العلاقة المفروضة بين الإسلام والسياسة2

منذ 2016-09-21

إن هذا الدين يحدد الهدف بتكليف إقامة الدين وتمكينه، وتصبح السياسة هي أخذ وتطبيق الوسائل التفصيلية في تحصيل المصالح والسعي للوصول الى هذا الهدف

العلاقة المفروضة بين الإسلام والسياسة
(2) المحور الثاني: امتثال وتطبيق أحكام هذا الدين..
أ- إن هذا الدين يحدد الهدف بتكليف إقامة الدين وتمكينه، وتصبح السياسة هي أخذ وتطبيق الوسائل التفصيلية في تحصيل المصالح والسعي للوصول الى هذا الهدف، سواءً السعي الى حالة التمكين، أو بعد التمكين بتحقيق إقامة الدين واستقرار قيامه ونشـره في الأرض قياماً بوظيفة نشر الرسالة، فالدافع إلى السياسة هو الدين، والذي يحدد الهدف هو الدين، والمكلِف بالعمل هو الدين.
ولا بد من هدفٍ في العملية السياسية؛ فإذا غاب الدين فمن يصنع الهدف؟ الأهواء أم الشهوات أم المصالح المضطربة بلا ضوابط؟!.
ب- إنشاء المؤسسات المعبرة عن قيم هذا الدين والمحقِقة لأحكامه مثل:
مؤسسات الشورى، وآلياتها لتحقيق التمثيل الحقيقي والحر للأمة ولإرادتها، والقدرة على عزل الحكام عند الانحراف وتعيين من يستحق، والحسبة على الإمام، وأمره ونهيه، وإلزامه بالشورى تعبيراً عن إرادة الأمة ليصدُر هو عن رأي الأمة، وهم ـ عند ذلك ـ يسمعون له ويطيعون.
فبتمثيلهم للأمة تمثيلاً حقيقياً، وباجتماعهم على الإمام؛ تكون الأمة كلها مجتمعةً حول الإمام وتكون كلمة الأمة واحدة، ويكون الإمام في أقوى حالاته إذِ اجتمعت الأمة كلها حوله من خلال مؤسسات الشورى، وصدر هو عن شوراهم، وسمعوا هم له وأطاعوا.
- ومثل مؤسسة الحسبة للحفاظ على عدم انتهاك الحرمات الظاهرة ،وإقامة الفرائض الظاهرة، ومنع المظالم والتشاحن، وللتحقيق السـريع والفوري للعدل في قضايا كثيرةٍ ناجزة، ولتحقيق استقرار قيم المجتمع وعدم التلاعب بها.
- وكذا مؤسسات الوقف، وما تمثله من بناءٍ ذاتي للأمة وتحقيق القدرة على التعليم والتطوير والصحة والرعاية للفقراء ولقطاعات كثيرة؛ فلا يتأثر الفقراء بتقلبات اقتصاد الدولة، وكذا لا تتأثر الأحوال الاجتماعية أو مشاريع النهضة والتنمية بل يكون لها دافعها الذاتي وتمويلها من الأمة.
- واليوم يصبح الإعلام والتعليم في الدولـة الحديثة، ونظام التحكّم المركزي والمؤسسـي للدولة فيهما، وبما يمثلانه من خطورةٍ شديدةٍ في تشكيل الوعي؛ لتضمن الأمة تمثيل عقيدتها وقيمها وتماسكها الاجتماعي وعدم السماح لفئاتٍ قذرةٍ خلقياً أو منحرفةٍ عقائدياً من التلاعب أو تغيير ثوابت الأمة أو زحزحتها عن دينها وقيمها وهويتها.
- وكذا غيرها من المؤسسات التي تظهر حاجة المسلمين اليها.
ج. تغطية المجالات التي انحسـر عنها التقنين والاجتهاد الإسلامي، وبالتالي الممارسة الإسلامية في التطبيق المعاصر، بسبب عدم التطبيق القانوني الجاد لأحكام هذا الدين، ويتمثل هذا في السياسة القائمة على الإسلام والملتزمة بأحكامه والمحققة لمقاصده، وكذا الاقتصاد الإسلامي، وعلم الاجتماع الإسلامي، والفن والسينما والمسـرح والأغنية والقصة، ومجالات الإنتاج الفني والأدبي المختلفة على أسس وتصورات وأحكام وقيم الإسلام، بما يحقق الهدف الأخلاقي والمتعة والانضباط والارتفاع بالمجتمع.. وهو جهدٌ كبيرٌ مطلـوب بإلحاح لسد فراغٍ هائلٍ ملأه العلمانيون والإباحيون بقيمٍ غربيةٍ وإلحادٍ وإباحية، أو على الأقل بمجافاة وتغييب لهذا الدين.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 2,461

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً