُ وأكافحُ عن الفيس وأنه حسب الاستخدام والفائدة فيه كبيرة لكن الناس لا يستغلونه بشكل صحيح... إلخ!

بعد أعوام قليلة من هذا الموقف القصــير؛ أفقتُ من أسطورة الوهم هذه على صدماتٍ عنيفةٍ وواقع أعنف رأيته في نفسي وإخواني وأسرتي ومجتمعي وطلاب العلم والدعاة والشباب والكبار والصغار والذكور والإناث، الجمـــيع تقريبا حاشا استثناءاتٍ لا قيمة لها ولا تُغَيِّرُ في هذا البحر الخضم شيئا مذكورا!

صحيحٌ أنني استفدتُ وتغيرتُ كــثيراً في نواحٍ عدّة وكذلك غيري، لكن الفائدة لا تبلغ أبدًا مقدار الأزمة التي أعيشها أنا وغيري ممن أعرف وتعــرفون جمــــيعاً!

وأنا أقصــد أن أجعل الفيس بوك محورَ حديثي الأصــيل؛ كونه متعدد الخدمات والخاصيات، وكونه الأوسع انتشاراً ورواجاً بين العامة والخاصة وخاصة الخاصة في العالم والبلاد العربية خصوصاً، وبلدي مصر بشكل أخص، كما أنه أكثر التصاقاً وامتزاجاً بالنفس البشرية بشكلٍ يصعب معه التخلص منه مع توالي المحاولات المستميتة للانفكاك من قيوده والانعتاق من رِبقته.

في المقالات التالية :

سأستعرض بإذن الله أبعاد الأزمة بشكلٍ أغلبي سريعٍ من واقع تجارب كثيرين، كي نقفَ على حجمِ المأساة، وثِقل المعضــلة، وننتبه من انســـياقنا هذا بلا تفكير أو مراجعة، ثم بعد ذلك بعون الله أُردِفُ بالمخرج كما أراه وأجتهد في إيجــاده، لكن لن نستفيد من الحلول ما لم ندرك خطورة المشكلة، ونعتقدُ أهميةَ وحتميةَ وجودِ حَلٍّ لها قبل أن تضيع أجــيالٌ وأجـــيالٌ في تلك المحرقة الزرقـــاء!
اللهم ســـددنا ووفقــــنا يا رب العالمـــين وأخلص النيات لوجهك وانفع بها وارفــع ..
(يتـــبع)
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

إبراهيم بن نبيل سابق

باحث شرعي - حاصل على ليسانس دراسات إسلامية - شعبة الشريعة - بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف

  • 5
  • 1
  • 2,904
 
المقال التالي
أبعاد الأزمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً