خواطر حول الحراك الثوري
لتيارات المسماة بالمدنية لن تصعد غضبها وحراكها الثوري حيث لا قوةٌ جماهيريةٌ غالبةٌ ولا رموزٌ لديها، فرموزها حرقت جميعها، فالتصعيد سيلقي بالثورة في حال نجاحها في حجر الإسلاميين. ومن ثم هم يشترطون عليهم أولًا، لا مكان لكم، ارجعوا إلى الخلف.
التيارات المسماة بالمدنية لن تصعد غضبها وحراكها الثوري حيث لا قوةٌ جماهيريةٌ غالبةٌ ولا رموزٌ لديها، فرموزها حرقت جميعها، فالتصعيد سيلقي بالثورة في حال نجاحها في حجر الإسلاميين. ومن ثم هم يشترطون عليهم أولًا، لا مكان لكم، ارجعوا إلى الخلف.
التيار الإسلامي على الرغم من قوته الجماهيرية واستعدادها للتضحية، يعلم أنه غير مقبول دوليًا أو إقليميًا، ولذا قيادته تخشى الحسم بعيدًا عن الرغبة الدولية والإقليمية حتى لا تأتيها الإجابة: حلب، وأخواتها السابقة أو اللاحقة. ولذا قيادته تبحث عن التيارات التي يطلق عليها مدنيةُ لتختبئ خلفها.
المأساة: أنه اعترافٌ ضمنيٌ من الطرفين بالوصاية الخارجية، وعدم القدرة على الحسم وتغيير الصورة منفردًا.
المصارحة: إن كانت القيادة تخشى على الجماهير من مصير حلب أو الرقة، وهذا ليس عيبا، فلتخبر الجماهير بالحقيقة لتختار طريقها. فإن كانت الأنظمة اللا أخلاقية تخيرهم بين أن تحكمهم أو تقتلهم، فقد تختار الجماهير أن تحيى في ديارها كريمة، أو تحيى عند ربها كريمة. وعلى أي حال كان الأمر سيكون خيارها وعن بصيرة.
في يوم العقبة؛ حين أراد الأنصار مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، ودعوته للهجرة للمدينة، وإقامة الدولة. قام أسعد بن زرارة رضي الله عنه؛ فقال: رويدًا أهل يثرب، إن إخراجه اليوم (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) مفارقةً للعرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف إذا مستكم، وقتل خياركم، فخذوه وأجركم على الله، وإما تخافون من أنفسكم خيفة، فذروه هو أعذر لكم عند الله.
التجارب الفاشلة: تجربة طالبان انتهت تحت القصف الجوي، التجربة السورية يتم وأدها اليوم تحت القصف الجوى أيضًا.
تنظيم الدولة ليس بأحسن حالًا منهما، فقد تم طرده من عين العرب (كوباني) تحت وقع أكثر من 15 ألف طلعةٍ جويةٍ لم تبق بها حجرًا على حجر. وهكذا؛ إذا توقف القصف الجوي تمدد، وإذا نشط انكمش. وما يسيطر عليه من أرض ليس ذا قيمة إستراتيجية، بل هو محصورٌ فيما يشبه معسكر الاعتقال.
الجيش العراقي النظامي بدباباته وصورايخه وآلياته اختفى في أقل من شهرٍ تحت القصف الجوي والصاروخي.
القوة الرمي: قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي» (صحيح مسلم: 1917).
ولا تنتظر من أحد أن يمدك بمضاداتٍ للدروع أو الطائرات، فقد أخبركم أسعد بن زرارة أن هذا فيه: مفارقةٌ للعرب كافة. فاعتبر بمن سبقك، حتى لا تكون عبرةً لغيرك، وانزع شوكك بيدك.
التجارب الناجحة: جاءت في حركة جماهيرٍ واعيةٍ شكلت حاضنةً شعبيةً، لم تترك نهبًا للبطش يعصف بها كيف شاء، ولم تترك السماء حكرًا على الخصوم، وإنما شاركتهم فيها، فحققت قدرًا من التوازن أبقاها عشر سنواتٍ حتى الآن بالرغم من الحصار.
- التصنيف: