خواطر من عرفات

منذ 2010-11-01

عرفات يا رمز الأمة، والرسالة! عرفات كم وقفت بساحك جموع، وسالت على ثراك دموع، وتعارف على راحتيك الناس، وذابت في محيطك الأجناس، وبورك منكسر ورُدَّ شديد المراس..



عرفات يا رمز الأمة، والرسالة! عرفات كم وقفت بساحك جموع، وسالت على ثراك دموع، وتعارف على راحتيك الناس، وذابت في محيطك الأجناس، وبورك منكسر ورُدَّ شديد المراس.
كم تعانقت فوقك قلوب، وفرجت على ثراك كروب، ومحيت أوزار وذنوب.
كم امتزجت فيك دموع المذنبين، وتعانقت أصوات المستغفرين، وتوحدت رغبات الراغبين.. كم تجردت فيك النيات، وسالت على جنباتك العبرات، وخشع أهل الأرض لخالق الأرض والسموات.

أيها المسلمون: كم تغلي قلوب أعدائكم حقدًا!! وكم عضَّوا أناملهم غيظًا وحسدًا!! {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[البقرة 105] .
هم يريدون أن يقطعوا دابر الدين كي تخور القوى، ويُتَبع الهوى، وتَعُمُّ البلوى.
كي لا يعز دين، ولا يقوى يقين، ولا يتم تمكين.
كيف يُضْحِي بأسنا بيننا شديدًا.
وأملنا في العودة إلى المنبع الرائق بعيدًا.


أيها الأحباب: إن الذي أمركم بالتلبية فلبيتم، وبالحج فحججتم، وبالوقوف هنا فوقفتم هو الذي قال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
وتسلحوا لهم بالتقوى فمن أراد غنى بغير مال، وعزًا بغير جاه، ومهابة بغير سلطان فليتق الله.
فإن الله -عز وجل- يأبى أن يذل إلا من عصاه.

وتذكروا جيدًا وصية نبيكم منذ ألف وأربعمائة عام يوم النحر في منى وهو يقول ويقرر، ويوصي ويحذر: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم. ألا هل بلغت؟» قالوا: نعم، قال: «اللهم اشهد. فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع. فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض»[رواه البخاري].

فاذكروا ذلك جيدًا -واعلموا أن الأمة التي تعمل بالمعاصي وتحيد عن أمر الله تسقط وتنهار، ولستم والله أفضل من سعد بن أبي وقاص -بطل القادسية المبشر بالجنة، السابق إلى الإسلام- ومع كل ذلك هذه وصية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- له وهو متأهب للمسير إلى القادسية حيث قال له: (يا سعد‍‍!)، لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله وصاحب رسول الله.
فإن الله -عز وجل- لا يمحو السيء بالسيء، ولكنه يمحو السيئة بالحسنة، يا سعد! إن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته.
فالناس جميعًا شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء. الله ربهم وهم عباده، يتفاضلون بالتقوى، ويدركون ما عنده بالطاعة)، فكونوا -رحمكم الله- على المؤمنين قلوبًا صافية، وعلى أعداء دينكم أسودًا ضارية.


أنسيتم أيها الأحباب غضبة رسولكم حيث أقسم ألا يبيت اليهود بالمدينة وقد أنجز ذلك، أنسيتم غضبة الهادئ الوديع الساكن أبي بكر حين زمجر وقال: (والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه).

أنسيتم غضبة نور الدين حينما وقع الأقصى أسيرًا في أيدي الصليبية فظل حزينًا عابسًا ولما سأله سائل: (لم لا تضحك؟) قال: (أستحي من الله أن أبتسم والأقصى أسير في أيدي الأعداء!!) والآن أيها الأحباب متى تُحَركُنا مصاحف تُحرق، ومساجد تُهْدَم، وأعراض تُنْتَهَك، وأطفال أطهار يداسون بالأقدام، ودموع في عين القدس وكشمير والبوسنة والهرسك وارتيريا والصومال وغيرها.

رُبَّ وامعتصماهُ انطلقت مِلءَ أفواهِ الصبايا اليُتَّمِ لامستْ أسماعَهُمْ لكنَّها لم تلامِسْ نخْوةَ المعتصم نريدها أمة جادة في القول والعمل، إن قالت فبعلم، وإن سالمت فبعلم، وإن حاربت فبعلم، وإن قررت فبعلم، ليست عابثة، ولا لاهية، ولا غافلة.

يقول يحيي بن معاذ -رحمه الله-: (القلوب كالقدور تغلي في الصدور، ومغارفها ألسنتها. فانتظر الرجل حتى يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، من بين حلو وحامض وعذب ومالح. يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه).


روى البخاري عن عدي بن حاتم الطائي -رضي الله عنه- قال: (وفدت في وفد على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فجعل يدعو رجلًا رجلًا ويُسميهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى!! أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا، فقال عدي: فلا أبالي إذًا).
فهذا رصيده وهذا مناط فخره، ورأس ماله، وقوام شخصيته.

إن الهمم العالية لا ترضى بالدنئ ولا تقنع إلا بمعالي الأمور: قلت للصقر وهو في الجو عال اهبط الأرضَ فالهواء جديبُ قال لي الصقر: في جناحي وعزمي وعنانِ السماءِ مرعىً خصيبُ وهذا المرعى لا شك يجهله الأرضيون، حيث ثقلة الأرض ومطامع الأرض.
وتصورات الأرض، ثقلة الخوف على الحياة، والخوف على المال، والخوف على اللذائذ، والمصالح والمتاع، ثقلة الدعة والراحة والاستقرار:


أتُسبى المسلمات بكل ثغرٍ *** وعيش المسلمين إذن يطيبُ؟
أما لله والإسلام حقُّ *** يدافع عنه شبانٌ وشيبُ؟
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا اللهَ وَيْحَكُمُ أَجِيبوا
 

المصدر: أحمد بن محمد حسبو
  • 2
  • 0
  • 6,550
  • الشافعى احمد

      منذ
    كيف حالك يا فضيله الامام خالد الغامدى وكيف حال الاولاد والاهل والاسره الكريمه كل عام وانتم جميعا بخير تقبل الله منا ومنكم وانتم يا ائمه بيت الله الحرام وائمه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم واعاده الله علينا وعليكم وعلى الامه الاسلاميه بالخير واليمن والبركات وانتم يا اخواننا فى موقع طريق الاسلام نعم الاصحاب والرفقاء والاخوه كل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم اسئل الله ان يجمعنا جميعا هكذا فى الحياه الدنيا اخوه فى الله واحبه فى الله اعزه على الكافرين اذله على المؤمنين لايخافون فى الله لومه لائم على اعداء الدين والمله قلوبهم مثل زبر الحديد ومع اليتامى والفقراء والمساكين كانهم عبيد عندهم فى خدمتهم كذالك كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوبكر وعمر وعثمان وعلى كان سيدنا ابو بكر رضى الله عنه الذى قال فيه سبحانه ثانى اثنين اذهما فى الغار اذيقول لصاحبه لاتحزن وقال فيه سبحانه ولسوف يرضى كان يدخل خيمه عجوز عمياء ينظف خيمتها ويرشها بالماء ويصنع لها الطعام وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى كان ينزل القران موافقا لرائيه ينفخ فى النار تحت القدر والمراه تطبخ الطعام وهو ينفخ فى النار حتى تخلل الدخان من لحيته وهو نائم على الارض ويحمل شوال الدقيق على ظهره لها ولاولادها هكذا كانوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الضعفاء والفقراء ومن تشبه بقوم حشر معهم كل عام وانتم بخير يا علماء المسلمين وجزاكم الله عنى وعن الاسلام خير الجزاء وان قدر الله لنا اللقاء نتقابل العام القادم على عرفات ان شاء الله قال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء فى رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً